أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أبو الحسن سلام - الماركسية في الحضور وفي الغياب















المزيد.....

الماركسية في الحضور وفي الغياب


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 10:00
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


في انتظار ليفتي .. في انتظار جودو
إن فشل تجربة ما في الوصول إلي نتائج متطابقة مع الفرض الذي قامت عليه لا يعني أن الفرض العلمي نفسه خاطئ ؛ كما لا ينفي كذلك وجود خطأ ما . و ما لم تتوفر لتلك التجربة شروط النجاح كأن يكون هناك قصور في الأداء أو قصور في اختيار التوقيت المناسب أو المكان الصحيح ، فلن تصل التجربة إلي نتائج تتطابق مع الفرض الذي قامت عليه .
إن سقوط التجربة العملية لتطبيق النظرية الماركسية لا يدل علي عدم صحة تلك النظرية ؛ ولا يدل كذلك علي انعدام وجود للمؤمنين بها فلا موت لفكر وراءه واقع في أمس الحاجة إليه ؛ لأنه وليد ذلك الواقع . وقد يقول قائل بأن الواقع التاريخي الاقتصادي السياسي الذي هو الأب الشرعي للنظرية الماركسية ليس هو الواقع التاريخي الاقتصادي السياسي الذي يعيشه العالم اليوم ؛ وهنا نذكر هؤلاء – مع تقديرنا لاجتهادهم – بالجينات الوراثية التي لا تفارق سلالة الآباء والأمات أو الفونيمات التي لا تغادر سلالات ثقافة ما ؛ فرأسمالية القرن التاسع عشر ولدت امبريالية القرن العشرين ؛ وامبريالية القرن العشرين ولدت رأسمالية العسكرتارية العولمية؛ فما السمات المشتركة بين رأسمالية أجداد الرأسماليين الجدد ورأسمالية آبائهم التي انتقلت إلي رأسمالية الأبناء ورثة التركة الرأسمالية الصاعدة الهابطة مابين حزمة وحزمة أخري من الأعوام ؟ وما سبب انتكاستها في كل مرة . وكيف تجاوزت سقطاتها في المرة الأولي وفي المرة الثانية؟ وما هي التوقعات المنهجية لأعدائها الماركسيين ( المؤمنين بالنظرية الاشتراكية العليا) حول النتيجة التي ستنتهي إليها مسيرة التوحش الرأسمالي العسكرتاري ؟ّ!
ولعل المتأمل لدورة التاريخ الرأسمالي مابين النقطة التي بدأت منها رحلة السلف الرأسمالي يلحظ أنها انطلقت بتجييش الجيوش وغزو البلدان الأجنبية الغنية بالثروات الطبيعية وبساحات الأسواق الخالية من المنتجات الحديثة ومن تجارها الوطنيين النابهين والمتمرسين بالاقتصاد مدرعين بالطموح وبدراسة احتياجات السوق الوطنية وبرؤية اقتصادية لاستثمار الموارد الوطنية من الثروة الطبيعية والثروة البشرية . ولعل المتأمل النابه سياسيا أيضا يلاحظ عند مراجعته للمحطة التالية لعمليات الغزو العسكري واستقرار الاحتلال في المستعمرات وتمكن المستعمرات من طرد المستعمرين الأوروبيين بالنضال المسلح المرير بعد سنوات قد تقترب من المائة من السنين . ولعل ملاحظة المتأمل السياسي والاقتصادي المفكر والمهموم بشؤون وطنه يلحظ تغير مسار الرأسمالية العالمية بعد تمكن وطنيي البلاد المستعمرة من التحرر إلي ما عرّفه ( لينين) بالاستعمار الإمبريالي ( حيث السيطرة علي اقتصاد البلاد الحديثة التحرر بغزو البنوك العالمية الرأسمالية للبنوك الوطنية .. كان في مصر أيام انفتاح السادات الاستهلاكي 60 بنكا أجنبيا ؛ منحها قانون السادات إعفاء ضريبيا لمدة 7 سنوات . والواقع العملي يكشف عن تحايل أصحاب البنوك الأجنبية وتوابعهم من الرأسماليين البنكيين المصريين علي ذلك بتغيير نشاط البنك أو الشركة إلي نشاط آخر تحت عنوان آخر) . ولعل المتأمل السياسي الوطني المحلل لنتائج رحلة الأحفاد الرأسماليين علي متن قطار الاستعمار الفضائئ الأرضي بالعودة إلي الغزو العسكري المجيش لجيوش تحالف الأمم الرأسمالية العتيدة وخدمها سقط أنظمة رأسمالية الدولة التي رفعت زيفا لافتات النظرية الماركسية .
وبنظرة إطارية حول مسيرة الرأسمالية العالمية ابتداء من الأجداد العسكرتاريين إلي الآباء الامبرياليين وصولا إلي الأحفاد العسكرتاريين ؛ سوف يلحظ غير الأرمد ممن ينشغلون بأمر التحليل السياسي دائرية المسيرة الرأسمالية : انطلاقة البداية بالغزو العسكرى وانطلاقة النهاية بالغزو العسكري . وهنا علينا تحليل طبيعة التحالف الضمني بين أجداد الرأسمالية الأوائل علي تقسيم مناطق نفوذهم الاستعمارى وتحليل طبيعة تحالف الأحفاد الرأسماليين علي تسليم رايات الهيمنة إلي هيمنة أمريكية هي الأقوى بحكم سيطرتها علي مجال المعلومات الكوني وتوحش ممارساتها الاستثمارية وتلاعبها في مصائر المستهلكين دون أن تقف عند حدود التلاعب بمصائر الطبقة العاملة علي نحو ما فعل الأجداد الرأسماليين الأوائل . وهو ما أدى إلي وقوعها في أزمتها الراهنة .
والسؤال الذي يفرض نفسه بعد أن استعرضنا إطار المسيرة الرأسمالية العالمية .. ماذا عن مسيرة البديل الاقتصادي السياسي للرأسمالية؟؟ ( نظرية الاقتصاد الاشتراكي الماركسية) ما حظها من العودة إلي ميدان المعركة بعد انسحابه المدّوى لعدم تناسب أسلحتها ولتوقف مسيرة زحفها عند محطة رأسمالية الدولة في بيات بيروقراطي لفترة تقترب من المائة عام ؟!!( تضخم فيها الجهاز البيروقراطي ؛ تضخم فيها الجهاز الأمني والاستخباراتي داخليا – تضخمت فيها سيطرة أهل الثقة في مطبخ اللجنة المركزية للحزب المسمي بالحزب الشيوعي دون ممارسة لمضمون الفكر الذي انبنت عليه فكرة تأسيسه والدور المنوط به – تضخمت فيها سلطات سكرتير عام الحزب – الاعتماد في إدارة شؤون البلاد علي التقارير السرية ووشايات العملاء والانتهازيين – انتفاء المراجعة أو المحاسبة بين الكبار وتفعيلها علي الصغار- تفشي الشعارات وتجييش الطبقة العاملة والبرجوازيين الصغار للتهليل والترويج لها قصرا في مهرجانات خطابية أو مناسبات ديماجوجبة .)
ومن المعلوم أن الشعار أشبه عند طرحه بالفرض العلمي في بحث منهجي أكاديمي ( نظري أو تطبيقي) والفرض لا قيمة له دون تطابقه مع النتائج التي يتوصل إليها الجهد البحثي نفسه . والمشكلة في مسيرة تبني دول ما يعرف بالمعسكر الشرقي للنظرية الماركسية منهجا لتحقيق النظام الاشتراكي هي قعودها تحت أقدام الشعار دون العمل علي تحقيقه أي طرح الفرض دون إجراء جهود بحثية حقيقية تنتهي بتأكيده أو الوصول إلي نتائج تتطابق معه واستبداله بشعار آخر مراوغ لتلهية الجماهير
لاشك أن تجنيد قاعدة الحزب العريضة في الترويج للشعار بعد الشعار تغطية لانتهاء العمر الافتراضي للشعار السابق قد كان هو الشغل الشاغل لقيادة الحزب .
وفي ظني أن الوقوف عند مرحلة امتلاك الدولة لوسائل الانتاج بالتأميمات وببناء قلاع صناعية اعتمادا علي أهل الثقة من أعضاء الحزب الأوحد أو الحزب المزمن الذي يؤمن بما اصطلح علي تسميته ب (الديموقراطية المركزية) من الداخل إلي جانب الحروب الرأسمالية العالمية الطامحة إلي الخلاص من أزمتها علي حساب الدول الأخرى قد انتهت بتجربة تطبيق النظرية الماركسية في دول المعسكر الشرقي إلي ما انتهت إليه من تشوش إدارة بريجنيف الأمر الذي حرف وجهة إمبراطورية رأسمالية الدولة عن طريق الإيمان بالتحرر الوطني للشعوب إلي منافسة الدول الاستعمارية ومزاحمتها في رذيلة استعمار البلاد الأخرى . وهذا ما حدث في غزو جيوش النظام السوفييتي لأفغانستان . هذا فضلا عن التنظيرات الانتهازية التلفيقية التي كرس لها (سوسولوف) فيلسوف رأسمالية الدولة السوفيتية جهده لتشجيع الأنظمة العسكرتارية في الدول الإفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية علي النهج التلفيقي الذي يرفع شعارات ما يعرف بالتطبيق الاشتراكي بعيدا عن فكرة الصراع الطبقي ؛ متجاوزا فكر النظرية حول شروط قيام نظام اشتراكي علي بناء نظام رأسمالي وصل إلي مرحلة النضوج ( وهو ما لم يتحقق للتطبيق الروسي نفسه عندما قام الحزب الشيوعي بثورته) .
والآن ما العمل؟! ونحن نري ما انتهت إليه مسيرة أحفاد الرأسمالية من الوقوف علي ( جرف هاو) أو شفا حفرة من السقوط المزري . بعيدا عن النظرة المتشائمة لبعض المفكرين الذين طالعت آراءهم في محور( الحوار المتمدن) هذا الموقع المتميز - ( موقعنا) وأهمها رأي من رأي ( أن أزمة رأسمالية الأحفاد قد وقعت بسبب خطأ تكتيكي بسبب تلاعبها في مصائر المستهلكين ودخولها في نفق المقامرة الاقتصادية ؛ وهو تلاعب مختلف عن تلاعب أجدادهم وآبائهم المقصور علي الطبقة العاملة ؛ هذا فضلا عن أن الخطأ التكتيكي يمكن معالجته وأن مسيرة الرأسمالية العالمية قد شهدت أزمات نتيجة لخطأ تكتيكي غير أنها سريعا ما تجاوزتها بإصلاح تكتيكاتها ومن ثم العودة إلي السيطرة علي مصائر الطبقات الأدني) - علي جسد الطبقة العاملة بالطبع - .
ونحن بالمثل نقول إن الخطأ التكتيكي الذي يمكن تجاوزه وتصحيح المسيرة نحو الهدف النهائي أمر قائم أيضا عند أصحاب الفكر الاشتراكي اهتداء بالنظرية الماركسية ؛ كما هو مفترض في إمكان قيام مسيرة أحفاد الرأسمالية الحالية من كبوتها بتعديل تكتيكاتها . وأضيف أن الشرط الموضوعي لبعث النظرية الماركسية من جديد إلي الساحة العالمية متحقق علي نحو لم يكن متحققا تحققا تاما وأكيدا حالة قيام الثورة الشيوعية الروسية ومترادفاتها في دول أوروبا الشرقية والدول الإفريقية والآسيوية واللاتينية الحديثة التحرر؛ فإذا كان من الضرورة بمكان تضافر فعل الطبقة البرجوازية الصغيرة والطبقة البرجوازية الوسيطة مع فعل الطبقة العاملة الموجه إلي الطبقة البرجوازية الكبرى عبر تحالف هذه الطبقات الثلاث في منظومة واحدة لمواجهة غول الرأسمالية المتوحش هذا ؛ فإن ذلك متاح في ظل وقوع الضرر البالغ من الرأسمالية المتغولة التي حولت العالم كله إلي ( نظام الكون في واحد ) وسخرت الدول الضعيفة دول أقنان في خدمة مصالحها الاحتكارية .
لكن ... وآه من لكن .. أين هي الأحزاب العمالية الشيوعية الحقيقية وأين جهدها في اتجاه التحالف مع الأحزاب الليبرالية للطبقة المتوسطة , وأين جهودها في الأوساط البرجوازية الصغيرة ( في الريف وبين صغار الموظفين وصغار التجار؟؟) بخاصة والأنظمة العسكرتارية المأزومة المزمنة تطلق الماضوية الظلامية لنشر ثقافة الغزو الصحراوي تعيث في عقول الفقراء وتدغدغ آمالهم ببديل غيبي وتوقفهم موقف بطلي ( صمويل بيكيت) اللذين ما يزالا ( في انتظار جودو) .

خلاصة الأمر كما نري ( غياب الشرط الذاتي ) الشرط الذاتي غير متوفر . والنظرية تعلمنا ضرورة ولادة الشرطين الذاتي والموضوعي ( ولادة التوأم) ( خطتا الاشتراكية) .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول
- الوصايا السبع للمسرح التجريبي
- جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل
- المقامة التنظيرية الأردشية والصدمات المسرحية
- التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة
- المسرح وفكرة المخلص المستبد العادل
- شهرزاد/ موناليزا ..في كباريه وليد عوني السياسي
- الفن والعلم بين التعليم والتعلم
- ( لير) قبل العرض ..(لير ) بعد العرض
- إشتراكية ( سوسولوف) و نظام رأسمالية الدولة
- مؤثرات الفابية في البنية المسرحية ل(جمهورية فرحات)
- مسرح.. كليب
- بيرجينت.. وفن الإهانة
- جماليات الإخراج المسرحي وتجليات الفاعل الحضارى - دراسة في تح ...
- الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى
- ذاكرة المسرح السكندرى
- جماليات الفن التشكيلي بين اللوحة المقروءة واللوحة القارئة
- تأملات فلسفية حول المسرح والمصير الإنساني
- التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة
- تقنيات الكتابة السينمسرحية في- تسابيح نيلية- لحجاج أدول


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - أبو الحسن سلام - الماركسية في الحضور وفي الغياب