أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمادي بلخشين - النمل يرفض شراء بن حنبل بوزنه روث بقر !!!















المزيد.....

النمل يرفض شراء بن حنبل بوزنه روث بقر !!!


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 09:46
المحور: حقوق الانسان
    


تشـترك ســنن الكون الطبيعية مع السنة الإلهية في صفات الفاعليّة و الحـزم و الصرامة و الجدّ ، فلا حظّ لمن تخنّث أو " تأخون"( نسبة للإخوان المسلمين) أو تراخى، غيرالإقصاء من مسرح الحياة، أو العيش مسترقّا على هامشها . ولا حظّ لمن أخطا او تهاون أن توفّره سنن الطبيعة الصارمة قبل ان تحيق به شديد العقوبة جزاء ذلك الخطأ و ذلك التهاون.
و لكم يبدو لنا معجزا و دقيقا وصف الخالق الإنسان الشارد عن ربّه بأنّه ردّ ((إلى أسفل سافلين)) حال خروجه من دائرة العبودية لله (المحرّر الفعليّ له )، إلى دائرة إنعدام الوزن والشيئيّة، وإستسلامه الى الطواغيت الباحثين عن عديمي الوزن من أمثاله ليتولوا قيادتهم و إسترقاقهم دون خشية تمرّد أو خوف معارضة، لينحدر هؤلاء الأرقّــاء في نهاية المطاف إلى درجة سفـلى من الذلّ و الهوان، تعفّ عنها عجماوات الدواب و صغار الحشرات و الهوام .

و لمن اطلع على سيرة النحل علم أنّ :" من عجيب أمرها أنها تقتل الملوك الظلمة المفسدة و لا تديــن لطاعتها "(1) كما يرفض النمل، إضاعة وقته الثمين للضحك على ذقونه النملية الموقّرة ، لــيواجه من يعبث به بصارم العقوبة ! فممّا ترويه كتب التراث أنّ نملة خرجت من جحرها فصادفت شقّ جرادة فحاولت حمله فلم تطق ذلك ، فذهبت و جاءت بأعوان من جنسها ليحملن الغنيمة معها . قال الراوي : فرفعت شقّ الجرادة من الأرض [ اثناء غياب النملة : اراد القيام بتجربة] فطافت [النملة] في مكانه[ أي في مكان شق الجرادة] فلم تجده فأنصرفوا و تركوها ! فوضعته [ شق الجرادة ] فعادت تحاول حمله فلم تقدر فذهبت و جاءت بهم فرفعته فطافت فلم تجده فأنصرفوا و تركــــوها !قال الراوي فوضعت شق الجرادة فعـــادت تحاول حمله فلم تقدر فذهبت وجاءت بهم فرفعته!!! فطافت فلم تجده فأنصرفوا، قال: فعلت ذلك مرارا فلما كان في المرّة الأخيرة إستدار النمل حلقة ووضعوها في وسطها و قطّعوها عضوا عضوا! قال الراوي معلّقا :" هذا النمل فطرها الله سبحانه و تعالى على قبح الكذب و عقوبة الكذاّب "(2)
فياليت لنا ذلك الغضب النمليّ لنواجه حكامنا الكذابين، فلطالما وعــدونا بالحرية والعيش الكريم دون وفاء بتلك الوعود(3) سلبهم الله درّ الثدييات السلفية و عون المرضعات الإخوانية.

كما عثرت شخصيا في كتاب بعنوان" قصص انجليزية حقيقية مكرّرة . جمعه هانس آيتروم " على نظير ذلك الحزم الحيواني العجـــيب فقد ورد في ص80/81 و تحت عنوان " إنتقام الذئاب "، سرد و قائع حادثة حقيقية لصبيّ توجّه ذات عشية إلى مكان عمل والده في احدى الغابـات، و لكنّ والده رجع الى البيت من مسلك غابيّ آخر ليجد زوجته تتساءل عن الصبيّ أين هو. و في طريق عودة الأب للبحث عن ولده ، جلب انتباهه وجود كومة من أوراق الشجرالجافة وسط المسلك الغابي، فلما نبش عنها وجد ولده الصغـــيريغط في نــــوم عميق، فقدّرالرجل أن حيوانا مفترسا ستر الصبيّ النائم، ليفوّت على غيره فرصة إفتراسه أثناء انصرافه لحشده أبناء فصيلته لمشاركته الوليمة، و يبدو أن الوالد قد أدرك أنّ الوقت لن يسمح له بالنجاة قبل مداهمة القطيع لهما، فتسلّق وولده شجرة بعدما سوّى كومة الأوراق كما وجدها، ثم أخذ يراقب عن كثب ما سوف يحدث . و بعد برهة من الزمن، سمع عواء ذئاب يقترب رويدا رويدا ، ثم رأى قطيعا يتقدّمه ذئب ــ يبدو أنه مكتشف الفريسة ـــ ثم تقدم الذئب الرائد ينبش كومة الأوراق بعد ذلك تاخر قليلا ثم اخذ يقلّب وجهه في بقيّة القطيع في هيئة غير المصدق لما حدث!!!. ثم لم تلبث الذئاب أن أحاطت به من كل جانب قبل ان تمزّقـــه إربا إربا ، جزاء إضاعته لوقتهم و ضحكهم على أذقانهم الذئبيّة الموقّـرة ! (4) .
فكم تلاعب الظالمون بمصائر الشعوب المنكوبة دون ترقّب غضبة ذئبيّة ، أو نخوة نمليّة تودي بهم ،حتى تجاوزوا المدى و أسرفوا في العدوان ، كل ذلك بفضل الحماية السلفية و الحصانة الإخوانية و اتقان تلك الرخويات البليدة ذات الدم البارد لمهامها التبريرية المصبوبة في خطب منبرية صيغت في وزارات الداخلية لا تخرج في موضوعها عن مطالبة الشعــوب بالصبرعلى تحمل الأذى والإلتزام بخلق التسامح و العـفو والدفع بالتي هي أحسن و وجوب طاعة أولياء الأمور مها أسرفوا في الظلم لأنّ "السلطان الظلوم خير من فــتنة تدوم "، يقول أحمد ابن حنبل( الذي لا يرضاه النمل له زعيما، ولو فرض عليها بالقوة لأنتحرت جماعيا، ولو عرضنا عليها ــ ومعه القرضاوي تكرمة ـ لقاء وزنه روثا لأبت شراءه ) يقول بن حنبل " ومن غلبهم بالسيف [ أي من إستولى على الحكم بالقوّة ] حتى صار خليفة أو أمير المؤمنين فلا يــــحلّ لأحد يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يبيت و لا يراه إماما عليه برّا كان أو فاجرا!(5) " كما يقول الحسن بن علي البربهاري ـ حنبلي ايضا ـ "إ ذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فأعلم أنه صاحب هوى[!!!] ،وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فأعلم أنه صاحب سنة إن شــاء الله!" إهــ .

فبئس ما يأمرهم به ايمانهم ان كانوا مؤمنين ، و بئس ما يدعون اليه ، فلئن إحتاج من داهمه السّيل الجارف يوما ، الى التريّـث و الأناة ، فقد يحتاج المسلم الى الصـبر والتسامح مع قتلته و معذبيه ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عمر سليمان الأشقر العقيدة في الله ص 118 .
لا بدّ أن يكون ذلك النحل من الخوارج على رأي السلفيين، أو من مثيريّ الفتن على رأي الإخوان المستسلمين) .
(2) نفس المصدر و الصفحة .
( 3) من النكت التي يرويها الغربيون إستهزاء بما فعله السفهاء من أغنياء المسلمين، أن طبيبا سأل سيدة بعد أن أتمّ فحصها : و لكنك يا سيدتي مازلت عذراء رغم قولك بأنك تزوجت ثلاث مرات؟! فأجابت: ذلك لسوءحظّي ، فزوجي الأول كان لوطيّا ، و زوجي الثاني كان شيخا بتروليّا نفق قبل أن يصلني الدّور لأنني كنت رقم 44 في حريمه،و أمّا زوجي الثالث فسياسيّ ،و أنت تعرف يا الدكتور وعود الساسة !
(4) لم يكن لذلك القطيع ( لسوء حظ الذئب القتيل ). بلادة الإخوان، ليعفى من مصير مؤلم ، ولم يكن لذلك القطيع أيضا صبر النمل، ليمنحه فرصة أخرى! .
(5) يمكنني القول بكل ثقة ان صلة أحمد بن حنبل( صنم السلفية الأول و الناطق الرسمي باسم دين الملك ) باسلام محمد بن عبد الله ليست اوثق من صلة جورج بوش ( الأب و الإبن و الجد) بالطريقة النقشبندية . ففي حين جعل الإسلام جهنم مصير كل مواطن ذليل مستسلم رضي بالعيش تحت حكم دكتاتور. عكس بن حنبل الآية و جعل الرضوخ هو المطلوب و الإنتفاضة هي المحرّمة !!!.

عن مصير الراضين بالظلم السياسي يقول الله تعالى ( ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض...فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا) النساء الآية 97



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمرأتنا ما قبل التسونامي السلفي
- في اسرائيل ينزع حاسوب الرئيس، و في بلادنا لا نستطيع نزع فرّو ...
- المتنبي وواحد ارمني ( على هامش الإنتخابات الأمريكية)
- حلم جحا يكرر نفسه
- لا لدين الملوك ( السنة) ولا لدين الكاهن (الشيعة)
- حدث ذات سكر ملكي


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمادي بلخشين - النمل يرفض شراء بن حنبل بوزنه روث بقر !!!