أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أسامه طلفاح - تفوق الديمقراطية الأوروبية














المزيد.....

تفوق الديمقراطية الأوروبية


أسامه طلفاح

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


(أوروبا كمثال للتحول نحو الديمقراطية)


إن الاعتقاد باستمرارية الديمقراطية كحكم وأسلوب حياة، أعطى لأوروبا مجالات كثيرة من التفوق والتنوع المتمثل بالفكر والعلوم والحضارة والنهضة الاقتصادية والصناعية، من منطلقٍ بسيط، يتجسد بإبداء الرأي والتعددية، وطرح الفكر والفكر الآخر، بصرف النظر عن السلبية والإيجابية لذلك الفكر، حتى وإن ظهرت تيارات سياسية كثيرة، وحركات معارضة للحكم الشمولي للديمقراطية، فهي بالنهاية تصب لمصلحة الأمة أولاً وأخرا.


تلك الصورة الديمقراطية التي عاشها ويعيشها العالم الآخر (أوروبا مثالاً) تتجسد في العلاقة بين السلطة والشعب، بين المجموعات والأفراد، بصرف النظر عن التوجهات الإيدولوجية للأفراد أو المجموعات.


فبنيت العلاقة تلك، على الإيجابية المطلقة تجاه قضايا الأمة والشعب، بصرف النظر أيضاً في البداية عن ما قد يحدث للآخر خارج إطار ذلك الوطن أو المجتمع أو الأمة التي ينتمي إليها. (ولو كان ذلك على حساب من هم خارج إطار ذلك الوطن).


لقد كانت صورة التحول نحو الديمقراطية في أوروبا كمثال يحتذى، صورة مذهلة غريبة، خرجت من مرحلة سلطة الفرد المطلقة، والطاعة العمياء، إلى صورة سياسية عامة، يحكم فيها بعقلانية ولأجل الجميع، وبإيمان مطلق من العمل لأجل العمل (الجميع من أجل الفرد والفرد من أجل الجميع)، لا من أجل المكافأة، أو الخوف من مكونات الصورة القديمة، صاحبة العلاقة الفردية المتسلطة، التي كانت تبنى على أساسها السيادة الشرعية للحكم من منطلق القوة، والتي لم تمثل يوماً (أي القوة) الشرعية وحدها (حُكم بعض الدول الشيوعية في منتصف القرن الماضي كمثال)، لكن الديمقراطية كسبت قوتها الشرعية من حُكامها في الدول التي تحولت نحو الديمقراطية (حكم الشعب للشعب) كصورة من صور الديمقراطية.


ونلحظ أن مع بداية الديمقراطية الشمولية، والتي قضت على احتكار السيادة السياسية على أشخاص بعينهم، أن تلك الديمقراطية أنهت مرحلة من مراحل الجهل والتخلف والجرائم التي تمثلت في أبشع جرائم القتل والتدمير والوأد للحريات لكل من عارض الحكم الاستبدادي الفردي.


وبهذا تفوقت أوروبا وسادت العالم بالديمقراطية وحكم الشعب، والحرية واحترام ثقافة الآخر ورأيه داخل إطار الوطن الواحد، إن جاز التعبير.


وجنت ولا زالت تجنِ كل الدول التي تحولت إلى نظام الحكم الديمقراطي ثمار ما زرعت، من تفوق علمي، ثقافي، وفكري، عسكري وسياسي ونهضة بشتى المجالات.


وعلى خلاف تلك الصورة الديمقراطية التي عاشتها وتعيشها أوروبا، تظهر لنا صور كثيرة مخالفة لتلك الصورة الديمقراطية في الوسط العربي، الذي يطمح لمحاكاة الواقع من منطلق تقليد الصورة الأوروبية (الديمقراطية) ولكن بمعطيات مختلفة تماما.


فقد كانت ولا زالت أيديولوجية العلاقة بين السلطة والشعب لكثير من الدول العربية، تتجسد بالخوف المتبادل، وعدم استثمار أي منهما للآخر، وعدم مراهنة الحكومات على شعوبها من منطلقات كثيرة.


فجاءت الديمقراطية العربية، ديمقراطية مراهقة هوجاء تستخدم في الأوقات التي تخدم مصلحة الحكم، وتتمثل في كثير منها في قمع الآخر، ووأد حريته وتكبيلها، مما أدى إلى تغيير مسار حياتنا!! إلى ما نحن عليه الآن.

ولا أجد أفضل من كلمات أقتبسها من كتاب الدكتور مروان المعشر المعنون بـ

The Arab Center: The Promise of Moderation

إن أي جهد نحو الإصلاح في العالم العربي، لا بد أن يتضمن الالتزام بمبدأين أساسيين هما: الالتزام بالتعددية السياسية والثقافية، والالتزام باللجوء فقط إلى الحلول السلمية ونبذ العنف، وأن هذه المبادئ يجب أن تكون راسخة في الثقافة السياسية العربية

لذلك يجب علينا أن ننظر إلى العالم الآخر الذي نحاول تقليده من منظار إيجابي، يخدم مصالح الأمة وشعوبها، وأن تستثمر الحكومات العربية شعوبها وتستغلهم استغلالاً إيجابياً، وأن تستثمر أيضاً الشعوب العربية حكوماتها وتنظر إليهم من منظار إيجابي، ليكون الفرد من أجل الجميع والجميع من أجل الفرد.



#أسامه_طلفاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضمون زيارة بوش
- خمس سنوات على احتلال العراق


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أسامه طلفاح - تفوق الديمقراطية الأوروبية