أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمود القبطان - الانتخابات المقبلة وتوقعاتها















المزيد.....

الانتخابات المقبلة وتوقعاتها


محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 03:50
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


خلال شهرين سوف تجرى انتخابات مجالس المحافظات وقد تقدم كل تكتل بقائمته للجنة العليا للانتخابات,وعلى الأغلب سوف تكون القوائم مفتوحة ليتسنى للناخب أن يتعرف على من أنتخب سابقا وما قدم أو ما سوف يطرحه الجدد من برامج للفترة القادمة.واليوم سوف لا يتقدم أي تكتل ببرنامج بعيد عن مطالب الجماهير.ولكون أن الذين اعتلوا مناصب في مجالس المحافظات في أغلبيتهم فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق مطالب الجماهير وفي مقدمتها توفير الخدمات وهي الأهم للمواطن وللبلد,حيث كل شيء يتوقف على توفير الكهرباء والماء ومشتقات النفط,وفي المجمل لم تستطع الدولة من توفير أي من هذه الخدمات مما شل البلاد والحياة ,لاسيما الإنتاج الذي يدير الدولة بأكملها.
من كان يدير مجالس المحافظات؟
لقد أقحم الدين اقحاما مشوها لإدارة الدولة بواسطة الأحزاب الدينية بواسطة نتائج المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة فتشوهت الدولة.فزرع المواليين لهذه الأحزاب زرعا مشوها في الدوائر والمؤسسات المهمة وهم لا يعلمون إلا التسبيح والدعاء عند ألازمات والاهم من هذا وذاك الاستحواذ على الممتلكات والثروات دون رقيب.فالمجالس امتلأت بأشخاص كانوا لوقت قريب من الذين كانوا من مجرمي العهد السابق ,ومن أنصاف ألاميين,إن لم اقل من ألاميين, لمجرد إعلان ولائهم للأحزاب الدينية القديمة منها والجديدة.وكل الأحزاب الدينية الجديدة اتخذت مرجعا دينيا خاصا به لتتقوى بظهره وبموقعه الديني في الحوزة.وهناك أحزاب تشكلت بعد سقوط النظام السابق,وإذا بها تكتسح الساحة دون مقدمات,وابن الشارع البسيط يتساءل أين كانوا هؤلاء قبل السقوط؟وكيف نمت وتكاثرت هذه الأحزاب بسرعة لم يتوقعها أفضل المراقبين لوضع العراق؟
لقد حسمت ألأحزاب الشيعية أمرها بأن كل شيعي في العراق تابع لها ولذلك منها تأخذ النسبة في مجالس المحافظات والبرلمان,دون أن يسألها أحد,لا بريمر ومن دونه: من أين جاء هذا الأمر السماوي لهم ليطبقوه على ألأرض؟لا يغيب عن ذهننا أن ما حصلوا عليه لم يكن فقط بالتزوير وإنما سنين ال35 من عمر نظام صدام جعلت من الأكثرية الطائفية المستبعدة وعلى الدوام والقسوة إلي لا قاها مريدها جعلت نوعا من التعاطف لهذه الأحزاب القديمة والجديدة على السواء, ناهيك أن ألأغلبية العظمى لم يكن لهم الوقت الكافي لتفكر أو تتعرف على هؤلاء الجدد الذين جاءوا من الخارج ولم يتعرف عليهم أحد إلا الى ما بعد ألانتخابات.
أين المرأة في مشاريع هذه الأحزاب؟
قد تكون هناك "حسنة" لبريمر إن كانت له حسنه وهي فرض 25 % من كل المناصب سواء في مجالس المحافظات أم البرلمان تكون للمرأة,وهذه الفقرة الإجبارية لم تلق الترحاب من قبل المتشددين من هذه الأحزاب,حيث لا حرية لهن في البيت ,فكيف,بهن يتبوأن هذه المناصب التي هي حكرا لهم,فأتوا بمعظم السيدات اللواتي لم يكن لهن شأنا في السياسة أو حتى التأهيل العلمي ,فقط لملا الفراغ وتسجيل ال25% المقرة.وألا فكيف يوفقون بين امتهان هذه الانسانة عبر تعدد الزوجات,وبأية مسميات,والإهانة والتجهيل وسلب ابسط حقوقهن,وبين تواجدها في مجالس المحافظات أو البرلمان التي حدد لبعضهن الكلام ,وأما ما تبقى فقط لرفع ألأيدي ومن تجرأت وأقدمت على الحديث خارج ما هو مسموح فتأتي التهديدات أو التجريح من أكثر من جهة,حيث لولاهم"الرجال" لما أتت هذه أو تلك إلى هذا المنصب.
ماهي النتائج من قيادة التيار الديني للدولة؟
إنها كارثية و بلا شك.فتفشى الفساد ألإداري والمالي بشكل لم يسبق له في تأريخ العراق.فالتعيينات لا تمر إلا بدفع الرشوة حتى لأبسط عمل في دوائر الدولة. أما ثروة النفط فقد سرقت بشكل لم يجرأ حتى المجرم صدام أن يفعلها وبهذا الشكل المفضوح.أما مسألة المقصرين والحرامية فلم تطالهم يد العدالة, لسبب بسيط وهو أن أيادي الجميع ملطخة بالسرقات الكبرى. أما المشاريع الكبرى, أو التي تسمى كبرى يسمع عنها الناس منذ أن تسلم هذا التيار زمام الأمور.لم يقتصر الصراع على السلطة فقط وإنما على الاستيلاء على ألاماكن المقدسة والجوامع ,فأصبحت هذه ألاماكن مخصصة للولاءات الحزبية, ولخزن ألأسلحة,ولاجتماعات الأحزاب المعنية,وتحولت خطب الجمعة إلى محاضرات سياسية تناقش ما يدور في البرلمان ومن كان مع أو ضد هذا الاقتراح ومن كان ضده,وفي هذه الخطب يناقشون الاتفاقية الأمنية وكل أسبوع نسمع إن الصغير مع الاتفاقية لأنها مهمة وفي أسبوع آخر ضدها ويتباكى على سيادة العراق والمصلي المسكين لا يعرف لمن يعطي صوته مع أم ضد الاتفاقية.إن المحاصصة الطائفية والقومية جرت العراق إلى صراع دموي لم يشهده العراق منذ فترة ليست بالقصيرة,مما جعلت الناس يتندرون على أيام الطاغية,وهذه طبيعة الإنسان يريد الأفضل فأن لم يحصل عليه يبدأ بالتندر على ما سبقه,وليس حبا بعهد فاشي قل ما رأت البشرية مثله,وهذا أعطى الحجة لازلام النظام السابق للتبجح لما قدم نظامهم حيث كان أقل قسوة وفسادا من مما يقودون الدولة ألآن.
وما عن التيار القومي ؟
لقد حصل الشعب الكردي على نتائج كفاحه الطويل عبر السنين من التضحيات والآلام وتعسف الأنظمة المتتابعة.لكن هاذ الشعب ابتلى بقيادة عشائرية لا تعرف من تضحيات شعبها إلا الحصول على مصالحها وتنكرها لوحدة الشعب العراقي أرضا وتاريخا وحضارة,مما شجع الطرف القومي العربي للهجوم على مكتسبات الشعب الكردي.أصبح الغرور عند القيادة السياسية الكردية حدا بتهديدهم المتوالي والتحريض على تقسيم العراق .وفي أول انتخابات جرت في العراق الجديد أعلنوا عن استفتاء شعبي كان أكثر من 99% من أبناء الشعب الكردي يريدون ألانفصال عن العراق,ولو صدق هذا ألاستفتاء,إن كان هناك استفتاء أصلا,وباعتبارهم نخبة تمثل الشعب الكردي ديمقراطيا,ولو بدون انتخابات وبشكل أزلي,لكان عليهم ألاذعان لمطالب شعبهم والانفصال عن العراق,لكن حتى لعبتهم هذه لم تنطلي على أبناء شعبهم.وعندما تشتد المناقشات على صلاحيات الأمريكان في العراق وبنود الاتفاقية ألأمنية يتبرع البر زاني,مسعود بأراضي للقواعد ألأمريكية,وقبله قالها رئيس الجمهورية,ولكن لتراكم خلافاته مع رئيس الإقليم قال إن القواعد في كردستان العراق لا تتم إلا بموافقة الحكومة المركزية.ومع هذا فأن القيادة السياسية الكردية لم تقدم لشعبها ألا تفشي الرشاوى وتسلط الأهل والأقارب على زمام كل الأمور وفي صراع دائم مع المركز,إلى أن وصل ألأمر برئيس الأركان أن يرفض تجهيز العراق بأسلحة وطائرات متطورة لكي لا تضرب الحكومة المركزية ألاقليم!!
وورقة الفيتو ترفع من قبل حلفاء الأمس وفي أي وقت تتضارب المصالح,فلم يبقى شكلا للتحالفات إلا وجرب في أروقة القرار السياسي لجر البساط من تحت الحكومة إن اختلفت مع أحد.إنها "ثمرة" المحاصصة القومية والطائفية المقيتة.
ماذا حل بالجماهير؟
لقد سأمت الجماهير هذه الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال ولحد اليوم لأنها لم تقدم أي شيء لإبل كل شيء مفقود في كافة المجالات الثقافية ,التي أخذ زمام أمورها إمام جامع هارب من وجه العدالة لقتله أولاد أحد النواب,والتربوية حيث يتبوأ وزارتها إمام جامع ضربت حمايته الطلبة في أوج حرارة الصيف وأثناء تأديتهم ألامتحانات النهائية وصحية حيث انتشرت الأدوية على الأرصفة واختفائها من المذاخر والصيدليات وانتشار الأوبئة ,وأخيرها مرض الكوليرا الذي فتك بالعشرات وحسب الإحصائيات الرسمية فقط.

أن هذه ألأجواء جعلت من الكثير من التحالفات السياسية داخل السلطة في مهب الريح,لا بكونه ألأفضل وإنما بسبب الصراعات العميقة فيما بينهم وهذا كان متوقعا,مهما طال عمر تحالفاتهم هذه.فنشاهد أن أكبر تحالف وهو الائتلاف العراقي الموحد أصبح في مهب التفككات الجديدة والتي ابتعدت عنه أطراف مهمة,ولذلك سوف يكون حظه في انتخابات مجالس المحافظات ضعيفا ,إن لم يمارس أدواته ألاحتياطية في ألتزوير والأبعاد ألقسري ,لأبل حتى القتل.ومن المضحك المبكي أن يتخوف أعضاء هذا الائتلاف من التزوير ,في مدينة له الأكثرية وهي الديوانية,وحتى في المدن ألأخرى يتهم ألاخرون من الإقدام على التزوير.والسؤال من يزور إذن؟
وماذا عن التيار اليساري والقوى العلمانية؟
أولا إن التيار الديمقراطي التقدمي هو ما يعول عليه ناس العراق ألان.وهذا ليس مبالغة, وإنما من واقع الوضع السياسي المتردي وفي خضم هذا الاستنزاف لموارد العراق والفساد المالي وعدم تقديم أية نتائج ملموسة لإصلاح الأوضاع وسكوت القضاء أو ألأصح إسكات القضاء لمحاسبة المقصرين,قل القطط السمان, التي كثرت إلتى تتناقل أخبارهم خارج الحدود بسبب الثراء التي تتمتع به.كل هذا يعطي التيار الديمقراطي التقدمي فرصا اكبر بالنجاح في انتخابات مجالس المحافظات,لكن القوى الدينية والجهلة سوف لا يضعون سيوفهم جانبا وإنما سوف يستعملون كل وسائلهم في التأثير على الناخب سواء بخبزه أم بحياته أو باستغلال سمعة المرجعية وصورها لتثبت للناس أنهم من يمثل المرجعة , في الوقت الذي أعلن مكتب السيد السيستاني عدم تأييده قائمة دون أخرى,ومانع أن ترفع صوره في أية انتخابات,لكن الذين يخشوه كلمة الحق والشعب أصروا على أن ترفع صور المرجعية.
هل نصل إلى نتيجة من مقاطعة ألانتخابات؟
إن أكبر خطأ سوف يرتكبه الناس,وبكافة انتماءاتهم إذا قاطعوا الانتخابات القادمة,إن هذه الانتخابات هي الحاسمة لمستقبل قد يصحح مجرى التاريخ إذا أحسنا استغلاله.إن مقاطعة الانتخابات سوف تعطي القوى القومية العربية والكردية والدينية فرصة أخرى للنجاة بقاربهم من الغرق,وهذا سوف يعيد المآسي لا بل يساعد على استمرارها.
ماذا علينا أن نفعل؟
على المعنيين البدا بنشر الوعي الانتخابي والإقدام على عقد الندوات التثقيفية,وهذا كان ندائي من الانتخابات ألأولى وعدم ألانتظار إلى حين بدأ حملة الانتخابات,إن أمام القوى التقدمية مشوار طويل ولا بد من الوصول مع الجماهير إلى عراق التقدم والتطور والتجديد.عراق يعتمد المعايير العلمية في التقييم وليس غير ذلك.التثقيف يبدأ بين أثنين وأكثر,دون ملل أو كلل. أنني أؤمن بالتحالفات بين كل ألأطراف الديمقراطية والتقدمية ,وعلى أساس برنامج موحد يعتمد القيم الحضارية في تطبيقية واحترام الرأي ألآخر و هم أهلا لهذا,لكن في نفس الوقت أن يكون التحالف على برنامج سياسي وكل الإطراف تخوض الانتخابات لوحدها,والتجربة الأوروبية,وتحديدا السويدية خير مثال على ذلك.على كل حال هذه وجهة نظر أرى فيها احترام كبير لجماهير كل حزب.
ماهي النتائج المتوقعة؟
أعتقد جازما أن حظوظ القوى العلمانية كبير هذه المرة إذا أحسنت استعمال أدواتها,لكن لا أقول إن نجاحها سوف يكون كاسحا لان ألقوى الدينية سوف لا تستسلم بهذه الطريقة السهولة وسلميا ولو وجد الدستور الدائم الذي كتبوه حسب مقاساتهم.



#محمود_القبطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث الجديد الذي لا يعتذر
- أمريكا و -رجلنا في البيت الابيض-
- العراق عضو في حلف الناتو؟
- شبح ثورة تموز 1958 يلاحقهم حتى في البرلمان
- الاتفاقية الامنية والتهديدات الامريكية للعراق
- التاريخ يحاكم محمد دبدب
- ومازلنا...نحلم بقناة فضائية للحزب
- المحمودية ما بين الاوساخ و-الانهار-
- تفجيرات الكرادة اسبابها ومعالجتها
- مكرمات لما بعد رمضان
- حوار مع عبدالعالي الحراك
- عودة إلى- وأخيرا يا كركوك-
- تصريحات تحتسب للبرزاني , ولكن نريد.....
- مطبات الالوسي وردود أفعال اسلاميي البرلمان العراقي
- القواعد العسكرية الامريكية الدائمة في العراق
- لا تسليح الا بأذن من....
- العلم العراقي الجديد ومن جديد
- الشهيد كامل شياع ووزارة الثقافة
- الاعلام المرأي والمسموع والمقروء
- فدرالية أم نقمة؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمود القبطان - الانتخابات المقبلة وتوقعاتها