أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - عالم يتغير














المزيد.....

عالم يتغير


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد بمستطاعه أن ينكر أن فوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية يعد علامة فارقة في التاريخ الأميركي، ومؤشراً على أن العالم يتغير من حولنا. ونحن قطعاً لا نتحدث، في هذا المقام، عن السياسة الأميركية وفيما إذا كانت ستتحول في اتجاهاتها ومواقفها مع وصول رجل ملوّن من أصل أفريقي إلى المكتب البيضاوي ( في البيت الأبيض). لكن علينا أن نستعيد حقيقة أنه وحتى عقود ماضية قريبة كانت ظاهرة التمييز العنصري طاغية في المجتمع الأميركي وبشكل سافر، ولم يكن يسمح للسود بدخول نوادٍ ومطاعم ومقاهٍ معينة، أو في الجلوس على المقاعد المخصصة للبيض في الحافلات ودور السينما والمسارح. ولابد في مناسبة مثل هذه أن نتذكر نضال شخصية عظيمة مثل مارتن لوثر كنغ المدافع العنيد عن الحقوق المدنية في الستينيات من القرن المنصرم والذي اُغتيل في ظروف غامضة برصاصات عنصرية لتفرض عملية اغتياله على أميركا منطقاً جديداً في العلاقة بين البشر الذين يجب أن يُعاملوا من غير تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللون أو الجنس أو المعتقد، الخ. مثلما تقول الشرائع السماوية والأرضية ومنها الدستور الأميركي ذاته. ولولا كفاح وتضحيات رجال مثل كنغ لما استطاع رجل مثل أوباما أن يحقق ما حققه. ومن الجلي أن أميركا بهذه الواقعة الفريدة قد انتصرت على نفسها حقاً، وكفّرت عن بعض خطاياها ( وهي كثيرة ) وبرهنت مرة أخرى على أنها أرض الفرص، في الغالب ( ومن غير الخروج عن محددات مرسومة ) لأولئك المالكين روحية الكفاح والإصرار ووضوح الهدف.
يمكن أن نجد مثالب لا تحصى ننتقد بها أميركا ولاسيما في سياساتها، في مقابل وجود مزايا كثيرة تُعجبنا فيها وتُدهشنا. والمجتمعات والدول كلها لا تنطوي على خير مطلق أو شر مطلق، وإنما هي تحمل بين ظهرانيها أشياء من هذا وذاك. وليست بالضرورة أن تكون مقتضيات إدارة الدول ومصالح القائمين عليها متوافقة مع طبيعة المجتمعات وقيمها ونوازع البشر فيها.
كان الشعار الذكي الذي رفعه أوباما وكفل له الفوز هو التغيير؛ ( لنغير أميركا ). وما يمكن أن يعجبنا في الأميركيين هو هذا الميل نحو التغيير من دون خشية. وفي صبيحة يوم الانتخابات في الرابع من تشرين الثاني دعا أوباما الأميركيين إلى اصطحاب عائلاتهم وأصدقائهم إلى صناديق الاقتراع "لنغيّر أميركا اعتباراً من الغد" كما قال.
هاجس التغيير فضيلة بشرية وحضارية وأظن أن المجتمعات لن تنهض وتتقدم من غير هذا الهاجس وهذه الفضيلة. أما المجتمعات الخائفة من الغد ومتغيراته ومفاجآته فمآلها الركود والتخلف.
وعلى الرغم من أن الكاتب الأميركي هنري ميللر كان يصف بلاده بأنها الكابوس مكيف الهواء إلا انه كان يقول أن أفضل ما في الإنسان الأميركي هو إيمانه بأنه قادر على النهوض ثانية إذا ما سقط. وقد تعلمت أميركا من العالم إلى حد بعيد، وأخذت خلاصة خبراته منذ نشوئها، ومن حق العالم أن يتعلم من أميركا ما يفيد. ومن أهم ما يجب أن نتعلمه منها هو روحية المغامرة المحسوبة، التي عدّها وايتهيد أحد أركان الحضارة، والتقدم نحو المستقبل بثقة وعدم الخوف من التغيير الذي يضعنا على عتبة حياة أرقى.





#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ليلة الملاك- ملعبة خيال طفل
- الحكم الصالح
- متاهة المنافي في ( سوسن أبيض )
- حين يموت الأطفال جوعاً
- من نص اللذة إلى لذة النص؛ قراءة في -دلتا فينوس-
- الدراما العراقية في رمضان
- إيكو الساخر في ( كيفية السفر مع سلمون )
- -اللاسؤال واللاجواب- محاولة في الكتابة المحايدة
- كاتب الرواية.. قارئ الرواية
- الاستثناء والقاعدة
- قراءة في كتاب: ( نساء وأطفال؛ قضايا الحاضر والمستقبل )
- ضرورة المعارضة
- قراءة الرواية: وسيلة لفهم الشأن العام
- لنفكر بما يجمعنا
- العراقي متهماً
- التاريخ والسرد العراقي
- تجّار الأزمات
- بغداد جنة أشواقنا
- ( تحت العجلة )..رواية هرمان هسه: تعرية لبؤس التقاليد
- الرضّة الحزيرانية ونكوص الإنسان المقهور


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - عالم يتغير