أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - الفيدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)















المزيد.....

الفيدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بصراحة ابن عبود

كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاخيرة حول وحدة العراق وخشيته، من استغلال الفيدرالية لاضعاف دولة العراق، وتحول مراكز الاقاليم الى ديكتاتوريات(وهو واقع حال) اعادت هذه الكلمات الحياة لموضوع تأخرت في كتابته عن مخاطر الفيدرالية على وجود العراق ككيان سياسي تاريخي، وهو ما تسعى اليه القوى الداعية الى النظام الفيدرالي. وكان العراق بسعة امريكا، او بحجم الاتحاد السوفيتي السابق، او روسيا الفيدرالية الحالية. متناسين الظروف التاريخية لتكون تلك الفيدراليات. العراق كان، وما يزال دولة واحدة بحدوده المعروفة، والتي لم تنشا بعد الحرب العالمية الاولى، كما يدعي البعض، بل العكس تقلصت مساحته بعد الحرب في الجنوب، والشرق حسب الخارطة العثمانية، او حتى العباسية(الولايات الثلاث بغداد، البصرة، الموصل). والعراق فيه شعب واحد بقوميات مختلفة، وليس شعوبا متعددة، كما يروج البعض، ويعمل على بلقنة العراق لاجندات اجنبية. ولا، ولايات نشأت كل لوحدها، كما حال امريكا، او كندا، او المانيا، او ايطاليا، اوالامارات العربية المتحدة ثم توحدت في نظام فيدرالي. العراق تسكنه قوميات كثيرة من العرب، والاكراد، والتركمان، والاشوريين، والكلدان،السريان، والارمن، والهورامان، والشبك، واثنيات من اصول فارسية، وهندية، وافغانية، وبلوشية، وباكستانية، وتركية، وافريقية، ومجموعات عديدة، وحتى عرب من دول اخرى تجنسوا، او اختاروا العراق موطنا لهم لاسباب متعددة من مصريين، وسودانيين، وصوماليين، وبحرينيين، وفلسطينيين، وسوريين، ولبنانيين، ويمنيين، وغيرهم. توافدوا تاريخيا، ولاسباب متعددة، الى العراق، وانصهروا في بوتقة المواطنة العراقية السمحة. وهذا هو حال كل دول العالم اليوم حتى اكثرها انغلاقا، وتشددآ، وانعزالا. ولا يمكن ان تقام فدرالية لكل مجموعة، وفدت الى العراق. بل ان سكان العراق الاصليين انفسهم من (الاشوريين، والكلدان، والسريان، والصابئة، والايزيدية، وغيرهم) لم يطالبوا بفيدرالية خاصة بهم. ما عدا الدعوات الخجولة لحكم ذاتي لوادي نينوى. وهي ردود فعل لما يتعرض له سكان العراق الاصليين من قمع، وتهميش، وتشريد، وتكريد، ومجازر وحشية لارغامهم على التحول من عراقيين الى كردستانيين.

ان شمال العراق ظل يعامل دوليا، واقليميا، ووطنيا(اثناء فترة الحصار حتى سقوط الصنم) كجزء "محمي دوليا" من العراق، ولم يعامل كدولة، او اقليم مستقل، او اقليم فيدرالي يقف في الطابور ليدخل الى الدولة الفيدرالية المحاصصية الجديدة، رغم كل المحاولات التي جرت وتجري. ورغم كل اللوبيات الصهيونية في اوربا، وامريكا، ورغم التعاون مع القاعدة عن طريق السماح "لانصار الاسلام" في اقامة معسكراتهم قرب حلبچة الجريحة. ولقد اتفق عملاء ايران من قيادات المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق مع عملاء اسرائيل من قيادات ما يسمى بالتحالف الكردستاني على تقسيم العراق، والتمتع(القيادات فقط) بخيرات ثرواته على حساب تمزيق الخارطة السياسية، والجغرافية للعراق الموحد، ارضاءا لاوامر اسيادهم اعداء العراق التاريخيين. وبالتنسيق الصامت مع سوريا(النظام السوري) التي تحلم(وتتامر) بان يطالب العرب السنة الانظمام لها، وهذا ما تحلم به السعودية ايضا. ولذلك ابتدعوا لعبة المحاصصة ثم الفتنة الطائفية لفرض الواقع بقوة السلاح، وانهر الدم. لكن القوى الحية في المجتمع العراقي تداركت الموقف، وان بعد خسارة الاف الضحايا، والشهداء، وتشرد الملايين من ابناء البلد الواحد. ورغم الادعاء بان الفيدرالية هي الافضل " لتوحيد العراق"، وكأن العراق كان مقسما. فان "اقليم كردستان" نفسه، لا زال ممزقا، ولم تتوحد القيادات، كما يدعون،الا اعلاميا، فلا زال لكل حزب وزاراته(وزيرين لكل وزارة). ولا زالت قيادة البرزاني تصر ان اربيل هي عاصمة الاقليم في حين يصر الطالباني، ان السليمانية هي العاصمة. واختلافات كثيرة على المواقع، والاموال، والمناصب، والموارد. لازالت تمنح استثمارات، وامتيازات، وعقود لدول، وشركات اجنبية دون موافقة المركز، وبشكل غير قانوني، ومخالف حتى لنصوص الدستور الملغوم، الذي لفلفوه. بل تتنافس القيادتين على سرقة الثروات الوطنية، كما كانت عائلة صدام تفعل، ولكن بشكل افظع، واصرخ. الخلافات، والانشقاقات الحزبية، والاتهامات المتبادلة، وسجن المعارضين، والصحفيين النزيهين، والمنتقدين، وقمع المظاهرات(في حلبجة، والسليمانية، واربيل، ودهوك، وحتى كركوك) ونقص الوقود، وازمات الكهرباء، والماء، وغيرها هى مؤشرات بسيطة على فساد الادارتين. ان محاولات الاسراع "بالبناء والاعمار" القصد منه ليس رفاهية الاكراد بل تحريض الجنوب على الانفصال عن العراق. بنفس الوقت يقوم حلفائهم في الجنوب من قادة المجلس الاعلى بالتسيق مع حلفائهم في الشمال، ومع "اطلاعات" على عرقلة أي نمو، او تطور، او أي استقرار امني لكي يتحججوا بالفيدرالية. والصريخ "انه في ظل الفيدرالية فقط يحدث الرخاء"، ويضربون مثلا في محافظات الشمال. مستغلين فقر الناس، وحاجتهم، وجهل البعض، وطائفية البعض الاخر، وتحريف الامور، والوقائع متناسين ان ما يسمى بتقدم "كردستان" لا يعدو عن بنايات، واسواق يملكها قادة الاحزاب الكردية، وابنائهم، واقاربهم، ويتجاهلون متعمدين حقيقة، ان ما بني بسبب الحماية الدولية، والمساعدات التي يسرق اغلبها قادة "اقليم كردستان الفيدرالي". مثلما سرقت، وتسرق المساعدات التي تقدم لمدن الجنوب، وتعرقل مشاريع الانماء فيه بانتظار الفرج "الفيدرالية"! ولا ندري من سيحقق الرفاه، والعدالة في النهاية المهدي المنتظر، ام الفيدرالية المنتظرة؟؟!! بشكل يذكرنا بالاغتناء الفاحش لمسؤولي الحكم البائد في زمن الخطة الانفجارية. ثم ماالذي يمنعهم من البناء، والتعمير اذا كانوا جادين فهاهم يحكمون،ومنذ اكثر من خمس سنوات، بشكل شبه مستقل عن المركز، وكانهم في كونفدرالية، وليس فقط فيدرالية. الامور في فيدرالية الجنوب غير المعلنة اسوأ بكثير مما كانت تحت الحصار الدولي، وحكم الديكتاتورية فماذا سيفعلون اذا استقلوا فعلا بفيدرالياتهم الطائفية.؟؟!! ربما سينزح الناس الى الصحاري ليأكلوا الچمة، او سيطالبون في حصتهم من نفط الكويت باعتبار وجود اقلية شيعية فيه. او ضمهم الى "فيدرالية بدر" في البصرة!

لقد زادت اطماعهم بتوجيه من ايران، وبعد اكتشاف الثروات في مدن اخرى غير البصرة فطالب الحكيم ب"ضرورة اقامة اقليم واحد لجنوب ووسط العراق" والسبب طبعا ليس للتطوير، والتقدم، او الرفاه، او البناء بل كما يصرح الحكيم: "ان الفيدرالية يجب ان تكون في جميع العراق، يحاولون منع الشيعة من التمتع بفيدرالية" هذا يعني ان القصد ليس جنوب العراق، او وسطه بل شيعته، ولهذا بدأوا بالتصفية المذهبية، والدينية، وتهجير الاخرين لكي يضمنوا اقليما شيعيا صرفا يدين لهم بالولاء. فالحكيم يطالب ب:"اقامة اقليم واحد في جنوب العراق ووسطه، لوجود قواسم مشتركة بين ساكني هذه المناطق"! ويقصد طبعا فرض اللطم، والزنجيل، والقامة، والحزن، والسواد على ابناء "اقليمه" هذا وكأن سكانه لم يكفيهم ما شهدوه من تطبير صدام لمدة 35 سنة!!!

وهناك حقيقة اخرى، لايتحدث عنها احد، هي ان ايران، والمجلس الاعلى وقادة الاحزاب القومية الكردية عرقلوا قرار من مجلس الامن يتيح منح الحماية لاقليم الجنوب تحت الخط( ) او على الاقل منع تحليق الطائرات. سبق لبريطانيا ان تقدمت بمثل هذا المشروع لكن ايران، والقيادات الكردية، والشيعية بعلاقاتها الدولية المشبوهة، وقفت ضده لانه سيمنح الامن، والامان لسكان المدن الجنوبية، ويتيح امكانية التطور العمراني، والاقتصادي في البصرة وغيرها. لكن هذا سيسحب البساط من تحت اقدامهم. ولو كان ذاك قد حصل لخسروا حجتهم الحالية، والنفوذ الديني، والطائفي الذي فرضوه بقوة سلاح المليشيات بعد الغزو الامريكي فنهبوا، وسرقوا، وفرهدوا، وقتلوا، واختطفوا، وشردوا، وهجروا ما شاء لهم ليحققوا مخططهم الشيطاني فيما يسمى اقليم الجنوب الشيعي(شيعستان) الذي ان تحقق سيوقع كل الاتفاقيات الامنية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية مع "الجارة" ايران التي اغرقت اسوق الجنوب، والعراق بكل غث، وهزيل، ومسموم، ومنتهي مفعوله، ونشر الارهاب، والمخدرات والقيم البالية، والاعراف المتخلفة وصولا الى مصير عربستان الذي ضم بالقوة الى ايران بعد اغتيال الشيخ خزعل. وسيتدفق ملايين الفقراء من الايرانيين ليطالبوا بعد ذلك بتصويت للانظمام الى جمهورية اللطم والقامة الاسلامية في ايران، كما غيروا اسم الخليج العربي، الى الخليج الفارسي، وكما ادعى الشاه المقبور، ان البحرين، وكل ارض الخليج العربي فارسية. ولازالت حكومة الملالي الاسلامية تحتل جزر الامارات، وتدعي ملكيتها. في نفس الوقت تطالب بتحرير القدس عبر البصرة، ولبنان! ترى أمن اجل هذه الفيدرالية ناضل الناس، وانتفضوا في اذار1990؟؟ وهل هذا ما يحلم به القاضي وائل عبداللطيف ليبني امارة لمتعة نزاق بدو الخليج، وملالي التخلف في قم؟؟؟!!!
للحديث صلة



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس
- الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين
- الامريكيون الشرفاء والعراقيون الحقراء!
- اعداء العراق يقتلون اصل العراق
- لماذا مسابقة علم ونشيد ولدينا اجمل علم واحلى نشيد يا مفيد؟!
- الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!
- غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين
- يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك
- ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي
- شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف
- ارهاصات الغربة
- يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد
- ابتعد العرب ام ابعدوا عن العراق؟!
- واطفات شمعة اخرى في ظلام العراق الدامس
- الطاقة النووية ليست في كل الاحوال سلمية
- حول محنة المهجرين والمهاجرين العراقيين تشريد العراقيين وسيلة ...
- سؤال للدكتور كاظم حبيب: هل صحيح ان في كل عراقي يسكن صدام حسي ...
- ما المقصود بكركوك محافظة كردستانية؟؟؟!!!
- البصرة يوم الاثنين 14 تموز 1958


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - الفيدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)