أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود














المزيد.....

رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المعظـّم، خادم الحرمين الشريفين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا نخفيكم، جلالة الملك المعظـّم، كم كانت غبطة الكثيرين كبيرة، وفرحهم عظيماً، وإعجابهم بالغاً، وهم يرنون إليكم بمشاعر من التقدير وعدم التصديق، حين كانت اللحظات التاريخية الآسرة للألباب، والكاميرات التلفزيونية تدون حدثاً بالغاً في أهميته ودلالاته، وتنقل تلك الصور على أثير مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية مباشرة، حاملة في طياتها تباشير فتح حداثي جديد، وأنتم ترفعون، وتتبادلون الأنخاب مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش "الصغير" في مؤتمر العشرين في واشنطن، وفي تلك الحالة البروتوكولية الحضارية العصرية المعبـّرة التي تعكس موقفاً جديداً، ونظرة مختلفة وثورية من بعض القضايا الجوهرية والإشكالية التي أثقلت مجمل منظوماتنا الاجتماعية والفكرية والسلوكية وشلـّتها وجعلتها عاجزة عن أي حراك وتغيير. هذه الصور الجديدة ستغير ولا محالة، من تلك الأثقال النمطية، والتابوهات القدرية، والأحمال الحجرية التي شكلت مجمل رؤيتنا القاصرة للحياة، وشكلت، بالتالي، رؤية الآخرين السلبية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي لم تعد تسر عدواً ولا صديقاً، على الإطلاق. وإن هذه اللقطات الخالدة، لا بد، ستكون قطعاً، وقطيعة، مع تاريخ من الانغلاق والتحجر والتزمت تحاول قوى التعصب والتشدد والظلام، من خلالها، أن تسم بها هذا البلد الشقيق.

وبعيداً عن كل ذاك الضجيج والزوابع والتهويم والتهويل الذي حاول البعض أن يحيقه بروعة المشهد وحداثية المآل الآني، أو الغمز من أية مضامين أخرى وبجانبها الروحي المطلق، فإننا نرى في الصورة المرسلة وجهها الأكثر إشراقاً القائم على تحدي الموروث السلفي، ومحاولة تخطيه وتجاوزه، والرغبة في الانتقال نحو آفاق وتحولات جديدة غير تلك التي عهدناها سابقاً والتي لم تؤثر، تاريخياً، في شيء، ولم تقدم، بل أخرت في مسيرة هذا البلد العريق رغم ثرائه وامتلاكه لكل مقومات النهوض، وممكنات النجاح الأكيد بعد فك عرى التحالف الكاثوليكي بين ما هو ديني وما هو سياسي، ولا يملك المرء حيال ذلك إلا إبداء مشاعر الدعم والتأييد، ومهما كانت محاولات قوى الظلام لفرملة وعرقلة عملية التثوير والتغيير.

ولا نخفيكم أيضاً، وبالمقابل، كم تنتاب المرء أحاسيس من الألم والمرارات القاتلة، ومشاعر جمة من الإحباط واليأس، حين تحمل وسائل الإعلام ذاتها، أخباراً مرعبة ومنفـّرة تجري على ثرى المملكة الطاهر نرنو، حميعاً، ونتمنى أن تتبدل، ونتخلص منها في المستقبل العاجل القريب. أخبار تتواتر بفيض مفزع غريب عن عمليات تنفيذ للقصاص الشرعي هنا وهناك صار يتبادلها الصغار لقطاتها البلوتوثية كألعاب مسلية على أجهزتهم المحمولة لتتشكل من خلالها، فقط، قناعات أجيال وأجيال ونظرتهم، للبلد الشقيق. عن سجن للأحرار وتنكيل وجلد يطال صحفيين وأطباء، وأصحاب رأي ونشطاء سياسيين، ووافدين مقيمين ومساكين ومستجيرين بكم من غائلة الفقر والتهجير والتجويع. عن إطلاق سيول هائجة لا ترعوي ولا تستحي من فتاوى عبثية مسلية لا معقولة وغير قابلة للتصديق، وبشكل عشوائي، وفي ظل حكمكم الرشيد، ولا تدخل بعقل، ولا يقرها شرع أو دين. عن ازدراء للمرأة وتنكر لأبسط حقوقها الآدمية، وتمييز في معاملتها وحط من كرامتها وإجهاض لآمالها وأحلامها. عن اضطهاد وترهيب لأتباع الديانات والطوائف والمذاهب الأخرى وحرمانهم من كافة أشكال الحرية والتعبير والحقوق، أو ممارسة طقوسهم وشعائرهم الخاصة. عن أقليات مهمـّـشة ومحرومة من كافة حقوق المواطنة المنصوص عنها في القانون الدولي.

ولعل تلك الصور المفرحة وبرمزيتها المثيرة الكبرى، التي أثلجت الصدور، وأحيت الأمل من جديد في أن تنفض المملكة عن كاهلها غبار الماضي الأليم، تكون فاتحة عهد نير جديد، وخير تومئ بفجر جديد تلج فيه المملكة أفقاً جديداً من التسامح والانفتاح والتصالح مع الذات ومع الآخرين، ومبشرة، في الآن ذاته، بانقشاع سحب الظلام الداكنة المدلهمة عن كاهلها، يكون الناس أحراراً فيه فيما يفعلون، ويحبون، ويتصرفون كسائر خلق الله العاديين، بعيداً عن سطوة وجهالة، ومن دون وصاية، المافيا الدينية المستبدة بالإنسان والمكبلة لتطلعاته الإنسانية والفطرية المشروعة. وعسى تتوارد، في كل يوم وآن ومناسبة، تلك الصور الطيبة غير التقليدية تباعاً من أرض الحرمين حاملة معها عبق التغيير، وعبير التحضر، وأصالة التمدن الشرقي، وروح العصرنة، ورغبة التحديث، التي ستنال، ولا شك، وتحطم من كل تلك الصور السوداء المتآكلة التي ترسخت في الأذهان، لتعصف، وتذهب بها مع الريح، إلى الفناء والجحيم.

والعقبى الكبرى بخبر مفرح ومشهد آسر جديد.

أخوكم في العروبة والإسلام
الكاتب والإعلامي: نضال محمد نعيسة



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ديني أم تطبيع سياسي؟
- لماذا الخوف من غزو ديني؟
- تضامناً مع أقباط المهجر
- I don’t have a dream
- الأوبامية وهزيمة ثقافة
- محاكمة إعلان دمشق: محاكمة لمرحلة
- القرضاوي: وباطنية شيوخ الإسلام
- سحقاً لهمجية الأمريكان
- وجوه أخرى لتصريحات القرضاوي
- القرضاوي:هل هو خوف من تشيع ديني أم سياسي؟
- نهاية فوكوياما
- من هي الدول الفاشلة؟
- حول طائفية إعلان دمشق
- العنصرية وعرب الخليج الفارسي
- عبد الرزاق عيد: ويل للعقلانيين!!!
- عار السعودية الأبدي
- سحقاً للقتلة والجبناء
- القرضاوي وهشاشة الفكر الديني
- السّعُوديّة أولاً!!!
- حروب الشيوخ الكارتونية


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود