أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - بعل الغجريّة..(رواية)3















المزيد.....



بعل الغجريّة..(رواية)3


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


(معضلة العنوان)
***
قد تستغرق كتابة رواية دهراً أو دهوراً،تتوقف عملية إنجازها على كمية المعلومات التي بحوزة الكاتب،وقوّة موهبته،إضافة إلى برنامج عمله الكتابي،قد تتدخل الظروف لتعاكس مزاج الكاتب،وقد تستهوي الكاتب فكرة طارئة وجديدة تهبط أثناء العمل على رواية ما،تغريه أو تغويه،ليتوقف في محطة ما من الرواية،ليبحر إلى متاهات الفكرة الجديدة، وقد تأتي فكرة أخرى وأخرى وأخرى،فيبقى العمل الأول نائماً في إنتظار شعلة تذكي ذاكرة الكاتب ليعود متحمساً لتكملة المشوار الذي بدأه،روايات كتبها كاتبوها في أيام،أو أسابيع وهناك روايات كتبت بثلاثين عاما،كل شيء وارد في عالم الكتابة،هذا العالم الشائك والممتع،الغريب المغري،هذا العالم المكافح رغم التهديدات المنهالة على المتورطين به، اعتقالات لا تنتهي،قتل،تشريد،تهميش،كل ألوان العقوبات الممكنة طالت الكتّاب،في كل العصور،رغم ما جرى ويجري للكتّاب،ظلّت الكتابة تواصل تحدياتها عبر العصور،مثل مطارق غاضبة ظلّت تهوي على رؤوس كارهيها ومحاربيها،هذا الشد أو التأرجح المتواصل هو سر ديمومة مهنة(مكافحي)الظلام بمبيدات إبداعية مؤرقة وفاضحة لكل جبّار عنيد لا يتعامل بالمكاشفة،رغم أنه يمشي على قدمين..!!
***
لم تستغرق كتابة هذه الرواية سوى عشرين يوماً،عشرون ليلة تحديداً،كل ليلة ست ساعات عمل متواصل،لجهاز(اللابتوب)الفضل الكبير على مواصلة الكتابة،فهو يخزن طاقة كهربائية كافية على العمل بعد الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي،بيد أن العنوان وحده أخذ مني ستة أشهر،ليس في كلامي مبالغة،أو فلتة مقصودة لمداعبة أو دغدغة ذاكرة القارئ،أثناء الكتابة أجد عناوين لائقة،سرعان ما أعود لتبديلها،يستغرق التبديل أياماً أو أسابيعاً أو شهراً كاملاً،وجدت عناوين مقنعة من صلب(حكاية)أو لنقل(أسطورة) الرجل الذي صار حكاية بلدتي(جلبلاء)،وأستحق بجدارة أن تقوم الإدارة الجديدة للبلدة أن تصنع له تمثالاً برونزياً يتربع منصة فولاذية،يتصدر التقاطع الرئيس لشارع السوق،لقد استقر العنوان الأخير(بعل الغجريّة)كحالة عجز مني،ولا أقول بلائقيته،قد يجد القارئ عنواناً أكثر تأثيراً أو جاذبية وملائماً لروح النص،فهو مخيّر للعنوان الذي يقترح،وربما لمن يريد تبديله أود أن أقول له هذه العناوين التي أقترحتها طيلة ستة أشهر:
**(زكام الديك)..
**(في بلاد المنيفيست)..
**(أفراح العالم المحتل)..
**(مذكرات كاتب العرائض)..
**(بعل الغجرية)..
**(حمّال جلبلاء)..
[..فصل الفصول..]

***

[..كل فقييييييييييييييييييييييييييييييييير رواية..]

***




[..فصل الحكي..]


[..ما رواه نوّار..]













[***]

لم أجد من يسند كلامي أو يصدقه،أحكي والناس من حولي غير آبهين بما أحكي،الناس مشغولون هذه الأيام،مسحورون،تراهم يهذون،يتصادمون،تنغرز أعين غاضبة في أعين تبحث عن فرصة لتغضب،عيون تلتهم عيون تبحث عن وسيلة التهام..!!
أحكي..يمرون دون أن يصغون،ناس تبحث عن لا شيء،يتصادمون،ترتعش شفاههم، تصطك أسنانهم،يفور الدم ويتدفق إلى سحناتهم،جسد يضرب جسد،الجسد الضارب الجسد الواقف،أو المتقاطع معه،لا يقول له(عفواً) ،بعض الأفواه تفقد صبرها، تصرخ(أعمى)،عيون تقدح شرراً،سحنات منتفخة،حمراء،محترساً أمشي،كل من أراه غير هاذياً،كل واقف يتأمل هذه القيامة البشرية المتداخلة،هذه التراكيب الاجتماعية المتنافرة،تتقاطع متشرنقة،لا أحد يشبه أحد،إلاّ في الشكل،أشكال بشرية تتشابه لكنها بلا مضامين،مجرد بشر،لا أحد يمشي مثل أحد،حكيت ما سأحكيه لك،لم أجد من يواصل السمع كي أكمل حكايتي،صاحب قديم عاقل..همس في أذني:
ـ احكي حكايتك لكاتب عرائض بلدتنا،هو يبحث عن نادر الحكايات ليدونها في كتاب يزمع تأليفه عمّا يجري في بلدتنا،فهو من غير حسد يملك مال منتظم،ما زال يستلم راتب والده،رغم بلوغه سن الرشد..!!
هذا ما قاله لي،يريد أن يكتب أحزان ناس بلدتنا،أذهب إليه،الناس تهرع هذه الأيام إليه،بعدما طاش خبر تعويض المتضررين وفاقدي أبناء وبنات أو آباء وأمهات في الحرب الأخيرة،من تهدم بيته،من هاجر عن طيب خاطر،من تم طرده من مسكنه،كل مطرود من وظيفته سابقاً،كلهم سينالون تعويضات كبيرة،حسب القرار الذي دوّخ الناس وجعلهم سكارى حيارى،يتناقشون،يتصادمون،يتزاحمون،يتضاربون،تعويضات قال عنها مسؤول كبير:ستخلّص الناس من عذاب الجوع هذه الأيام..!!سمعت قوله وأخذت بمشورته،يا ولد يا كاتب،أكتب ما أحكيه لك،حكايتي،ليست حكاية تعويض،أنت مشغول الآن،ربما هي فرصة نادرة للثراء لن تتكرر،لكن حكايتي ستلهمك،لا..لا..لا تتصور غايتي اللهاث وراء مال أو بيت مزعوم،كما يشاع بين الناس،سأحكي لك حكايتي،والخيار خيارك،تقر أو تنفي ما سيجيء من غريب وقائع وطريف مشاهد في حديثي الذي أحاول جهد مسعاي أن لا يطول عن فائض وقتك،وإن طالت حكايتي،(الحديث ذو شجون)،أعرف أن وقتك ثمين ،وأنت تلهث وراء لقمة العيش في زمن نكد،زمن يركض المرء وعشاءه(خبز خبّاز)،أو كما هو شائع بين الناس(مركة هوا)هو طعام البؤساء والمحرومين والفقراء والمطرودين والمهجرين وفاقدي آباءهم المعيلين،وقتك ثمين جداً،وقتك بركان موقوت،لا تشبع نوماً،الناس تقف ببابك تريدك كتابة أحزانهم الماضية،أنا أحاول أن لا أطيل عليك حكايتي،حكايتي حكاية حياة،حكاية تعيس صار يترفه لوقت قصير قبل هبوب رياح عاصفة وألقته ببابك،معدوماً،محروماً،مسلوباً،مهمشاً،مقصياً،منبوذاً،يريد أن ينهي حكايته بعدما تهيأت له الفرصة المثالية لتحقيق حلمه،يا كاتب عرائض(جلبلاء)،لا ترد رجلاً وقف كثيراً قبل أن يجيء دوره ببابك،جاءك يريد أن يورث جيل ينتظر في عالم لم يأتي بعد أسطورته،أعرف أنك متيقظاً تراقب ما حولك وما هو أمامك،تخشى كل داخل عليك،ربما هو ملك الموت تنكر وجاءك يقضي ما هو مقضي في عالم الغيب،الوقت خراب يا ولد،الظلام يبحث عن المتنورين،يريد طردهم من فردوس الحياة،يريد إلغائهم،الفاهمون في يومنا هذا،ينابيع تضخ ماء الحياة بالزلال المشافي للعلل المستعصية،حاذر يا ولد،هم يندسون في كل فراغ،يبتكرون الفرص من العدم،لا تستغرب من كلامي،أرح نفسك،أراك متيقظاً،مستفزاً،منتظراً أن تداهمك عصبة فاسدة لنحرك أو اعتقالك،ربما تنفجر عبوة ناسفة،يدسوه في كيس القمامة بباب دارك،يريدون موتك أنت،ناسين موتك يميت حشد عاطلين يحتشدون ببابك،سيجرفهم العصف معك،يشيّعوك أو ربما أنت تشيّع من مات ببابك،بينهم ذويك أو أقرباؤك أو أصدقاؤك أو غرباء هرعوا طامعين لنيل تعويضات ما بعد الحرب الكبيرة،حكايتي أكتبها،دع هؤلاء ينتظرون،اتركهم أنت أمام أسطورة ،أنت أمام شهرة ستجلب لك مالاً لا ينقطع،أكتب،لا تنظر إلي،خلّي عينيك على الورقة،آه..لم لا تشغل هذه الآلة،آلة التسجيل فقط تستوعب حكايتي وتوفر لك الورق،أرجوك شغّل الآلة،شغّلها،حسناً فعلت،يدك سترتاح لكتابة آلام المحتشدين،دع القلم جانباً،الأقلام تكذب ،الأقلام حرّفت التاريخ والحقائق،دع الآلة تسجل،فهو صادق على ما أقول،كثيرون سمعوني بلهفة ورأيت كيف كتمت أنفاسهم واندلقت كرات عيونهم وأنا أحكي لهم ما سأحكيه لك،كلهم وقفوا وأصغوا بآذان متلعة وأنفاس محتبسة،محاجر عيونهم تكاد أن تندلق من هول ما سمعوا قبل أن ينقلبوا على أعقابهم في نهاية المطاف،منهم من هز رأسه،وآخرون هذوا وغمغموا بكلمات لا تخرج من فلك الشتيمة والتجديف،كلمات لا علاقة لها بالخالق،ولا بتسابيح أو تهاليل تسليهم وتنئيهم عن(وسخ الدنيا)،أرهط تلقفوا مقتطعات من حكايتي سرعان ما هزوا رؤوسهم وضربوا كفاً بكف وأعطوني ظهورهم غمغموا ومضوا،رسمت لهم ما سأرسمه بكل دقة لك يا من تبحث عن بقعة ظل أو ضوء في يومنا هذا،شيء ليس بالمستحيل هو،وليس من بنات خيال عقل مريض،لا أقول بصحته لكنني عشته وليس من المعقول،أن تغدو حكايتي كوابيس أحلام،حقيقة ناصعة،عشتها ورويتها،لك الخيار أن تأخذه أو تلفظه وبوسعك أيضاً أن تلقيه في خانة معجزات آخر الزمان إن كنت ممن يمتلك وعياً كونياً ومؤمناً بالظواهر لا بالمظاهر،لا..لا تعتقد أنني أبحث عن فرصة عمل،فقط أريد أن أحافظ على تراث تليد،تراث توارثناه،جد عن أب،وأب عن جد وأبن عن أب،لنا ميزة تدوين وقائع حياتنا الغريبة،لا ننسى كل ما نمر به من محن وغرائب مصائب،كما شاع حكاية جدي،الحمّال الذي يعرفه القاصي والداني،أنا أيضاً أريد أن أرسل حكايتي إلى من سيأتي وراءنا،إلى أجيال أخرى،قد تغدو أسطورة،هذا يتوقف عليك،أكتب يا كاتب،أو سجّل يا مسجل،سجّل كل شيء،كل ما أحكيه،حكاية حكيت شطراً منها على نفر قليل ظلّوا فاغرين أفواههم،حدقاتهم تحجرت،على ما أظن منحوا أنفسهم وقتاً للمدارسة أو تأويل ما سمعوا مني،قبل أن يقذفوا ما أحتشد على ألسنتهم من بذيء كلام،شبّان بلحايا من غير مقاسات مهذبة قالوا رأيهم ومشوا،غمغموا بكلمات،لم أسمع غير الغمغمات،آخرون أبدوا بود امتعاضهم دون أن يكلفوا ألسنتهم قذف ما هو غير لائق من توصيفات خشية أن يفقدوا بعض حسناتهم يوم الرجاء،ناس واقفين من حولي،ينتظرون فرصتهم للمثول بين يديك،سمعوني،أحدهم غضب،صاح قبل أن ينسحب تاركاً تسلسله لمن يليه،صاح قبل أن يتوارى:
ـ خرّفت رؤوسنا يا(مخرّف)..!!
حكايتي ليست حكاية محض،أو تهويمه من كوابيس خنقت عصرنا المتلبس بالبلاهة والبلادة،عصر(الدوخة)كما يحلو لي أن أصفه،بالمناسبة،أنا حمّال مثقف،اتهجأ ما أجده على الأرض من مزق صحف ملقية،أحب القراءة،أمتلك جهاز مذياع صغير،بحجم الكف،أضعه في جيبي،أضع السمّاعة في أذني،لا أحب الأغاني،أحب الاستماع إلى أخبار العالم،هذه ميزة نادرة تجدها عند الطبقات المسحوقة،زملائي يضحكون كلما يجدونني أنحت عيني في ورقة أو كتاب مهمل،يطلقون علي أسم(الفيلفوس)أريدك أن تكتبها كما يقولون عني(فيلفوس)لا تكتبها كما هو(فيلسوف)،كلمتهم يليق بي،هم وضعوا النقاط على الحروف،قالوا ما هو لائق وجميل،مهما يحصل سأواصل كلامي ـ لن أتعب بطبيعة الحال ـ أيها المحب للحكايات الخارقة،أكتب ما أحكيه لك،لي دليلي على ما حصل،لا تستغرب من مروياتي،أكتبها وألقها في سلة الزمن،سيأتي من يفك ألغازها،من يقلب ظهر المجن ويخرج حبات اللؤلؤ وينثرها لمن حوله،لا تموت الحكايات،ضع هذا في بالك،الحكاية مثل الـ(فينيق)تنام ربما سنوات وربما أجيالاً،تنام وذات يوم،يوم لابد إنه سيأتي،هناك من سيسلط الضوء عليها،يخرجها،يمشطها،يلقيها على طاولة الوقت،الأساطير لا تموت، الطغاة يكرهون الأساطير،الطغاة صعاليك يرغبون أن تغدو شعوبهم بليدة،كي يغدوا برؤوسهم حكماء،أنا فقط جئتك أن تعطني فرصة تكفي أحشاء حكايتي،تلملم أشلاءها المبعثرة،تجمعها في قالب لا يشبه قوالب المحكيات الروتينية،لي أدلة متوافرة بين الناس،يمكنك اللجوء إليهم إن تطلب الأمر،لابد من التقصي،لابد من بذل جهد استثنائي لكتابة الواقع غير الممزوج بخيال،أريدها واقعية،أريدها مدرسة خاصة،سميها مثلاً،الواقعية المبعثرة،الواقعية المبعثرة تليق بحكايات المرحلة،أنها لا تبعث الإملال عند قارئها،يمكنه قراءة الحكاية من أين يرغب،من المنتصف،من النهاية،أو يقرأ أشلاء يختارها،يقوم ذهنياً بلملمة شظايا القص المبعثر،كل حسب مزاجه،أدلة حكايتي موجودة بين الناس،كثيرون يعرفونني،يعرفون أبن من أنا،ما هي أسطورة جدي العاشر،أيها الولد الكاتب،تهيأ وأجعل من نفسك آذاناً صاغية..!!
***


في شارع الأشباح

من شهد بأم عينيه المشهد،مشهدي أنا،رهط كبير،ليس بينهم عابر سبيل أو مستطرق قذفته الصدفة ليمشي في مكان يجهله،قبل أن يشرف غير مبالياً على مهرجان عسكري كبير،مهرجانات تتواصل في كل شارع،عسكر بملابس غريبة تتجول،شاهرين أسلحتهم ،أعينهم تفسر الحركات سلباً،الطريق مخيفة لا يسلكها بشري يعرف حكاية ذلك الطريق، فقط هم..أغراب وبينهم (ملثّم)،شاب يجيد لغتنا ولغة الأغراب،ينقل لهم كلامنا وينقل لنا كلامهم،وقفوا،تجمدت أوصالهم،رأوا ما رأوا،أتمدد أنا على حافة(شارع الأشباح)،شارع متهالك،عمره يرجع لعمر جدي الذي مات قبل سبعين عاما،سمّوه رجالنا الأقدمين،(شارع الأشباح)أسم قديم ينفيه الناس،ليس كل الناس طبعاً،فقط الناس الجدد،مواليد عصر الفشل،أو عصر العجزة،لنقل مواليد الحروب،سمّوه(شارع الأشباح)،قيل أن أشباحاً تظهر لمن يسلكه،في الليل تظهر،في النهار تظهر،يختفي المسافر،تنتشر حكايات،يخاف الناس، لا أحد يسلكه إلاّ غريب ظلّ دربه،أو عابر مدن وبلدات،هارباً من عيون الوشاة،شباب يجيئون ويختفون،شباب لا يجدون الراحة في ظل نظام غير مريح،يغادرون عبر بلدتنا (جلبلاء)يمشون عبر(شارع الأشباح)،لا أحد يعلم هل يصلون إلى شمال البلاد،أم تتلقفهم مخالب الأشباح،ناس يأتون ويمشون،يصلون أو يختفون،حكايات جديدة تولد،من جيل لجيل،يظل أسمه مرعباً(شارع الأشباح)،الزميل(حمار)واقفاً ينهق نهيقاً لم ينهقه طيلة سنوات عشرتنا الخمس،(حمار)سأحكي عنه كل ما ترغبه،اتفقنا أن نحكي بواقعية مبعثرة ،منطرحون بين اليقظة والنوم،أنا و(عشتار)ابنتي الوحيدة،قرب(بئر الشياطين)،هكذا يسمونها منذ أزمان طويلة،بئر شهيرة كما تذهب حكاية شائعة،تتناقلها ألسن الناس بلا سأم،تقول تلك الحكاية:امرأة هربت من بيت زوجها ذات صباح،أو ذات فجر،الحكاية لا توضح ساعة حدوث الواقعة،هناك من يذهب أن الحدث حدث في ثلث الليل الأخير،امرأة مليحة أسمها(صبيحة)هربت من عنفوان زوجها وفحولته البربرية،ليلة زواجها منه،لم ترتح،لم يدعها أن تلتقط أنفاسها،زوج يقولون أنه لم يمهل(صبيحة)وقتاً للراحة،ليلة الدخول عليها وفق السنّة والأصول،صغيرة هي وهو كبير،قتل نساء ثلاث،لم يعرف أحد لم وكيف قتلهن،رجل ضخم يملك مالاً كثيراً،يتاجر بالممنوعات،أي فتاة يرغبها يغري أبيها،صارت(صبيحة)أنثاه الرابعة،ركبها ركوب الديك لدجاجاته،قيل ثلاثة عشر مرة ركبها مذ دخل عليها في أوّل الليل وحتى دخول الليل في ثلثه الأخير،الرقم منقول من زميل الفحل قاتل النساء الثلاث،هربت(صبيحة)باتجاه بيت أبيها،أقنعته،أوهمته أنها تفرغ مثانتها من إدرار وأقذار نوبات ركوبه،أراد أن يطرحها،قبل أن تجبره أن ينتظر،نام على ظهره وسلاحه في وضعية رمي،سلاحه النادر،خرجت وقفلت باب الغرفة من الخارج عليه،لم ينتبه لفعلتها،لم يسأل نفسه لم قفلت باب الغرفة عليه من الخارج،لبست عباءتها ومشت في(شارع الشباح)،ظلّت المسكينة دربها ووصلت حافة البئر،بئر في زمن ما اتخذتها القوافل السيّارة محطة راحة،قوافل بشرية لا تنقطع،تنقل الممنوعات إلى شمال البلاد،(صبيحة)قبل أن يقبل عليها الفجر،شعرت إنها ارتكبت أثماً لا يغتفر،ماذا تقول لهم،كيف تواجه أبيها وأمها،أبوها استلم أموال كثيرة عليها،أبوها رجل صارم،سكّير سيضربها ويرجعها،جلست تبكي،توسلت إلى رب السماء السبع أن يجنبها الهلاك،أعلنت ندمها،ستعلن توبتها،ستقبل يديه وقدميه،ستنام على ظهرها،سترفع ساقيها،كي يفعل ما يحلو له من فعل،سنة الحياة المتعبة،هذه قسمتها عليها أن لا تنكر ما أنعم الله عليها من رزق لم تحض به نساء كثيرات،وسمت نفسها حمقاء،تبغي العودة من حيث أتت،ستترك أمرها للزمن،ستتعود عليه،سيأتي يوماً هي تريد منه كي يفعل أكثر مما فعل سابقاً،من بعيد لمحت نقاط ضوئية تتحرك باتجاهها،غزا جسدها تنمل أفقدها وعيها، (صبيحة)وجدوها تهذي منفرجة العينين عند ثغر البئر،نقلوها إلى بيتها،لم تنفع معها عصا سيد شاع أنه يخرج الأبالسة من أجساد النساء،سيد محترم بين الناس،مهاب الجانب،تنحني الرؤوس أمامه،تتحرك الألسن طلباً لبركاته،يعري من هي مسكونة بالشياطين،من تعاني من وجع طلق طويل،يدخلهن إلى غرفته ليلاً،بعد صلاة العشاء،يلقي ما عليهن من ملابس،علاج قد يستمر لأيام،يرسم على الظهور العارية،تحت جنح الظلام،بعصاه خرائط وأوشم،تطرد الأبالسة والشياطين،(صبيحة)لم تنفعها ضربات العصي،وضعت بعد سبعة أشهر،مولوداً قيل هو شبيه حيوان غريب،يموء مواء القطط ويكشر عن أسنان طويلة ومعقوفة ككلب جائع،سرقوا (الإنسا..حيوان)منها وحرقوه في حشدٍ بشري كبير،نساء تآمرن عيها،كلام متفق عليه،انتزعوا المسخ من بين أحضانها،ولولت وعاطت،قيل كلاب القرية نبحت والحمير ظلّت تنهق،اختلط الحابل بالنابل،(صبيحة)رأت أبنها ينادي ويصرخ من داخل النار،نساء أسررن أن الكارثة ستحل بهن،سيلدن كلهن أمساخ،عليهن القيام بإجراء فوري يحافظ على كرامتهن الأنثوية،دفعن رهط أطفال ليفعلوا فعلتهم النكراء،(صبيحة) ظلّت تمشي عارية في الأزقة،يرمونها بالحجر،يرمونها بالقاذورات،يقولون أن أرهط أشباح غزت القرية بعد ثلاث ليالي من حرق ابنها،أتت منتصف الليل،ألقوا وشاحاً أبيض اللون عليها،أخذوها،هناك من يؤكد،بعدما تم تغليف جسدها بلباس أبيض،حملوها على حصان أبيض مثل الثلج،حملوها وأخذوها إلى البئر،كل ليلة ينطلق صوت شجي متلفع باللوعة والحنين من ضوء كهيئة امرأة تجلس على ثغر البئر وتختفي عند الفجر،حكاية قديمة،لمّا تزل تهيمن على عقول ناس أهالي بلدتنا(جلبلاء)،أكتبها يا كاتب،كما أحكيها لك،إن لم تكتبها كما أحكيها لك،اعلم أنك خنت..!!
قرب ثغر البئر،غارقين في نوم ثقيل،عيون الأغراب رأتنا مستلقين عبر عدسات آلة التكبير،لهم عيون لا تشبه عيوننا،عيوننا لا تبصر،عيونهم تغربل الأشياء،عرفت أن من البشر من يبيع الأسرار مقابل حفنة وسخة من المال،تقدمت أرتلهم باحتراسٍ شديد،هكذا تخيلتهم من هول ما يسكن عيونهم من ذعر،اتخذوا وضع الحرب،أنت تعرف ما أعني بـ(وضع الحرب)طائرات مروحية تحوم فوقنا،طائرات غريبة،عملاقة،تتوقف وتستدير سابحة في بساط السماء اللامتناهي،مراصد كاشفة متهيئة لقنص كل إيماءة،كل صنوف قواتهم المتحركة تحيق بنا،آليات حربية ومسرفات بمدافع عملاقة في طريق لا يسلكه سالك ما خلى أرهط وجدت تهريب مخلفات البلد وسيلة مقنعة للكسب السريع،طريق متاهة أو كما تسمى درب المهالك،بكل وجل تقدموا،يمشون على إيقاع ثابت،خلتهم في عملية تطهير طريقهم من العبوات المزروعة،عبء مهمة شاقة،دحرجتهم أن يضاعفوا من إجراءات الحيطة والحذر،يمشون في طريق أذاقتهم الويل والثبور،فقدوا فيها مئات من جندهم وعشرات من آلياتهم الحربية،لابد أن منظر(حمار)يقف بكل أدب وتواضع ورجل بمعطف رث يحتضن طفلة تشبه دمية بعدما استعادت كامل عافيتها الجسدية من بعد رحلة شاقة وممتعة ـ قد لا تقنع ـ إلى عالمٍ مجهول،عالم سأحكيه لك،عليك أن ترويه كما أرويه،يا ولد يا كاتب،حكاية فيها شيء من الريبة والشك والغرابة أيضاً،العسكر يتقدم،الجنود مستعدون لتفريغ ما مهيأ من رصاص داخل حجرات بنادقهم ومدافعهم لأيما حركة تبدر منّا حتى لو جاءت بلا إرادة،شعرت بأزيز يحوم حولنا قبل أن ينبهني الزميل(حمار)،شيء صغير ومسلي يحوم من حولنا،آله كهربائية،تمتد منها أذرع وعدسات تتوامض من كل جانب،(ربوت)آلي يجر وراءه سلكاً لا ينتهي،رأيت أرهط عسكر في وضع الرمي،منبطحون كاتمي أنفاسهم،عيونهم ترتجف،يا كاتب،لابد أنك رأيت أو سمعت كيف شاع في بلادنا ـ بعد خسران مبين ـ اللجوء إلى جهاز صغير بهلوان يتم التحكم به من مكان آمن،لديه القدرة على الكشف وتفكيك العبوات الموقوتة،خيارهم الوحيد ووسيلة منقذة لتطهير حافات شوارعنا الخارجية من متفجرات تزرعها أشباح تغزو وتنسحب ـ بلمح البصر ـ دون أن تترك أيما أثر،عبوات لم يتوصل أحد إلى عاملها وناصبها ومفجرها،وضعوا مكافئات كبيرة،مكافئات لمن يدلي بمعلومات تقود إلى تلك الأشباح،شاع كلام غير مشكوك بصحته،أن الأغراب يقومون بزراعة العبوات،متفقون مسبقاً مع مبلغين يكتمون السر،يقومون بتفكيكها،مقابل المكافئات المغرية،أكتب ما أقوله،لا تخشى،هذا زمان الخروج من القواقع،زمان إلقاء الأقنعة،زمان الخروج لمجابهة الواقع بما يدور تحت العباءات الساترة،أكتب طالما أنا أحكي الحكاية،أنت فقط ناقلها،لا أثم على ناقل الخبر،أنا من عاش الحكاية،أنا الراوي لها،مشكلتي هي أنني لا أعرف الكتابة المنمقة،هي حكايتي يا ولد،حكايتي التي أرويها كما رويت شطوراً غير مترابطة منها للناس،أريدها أن تعيش،أن تغدو أسطورة،كما غدا جدي أسطورة،العسكر المتحمس والمتحفز،بعدما تأكدوا من خلوا أجسادنا من أشياء تنفجر ـ أنت تعرف ما أعنيه ـ تقدم الملثم وأنهضني من نومي ودفعني أن أوقظ(عشتار)وقفنا أمام كاميرات راحت تصورنا،أومأ لي أن أمشي باتجاه مشرق الشمس بعدما فتشونا أيما تفتيش،وضعوا جهاز تصوير الأحشاء على أبداننا،جهاز أعجوبة،فحصت أحشاءنا،فحصوا أحشاء الزميل (حمار)،تأكدوا من خلوا أجسادنا من أشياء ناسفة،أشار(الملثم)بعدما تغمغم مع كبير الأغراب،أن أتوكل وأغادر،حملت(عشتار)ابنتي ووضعتها على ظهر الزميل (حمار)،سرنا،من عيني(عشتار)شعّت خيوط أفراح ملونة،كركرت بصوتها الملائكي،نقلت عينيها لتحدق إلى السماء من بعد مصيبة حلّت بنا وحرمتنا نوم الليالي السبع وسلبت منا فرحة البيت الغريب،الأغراب ظلّوا شاهرين أسلحتهم وقاذفين شتائمهم وراءنا، الزميل(حمار)ظلّ يطلق عليهم مدافعه الهوائية،قصف عشوائي نشر في المكان رائحة كمياوية،(فساء وضراط)،آه..تذكرت،في تلك الواقعة وفي أصقاع بعيد، بعيد جداً عنّا،العالم يجتمع،كل العالم،أنت تعرف ما أعني بالعالم،رجل الزمن،يلقي خطبة بمناسبة مرور عام على العمليات التحريرية،العالم يصغي،ينتظر ما بعد الحرب،ما بعد تصفية الحسابات الإقليمية،لعبة كراسي ومناصب تعلن للبيع في البيت الورقي،رجل الزمن يخطب،الزميل (حمار)يخطب أيضاً،يطلق مدافعه الهوائية،(ضراط وفساء)،(طرررر..طرررر.. فسسسسس..فسسسسس)،أكتب هذه الموازنة،لا تغفلها،كبير الكبراء يحاول أن يقنع العالم الغاضب،يلقي عليهم بعد حفاوة لقاءات بالحضن تمشي الأمور،كلمات من عسل،لا معنى لها في حسابات البيدر والحقل،يلقيها على عالم زحف ليحتفل مع شياطين العالم، (حمار)يلقي خطبه الهوائية على جنود رجل الزمن،هو فرحان بحشود المؤيدين الوافدين إليه،(حمار)ي،فرحان أيضاً،سادني ذعر فاضح،تلاعبت أغواري،بعدما شاع في المكان،ضوع مقذع،رائحة حريفة تنقذف من دبر الزميل(حمار)،خشيت أن يستوقفونا،أحدهم سيصيح [ستووووووووب،هاند آب،آي مين بت يور هاند أوفر ذ هيد]صرخة مخنوقة،يطلقها فم بلا شارب،سيستوقفنا الصوت من جديد،بداعي التهريب،سيتذكر سبب مجيئهم إلى بلاد الأحزان والمآسي التي لا تنتهي،سيتذكر تلك المواد التي دوّخت العالم،جعلت الرأي العالمي أن يجتمع على مدار السنة،قبل أن تنطلق الحملة الحربية العظمى لقلع الظلام وجلب النور إلى ناس يستحقون الحياة،مواد جاءوا من أجلها،مواد(نووية)،تم إخفاءها من قبل السلطة الهاربة،خشيت أن يأخذوا الزميل(حمار)إلى مختبرات العالم،سيدخلونه صالة عمليات عظمى،يفككوا أحشاءه بحثاً عن مصدر هذه الكمياويات القاتلة المنبعثة من دبره،رحت أربت على ظهره محيياً إيّاه على انتمائه النبيل لعصره الزاهر وحيوانيته العالية جداً،الأغراب واصلوا رحلتهم،نحن واصلنا رحلتنا،فارقنا الوجل ونحن نسلك طريقاً صارت كابوساً وعلقماً عليهم جرّاء(بمبات)ظلّت تحصد من غير حساب أرهطهم(الدائخة)ليل نهار،بطبيعة الحال تعرف يا عزيزي إن هناك رهطاً(ضلّ)سبيله وانسلخ من جادة الحياة،رمى نفسه في مستنقع عسير المخاض وراح يقطع أوصال أرض المآسي،رهط ضعيف،باع من أجل حفنة أوراق أسرارنا،صار الواحد يمرر أخبار مشوهة عن بعض الناس،سرعان ما يختفون،ناس تأتي وتأخذهم،على ذويهم توفير(دفاتر دولارات)كفدية مدفوعة مقابل إطلاق سراح المخطوفين،رهط ليس بوسعه أن يجوع لحظة واحدة،انسلخ عن جذوره وتقنع بجلابيب الهوان،شرّح شوارعنا المنسية وفرش نفوسنا الأبية وما فيها من أحلام غير قابلة التحقيق أمامهم ،رهط ظلّ حتى في منامه أو في لحظة استحمامه،لا ينتزع عن وجهه اللثام،ملثمون يرافقونهم أدلاّء..أذلاّء ،كما تقول الناس عنهم،الملثمون،العاملون مع الأغراب،فتحوا مغاليق أسرارنا،وما نخبأ من طيبة وتسامح توارثناها،دلّوهم على ما نزرع على بساط الزمن من خصال وطبائع ودودة،مهدوا من غير إدراك أو من أجل حفنة مال مسالكنا الوعرة لهم،مكنوهم ليعرفوننا كما نعرف أنفسنا،وصلنا مع الظهيرة،منتصف النهار تحديداً إلى البيت الغريب،(منار)مستغربة تقف،في عينيها سؤال وهي تستقبلنا: ـ كيف نجوتم وهم لديهم التخويل الكامل لقتل كل ما هو يثير الشك أو يقف خارج نطاق الواقع..!!
رجل بلحية كثّة،بمعطف متهرئ،عملاق،وبنت بعينين عسليتين وجديلتين منسوجتين بمهارة تجهلها نساء اليوم،مهارة من مخلفات عصر ما قبل الأغراب و(حمار) يفهم كل ما يتفوه به بشري،لكن مصيبته عجزه التام رد الجواب لكل سؤال مطروح،يكتفي بحركات أو إيماءات أو نظرات،أحياناً نظرات غاضبة،أحياناً نظرات متسامحة،يهز رأسه وأحياناً يعمل ما بوسعه عمله كناية لكل عابر سبيل تؤرقه هواجس وشكوك،رغم شيخوخته المبكرة،يتمتع بصفاته الحمارية النبيلة،لا يعاند في معروف،عاشق للمغامرة ولنا عنه كلام ذي صلة،سأحكيه كما أتفقننا،(الواقعية المبعثرة)،لقد تركونا دون أن يعتقلونا أو يتخذوا إجراء مناسباً بحقنا،ربما وهذا لا أريد الخوض فيه،جزء من أسرار حكايتي العجيبة،لمحت بكل وضوح ومضات الهلع في مآقيهم،من غير شك علامة فارقة ممّا حصل في رحلتنا العلاجية،علاج(عشتار)،وصلنا البيت الذي لاح من بعيد حزم ضوئية ملونة تتعاشق وتمتد منه صوب السماء التي سحبت محاجر عيوننا،أنا و(عشتار) والزميل(حمار)،باقات أفراح تتوزع على قسماتنا،وجدت(منار)واقفة وكلها ذهول وفي عينيها أسئلة وقلق،هي أيضاً تحدق إلى السماء،تأوهت(منار):
ـ ما الذي يحصل..
ـ عشتار شفيت يا منار..(قلت لها).
ـ لست أعني هذا يا نوّااااااااااااار..(أجابت بآهة طويلة).
مسكت معصمي وقادتني إلى فناء البيت،صدقني يا كاتب،سحرت أو كدت أجن لولا صليل جرس رن في ذهني وغشاني فيض نعاس وحوطني كثيف دخان،ابيّضت الأشياء من حولي ووجدت نفسي في عالم ليس هو بالحاضر الرتيب ولا هو بالماضي الكئيب ولا بالمستقبل العجيب،كل شيء في البيت القديم جديد،كل ما هو مصنوع من طين أو فخار استحال إلى ذهب وحجر عقيق،(منار)الدميمة المترهلة،تتهدل جدائلها متموجة ومن عينيها تبرق حزمة خضراء من ضوء صافي وعلى نحرها زهرة متوهجة،قطعة آثار حوّلت(منار)من ليل إلى نهار،ترفل بأسمال فضفاضة،أسمال بالومض تشع،أسمال ليس من الحاضر المرفرف ولا من الماضي المزخرف،بدت كملكة قامت من نفيها أو من موتها الإجباري..قلت لها:
ـ لا تقصّي هذا على أحد..
ـ يبدو أنك نسيت أننا خارج العالم يا نوّاااااااااااااار..(ردت).
قلت لها وأنا غاص في فرح كبير:
ـ آه ..أننا فعلاً خارج(الزمكان)..
أنزلت رأسها من السماء،قالت لي:
ـ تعال وقل لي أين وجدت الطبيب وكيف عالجت عشتار..
ـ آه..ثم آه..يا منار..انقلبت الدنيا وليته واقعاً ليس حلماً..(رديتها بفرح غامر).
قالت لي باستغراب:
ـ حلماً..كل هذا النعيييييييييم من بعد سنوات جحييييييييييم وتقول حلماً..
ـ دعينا نتأكد من هذا الذي جلب الربييييييييع إلى مقابر اليوم..(تأوهت).
قالت لي:
ـ ألم أقل لك:لابد من يوم فرح..هكذا قالت لي خالتي يوم زارتني في الرؤيا وأمرتني أن أرافقك وأطيعك حتى المماااااااات..
عانقتها ومهرت ثغرها بقبلة سريعة،تقدمت من(عشتار)احتضنتها وراحت تدور بها فناء البيت الذي صار فردوساً من بعد ليلة ليلاااااااااااااااااااااااء..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعل الغجريّة..رواية/4
- بعل الغجريّة..رواية(2)
- بعل الغجريّة..رواية(1)
- حكاية عبّاس
- ثلاث قصص قصيرة
- السكن في البيت الأبيض
- ونثرنا ضمائرنا على الجدران//قصة قصيرة
- بجلطة شعريّة..مات بطل رواية(نافذة العنكبوت)
- الأتفاقية الأمنية بين مطرقة أمريكا وسندان الفوضى
- أنا كاتب تلك الفصة
- شيء ما يحدث
- لحظة فقد ذاكرته
- أنا كاتب تلك القصة
- في حدثين منفصلين
- حفيد العاشق محروس
- مضت ساعات الندم
- براءة اكتشاف..البرلمانيون لا يقرؤون
- صبر العراقي..أيّوبي
- الجنود لا يتحركون ليلاً
- هل قلت شعرا


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - بعل الغجريّة..(رواية)3