أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - واصف شنون - الاتفاقية الأمنية ..العراق ( العظيم ) وأميركا














المزيد.....

الاتفاقية الأمنية ..العراق ( العظيم ) وأميركا


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كانت الجماهير العراقية المليونية تهتف في مناسبة وغير مناسبة وحسب أوامر بطل انهيار الدينار واحتراق الدار غير المغفور له السيد بطل التحرير ( صدام اسمك هز أميركا )،ومنذ الصغر ونحن نستمع لشعارات هي أسوأ من شتائم العراقيين المبتذلة مثل (ك.. أمك ) و (ك.. أختك ) و( أخ آل...) الى أخره من الإنتاج المحلي والإعلامي الرديء الصنع ،وبعد التغيير المتمنى كنا قد فتحنا أزرار قمصاننا لتنشق هواء ً طازجا ًمن الحرية التي طالما حلمنا بها وشبعنا ويلا ًواحتقاراً وعزلاً من أجلها ،ولو إنا حصلنا عليها قبل أن يحصل عليها عراقيو الداخل بسبب مغامراتنا الشخصية وليست الوطنية ، فأنا مثلا ً، بالذات لست وطنيا ً على الإطلاق ، العالم كله وأينما أعيش هو وطني بشرط الحرية واحترام البشر .

ولم يصبح البلد حرا ً كما هو تصورنا الساذج سابقا ً ،ولم ينتصر القطّ بعد مسك الفأر في جحره المهين ،ولم تزدهر الأشجار ولا الدينار ،الفاسدون تناسلوا والفقراء ضاعوا وما بين هؤلاء تشرد الملايين في الداخل والخارج وقتل مئات الألوف من الأبرياء غدراً ومعهم المئات من المجرمين القتلة الباحثين عن العذارى في جنة موهومة،وفي النهاية ، حصلنا على صورة واقعية كالحة الظلام، مشوهة التراكيب عن ما دار ويدار ويدور ،بعضنا تراجع عن تأييد الحرية الأميركية المزعومة ،وبعضنا أصرّ عليها حتى النفس الأخير ،وبعضنا فرح ٌ متباهي بانتصار طائفته المظلومة تاريخيا فأعد العدّة لقراءة سورة الفاتحة على بلد اسمه العراق لكي يسلمه الى إيران دولة المذهب الأساسية المعاصرة ،وكان فيما مضى يهتف أمام أتباع القائد التكريتي الطائفي (العراق العظيم والخميني الدجال )،فيما البعض الأخر يلهي جماهيره بمظلوميته القومية التي تمنعه من توفير الخدمات الأساسية لشعبه المنكسر والمذبوح تاريخيا ً ،ولكن لاتمنعه من اكتناز الذهب والفضة والورق الأخضر وممارسة الفساد المتنوع بأعلى مواصفاته .

ومع اقتراب نهاية حكم المحافظين الجدد بزعامة جورج بوش الابن ،تم توقيع الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية ،وكان الجميع يتوقع توقيعها مهما كانت الظروف ،لكن المدهش ان آلاف من العراقيين قد تظاهروا ضد توقيع هذه الاتفاقية ،وحسب التلفزيونات فأن بعض الأطفال والمراهقين والنسوة قد شاركوا في هذه التظاهرات المليونية الحاشدة ،و أول الأسئلة التي تبادر ذهن المتفرج هو : هل قرأ هؤلاء بنود الاتفاقية التي تجاوزت ألـ 300 بند ،والجواب طبعا ً لا ،ولكن ربما ذويهم قد اطلعوا عليها وفسروا لهم محتوياتها لذلك وبعد فهمهم المستقبلي لها قرروا وبكل شدة و حماسة وطنية الخروج لإبداء الرأي المضاد ..،أليس هكذا تعمل وتشتغل الديمقراطيات ؟،والحقيقة هي ان المتظاهرين خرجوا بأمر من رجال الدين غير المستفيدين من الحكومة الحالية والذين يتحركون وفقا ً للسيد الإيراني بهلوي المعمم عدو أميركا الأول ليس بسبب عداوتها للشعوب الإيرانية بل بسبب فلسطين !!!.

ومن المعروف بكل وضوح إن الأميركان في احتلالهم للعراق لم يتم محاربتهم عراقيا ً شعبيا ً في أول الأمر ،فالناس كانت تتطلع الى حكم جديد يتأسس على أنقاض السابق ،لكن بعض دول الجوار تدخلت وحسب إستراتيجياتها في الدفاع عن النفس والبقاء قررت أن يكون التغيير في العراق أحمرا ً قانيا ً ، مدمرا ً مرعبا ً،طائفيا ً وعنصريا ً ،وفاسدا ً جبارا ً لا يعرف للقيم مكانة ،تم كل ذلك على حساب الدم العراقي الحار والعاطفي ،ولعل من المثير في الأمر أن يطالب المفاوضون العراقيون في جولات المفوضات حول الاتفاقية الأمنية مع شركائهم المحتلين (المحررين ) الأميركان أن لايتم استخدام القواعد الأميركية التي بنيت وتبنى في العراق في الهجوم على دول الجوار العراقي ،والجوار العراقي :هم تركيا والسعودية العربية والكويت والأردن وسوريا وايران،ويقصد العراقيون حسب المظنون إيران وسوريا على وجه التحديد ،مع العلم ان الدولتين قد ساهمتا كثيرا ً في التدمير البشري الكارثي الذي حصل في المدن العراقية بعد عام 2003 ،وتم التوقيع الحكومي وليس البرلماني ،لكن التعديل قائم في اي وقت حسب ما تقوله الاتفاقية ،وحين يقول الأميركان أعدلوا في (عقالكم ) ،فأن الجميع سوف يهبون لتعديل (العُقلْ ) على الرؤوس.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة المالية العالمية ...البابا وماركس والإسلام
- معنى التريث..وفأر السرداب
- متاهة العراق ..
- العرب ، الإسلام والإنسانية..
- لاجئون..خاطف ومخطوف
- كارتشيك الصربي وصدام العروبي
- الجوع والجوع المختلف
- وصايا عراقوية ..
- عراق ُ إيران
- النظرية الصدّامية في القتل العراقي
- مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ
- الموت ... الموت المستمر
- جواميس داخل حسن
- العقلية العراقية : أبيض وأسود
- مرة أخرى :المهدي المنتظر في جنوب العراق
- إسلاميون في كل مكان
- مملكة القبح والظلام
- Teddy bear في السودان..!!!
- المال والبنون : ثقافة السرقة
- مستعرب أو مستكرد ..!!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - واصف شنون - الاتفاقية الأمنية ..العراق ( العظيم ) وأميركا