أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...














المزيد.....

مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:32
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



يتذكر العراقيون بفخر ذاكرتهم التي تخزن تاريخ المكان من دمعة آدم ( ع ) على فقدان ولده في شجار الأخوة وحتى زمن الأصبع البنفسجي ، الذي هو لايشبه البنفسج وعطره والنغم الجميل لقصيدة مظفر النواب الشهيرة ( ليل البنفسج ) التي غناها بأجادة تامه المطرب النجفي ( ياس خضر ) ، بل هو حبر غُمست فيه أصابع العراقيين ليصوتوا لدستور لم يقرأه سوى المثقفين وأصحاب حُبَ الأستطلاع ، وأغلبهم صَوتَ بتأثير ثقافةِ السماع وعشق المرجع واغراءات جَعل الراتب كما مواطن من أهل مدينة العين الأماراتية ، يتذكرون تلك العبارة الأسطورية ( قيم الركاع من ديرة عفك )..وتعني من يدخل عفك لايقبض منها شيئاً فهي تأخذ ولاتعطي ، ليس بخلاً بل هي تحمل المأثور القائل ( مرقتنا على زياجنا ) ، والزيج هو الفتحة الامامية للثوب من جهة الصدر ، وطالما شقت الامهات في العراق تلك الازياج حزناً على رياحين الشباب الذين كانت الحروب تطحنهم كما تطحن الرحى دقيق الأرز.
وعفك من مدن الأثر السومري الغابر ، وكانت تشرب من الفرات ماء وجودها عبر قنوات شقها معول الأنساني العراقي بعناد وبأمر من نرام ــ سين وأحفاده لتعيش عفك لحظة الأزل منذ الأمس وحتى اليوم. وعندما دخل الرقاع ذات يوم واظن في زمن ( العصملي ) لم يجد من يدعوه الى تصليح كعب حذاءه أو سير نعله ، فهذه المدينة صنعت أساطيرها من مشي الحفاة وأصرارهم ليصنعوا الحياة كما يتخيلوها هم لاكما تتخلها جُزم وكعوب أحذية الغزاة ، وعليه فالرقاع المسكين غادرها مسرعاً مثلما غادرتها مسرعة ذات يوم مدرعة همر امريكية تاهت عن الرتل الذي يتخذ الطريق الرابط بين ناحية البدير وناحية طريقاً للوصول الى الشارع العام الذي يربط الناصرية بالكوت ثم الى بغداد.
هذه المدرعة التي طلبت مساعدة الأهالي لأصلاحها عن طريق مترجم عراقي ( العراقيون يكرهون المترجمين اكثر من كرههم للجندي المحتل ) لم تلق سوى العيون الشزره ، والامبالاة ، وعندما قال المترجم :يا اهل عفك هؤلاء محررين ؟
رد احدهم :ربما حرروك انت ، فنحن لم نزل نشعر بالقيد وجروحه. ومثلما لم يجد الرقاع شيئاً في مديتنا فالأمريكي لن يجد شيئاً أيضاً.
اتذكر هذا المشهد في حادثة صادفتني ذات مرة في مقهى الروضة في مدينة دمشق عندما كنت جالسا مع السيد لبيد المعروف عراقياً ودمشقياً ب( أبو حالوب ) وهو جليس هذه المقهى ولم يبارحها يوما منذ عام 1975 وحتى اليوم ، لهذا يعتبره الجميع ذاكرة للمنفي العراقي من أنهيار الأتفاق الجبهوي بين الشيوعية والبعث نهاية سبعينيات القرن الماضيي وحتى قيام اتفاق سحب القوات الأمريكية بين حكومة السيد المالكي وريان كروكر السفير الأمريكي .
صادفني هناك في المقهى شخص عراقي بجنسية عراقية أدعى أنه عمل مترجماً مع القوات الأمريكية التي دخلت العراق من خاصرته عبر الحدود الكويتية ، وأنه أبدى رأيا في خطة تقدم واحد من الارتال حيث عليه الاتجاه من الناصرية صوب السماوة ثم الديوانية والاستدارة نحو البدير وعفك ليلتقي في الارتال المندفعة الى الكوت من الناصرية في نقطة ناحية الفجر. يقول المترجم : لحظتها تذكرت تلك المقولة ( قيم الركاع من ديرة عفك ) فنصحتهم بعدم المرور من هناك ، فقد لايجدوا من عفك معبراً .وقال : وقد اخذوا بنصحيتي ولم يؤسسوا التفافا من هناك ، فقد اندفعت كل الأرتال من الطريق الأستراتيجي لتحتل مدينة الناصرية بعد معارك شرسة كان من نتائجها الأسيرة الشهيرة المجندة ( جيسكا لنغ ) والتي عملت هوليود من اجل قصتها المفبركة فليما فيما لم يلاقي النجاح سوى في المدينة الصغيرة التي ولدت فيها جيسكا.
من قصة المترجم وقصة الرقاع أكتشفت أن لامكان للغرباء في عفك .وعلى كل مدن العراق ان تحذو حذو مدينة عفك سلمها الله.

19 تشرين الثاني 2008




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح لزهور حسين ..عتب على البرلمان ...
- دموع التماسيح ودموع المطر ...
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..
- أسد وعلى خده شامه ...
- تفاحة الخد .. وشفاه البنت والولد..!
- القناة الفضائية للحزب الشيوعي العراقي..
- بعض غنوص يحيى المندائي ...
- 11 سبتمبر كما تخيلهُ جَدُنا جلجامش
- سيكولوجية رموش العيون
- الرؤيةُ فيما يَرى الرَغيف...
- قصائد ، للناس ، وخبز العباس . وخضر الياس


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - مدينة عفك ، لا تحب مدينة شيكاغو...