أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راسم عبيدات - حوارات نيويورك حوارات أديان أم ماذا ..؟؟















المزيد.....

حوارات نيويورك حوارات أديان أم ماذا ..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 03:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.....من المعروف والبديهي أن من يشارك في حوارات الأديان،هم رجالات الدين والفقهاء وعلماء اللاهوت،ولا أظن أن هناك من يقف ضد هذه اللقاءات والحوارات اذا كان الهدف منها خلق حالة من التسامح والتواصل الثقافي والحضاري،وعلى قاعدة احترام العبادات والأديان لكل بني البشر،ولكن ما هو غريب ومريب في نفس الوقت،أن يتقاطر الى حضور هذا الحوار الذي رعته الأمم المتحدة ودعت اليه السعودية،زعماء أكثر من خمسين دولة وعلى رأسها قادة ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي،بالاضافة الى أقطاب الحكومة والدولة العبرية من "بيرس وتسيفي ليفني" وغيرهم،وهذا يكشف أن هناك أجندة أخرى غير أجندة الدين والتدين ونشر ثقافة المحبة والسلم والتسامح بين بني البشر،فالزعماء والعلماء الدينيين العرب الذين ذهبوا لهذه الحوارات،كان الأجدر بهم أن يقودوا حورات ولقاءات داخل البيت الاسلامي نفسه،حوارات بين السنة والشيعة،بدل أن يقودوا حملات تحريض وتشهير طائفية تؤجج وتشعل بذور الفتنة والطائفية في المجتمعات والدول الاسلامية،خدمة لأجندات وأهداف ومصالح خارجية،أما الزعماء العرب الذين تقاطروا لحضور هذه الحوارات،فهم يعرفون جيداً،أن هذه الحوارات هدفها وطابعها ليس ديني،بل سياسي بامتياز وخصوصاً أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد تيري ريد لارسن،هو الذي أشرف على ترتيب هذه اللقاءات والحوارات،والجميع يعرف مواقفه المنحازة لاسرائيل،وهذا ما لمسناه وخبرناه فلسطينياً، أيام حصار الرئيس الفلسطيني الراحل القائد أبو عمار في المقاطعة برام الله،حيث شن حملة تحريض عليه،وقال أنه ليس رجل سلام بل يشجع ويرعى"الارهاب"، ولبنانياً في العدوان الاسرائيلي على لبنان/ تموز 2006 طالب لبنان وحكومته بالموافقة على شروط اسرائيل المذلة لوقف اطلاق النار.
والزعماء العرب الذين حضروا هناك،استمعوا لمواعظ وترانيم وتراتيل الحاخام"بيرس"،والذي في مواعظه صور اسرائيل على أنها دولة محبة وسلام وواحة ديمقراطية، لا تنتهك فيها حقوق الغير ولا تعتدي عليهم ولا تمارس بحقهم أي شكل من أشكال القتل "والارهاب"،والمشكلة ليست في اسرائيل ،بل في هؤلاء"القتلة والارهابين" من عرب وفلسطينيين والذين يرفضون السلام ويقفون ضد السلم والمصالحة وازدهار المنطقة وشعوبها،وطبعاً الحكام العرب يصغون الى هذه المواعظ،دون أي اعتراض أو حتى رفض لها،وهم يدركون ويعلمون أن هذه المواعظ ليس لها مكان من الصدق والصحة،"فبيرس" هذا يعرف جيداً أنه هو شخصياً وكل قادة حكومته دون استثناء موغلين في الدم العربي والفلسطيني من قمة روؤسهم وحتى أخمص أقدامهم،وهم يحرمون شعباً بأكمله من مستلزمات الحياة الأساسية من كهرباء ودواء ونفط وغذاء،وينتهكون يومياً حقوق الشعب الفلسطيني،عبر سلسلة طويلة ولا منتهية من اجراءات وممارسات قمعية واذلالية ،تطال الحجر والشجر قبل البشر.
ان حضورالسياسي الكثيف لهذه الحورات المغلفة بالطابع الديني، يجري استكمالاً لحوارات سابقة جرت في بريطانيا، والتي غلفت بغلاف أكاديمي حضرتها السعودية وأطراف فلسطينية وعربية،ولقاءات مماثلة عقدت في دبي ومدريد،وهذه اللقاءات والحوارات يجري فيها نقاش حول المبادرة العربية التي طرحتها السعودية،وتبنتها القمة العربية التي عقدت في بيروت عام/ 2002،والمعلومات التي يجري تسريبها عبر الصحافة ووسائل الاعلام أن البحث يجري في امكانية ايجاد حلول لقضايا حق العودة بعيداً عن القرار الدولي رقم 194،وبما يمكن من موافقة اسرائيل على هذه المبادرة،وليس هذا فقط،بل والعودة لمقترحات الرئيس الأمريكي السابق"بيل كلينتون" والخاصة بالقدس،الأحياء العربية من القدس الشرقية تحت السيادة الفلسطينية،والأحياء اليهودية تحت السيادة الاسرائيلية.
اذاً الهدف من هذه اللقاءات والحوارات عدا أنه سياسي بامتياز،فهو يهدف الى تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية،أي التطبيع واقامة العلاقات مع اسرائيل سابق لموافقتها على المبادرة العربية وبالتعديلات التي تطلبها وتوافق عليها.
ومن المؤسف بل والمخجل حقاً أن يتداعى شيوخ وعلماء هذه الأمة لحضور هذه الحوارات واللقاءات،وماكنة القتل والة الدمار الاسرائيلية يفعلان فعلهما اليومي،من قتل ودمار وحصار بحق الشعب الفلسطيني،ويخرون سجداً وركوعاً لسماع "مواعيظ" أكاذيب وافتراءات"بيرس" عن المحبة والسلام والتسامح ،ودماء أطفال قانا اللبنانية وغيرها ما زالت يديه ملطخة بها.
ان مثل هذه اللقاءات توظفها اسرائيل وأمريكا لخدمة أهدافهما ومصالحهما،وهي تشكل غطاء وتفويضاً لاسرائيل للإستمرار في سياساتها العدوانية واحتلالها للأراضي العربية.
وهؤلاء القادة نفسهم وعلى رأسهم الملك السعودي صاحب المبادرة العربية،يعرفون جيداً ماذا كان الرد الاسرائيلي على هذه المبادرة،ففي الوقت الذي كانت فيه القيادات والزعامات العربية ،تقر المبادرة العربية في قمة بيروت/ 2002،كانت الدبابات الاسرائيلية وآلياتها وجرافاتها تهدم المقاطعة على رأس الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار،ولم يحركوا ساكناً بل سكتوا سكوت اهل القبور،ونفس الشيء تكرر عندما أعادوا طرح تفعيل المبادرة في القمم العربية اللاحقة،كان الرد الاسرائيلي عليها،عدواناً على لبنان وحصاراً ظالماً مستمراً حتى اللحظة الراهنة على الشعب الفلسطيني،ورغم سلسلة التنازلات المستمرة والمتواصلة والتي تقدمها القيادات والزعامات العربية والفلسطينية،فاسرائيل لا على الصعيد الحكومي ولا على الصعيد المجتمعي جاهزة لتلبية استحقاقات العملية السلمية،حتى في الاستجابة للحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،وأي زعيم اسرائيلي سيوافق على اشتراطات ومتطلبات السلام،يدرك أنه ذاهب نحو الانتحار السياسي هو وما يمثل سياسياً وحزبياً،وفي اسرائيل لا يوجد من ينتحر سياسياً لصالح ومصلحة السلام،فها هو "باراك" يصادق على اقامة مشاريع استيطانية،حتى خلف جدار الفصل العنصري،والعقلية الاسرائيلية تحمل نفس الأهداف وان اختلفت في التفاصيل والتكتيكات،"وبيرس" نفسه ومن قبله"شامير وشارون ونتينياهو" قالوا بمفاوضة الفلسطينيين شريطة عدم اعطائهم شيئاً.
ومن هنا نرى أن هذه الحوارات واللقاءات المغلفة سواءاً دينيا أو أكاديمياً،لن تقربنا من تحقيق أهدافنا،بل ستكون هدفاً للتطبيع مع الاسرائيليين وغطاءً وتشجيعا لهم للاستمرار في عدوانهم واحتلالهم للأرض العربية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقاً انتصرت القدس لأهلها في الانتخابات البلدية الأخيرة .. ...
- حوارات بلا آفاق وبلا نهايات ..؟؟!!
- -رايس- وحوار الراحلين...؟؟؟
- الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين ...؟؟؟
- كل التحية للمناضلة سونيا الراعي وكل أسيرات شعبنا الفلسطيني . ...
- الاستقالة من الكتابة ...؟؟
- بيرس والعودة للمربع الأول ..؟؟
- الحملة الشعبية الأوروبية وكسر الحصار ...؟؟
- هل يرفع-الفيتو-الأمريكي عن الحوار الوطني الفلسطيني ..؟؟
- لهذه الأسباب يجب الاصرار على اطلاق سراح أسرى الداخل ..؟؟
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ عام من الخسارات الثقيلة ..؟؟
- زعرندات وعربدات المستوطنين ليست أعمال غوغائية فقط،بل تعبير ع ...
- المحامية الأمريكية -شارلوت كييتس- ومحاكمة سعدات ..!!
- حول ظاهرة التحرش الجنسي العلني / بالنساء في المجتمعات العربي ...
- لماذا يتصاعد الجدل الآن حول التسنن والتشيع والتنصير ؟؟؟
- سنة تلخيص ....سنتان خلاصات واستنتاجات.....وعشر سنوات آليات ل ...
- تساؤلات برسم شهداء القدس...!!!؟؟
- النشرة الاخبارية لعيد الفطر السعيد/ 2008
- الأسرى الفلسطينييون ما بين قمع ادارات السجون وصفقة-شاليط-... ...
- أولمرت - بوش/ نهايات مأساوية....!!!


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راسم عبيدات - حوارات نيويورك حوارات أديان أم ماذا ..؟؟