أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً















المزيد.....

مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 761 - 2004 / 3 / 2 - 09:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 كنت أتمنى لو أن ضمير حازم جواد استيقظ بعض الشيئ ليتناول تلك الأحداث التي رافقت انقلاب 8 شباط الفاشي 1963 ،والتي لعب دوراً خطيراً فيها ،ليحدثنا عن الدور الحقيقي للإمبريالية الأمريكية والبريطانية في الإعداد والتمهيد لذلك الانقلاب المشؤوم ،واغتيال ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وقائدها عبد الكريم قاسم وصحبه الوطنيين الأبرار دون محاكمة ، وإغراق البلاد بالدماء طيلة فترة حكم حزب البعث الذي دام تسعة اشهر كان هدف الحزب منصباً على مكافحة النشاط الشيوعي وتصفية قادته وكوادره وأعضائه ، بل تعدى ذلك إلى كل من يمت بصلة من قريب أو بعيد بالحزب حيث ناله من السجون والتعذيب والقتل على أيدي جلاوة حزب البعث المعروفين والذين كان في مقدمتهم حازم جواد وبقية قادة حزبه المدنيين منهم والعسكريين.
لكن حازم جواد أبى إلا أن يستمر على نهجه السابق محاولاً التغطية على جرائم حزبه ، أو التخفيف منها وإنكار مساهمته في تلك الجرائم،ومحاولاً إلصاقها بالعسكريين أمثال صالح مهدي عماش وعبد الغني الراوي ، وخالد مكي الهاشمي ، وعبد الكريم مصطفى نصرت ، وأحمد حسن البكر وعبد السلام عارف وغيرهم من الضباط على الرغم من عدم إمكان تبرئتهم من المشاركة في تنفيذ تلك الجرائم .

ويحاول حازم جواد في مذكراته عن أسرار انقلاب 8 شباط إبعاد شبهة الاتصال بالمخابرات الأمريكية ، وإنكار الحديث الذي أدلى به سكرتير حزبه علي صالح السعدي والذي أعلن فيه : أن حزب البعث قد جاء إلى الحكم بقطار أمريكي على الرغم من أن هناك العديد من الشواهد التي تؤيد تصريح السعدي هذا .
فقد جاء في تصريح للملك حسين ملك الأردن في مقابلة له مع الكاتب المصري المعروف [ محمد حسنين هيكل ]عن تلك الصلة التي ربطت بين حزب البعث والمخابرات الأمريكية والبريطانية ما يلي :
[ تقول لي أن الاستخبارات الأمريكية كانت وراء الأحداث التي جرت في الأردن عام 1957 ،فاسمح لي أن أقول لك ما جرى في العراق في 8 شباط 1963 حيث حضي بدعم الاستخبارات الأمريكية ، ولا يعرف بعض الذين يحكمون العراق اليوم هذا الأمر ، لكنني أعرف الحقيقية ، لقد تم عقد عدة اجتماعات بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية ، وأزيدك علماً أن محطة إذاعة سرية كانت قد نصبتها الاستخبارات الأمريكية في الكويت ، وكانت تبث إلى العراق وتزود يوم 8 شباط رجال الانقلاب بأسماء الشيوعيين وعناوينهم لتتمكن من اعتقالهم وإعدامهم .
كما أن أحد أعضاء قيادة الحزب ، طلب عدم ذكر اسمه ، قد ذكر لمؤلف كتاب العراق [ حنا بطاطو ] أن السفارة اليوغسلافية في بيروت حذرت بعض القادة البعثيين من أن بعض البعثيين العراقيين يقيمون اتصالات خفية مع ممثلين للسلطة الأمريكية ، وهذا ما فيه الكفاية عن الدور الذي لعبته الإمبريالية في الإعداد للانقلاب ].

هكذا نفذ البعثيون أوامر أسيادهم وأعلنوها حرباً شعواء على الشيوعيين منذ اللحضات الأولى لانقلابهم المشؤوم حيث أصدروا البيان السيئ الصيت
رقم 13 والذي جاء فيه :
[ نظراً للمحاولات اليائسة للعملاء الشيوعيين ـ شركاء عدو الكريم ـ أي شركاء عبد الكريم قاسم ، في الجريمة لزرع الفوضى في صفوف الشعب ، وتجاهلهم للأوامر والتعليمات الرسمية فقد كُلف قادة الوحدات العسكرية ، والشرطة ، والحرس القومي بالقضاء على كل من يعكر صفو السلام ، وإننا ندعو أبناء الشعب المخلصين إلى التعاون مع السلطات بالإعلام عن هؤلاء المجرمين وإبادتهم .

لم يشبع نهم البعثيين ،آلاف الشيوعيين وسائر الوطنيين ، الذين سقطوا دفاعاً عن ثورة الرابع عشر من تموز ، يوم انقلابهم الفاشي ،فقد بادروا ،بعد أن أستتب لهم الأمر ، إلى شن حملة اعتقالات واسعة شملت العراق ،من أقصاه إلى أقصاه ،مستخدمين حرسهم القومي ،وجهاز الأمن الذي أنشأه ورعاه الإمبرياليون وعملائهم في العهد الملكي ،والذي لم يناله من حكومة ثورة 14 تموز سوى التطهير اليسير .
وهكذا جاء اليوم الذي ينفذون فيه الهجوم الكاسح على الحزب الشيوعي ، وكل من يحمل فكراً ديمقراطياً تقدمياً ، وشملت الاعتقالات مئات الألوف من الوطنيين ، وكانت عصابات الحرس القومي تداهم البيوت ، في الليل والنهار بحثاً عن كل من يمت بصلة مع الشيوعيين. 
ونظراً لكثرة المعتقلين ، فقد استخدم الإنقلابيون الملاعب الرياضية ، ودور السينما ، والنوادي ، والدور السكنية كمعتقلات ، ومارسوا فيها أبشع أنواع التعذيب والقتل ، وتقطيع الأطراف ، وقلع العيون ، والأظافر ، وكل ذلك جرى بموجب قوائم أعدت سلفاً بأسماء الشيوعيين ومؤيديهم .

لقد بدأت عصابات الحرس القومي التحقيق مع المعتقلين،عسكريين ومدنيين ، ومن ضمنهم معظم قادة الحزب الشيوعي وكوادره،باستخدام أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي ، لمحاولة انتزاع الاعترافات منهم عن تنظيمات الحزب ، وقضى تحت التعذيب عدد كبير منهم ، بعد أن قطعت أطراف البعض ، وقلعت عيونهم ، وأحرقت ألسنتهم ، ونزعت أظافرهم ، وأعتدي على شرف النساء ، أمام أزواجهن وأقاربهن ، وبنيت أعمدة من الطابوق والسمنت حول أجساد عدد منهم،وكان من بين الذين استشهدوا تحت التعذيب كافة قادة الحزب المتواجدون في العراق .

هذا على مستوى القيادة ، أما كوادر وأعضاء ، ومناصري الحزب فلا يمكن عدهم ، فقد بلغ إجرام الحرس القومي أقصى درجاته ، و كان شغلهم الشاغل ، في الليل والنهار ، هو تعذيب المعتقلين ، مدنيين وعسكريين لنزع الاعترافات منهم ، وقد قضى المعتقلون أشهراً عديدة في المواقف ،ومراكز الحرس القومي ، وقصر النهاية ، السيئ الصيت ،ومقر محكمة الشعب سابقاً ، والتي أتخذها ناظم كزار وعمار علوش وزمرتهم مقراً لهم ،وكانوا يمارسون التعذيب فيها بحق المعتقلين ، وكل يوم يمر يموت فيه عدد من المعتقلين بسبب التعذيب ، حتى أزكمت جرائمهم الأنوف ، واضطر الحاكم العسكري العام ، رشيد مصلح التكريتي إلى إصدار أمرٍ بعدم جواز بقاء الموقوفين لدى الحرس القومي ،ووجوب إرسالهم إلى السجن بالنسبة للمدنيين ، وإلى سجن رقم واحد ،بالنسبة للعسكريين .

وبعد أن أتمت لجانهم التحقيقية عملها ، أحيل المعتقلون إلى المجالس العرفية التي شكلوها ، والتي بدأت بمحاكمتهم ،وإصدار الأحكام القاسية بحقهم ،فأرسلت أعداداً كبيرة منهم إلى المشانق ، أو الإعدام رمياً بالرصاص ، وبالآلاف منهم إلى السجن ، محملين بأحكام طويلة تراوحت بين السجن لمدة ثلاث سنوات ، والسجن المؤبد ، ولم يكتفِ الانقلابيون بذلك ،بل أعادوا محاكمة السجناء السابقين ، الذين حكمتهم المجالس العرفية في عهد عبد الكريم قاسم ، خلافاً للقانون، وحكموا عليهم بالإعدام ، ونفذوا الحكم فيهم في ساحات ، وشوارع الموصل وكركوك .
وحتى الذين لم يثبت انتماؤهم للحزب الشيوعي أمام المجالس العرفية ، فكان رئيس المجلس يطلب منهم سبّ الحزب الشيوعي وقادته ،وعند رفضهم ذلك ،يحكم عليهم بموجب المادة 31 بالسجن لمدة تتراوح بين سنة ،وعشر سنوات ،متخذاً من رفضهم دليلاً على الاتهام .

لقد أدى سلوك حزب البعث هذا ، وحربه الشعواء ضد الحزب الشيوعي ، إلى فقدان علاقاتهم بالاتحاد السوفيتي ،والمعسكر الاشتراكي ، آنذاك ،وأخذت إذاعتهم تتهجم على تلك البلدان ، وغدت الإذاعة وكأنها إحدى إذاعات أمريكا الموجهة إلى البلدان الاشتراكية ، وانجروا نحو الحرب الباردة ،إلى جانب الإمبريالية .

لقد بلغ الأمر بقائدهم [ميشيل عفلق ] بعد أن أزكمت جرائمهم الأنوف أن صرح قائلاً :
[ بعد الثورة ـ يقصد انقلاب 8 شباط ـ بدأتُ اشعر بالقلق على فرديتهم ،وطريقتهم الطائشة في تصريف الأمور ، واكتشفتُ أنهم ليسوا من عيار قيادة بلد وشعب ، بل أنهم يصلحون فقط لظروف النضال السلبي!!] .
 ولا يعني ذلك إلا الأعمال الإرهابية كالاغتيالات والاعتداءات وغيرها من الأعمال الإجرامية التي كانوا يمارسونها قبل انقلابهم الفاشي .

أما سيدهم أحمد حسن البكر فقد تحدث قائلاً :
[ كنت في السابق ألاحظ المحبة في عيون الناس ، أما الآن فإني اهرب إلى الشوارع الخلفية غير المطروقة للابتعاد عن عيون الناس ، وتجنب نظرات الكراهية ] .

أما ثالثهم علي صالح السعدي فقد صرح قائلاً :
[ لقد ضعنا في الحكم ، وكان انقلاب شباط يمثل قفزة نحو المجهول ] .

هذه هي بعض الشهادات من رجالات البعث البارزين أنفسهم والتي تدين تلك الجرائم التي مارسوها بحق الشعب العراقي وقواه الوطنية .
 أفلا كان الأجدر بحازم جواد أن يتحدث عن 8 انقلاب شباط بشيئ من الصدقية ويعترف بتلك الممارسات الدموية اللا إنسانية بعد أن أصبحت تلك الأحداث جزءاً من التاريخ  ؟؟؟.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تتجاهل الولايات المتحدة تخريب قناة الجزيرة ؟
- الوطنية العراقية أو الطوفان!!
- في الذكرى الحادية والأربعين لأغتيال ثورة 14 تموز وقائدها الش ...
- رئيس مستقل وحكومة تنكوقراط في المرحلة الانتقالية السبيل لتجن ...
- تفجيرات أربيل اعتداء غاشم وجريمة خطيرة
- ألا يستحق شهدائنا وسجناء النظام الصدامي التكريم !!
- عقد مؤتمر وطني ووضع برنامج مستقبلي للعراق ضرورة ملحة العراق ...
- جريمة الاعتداء على أحد مقرات الحزب الشيوعي ناقوس خطر يهدد ال ...
- حذار من الطغيان الطائفي بعد الطغيان البعثي
- مجلس الحكم ينتهك حقوق المرأة أول الغيث قطر ثم ينهمر!!
- أوقفوا تجاوزات أدعياء الدين على حقوق وحريات المواطنين!
- دعونا نداوي جراحنا أولاً
- إقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية خطوة في الاتجاه الصحيح
- المشهد العراقي الحالي وآفاق المستقبل
- حذار فالعدو ما زال يشكل خطراً كبيراً
- دولة ديمقراطية ودستور علماني هذا ما يريده الشعب
- إلى أنظار مجلس الحكم الموقرأسئلة تنتظر الجواب ؟
- إلى أنظار وزارة التربية من أجل إعادة النظر جذرياً بجهاز الاش ...
- اقتراح لنشيد وطني
- مسؤولية الولايات المتحدة عن التدهور الأمني في العراق


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - مزوروا التاريخ ،حازم جواد نموذجاً