أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد كليبي - الأشكال الخمسة لاغتصاب السلطة في العالم العربي














المزيد.....

الأشكال الخمسة لاغتصاب السلطة في العالم العربي


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تمكّن " الحكيم " الجزائري - كما وصفه أحد القادة الغربيين - عبد العزيز بو تفليقة من تعديل الدستور الجزائري , وذلك بالغاء المادة - أو فقرة من مادة - التي تحدد فترة الرئاسة بولايتين اثنتين متتاليتين , وبالتالي أصبحت فترة الرئاسة مفتوحة !!!

وهذه الخطوة تعد في رأيي , ورأي أغلب المحللين السياسيين , " خطوة الى الوراء " لانها :

1 ) تعد اقرارا برئاسة مدى الحياة للرئيس الحالي بو تفليقة , الذي يعاني من جميع الامراض المزمنة والمستوطنة .

2 ) تعد انقلابا على الدستور , وانقلابا على المؤسسات الوطنية الجزائرية , وانقلابا على الشرعية .

3 ) تعد اغتصابا للسلطة بامتياز , وانتهاكا للشرعية الدستورية , واغتصابا للارادة الشعبية .

وهذا الاغتصاب للسلطة الذي ارتكبه الرئيس الجزائري ليس بغريب عنه , لانه ثقافة عربية بامتياز .
فثقافة الاغتصاب السياسي للسلطة ثقافة متجذرة في العقلية العربية منذ الأزل , ثم أتى الاسلام ليجذرها أكثر فأكثر من خلال الأوامر الالهية الصريحة والواضحة القائلة "" وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم "" , فثقافة الطاعة متأصلة في الذهنية العربية السياسية والاجتماعية , والتي تمثل احدى العقبات على طريق الديمقراطية في العالم العربي .

ومما لا شك فيه ان لهذه الحالة العربية , حالة الاغتصاب السياسي للسلطة , أسبابها وعواملها المتعددة - اضافا الى ثقافة الطاعة الاسلامية - ولها أشكالها وانواعها المختلفة , وبالتاكيد فان لها حلولها ومعالجاتها .

لكنني سأكتفي هنا بطرح الأشكال المختلفة لظاهرة الاغتصاب السياسي للسلطة في العالم العربي , مؤجلا مناقشة الاسباب والحلول الى كتابات لاحقة .

أولا : الانقلابات العسكرية , أي الوصول الى السلطة باستخدام القوة العسكرية .

وهو الشكل الأول والأقدم والاعرق لاغتصاب السلطة في العالم العربي , حتى انها مثلت " موضة " سياسية في مرحلة من المراحل العربية . وهذا الشكل دشّنته سوريا في أربعينات القرن العشرين , بالانقلاب العسكري للجنرال " أديب الشيشكلي " .
لكن الانقلابات العسكرية , وبالتالي الأنظمة العسكرية الدكتاتورية تأصلت وترسخت وانتشرت أكثر فأكثر في العالم العربي مع مجيء " الأب الروحي للانقلابات العسكرية والانظمة العسكرية الدكتاتورية " الرئيس المصري الأسبق " جمال عبد الناصر " , ليظهر لنا بعد ذلك الانقلابيون العسكريون العرب من المحيط الى الخليج , ومنهم الراحلون أمثال " حافظ الاسد " و " صدام حسين " و " جعفر نميري " و " ابراهيم الحمدي " و " معاوية ولد الطايع " وغيرهم , والحاليون ومنهم " معمر القذافي " و " علي عبد الله صالح " و " عمر البشير " زين العابدين بن علي " ... وأحدثهم الموريتاني " أحمد ولد عبد العزيز .

وطبعا فان الانقلاب العسكري قد يكون انقلابا أبيضا أو انقلابا أحمرا مصحوبا بالتصفيات الجسدية للانظمة السابقة .

ثانيا : شبه الانقلابات العسكرية , أي الوصول الى السلطة عن طريق الانتقال المباشر لسلطة الانقلابي الراحل الى أحد أعضاء العصابة الانقلابية المقربين .

ويتمثل هذا الشكل السياسي لاغتصاب السلطة في نظام " حسنس مبارك " في مصر و قبله " أنور لالسادات " .

ثالثا : التوريث للحكم في نظام جمهوري , أي الوصول الى السلطة عن طريق انتقالها بالوراثة القرابية في نظام يدعي انه نظاما جمهوريا .

ويمثل هذا الشكل , بامتياز وتفرّد , من الاغتصاب السياسي للسلطة نظام " بشّار الاسد " في سوريا حاليا , وفي ليبيا ومصر واليمن في المستقبل القريب .

رابعا : تعديل الدستور , أي الوصول الى السلطة عن طريق الانقلاب على سيادة الدستور .

ويمثل هذا الشكل من الاغتصاب السياسي للسلطة نظام " حسني مبارك " في مصر و نظام " علي عبد الله صالح " في اليمن و نظام " زين العابدين بن علي " في تونس و نظام " ميشيل سليمان في لبنان ... لكن يظل نظام " بشار الاسد " في سوريا هو من يعبر عنه أصدق تعبير .

خامسا : تزوير الانتخابات , أي الوصول الى السلطة , أو البقاء فيها واحتكارها , عن طريق تزوير الانتخابات .

ويمثل هذا الشكل من الاغتصاب للسلطة ( جميع ) الانظمة العربية التي تزعم بانها انظمة جمهورية , بدون استثناء .


تساؤلااااااا ت :

ما قيمة الدستور اذا تم انتهاكه بما يوافق ويلائم مزاج ومصلحة الحاكم العربي المستبد ؟

ما معنى وما قيمة تحديد فترة الرئاسة دستوريا , اذا لم يتم التقيد والالتزام بها ؟

متى سيحترم الحاكم العربي شعبه وامته , من خلال احترامه للدستور ؟

متى ستتغير عقلية الحاكم العربي , الذي لا يتصور خروجه السلمي من السلطة , ولا يتصور أن غيره قادرا على ادارة الحكم من بعده ؟

متى سيتعلم العرب من التجارب الديمقراطية الغربية , في أميركا وأوروبا واسرائيل , التي تنتقل فيها السلطة سلميا واوتوماتيكيا , بل وبشكل " رومانسي " مقارنة بالحالة العربية ؟

متى سيتخلص العالم العربي من " مغتصبي السلطة " ؟




#محمد_كليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحة حماس
- آل سعود بين التسامح مع العالم والكراهيّة لاسرائيل
- الاسرائيليون يرفضون التطرف
- امرأة بالتقسيط !!!
- العنصرية المضادّة في الانتخابات الأميركية
- تسيبي ليفني : القرار الشجاع
- الجبن السوري !!!
- أجنبي ... في مجتمع القطيع
- خطوة غير كافية
- عرب اسرائيل ...
- اليمن , السعودية , أفغانستان و ايران : مربع اضطهاد المرأة
- السّجن !!!
- الطائفية الدينية في السياسة السورية
- الاعلام اليمني يدشّن حملة التوريث
- ثقافة الكراهيّة ...
- تسيبي ليفني : الرقم الصعب
- القنبلة النووية السعودية !!!
- الشفافية الاسرائيلية
- ... أفيون الشعوب
- (( نقمية )) التكنولوجيا عند العرب !!!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد كليبي - الأشكال الخمسة لاغتصاب السلطة في العالم العربي