أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - وأخيراً حكومة المالكي تشرعن الاحتلال ...؟؟!!















المزيد.....

وأخيراً حكومة المالكي تشرعن الاحتلال ...؟؟!!


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 04:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إقرار حكومة المالكي للاتفاقية الأمنية مع قوات الاحتلال الأمريكي،ليس بالحدث المفاجئ والمستغرب،فحكومة المالكي خاضعة بالكامل للإرادة الأمريكية في وجودها وقراراتها وتوجهاتها وعلاقاتها_أي حالة من الارتهان الكلي لإرادة المحتل- وما محاولات التجميل الشكلية لهذه الاتفاقية المذلة والمهينة،إلا محاولات لامتصاص حالة الغضب الشعبي والجماهيري على مثل هذه الاتفاقية،والتي لم تأتي لتغير في جوهر الاتفاقية شيئاً،والتي أقرتها حكومة المالكي تحت ضغط وحملة ترهيب أمريكية واسعتين،حيث سبق توقيع الاتفاقية الأمنية،تصريحات لعدد من المسئولين الأمريكيين،ومقالات كتبت في كبرى الصحف الأمريكية،تهدد وتتوعد حكومة المالكي بأشد العقوبات إذا لم تقر وتصادق على هذه الاتفاقية،وهذا الوعيد ارتفعت حدته ووتيرة عقب الغارة الأمريكية على سوريا انطلاقاً من العراق،وهذا يجعلنا متيقنين أن هذه الاتفاقية الأمنية،ستجعل من أرض العراق منطلقاً للعدوان على سوريا وغيرها من دول الجوار الإقليمية،وقبل الغوص في تحليل وقراءة هذه الاتفاقية المذلة، لابد لنا من القول أن الجماهير العربية التي أسقطت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956،وطرت القوات الانجليزية عن أرض مصر،وكذلك المقاومة والجماهير التي أسقطت وقبرت اتفاق 17 أيار على أرض لبنان،وطردت القوات الإسرائيلية وحررت أرض لبنان،هذه المقاومة والجماهير قادرة على إسقاط هذه الاتفاقية المذلة وطرد قوات الاحتلال الأمريكي عن أرض العراق.
إن أي قراءة فاحصة وتحليل معمق لهذه الاتفاقية،يجد أنها تشرعن وتكرس الاحتلال الأمريكي للعراق،رغم محاولات التحايل اللغوي والصياغي والتلاعب في الألفاظ والنصوص،فحسب هذه الاتفاقية فإنه تم تحديد موعد 31 كانون أول 2011 ،كموعد تجري فيه عملية مراجعة مشتركة أمريكية- عراقية لهذه الاتفاقية،إما تجديداً أو تعديلاً،وبمعنى آخر لا يوجد موعد واضح ومحدد لخروج القوات الأمريكية من العراق،ونحن ندرك جيداً أن الرئيس الأمريكي المنتخب"أوباما" والذي دعا إلى تسريع انسحاب القوات الأمريكية من العراق،يصر على بقاء ما لا يقل عن 55 ألف جندي أمريكي بصورة دائمة في العراق على شكل خبراء ومدربين ومستشارين وأجهزة أمنية ومخابراتية وغيرها،وهذا معناه تكريس وشرعنة الاحتلال،وبغض النظر تم تعديل الاتفاقية أو تم تمديدها،فهذه القوات باقية،وهي بالتالي سيكون لها اليد الطولى في التقرير في الشأن العراقي من تشكيلة الحكومة ورسم توجهاتها وسياساتها وشبكة علاقاتها الداخلية والخارجية،وحتى توقيع أصفر اتفاقية.
إن السياسة الأمريكية القائمة على نشر وتعميم ما يسمى بسياسة الفوضى الخلاقة في المنطقة،تستهدف تجزئة وتقسيم وتذرير وتشظية دول المنطقة ،وتحويلها إلى كيانات اجتماعية هشة مرتبطة بتحالفات اقتصادية وأمنية وعسكرية دائمة مع أمريكا،وبما يرافق ولكي تبق ضعيفة وتابعة إغراقها، في مستنقع الحروب الأهلية العرقية والطائفية والمذهبية،وهي حتى تقلل من حجم خسائرها المادية والبشرية في ظل اشتداد وتصاعد المقاومة العراقية،فهي تلجأ إلى إستراتيجية اتبعتها في احتلالات سابقة،ألا وهي تجميع قواتها خارج التجمعات السكانية الكبيرة من مدن وغيرها،وجعل المواجهة مباشرة بين المقاومة العراقية والجماهير الشعبية من جهة مع قوات الحكومة العراقية،على أن تقوم القوات الأمريكية بتقديم الدعم والمساندة لها،وبالتالي فالحديث عن فرض انسحاب أو جدولة للوجود الأمريكي في العراق،يفتقر إلى الدقة والموضوعية ويجافي الحقيقة كلياً.
من الصعب على أي مراقب أو متتبع للشأن العراقي ،أن يقتنع أو يصدق أن اتفاقية أمنية أملت شروطها وبنودها الإدارة الأمريكية،ستجعل من الحكومة العراقية،حكومة حرة ومستقلة الإرادة ولها سلطة وسيطرة على أراضيها،وبالتالي فالحديث عن أن الاتفاقية الأمنية،تنص على عدم جواز استخدام الأراضي العراقية،منطلقاً للعدوان على دول الجوار أو دول أخرى،ليس إلا من باب ذر الرماد في العيون،والجميع شاهد الغارة الأمريكية على سوريا،مستخدمة الأراضي العراقية منطلقاً لها لتلك الغارة،وفي حال حدوث أي تصعيد في المنطقة،فسيتم استخدام الأراضي العراقية منطلقاً لعمليات عسكرية أمريكية ،على الأرجح ضد سوريا وإيران.
الاتفاقية الأمنية تجيز للقوات الأمريكية بناء قواعد وتخزين أسلحة ومعدات عسكرية،والتعاقد مع خبراء ومستشارين،وكل ذلك بمعزل عن قبول أو عدم قبول الحكومة العراقية،وهذا يعني بالملموس أن الأراضي العراقية ستبقى مرتعاً خصباً للجواسيس ورجال المخابرات الإسرائيلية،والجميع يعي ويعرف ما قامت به المخابرات الإسرائيلية من تصفيات للعلماء العراقيين، وما تقوم به من أعمال تجسس على سوريا،وفي حالة أي تسخين أو اندلاع معارك على الجبهة الشمالية مع إسرائيل،فالمرجح أن تستخدم الأراضي العراقية كقواعد مراقبة وتجسس على سوريا،وربما تكون منطلقاً لعمليات عسكرية إسرائيلية ضد سوريا،أما في حالة حدوث تصاعد على الجبهة الإيرانية،فيما يخص مهاجمة إيران لتدمير منشآتها النووية،فالمرجح أن يتم استخدام أراضي ومطارات وقواعد عراقية،لكي تستخدمها القوات والطائرات الإسرائيلية والأمريكية في عدوانها،والجميع لاحظ أنه أثناء التدريبات والمناورات التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية،والتي كشفتها أمريكيا قبل قرابة الشهرين،بالقرب من الحدود الإيرانية،أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت الأراضي العراقية في مسارها واختراقها من جهة منطقة كردستان العراقية.
أما البند المتعلق بالحصانة التي تتمتع بها القوات الأمريكية وموظفيها من جيش وعصابات المرتزقة،من المحاكمة أمام المحاكم العراقية فيما يخص المجازر وعمليات القتل والتجاوزات التي ترتكبها،فهذا البند تم إحالته إلى لجنة مشتركة أمريكية- عراقية،لكي تبت فيه،وتحدد إذا ما كان من صلاحيات المحاكم العراقية النظر في ذلك أم لا؟ وبالملموس فإن هذا ليس له أكثر من قيمة شكلية،فالقوة المحتلة هي التي تمسك بزمام الأمور،وهي صاحبة القرار الأول والأخير في هذا الجانب،وبالدليل الملموس في فلسطين المفاوضات الدائرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل،وتحديداً في موضوعة المعتقلين،إسرائيل تقرر عدد وأحكام الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم كبادرة حسن نية تجاه السلطة الفلسطينية،دون أدنى اعتبار لرأي السلطة الفلسطينية ووجهة نظرها،وهذا ينطبق على باقي القضايا الأخرى.
إن إقرار حكومة المالكي لهذا الاتفاقية الأمنية المذلة،يعني بشكل جلي وواضح شرعنة وتكريس الاحتلال الأمريكي للعراق،والذي يفرض على الشعب العراقي وكل ألوان طيفه المقاوم،وتحديداً القوى البعثية،أن تصعد وتكثف من مقاومتها ونضالاتها،لكي تسقط هذه الاتفاقية المذلة وتطرد قوات الاحتلال الأمريكي عن أرض العراق.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات نيويورك حوارات أديان أم ماذا ..؟؟
- هل حقاً انتصرت القدس لأهلها في الانتخابات البلدية الأخيرة .. ...
- حوارات بلا آفاق وبلا نهايات ..؟؟!!
- -رايس- وحوار الراحلين...؟؟؟
- الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين ...؟؟؟
- كل التحية للمناضلة سونيا الراعي وكل أسيرات شعبنا الفلسطيني . ...
- الاستقالة من الكتابة ...؟؟
- بيرس والعودة للمربع الأول ..؟؟
- الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟
- هل يرفع-الفيتو-الأمريكي عن الحوار الوطني الفلسطيني ..؟؟
- لهذه الأسباب يجب الاصرار على اطلاق سراح أسرى الداخل ..؟؟
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ عام من الخسارات الثقيلة ..؟؟
- زعرندات وعربدات المستوطنين ليست أعمال غوغائية فقط،بل تعبير ع ...
- المحامية الأمريكية -شارلوت كييتس- ومحاكمة سعدات ..!!
- حول ظاهرة التحرش الجنسي العلني / بالنساء في المجتمعات العربي ...
- لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟
- سنة تلخيص ....سنتان خلاصات واستنتاجات.....وعشر سنوات آليات ل ...
- تساؤلات برسم شهداء القدس...!!!؟؟
- النشرة الاخبارية لعيد الفطر السعيد/ 2008
- الأسرى الفلسطينييون ما بين قمع ادارات السجون وصفقة-شاليط-... ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - وأخيراً حكومة المالكي تشرعن الاحتلال ...؟؟!!