أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول















المزيد.....

التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 05:12
المحور: الادب والفن
    



في منتصف ليلة صيف شكسبيرية سكندرية جزويتية سويدية ؛ ترجمت المخرجة السويدية " إيفا برجمان " حلم (كولن باول) في تفكيك البنية الثقافية والسياسية والاجتماعية والتعليمية في عرض مسرحي أعده المصري ( سيد رجب ) وأنتجته أمريكية للنص المعد عن ( حلم منتصف ليلة صيف ) لشكسبير؛ ولكن في لهجة عامية خليطة (مصرية - لبنانية - مغربية - فلسطينية ) .ـ لم الشامي علي المغربي ـ فما الذي يقوله العرض غير الذي قاله النص الشكسبيري؟! وكيف جسّد مقولته البديلة؟! ومن أين جاء تمويله الذي بلغ نصف مليون جنيه مصري؟؟! .
أولاً : حول جهات تمويل العرض :
مؤسسة ( سيدا ) السويدية - الاتحاد الأوروبي : الصندوق الثقافي الأوروبي - السفارة الهولندية الملكية بالقاهرة - المعهد السويدي بالإسكندرية - المعهد السويدي بالسويد - صندوق بزينس كلاروس للثقافة والتنمية - مؤسسة فورد بالقاهرة - مسرح المدينة جوتنبرج - مسرح ياكا - معهد الدراما والجمعية الثقافية بالسويد ومصر (CASE) مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية.
هذا إلى جانب معاونات أخرى من الجامعة الأمريكية بالقاهرة - تاون هاوس جاليري القاهرة - معهد جوته بالإسكندرية - مكتبة الإسكندرية - بيت زيكو بيروت - مسرح الدراما بالسويد )
ثانياً : حول الفن والتجريب :
لاشك أن هذا العرض فيه من الفرجة الكثير: ما بين( تمثيل وتعبير جسدي ورقص وموسيقى الجاز) بالإضافة إلى روح الكوميديا والأداء التمثيلي المهجّن ؛ المتداخل اللهجات ما بين ( المصرية - المغربية - اللبنانية - الأردنية ) والمعزوفات الموسيقية ذات الإيقاعات الصاخبة والنغمات الغربية التي تغطي مع آلات النفخ على نغمات آلة العود التائهة بين ذلك الصخب النغمي والإيقاعي ؛ بما يعكس الأداء الموسيقي المهجن المتداخل النغمات والإيقاعات وعلو صوت فنون الغرب علي فنون الشرق .
ولابد من التنويه هنا إلى حسن أداء غالبيه الممثلين المصريين المشاركين في ذلك العرض مثل الفنان (خالد الصاوي - سيد رجب - رمضان خاطر - صلاح السايح - حسين جابر - سارة زغلول - آية سليمان - محمد عبد الواحد )
أخلص مما سبق إلى أن التمويل مهجن والأداء التمثيلي مهجن والموسيقى والغناء مهجن والصورة المسرحية بكاملها مهجنة من الأداء التمثيلي والموسيقى والأزياء والرقصات ؛ بما يجوز أن يطلق عليه (العرض التجريبي الشامل ) . وهذا يحسب للعرض حيث يخلق حالة فرجة فيها من الجاذبية والمتعة الكثير . لكن ماذا عن الفكر ؟ هل هو فكر شكسبير كما كتبه في مسرحيته (حلم منتصف ليلة صيف ) ؟ بالتأكيد( لا.) ليس لأن نص العرض معد بقلم ( سيد رجب ) عن النص الأصلي في الترجمة العربية الخلابة بشعر د. محمد عناني ؛ تلك التي نشرت من قبل في( مجلة المسرح المصرية) ولكن بسبب فكر المخرجة السويدية (إيفا برجمان) الإنتاجي .
فكر المخرجة (الإنتاجي) : يقوم الفكر الإنتاجي لهذا العرض وربما الفكر الإنتاجي لكل عروض تنتجها هذه المؤسسات المهجنة الهوية على فكرة التهجين ( اللاهوية الثقافية واللاهوية الإنتاجية ) ولعل أبرز مظاهر انسياح الهوية الثقافية في هذا العرض غير تلك المقابلات الفنية بين عناصر العرض - التي أشرت إليها - هي بدايته ونهايته ، يبدأ العرض في مساحة خالية ( مكان العرض ) المعد بجراج مركز الجزويت بالإسكندرية وعلى الأرضية جهة وسط يسار المساحة الفضاء توجد دكة (بواب) وفي أسفل الوسط ترابيزة وكرسي خشبيين يدخل بطرس (المؤلف) مصري الملامح شعبي الهيئة وبيده خمس وريقات يجلس خلف المنضدة الصغيرة والفقيرة ويبدأ في التأليف . يدخل الممثل صلاح السايح في دور (عباس) في جلباب صعيدي وهيئة بواب عمارة يرقد على الدكه وهو يدندن بفمه نغمة (ادلع يا عريس يابو لاسه نايلون ) بدون الكلمات ، ويتتابع دخول مجموعة الممثلين المصريين : خالد الصاوي في دور (متولي القعر ) ومحمد عبد الواحد في دور بائع ورد ورمضان خاطر في دور (منفاخ) ويجلس كل منهم على دكة البواب إلى جوار عباس ويدندن كل منهم نفس النغمة مع عباس. غير أن أحدهم يتلصص على ذلك المؤلف الذي يكتب لهم نص مسرحية يستعدون لتقديمها في حفل زفاف (الباشا) وهو هنا يقابل (الدوق) في مسرحية شكسبير غير أن إلهام المؤلف يقطع بسبب محاولاتهم التلصص على ما يكتب وكذلك تدخلاتهم في الإيحاء له بجملة أو بفكرة وفجأة يقطع أو يوقف تعسفياً بدخول الباشا ( إدريس الرخ - مغربي فرنسي ) الذي سيؤدي دور ملك الجان (أوبرون) وفق مسرحية شكسبير - فيما بعد - متأبطاً ذراع الأميرة (برناديت حديب - لبنانية) والتي ستؤدي دور تيتانيا ملكة الجان في حالة انتشاء وسعادة ، لا يقطعها سوى صياح حسين جابر (الأب) مؤنباً ابنته (دنيا) - سارة زغلول - وخلفهما أحمد السيد في دور (عادل) ووليد مرزوق في دور(هشام) وآية سليمان في دور (ليلى) ، حيث يشكو الأب عناد ابنته التي تريد الزواج من عادل الذي تحبه في حين يريد والدها أن يزوجها بهشام فيحذرها الباشا من عدم إطاعة أبيها ثم يقطع الحدث ليصبح في الغابة (المتخيلة) عبر ذهن المتفرجين حيث هروب الحبيبين وهناك في منتصف ليلة صيفية تمرح ملكة الجان وملك الجان ويدور بينهما صراع حول طفل متبنى ترفض تسليمه إليه فيأمر جني يخدمه بإلقاء عبير زهرة معينة عليها في نومها حيث تصحو فتقع في غرام أول من تراه عيناها ويأمره بأن يفعل ذلك أيضاً مع الشاب (هشام) الذي تطارده (ليلى) التي تهتم به دون أن يلفت إلى توسلاتها حتى يصحو فيقع في حبها . غير أن المفارقة الدرامية تجعل ملكة الجان تقع في حب حمار كان أول شيء رأته عيناها فور يقظتها وهكذا تعمل المفارقة على تفجير كوميديا الموقف . وعندما تصحح الأوضاع ويعود الوفاق للأحباء ملك الجان وملكة الجان والعشاق لبعضهم بعضاً يقطع الحدث قطعاً تعسفياً ليظهر الباشا وعروسه الأميرة وكل شاب لحبيبته في حفل زفاف جماعي ، يلح مؤلف فرقة (النهضة والنور) بطرس المر وزملاؤه (القعر - عباس - منفاخ - جمال) على الباشا لتحيي الفرقة ذلك الحفل بتقديم (تراجيدية مأساوية) وأخيراً يوافق الباشا فترتجل الفرقة قصة حب مفتعلة يؤدي فيها عباس دور الحائط الذي يفصل بين عاشقين (القعر) و(منفاخ) الذي يقوم بدور الفتاة المعشوقة ويدور الغزل بين العاشقين عبر شق في الحائط إلى أن يتواعدا على اللقاء المباشر في الغابة وهنا يهجم ممثل يقوم بدور الأسد (محمد عبد الواحد) على العاشق ويقتله ويدور نواح ميلودرامي أقرب إلى التهريج الكوميدي منه إلى المأساة وهنا ينهي الباشا عرض الفرقة بشكل تعسفي وهو يبدي امتعاضه ويختم الموقف بتعليق مؤداه أن ما قدموه ليس شيئاً وأنهم يحتاجون إلى الكثير الكثير حتى يقدمون فناً حقيقياً .
ولئن كانت هذه الفرقة المرتجلة هنا هي ترجمة لفرقة العمال في مسرحية شكسبير (حلم ليلة صيف) إلاّ أن توظيفها هنا لا يخرج من وعاء شكسبير ونصه ، وإنما يخرج من وعاء باول وخطابه الزاعم بمقرطة الدول العربية . فما هو وجه المقاربة بين خطاب النص المجسد لحلم شكسبير وخطاب العرض المترجم لحلم باول ؟
هناك فرقة مسرحية مرتجلة من مجموعة شباب مصري متخلف فهلوي ، جاهل ومستمتع بجهله ، كسول ، متلصص ، ضحل التعبير يظل طوال فترة العرض عاجزاً عن إنتاج العرض مع ملاحظة أن أعضاء فرقة (النهضة والنور) تلك يتحدثون بلهجة مصرية بتعبيرات شعبية تتخللها الأغنيات الشعبية (يا ورد على فل وياسمين الله عليك .. قرب هنا .. تا عندنا ) في مقابل فرقة مهجنة من مغربي ولبنانية وفلسطيني أردني ولبناني ومصري، يؤدي كل منهم دوره بلهجته المحلية عن قصد لخلق نوع من التلاقي المهجن النافي للهوية والعاكس لحالة الانفصام اللغوي والأدائي ، هذا إلى جانب وجود آلة العود بنغمها الحنون في مقابل أصوات آلات النفخ والإيقاع الجهورية وهنا نلاحظ أن مجموعة ممثلي أدوار الطبقة العليا والجان لديهم من اللياقة وتعدد المواهب في التمثيل والرقص والأكروبات والأزياء الأنيقة البراقة وتصاحبهم فرقة موسيقية منضبطة ومعزوفات ممتعة في مقابل بؤس فرقة ( النهضة والنور) الموحدة اللهجة والثقافة الشعبية ، فإذا لاحظنا لفظة (قرب هنا .. تعا عندنا) التي تتكرر غناء مرتجلاً بدون مصاحبة موسيقية في أفواه تلك الفرقة وزيها البسيط الفقير وتراخيهم وارتجالهم ثم سيرهم في نهاية العرض خلف مجموعة الممثلين بلهجات (مغربية - شامية - مصرية متداخلة ) منكسرين مطأطئ الرؤوس . وهنا يسقط فكر المخرج القناع لنرى وجه باول الذي يزعم أنه سيمقرط العرب ويمدنهم ويشذب ثقافتهم عن طريق إلغاء هويتهم فالمجموعة المتفوقة في أدائها (الباشا،الأميرة،العشاق،الجان) المتفرنجون في فنهم قد تفوقوا لأنهم منفتحون (مغربياً ولبنانياً إلخ) في حين ظلت الفرقة المصرية التي تطلق على نفسها (فرقة النهضة والنور) متخلفة جاهلة فهلاوية مستمتعة بجهلها لها موقف من الجنس الآخر في فنها المسرحي ، لأنها لم تسلم نفسها للخطاب الأوربي أو الأمريكي لخطاب عولمة التبعية . لذلك قلت إن خطاب ذلك العرض هو ترجمة مسرحية لخطاب كولن باول .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصايا السبع للمسرح التجريبي
- جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل
- المقامة التنظيرية الأردشية والصدمات المسرحية
- التجريب المسرحي بين عروض الحكي وعروض المحاكاة
- المسرح وفكرة المخلص المستبد العادل
- شهرزاد/ موناليزا ..في كباريه وليد عوني السياسي
- الفن والعلم بين التعليم والتعلم
- ( لير) قبل العرض ..(لير ) بعد العرض
- إشتراكية ( سوسولوف) و نظام رأسمالية الدولة
- مؤثرات الفابية في البنية المسرحية ل(جمهورية فرحات)
- مسرح.. كليب
- بيرجينت.. وفن الإهانة
- جماليات الإخراج المسرحي وتجليات الفاعل الحضارى - دراسة في تح ...
- الميتا ذات .. طفل الأنابيب المسرحى
- ذاكرة المسرح السكندرى
- جماليات الفن التشكيلي بين اللوحة المقروءة واللوحة القارئة
- تأملات فلسفية حول المسرح والمصير الإنساني
- التجريب واصطياد فراشات المعني بشبكة الصورة
- تقنيات الكتابة السينمسرحية في- تسابيح نيلية- لحجاج أدول
- المسرح في زمن الحكي


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول