أمريكا تدنو من ٱلمثل ٱلمدينى ٱلرّسولى!

ٱنطلاق ٱلرحبى

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ٱنتخاب باراك أوباما ليكون ٱلرئيس ٱلرابع وٱلأربعين للولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية هو تصديق وتوكيد لدينها (ميثاقها). وأنقل من ٱلدستور ٱلأمريكى ٱلشاهد وٱلتوكيد على هذا ٱلتصديق:
التعديلات الدستورية
تعرف التعديلات العشرة الأولى من الدستور بـ "وثيقة الحقوق" وكانت قد اقترحت في 25 أيلول/سبتمبر 1789. وقد تم إقرارها في 15 كانون الأول/ديسمبر 1791.
إن التعديلات التالية لدستور الولايات المتحدة اقترحها الكونغرس وصادقت عليها الهيئات التشريعية لمختلف الولايات وفقاً للمادة الخامسة من الدستور الأساسي.

التعديل الأول
حرية العبادة والكلام، والصحافة وحق الاجتماع والمطالبة برفع الأجور
لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف.
التعديل الخامس عشر
الفقرة الأولى
منح الزنوج حق الانتخاب
لا يجوز للولايات المتحدة ولا لأية ولاية منها حرمان مواطني الولايات المتحدة من حقهم في الانتخاب، أو الانتقاص لهم من هذا الحق بسبب العرق أو اللون أو حالة رق سابقة.

التعديل الثالث عشر
الفقرة الأولى
إلغاء الرق
يحرم الرق والتشغيل الإكراهي في الولايات المتحدة وفي أي مكان خاضع لسلطانها إلا كعقاب على جرم حكم على مقترفه بذلك حسب الأصول.
الفقرة الثانية
للكونغرس سلطة تطبيق أحكام هذه المادة بالتشريع المناسب.
هذا جعلنىۤ أرى فىۤ أمريكا (روم يومنا هذآ) أنها تدنو من ٱلمثل ٱلمدينى ٱلرّسولى ٱلّذىۤ أقامه رسول ٱللَّه مثلا منيرا للنّاس جميعًا.
قولى هذا جآء بعد ٱلعقل بين ما تبين لى فهمه من سورة ٱلروم فى كتاب ٱللَّه:
"الۤمـۤ 1 غلبت ٱلرُّوم 2 فىۤ أدنَى ٱلأرض وهم مِّن بعد غلبهمـ سيغلبون3 فى بضع سنين للَّه ٱلأمر من قبل ومن بعد ويومئِذٍ يفرح ٱلمؤمنون4 بنصر ٱللَّهِ ينصر من يشآء وهو ٱلعزيز ٱلرَّحيمـ5 وعدَ ٱللَّهِ لايخلف ٱللَّهُ وَعدَهُ ولٰكنَّ أكثر ٱلنَّاس لايعلمون6 " ٱلرّوم.
ٱلرُّوم غُلِبواْ فىۤ أدنَى ٱلأرض (غرب ءاسيا – بلاد ٱلشّام). وغُلِبُهم أحزن ٱلمؤمنين فى جميع ٱلأرض. وبنصر ٱللَّه لهم بعد ذلك فرح ٱلمؤمنون فى جميع ٱلأرض وكان ٱلنصرُ وعدًا من عند ٱللَّه. ولٰكنَّ أكثر ٱلنَّاس لايعلمون بذٰلك!!.
لماذا وعدهم ٱللَّه بٱلنصر؟ ولماذا فرح ٱلمؤمنون بنصرهم؟ وماذا تدلّ "ولٰكنَّ أكثر ٱلنّاس لايعلمون"؟
ٱلنصر جآء فى زمن ٱلرسالة ٱلمكملة ٱلقرءان. وقد فرح ٱلرّسول ومن معه من ٱلمؤمنين بذٰلك ٱلنصر!. لأنّ ٱلرُّوم أهل قرية وسلطتها منتخبة ومتداولة بين فئات ٱلمجتمع ودينها هو ميثاقها (دستورها) ٱلذى يضم حقوق جميع أفراد ٱلقرية.
يحكم أعمال سلطة أهل ٱلقرية (ديموس قراتوس) ميثاقهم (دينهم). وسلطتهم تكون دُولة بين فئات ٱلنَّاس ومنتخبة. ونقيضها هو فى سلطة مجتمع ٱلطاغوت ٱلَّذى يتسلط عليه فرعون. فٱلميثاق إن وجد لدى ٱلطاغوت فهو لبقآء سلطته إلى موته أو قتله من قبل فرعون أخر. وفرعون يلعب بٱلميثاق كما يشآء. ومثل ٱللعب هو فيما حدث بٱلأمس فى روسيا وفى ٱلجزآئر من تعديل للدستور ليبقى ٱلفرعون متسلطا. وٱلنَّاس فى مجتمع ٱلطاغوت هم عبد ٱلطّٰغوت يهللون للعب بٱلميثاق من أجل مدّ عمر سلطة ٱلفرعون. وهم يعيشون خاضعين لها فى ذلٍ وضعف ويمسخون إلى قردة وخنازير. وأكثر ٱلناس فى ٱلماضى وفى ٱلحاضر كهؤلآء لا يعلمون بوعد ٱللَّه وبنصره. ومنهم ٱلذين ٱتبعوا ٱلطاغوت فى ٱلماضى بعد ٱنقلابه على ٱلمثل ٱلمدينى ٱلرسولى فى ٱلمدينة ٱلمنورة وحاربواْ ٱلرَّوم بزعم دين ٱللّه وجهاد فى سبيله. وسمواْ حربهم "ٱلفتح ٱلإسلامى" تخريصًا وكذبًا على ٱللَّه ورسوله. بل كانت حربا وقتالا فى سبيل ٱلشيطان وٱلطاغوت.
ما قامت به قريش بٱنقلابها فى ٱلسقيفة بعد موت رسول ٱللَّه هو جعل مواقع ٱلسلطة دُولة بين أبنآء قومها. فأسقطوا ٱلمثل ٱلمدينىّ وأعلوا من شأن ٱلقوم. وبذلك فُتح ٱلسبيل أمام بنى أمية وبنى ٱلعباس لوراثة ٱلسلطة من حكام قريش ٱلإنقلابين. حتىۤ أنّ على ٱبن أبى طالب كان من أنصار ٱلقوم ولم يكن من أنصار ٱلمثل ٱلمدينىّ. فهو صاحب قول تذكره كتب ٱلنَّاس (أنا ومعاوية ضد ٱلرّوم). وقوله يبيّن أنّه مع ٱبن عمّه عالغريب يقاتل ٱلروم معه دفاعًا عن سلطة ٱلقوم قريش. فقد حارب سلطة قريش وٱستئثار رجالها بٱلمال ٱلعام لفقره وبسبب طمعه بٱلسلطة وليس دفاعًا عن ٱلمثل ٱلمدينى ٱلرسولى. فقد كان يرى أنَّ سلطة ٱلمدينة وراثة له. ولم يكن يرىۤ أنّ ٱنتخاب حاكم (وهو ٱلعالم ٱلسليم ٱلجسم كٱلّذى ضربه ٱللَّه مثلًا فى ٱلقرءان "طالوت") لسلطة ٱلمدينة يجب أن يخضع لدينها ٱلمسطور فى "ٱلصحيفة".
وقد ورث ٱلحسين عن أبيه مفهوم وراثة ٱلسلطة ومفهوم ٱلقتال فى سبيل ٱلقوم لا فى سبيل ٱللّه. وقد نقل ٱلطبرى قوله لمبعوث والى يزيد عبيدٱللَّه بن زياد فى كربلآء عمر بن سعد (أن تسيرونى إلى ثغر من ثغور ٱلمسلمين حيث أموت شهيدًا فى ٱلقتال مع ٱلكفار). وبقوله هذا دفع عن سلطة ٱلقوم قريش وجعل ٱلأرض قسمين أرض إسلام وأرض كفر كما يقولها ٱليوم بن لادن وأكثر كهنة ٱلمسلمين. وفى قوله لغو فهو يريد أن يموت شهيدًا وٱلشهيد ليس ٱلميت ولا ٱلقتيل فى كتاب ٱللَّه فهو ٱلحى ٱلسميع ٱلبصير. وهو ٱسم من أسمآء ٱللَّه ٱلحسنى. فٱللَّه هو ٱلشهيد على كل شىء. وٱلإنسان شهيد بسمعه وبصره.
ضربت ٱلمثلين علىّ وٱلحسين لأثرهما فى فهم ٱلنَّاس للدِّين وليوم ٱلنَّاس هٰذا. وقد تبين لىۤ أنّ ٱلخلاف بين ٱلنَّاس هو خلاف علىٰ ٱلسلطة وٱلمال وٱلطرفان بعيدان عن دين ٱللَّه ومثله ٱلرسولى ٱلمدينى. وهم ٱليوم يرجفون ويحرضون ٱلنَّاس على قتال ٱلروم أمريكا وٱلبلدان ٱلديمقراطية فى أوربا كما فعلها أسلافهم من قبل.
ولكن نصر ٱللَّه كان وعدًا مفعولاً. فروم ٱليوم لم ينقلبوا على مثلهم ٱلديمقراطى ٱلمدينى بل هم يدنون من ٱلمثل ٱلفيدرالى ٱلمدينى ليصبحوا أهل مدينة (ناس على ٱختلاف ألوانهم وألسنتهم). وٱليوم بعد ٱنتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية فقد صدّق ٱلشعب ٱلأمريكى ميثاقه وأخذ بما قاله ٱللّه عن ٱلحاكم "طالوت" (ٱلبسطة فى ٱلعلمـ وٱلجسمـ) وليس ٱلسعة من ٱلمال وليس ٱلقرشى (ٱلّلون ٱلأبيض). فٱنتخابهم لبارك (ٱلمولود من والد مهاجر من أفريقيا) يبين أنهم ناس يدينون بدين ٱلحق ويطلبون ٱلعيش ٱلمدينى ٱلفيدرالى فيما بينهم. وبذٰلك فهم أقرب من غيرهم من ٱلمثل ٱلرسولى ٱلمدينى حيث ٱختار أهل يثرب محمدا ليكون رئيسا لسلطة ٱلمدينة وهو ٱلمهاجر من قريته مكة وقومها قريش.
وأذكر بما يقوله دين ٱلأمريكيين عن واجب ٱلرئيس ٱلذى ينتخبوه:
(على الرئيس قبل أن يشرع في تنفيذ مهام منصبه، أن يؤدي القسم أو التوكيد التالي: "أقسم جازماً (أو أؤكد) بأنني سأقوم بإخلاص بمهام منصب رئيس الولايات المتحدة وبأنني سأبذل أقصى ما في وسعي لأصون وأحمي وأدافع عن دستور الولايات المتحدة).
كمآ أذكّر بأنّ دينهم لا يترك لطاغوت فرصة للبقآء فى موقعه:
(يعزل الرئيس ونائب الرئيس وجميع موظفي الولايات المتحدة الرسميين المدنيين من مناصبهم إذا وجه لهم اتهام نيابي بالخيانة أو الرشوة أو أية جرائم أو جنح خطيرة أخرى، وأدينوا بمثل هذه التهم).

#ٱنطلاق_ٱلرحبى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات