أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة العراقية - المقامات العراقية














المزيد.....

المقامات العراقية


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 07:18
المحور: الادب والفن
    


هذه المرة نتناول فناً رائعاً وراقياً من فنون التراث العراقي الثر.انه فن المقامات العراقية ومن أداها وأبدع بها .
لا نأتي بجديد لو قلنا إن العراق كان يسمى بـ(بلاد ما بين النهرين) هو مهد الحضارات ومنار وموطن الخالدين الذين أسهموا في رفد العالم بأسرها بكل ألوان العلوم والآداب والفنون وغيرها. ومن هنا، من وطن الرافدين، كانت أول آلة موسيقية تطل على الدنيا الا وهي القيثارة السومرية، وهي الدليل المضيء. إن الإنسان العراقي القديم كان المبدع الخلاق والمبادر الأول في صنع أول آلة موسيقية لترجمة العواطف الإنسانية.
وهذا ا يعني إن إنساننا القديم كان الذواق الأول لصوت الوتر حتى انه اعتبرها الرديف لغنائه أو المهد لسلطته على الأداء كما تقول المصطلحات الحديثة.
ومرت الحقب تلو الحقب. وكان الغناء سمة القصور في ساعات الترويح عن النفس ولكل عصر مطربوه وشعراؤه وعازفوه. ومن هنا لست ابالغ حين قلت إن العراقيين أهل طرب (وكيف) هذه مداخلة بسيطة وأعود. حتى برزت آلة العود على أيدي زرياب وكانت مؤلفة من أربعة أوتار أضاف لها وتراً خامساً في عهد الدولة العباسية التي ازدهرت في زمنها الغناء العربي وكان للمقامات منزل الصدارة منها.
وكان زرياب أول مطرب يجبر على الهجرة والاغتراب فيغادر القصور العباسية في بغداد ويرحل إلى بلاد الأندلس ليبتكر هناك الموشحات الأندلسية. وكانت غربته بدافع من أنانية مطربي عصره الذين وجدوا فيه المنافس الخطير الذي أحاطت به هالة من الإعجاب والتقدير فدبروا له ما دبروا بالفرار حاملاً في الأعماق جرحاً أليما وفي الحنجرة صوتا رخيما.
وفي العصر العباسي ازدهرت المقامات وأصبحت حكراً على المطربين المقتدرين على أدائها ذلك لانها لم تكن يسيرة أو سهلة الأداء، وإنما يجب أن تتوفر في مؤديها مواصفات خاصة
مثل المعرفة بأغوار اللغة العربية وامتلاك الصوت القوي النافذ والثقافة الموسيقية والهيمنة على النبرات ومعرفة الأنغام وأصول الأداء. وهي مواصفات قل من يمتلكها حتى صار المقام سيد الغناء.
وكان زرياب عازفاً ماهراً على آلة العود ويمتلك صوتاً في غاية الرقة والعذوبة، وتقول بعض الروايات انه تعلم أصول على يد إبراهيم الموصلي ومن بعده على يد ابنه إسحاق الموصلي، المهم في الأمر إن زرياب صار من المطربين المفضلين في أروقة قصر الخليفة هارون الرشيد ومجالسه العامرة بكل الوان الأدب والفن، وكان زرياب من المتأثرين في طريقة العزف التي كان يؤديها (منصور زلزل) وهو من كبار الموسيقيين ويعتبر أشهر ضارب على العود في صدر الدولة العباسية.
وبعد فترة من الزمن ترك زرياب بغداد وسافر إلى الأندلس، وأسس هناك أول معهد للموسيقى كان من بين تلامذته أولاده الثمانية وبنتيه (علية وحمدون ) وكان زرياب كما تقول بعض الروايات يحفظ عشرة آلاف مقطوعة من الأغاني بألحانها وهذا الأمر يعتبر فوق طاقة المغنين، وقد ازدهرت على يده الموشحات الأندلسية وبالرغم من عدم تدوين موسيقاه الا أن نلمس أثرها لحد الآن في الموسيقى والغناء في شمال افريقيا وفي المغرب العربي، كما نلمسها في الموسيقى والغناء الاسباني، وان زرياب هو أول من وضع الوتر الخامس لآلة العود كما ذكرنا سابقاً.
واصول الأداء وهي مواصفات قل من يمتلكها، حتى صار المقام اللون المحبب السائد في ذلك العصر الذهبي، ثم توالت الحقب بمرها وحلوها وتضافرت الأزمنة الرعناء على طمس الكثير من معالم الحضارة والازدهار وسحقت أقدام التتار كل ما هو جميل ونبيل بحكم همجيتها.
بالضبط كما حصل أبان التغيير بعد نظام (صدام حسين ) حين نهبت كل البلاد بما فيها أرشيف الإذاعة والتلفزيون وتلفت آلاف من المخطوطات والتسجيلات النادرة وهذا شيء مؤسف جدا. أكيد هي كانت هجمة تترية أخرى يشهدها العراق وتحديدا بغداد أصابها المٌ كبير وجرح يطول شفائه .
نعود إلى موضوعنا فقط كنت اربط إن العراق باق هدف لذوي النفوس الضعيفة والمطامع القذرة.
وكان المقام وتدوينه احد ضحايا تلك الحقبة السوداء، ولم يفلت منه الا النُزُر اليسير الذي وصلنا مشوه الصورة في معظم أشلائه لو لم تتناوله الأيدي الرحيمة وتهذب الكثير من أوصاله لتعود به عربي الهوية نقي المواطنة عربي الأصالة وتنفض عنه غبار الضياع والاغتراب وتستأصل من جسده الكثير من المفردات والهناة واللوازم الداخلية التي لحقت به جراء الأحداث والكوارث التي حلت بوادي الرافدين عبر التاريخ .
وهناك حقيقة لا يمكن التغاضي عنها وهي إن بعض المقامات العراقية مازالت تعتمد الكثير من المداخل الهجينة الموروثة التي الصقتها إليها الظروف الشاذة.
ومازلنا نستمع إلى البعض من قراء المقامات العراقية وهو يؤديها بعيدا عن اصالتها بحكم تأثره بمن سبقوه، وبالرغم من كل هذه الخروقات الطارئة المدانة والتي ظلت ملازمة لبعض المقامات العراقية لأسباب كثيرة وفي مقدمتها افتقار البعض إلى الثقافة الموسيقية وعدم متابعة للإحداث التاريخية للوقوف على المسببات الحقيقة التي لوثت الكثير من معالم الثقافة والمعرفة ومنها المقامات العراقية عبر أزمة النكسات وهيمنة الدخلاء، نقول .بالرغم من كل ما حدث تبقى المقامات عراقية المنبع ولها يعود الفضل الأول والأخير على معطيات الغناء العربي وليس هناك من اغنية عربية أو شرقية تلحن خارج سياج المقامات العراقية التي هي بمثابة الرأس المفكر لكل موسيقي وملحن ومطرب. ولم يخلق بعد من يستطيع أن يصيغ لحناً لأغنية دون الاعتماد على المقامات العراقية التي هي الموسوعة الكاملة الشاملة لكل الأنغام على امتداد الوطن العربي الكبير .



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لألىء متناثرة
- عاجل عاجل
- اي عتمة رسمت بدربك يأمرأة العراق
- زهرة برية
- ميلاد وحب
- تضامن مع اصدقائي وزملائي
- قرنفل لسيدة القلب
- حول تربية جيلا واعيا وصحيحا
- الى مصاطب الامومة
- الصدق
- تنبيه لااكثر
- عامل النفايات ابن العراق
- مذكرات سجين
- الانهيار وافاق الاشتراكية في عالم اليوم
- الى من يحمل كلمته سيف يقطع به السنة الداعين والدعين
- قرابين الكرادة ارخص من اضاحي العيد
- ابو غريب
- بغداد تحاور
- دعوة الى شاباتنا وشبابنا
- قصة من الواقع العراقي


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة العراقية - المقامات العراقية