أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - حول الدين والاعتقاد والدليل العقلي: الإمام المهدي نموذجا














المزيد.....

حول الدين والاعتقاد والدليل العقلي: الإمام المهدي نموذجا


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند الشيعة الإمامية الإثنا عشرية "يجب أن يكون اعتقاد المسلم بأصول الدين عن دليل وبرهان، ولا يجوز له أن يقلّد فيها بمعنى أن يقبل كلام أحد فيها دونما دليل".
أي أن الدليل العقلي هنا شرط لحصول الاعتقاد بأصول الدين، بمعنى أنه شرط للإعتقاد بالتوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة، والمعاد. فالدليل العقلي، لا الاعتماد على رأي الفقيه و"تقليده"، ضروري لحصول الاعتقاد: بالله وبالنبي وباليوم الآخر ثم بالأئمة الإثني عشر وأخيرا بالعدل. فلقد تم تأسيس علاقة شرطية بين الدليل العقلي وبين الاعتقاد.
لكن هذا الاعتقاد، في نظري، لايمكن أن يستند إلى العقل. فعلى سبيل المثال لو تطرقنا إلى مسألة الإمامة، وبالذات إمامة الإمام الثاني عشر، المهدي محمد ابن الحسن العسكري، سنجد بأنها لاتلتقي بتاتا مع الدليل والبرهان.
فالإمام المهدي الذي ولد، حسب الشيعة، في سامراء ليلة 15 من شهر شعبان سنة 255 هجرية، وأن أمه هي السيدة نرجس، "هو آخر حجج الله على الأرض، وخاتم خلفاء رسول الله، وآخر ائمة المسلمين الاثني عشر، وهو بعد في دار الدنيا قد أطال الله تعالى - بمشيئته - عمره الشريف، وهو غائب عن الأبصار وسيظهر في آخر الزمان بعدما ملئت الدنيا ظلما وجورا ليملأها عدلا وقسطا" (كتاب "المسائل الإسلامية" للمرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي، دار العلوم للتحقيق والنشر، بيروت - لبنان، 1994).
هذا التعريف عن الإمام المهدي يمكن له أن يلتقي مع مفهوم الإيمان، لكنه لا يلتقي مع الدليل والبرهان العقليين، بالتالي هو يُدخل مسألة "أن يكون الاعتقاد بأصول الدين عن دليل وبرهان" في خانة الشك وعدم الدقة.
أما إذا قلنا بأننا "نؤمن" بما جاء حول الإمام المهدي دون الاستناد إلى الأدلة والبراهين العقلية، فذلك سيكون مقبولا. لكن حينما نقول بأننا نعتقد أن ما جاء بشأن الإمام المهدي يستند إلى "الأدلة والبراهين" العقلية، فإنه لابد من تهيئة تلك البراهين – أولا - لكي ندلل - ثانيا - على صحة هذا الاعتقاد. فالأدلة والبراهين العقلية تثير أسئلة تشكك بمسائل اعتقادية عدة، مثل ولادة الإمام المهدي واختفائه حتى هذه اللحظة، في حين أن "الإيمان" به، بولادته واختفائه وظهوره، وإبعاد الأدلة العقلية عن هذا المجال، مجال الإيمان، يجنب المسألة الشكوك، ذلك لأن الإيمان لا يخضع للأدلة والبراهين العقلية وبالتالي لايخضع للشك، في حين أن أحد نتائج البحث في الدليل العقلي هو الشك.
إن البعض يؤكد على أن الاعتقاد بأصول الدين لايحتاج إلى أدلة وبراهين عقلية، بل هو شأن إيماني. بمعنى أن مسؤولية المؤمنين لاتكمن في التأكيد على حاجة الاعتقاد إلى دليل وبرهان، لأن ذلك سيحوّل الإيمان بالمعتقد إلى شأن عقلي وموضوع بشري من صنع الإنسان، في حين إن الإيمان شأن غيبي لايستمد وجوده من الأرض بل من السماء، وبالتالي لابد من التفريق بين الموضوع البشري الأرضي والموضوع الغيبي السماوي.
وإذا كان هناك من يدّعي بأن من مسؤولية الأدلة العقلية أن ترد على الأسئلة المتعلقة بالاعتقاد الديني وبأصول الدين، فإنها بالتالي لابد أن تتغلغل في كل مناحي هذا الاعتقاد، أي في المناحي الغيبية الإيمانية التي لايمكن للعقل أن يجد له موضع قدم فيها.
إن حديثنا هنا لا يتعلق بحقيقة الدين وصدقه بل يتعلق بكيفية الاعتقاد وطريقة تحقيق هذا الصدق، حيث لايمكن له ان يستند إلى العقل بل عليه أن يستند إلى الإيمان، هذا فحسب.
بمعنى أنه: قد لايستطيع المؤمن أن يثبت حقيقة الدين من خلال الأدلة والبراهين العقلية، لكن من خلال الإيمان، لا يستطيع أحد أن ينفي هذه الحقيقة أو يدّعي بأنها كاذبة. فإذا استطاع شخص أن يشرح لشخص مؤمن بأن أدلة وبراهين وجود الله ضعيفة، وهذا المؤمن لم يستطع أن يرد على تلك الأدلة، فإن ذلك لايؤدي بالضرورة إلى زعزعة إيمان المؤمن.
لذلك، هناك العديد من الباحثين في الشأن الديني يعتقدون بأن وجود الإمام المهدي لايمكن أن يستند إلى أدلة وبراهين عقلية، بل يقوم على الإيمان به انطلاقا من أصل الأمامة. بالتالي يعتقد هؤلاء بأنه لايوجد دليل عقلي واحد يثبت بأن هناك إماما يكنّى بالمهدي وعمره الآن يتجاوز 1200 عاما. ويضيف هؤلاء بأن هناك جهات عدة لايمكن أن يقبلوا بولادة الإمام المهدي، منهم غير المسلمين، وغير الشيعة من المسلمين، والشيعة الذين هم ليسوا إثنا عشرية، كالشيعة الإسماعيلية، وأصحاب الإمام الحادي عشر الإمام العسكري، كذلك أخته.
إن عدم وجود الدليل العقلي لايعني بالضرورة إنكار مسألة الإمام المهدي. فإنكار المسلمين لألوهية النبي عيسى لايعني نفس المعنى بالنسبة للمسيحيين، كما لم يؤد ذلك إلى شعورهم بالإهانة. فإنكار البعض لوجود الشيطان والجن لايعني عدم إيمان المسلمين والمسيحيين واليهود بذلك، كما لايعني توجيه أي إهانة لهم.
لكن في المقابل نقول بأنه: لابد من وجود أدلة وبراهين تاريخية لإثبات أي حادثة تاريخية، وعدم وجود تلك الأدلة والبراهين لاينفي الإيمان بها، لكنه يشكك في حدوثها. لذلك لا يمكن أن تكون الأدلة والبراهين شرطا للاعتقاد، لكنها قد تؤدي إلى إعادة النظر فيما كتب من تاريخ، وإلى غربلة شروط الإعتقاد.
وهنا نجد لزاما وجود مؤرخ مستقل يستطيع أن يرد على اسئلة التاريخ فيما يخص الإمام المهدي، وهو بالطبع لن يقدم استنتاجاته استنادا إلى وجود شخص يقول بأنه "على علاقة بالإمام المهدي" و"ينقل إليه بعض الأموال" من دون أن يستطيع أحد رؤية هذا الإمام. بمعنى أن الدليل التاريخي للمؤرخ المستقل يضيع هنا في ثنايا الغيبيات واللادليل. ومسألة ولادة الإمام المهدي تحتاج إلى دليل واضح وقوي من أجل القبول بالاعتقاد استنادا إلى البرهان والدليل. لكن أن يقول شخص بأنه يعتقد بالإمام المهدي من دون طرح أي برهان أو دليل على ذلك، وإنه لايحتاج إلى شواهد بشأن المسألة، فذلك موضوع آخر يختلف مع شرط الاعتقاد بأصول الدين عند الشيعة.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقهاء.. والعالم الجديد
- الإسلام.. والعالم القديم
- حول جدل -التبشير- السني والشيعي
- شعبية رجال الدين
- آل الصباح.. والمطلق الديني.. ومستقبل العراق
- في الجدل حول الدين والتديّن
- الديموقراطية.. والدين والدنيا
- حرية الفكر ضحية لهيمنة الإسلام السياسي
- نظام التقليد.. والتبعية
- الحرية تُنتهك باسم -لجنة الظواهر السلبية-
- العلمانية.. هل تصلح لمجتمعاتنا؟(2 – 2)
- العلمانية.. هل تصلح لمجتمعاتنا؟ (1-2)
- بين معيار الحقيقة.. ومعيار الحرية
- الإنسان.. وفصل الدين عن السياسة
- في صراع الدين والحداثة
- لنُسقط العمامة المسيّسة
- الإسلاميون غير تواقين للديموقراطية
- المرأة.. قاصرة.. متبوعة.. غير حرة
- الليبراليون.. وإصلاح الدين
- في نقد الخطاب الليبرالي الكويتي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - حول الدين والاعتقاد والدليل العقلي: الإمام المهدي نموذجا