أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسب الله يحيى - العراق..من يغلب من؟















المزيد.....

العراق..من يغلب من؟


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ خمس سنوات والاحاديث الساخنة عن:الديمقراطية التوافقية،ومشاركة النخب السياسية،وتقسيم المقاعد حسب الاكثرية والاقلية والطائفية والعشائرية والمناطقية والاثنية والقومية والحزبية واختيار المقاعد المضمونة (الكوتا) لمن لم يحالفهم الحظ في إتخاذ موقع يقيهم قيظ الصيف وبرد الشتاء.
هذه الاحاديث مجتمعة تؤكد ضمنا على ان الشخص المرشح لاشغال مقعد في البرلمان لامهمة له فيه سوى الدفاع عن المكون أو الفئة التي تولت ترشيحه..وهو يحظى بثقتها ويرعى مصالحها ولا شأن له بسواها..
ومهمة كهذه لاتعمل الا على وفق المصلحة ومغالبة الآخر وتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب لمن انابوه عنهم.
ولأن الامور بدت وكأنها سعي حثيث لكسب المغانم؛فقد سخنت الاجواء وتحولت مناقشات مجلس النواب الى مشادات كلامية وخصومات وصراعات حادة..وكل يريد الغلبة لنفسه ولجماعته..
ولأن القضايا الملحة لايمكن حلها على وفق هذه الطرق الانفعالية ولوي الأذرع؛فقد لجأ البرلمانيون الى من يصلح بينهم،بعد أن فشلوا في إصلاح أنفسهم،واختاروا مستشار الامم المتحدة ورئيس بعثتها الى العراق السيد ستيفان ديمستورا لكي يقسم الادوار بينهم..فيهب مقاعد محددة للمسيحيين والمندائيين والايزيدية والشبك..في هذه المحافظة أو تلك على حسب توزيعهم الجغرافي.
ورضي البرلمانيون بالوسيط وتقسيماته،فيما أعلن القلة عن تحفظهم..وسواء رضي الكثرة،أورفض القلة،أوتحفظ فريق ثالث..؛ فإن هذا لايعني أبداً ان العدل يبسط وجوده وان اجنحة السلام مشرعة للبقاء..
لا..هذا يعني ضمناً ان الجميع يعملون لفئة وليس للعراق وأهله،ولا وجود للمواطنة التي تنظر للجميع بشكل متساو،وان احداً لايذود عن حق أحد،بل من يرفع صوته وسيفه ويؤلب جماعته لنيل ما يريد وان تعلق الامر بالوطن وأفقه واستقلاله وعدالة أهله.
هذا يعني ان حقي ودمي ووجودي مهدور وملغي ان لم يكن هناك من يمثلني بوصفي الطائفي والمناطقي والقومي والديني..ولا شأن لأحد بعراقيتي..سواء كنت على حق او على باطل!
فهل هذا ما كنا نريده ونطمح اليه ونعمل ونتفانى من أجله؟
لقد خيب آمالنا..السادة الذين تولوا المقاعد عن غير جدارة ولا حرص على المسؤولية المناطة بهم..
لقد فعلوها من اجلهم لا من أجل شعب مسلوب الارادة في وطن مزقته صراعات السلطة والمال!


إتفقنا على أن لانتفق

عن أية اتفاقية تتحدث الولايات المتحدة الامريكية مع العراق وهي تلزمه بالتوقيع او مواجهة سلسلة من المخاطر والعواقب الوخيمة..وفي مقدمتها قلب نظام الحكم الراهن في العراق،ورفع الحصانة عن امواله في البنوك الامريكية،وتحريض الدول للمطالبة بديونها على العراق اثناء الحروب التي خاضتها السلطة السابقة،والعمل على فراغ امني،والابقاء عليه بوصفه أحد (دول الشر) التي ترعى الارهاب،وتستحق تمديد الحصار عليه!؟
هل يمكن الاتفاق بالاكراه والتهديد؟
هل يقبل أي عراق بأن يكون ساحة حرب بين أمريكا وخصومها..وهم كثر؟
هل يصح الاتفاق مع من زرع الفتنة بيننا وقتل وسجن وعمم الفوضى بيننا وسلبنا أمننا وثرواتنا واعمالنا،وجعلنا ندق ابواب العالم لعل أحداً يفتح لنا سبيل النجاة من محرقة أشعلها المحتل الامريكي..الذي يريد عقد أتفاقية معنا؟
كيف يسمح العراقيون بأن يبني الامريكان سجونا لهم – للعراقيين – وداخل أرض العراق..ومن دون حصانة لعراقي فوق أرضه،في وقت نجد فيه حصانة للقاتل والسجان ومشعل الحرائق الذي يحمل هوية أمريكية؟!
هل سبق لأحد ان شهد على هذا النموذج من الاتفاقيات الدولية؟
تجربة الصين في المعاهدة التي وقعتها مع بريطانيا للمدة من (1839 – 1842) والتي عرفت بـ (حرب الافيون) ومعاهدتان مماثلتان مع فرنسا وأمريكا؛نموذج حي للمعاهدات غير المتكافئة بين الدول،بحيث كانت امتيازات هذه الدول الثلاث تفوق بكثير اي امتياز يمكن ان يتمتع به الصيني داخل بلاده!
الشيء نفسه يمكن ان يتكرر لو ان العراق وقع الاتفاقية مع أمريكا..بحيث يصبح العراق واهله..رهينة لدى الامريكان،ولن يصبح للعراقي بأن يأمن امنه وسلامته وثرواته وحتى مسكنه وعمله..ولن تكون هناك حكومة عراقية مستقلة،بل (حكومة) شكلية ترعى مصالحها مع مايريده الامريكان!
سيكون هناك اقتصاد عراقي محكوم بالسوق الذي ستضخ البضاعة الامريكية اليه،ولن تكون هناك لغات وطنية حية،بل هناك لغة واحدة تحكمها العولمة،وليس للعراقيين حق السؤال عن ذويهم في السجون الامريكية داخل العراق..كذلك،سيظل السلاح الاقوى والموقف الأرجح والهيمنة الكلية على مقاليد الامور..لأمريكا وحدها!
هل نتذكر ما جنته الصين من معاهدة غير متكافئة،أعطت فيها الصين خسائر فادحة في الارواح والاموال..ولم يكن من سبيل للحياة سوى التخلي عن تلك المعاهدة المشؤومة..هل نفعلها كذلك؟
كوارث

للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
كل شيء بلا تسلسل ولا تخطيط..الا مايجمع الفوضى بالفوضى،والنفع بالنفع،والتستر المتبادل عن الاخطاء والفساد والجرائم.
كل شيء..يجري في سياقات غير معروفة،وفي مؤشرات لايحكمها نظام ولا منطق ولا عدل.
الشيء الوحيد الذي بات كل عراقي يدركه وينتظره يائساً ويعيشه ملزماً ويستجيب له استسلاماً وقهراً وحزناً ولم يعد يعرف الفرح أبداً.
نعم..الكوارث في العراق،لاتاتي دفعة واحدة،وإنما تجيء منظمة،بحيث لايصحو العراقي على محنة،حتى يمسي على أخرى..وتستمر الدائرة.
كارثة مياه ملوثة،وغذاء فاسد،وادوية لم تعد صالحة للاستعمال،وامراض يدور محورها بين الكوليرا والسرطان والجمرة الخبيثة..
سد الموصل معرض للانكسار في أية لحظة،وسيغرق من جرائة مالايقل عن نصف مليون إنسان..الكهرباء ضُربت،وانابيب النفط استهلكت وستكون البيئة ملوثة غير صالحة للبشر،ولمحتل سيجثم فوق صدورنا لأمد طويل،والمسيحيون الطيبون يهّجرون أسوة بالعراق المهاجر باستثناء المسؤولين الذين يحصنون انفسهم في المنطقة الخضراء..
جوع وبطالة ومرض وهجرة وتهجير،واعتقال مجهول وقضاء معطل وقرارات بالعفو لاتعفو عن أحد..مدارس لاتعلم وكليات لاتكلل الطالب برؤية حاضره ومستقبله..
كوارث تحيط بنا من كل صوب..وهناك من يعد نفسه لخوض الانتخابات عّله يفوز بكرسي الوجاهة وراتب الاغراء وحصانة الأذى الذي يلحقه بالآخرين.
كوارث..شوارع مغلقة ومركبات تعبت من الانتظار فتبخّر غضبها وبشر يخشون من رصاصة طائشة يطلقها حماة المسؤولين السمان..
من يحمينا من أناس يدعون انهم أهلنا،في وقت يخشون منا،ويحيطون انفسهم بأبواب وأقفال واسلحة وأسيجة تحول بيننا وبينهم!
كوارث..لها بداية وليس لها نهاية في عراق لم يعد عراقاً،لأن من لم يقتل أو يسجن،جاع ومات كمداً،ومن لم يأخذ باليمين مادفعه باليسار صار يأخذ بكليهما..ومن لم يكن أمياً في موقعه ومنصبه،صار كذلك في تبعية تخمة السفرات والايفادات والعطل وما شاء من مكاسب فتحها الله في وجهه الرائق.
هل هو كلام شؤم أيها السادة؟
هل قلت مالا يعرف،وهل وقعت على التجني ضد أحد،وهل غاليت في عرض الاخطاء،ولم أدون نقطة إيجاب واحدة..
سادتي القراء،ارشدوني الى هذه النقطة لأضيء..إفعلوها وأرشدوني..



العجيب والغريب في البعيد والقريب

من أعجب وأغرب ما بدأت أستمع اليه من كلام الناس..جملة تقول:
((لامانع من سرقتهم،شرط ان يقدموا شيئا للناس،لايسرقوا كل الاموال،ليعطوا حصة يسيرة للناس))!
الجملة يائسة ومحبطة ومستسلمة ويحس اصحابها بخيبة كلية،لذلك راحوا يبحثون عن قليل نافع،خير من كثير ضائع!
حصل هذا ويتكرر حصوله،حتى استبقنا الشعوب والامم في الفساد الاداري والمالي،وفي العيش دون الحد الادنى لحياة البشر،فيما بلادنا تنام على ثروات نفطية هائلة،وكنا استبقنا الجميع في اعمال العنف،وتصفية بعضنا للبعض الآخر،وكنا أول الاقوام البشرية في العالم التي تتولى طرد الاهل والاحبة والخلان وتلزمهم بالهجرة من دينهم ومذهبهم وقوميتهم ولغتهم وحتى أسمائهم..مع أننا نعلم جيداً ان اي واحد منا لم يكن له خيار في اسمه ودينه ولون بشرته ومولده..
واستبقنا العالم كذلك في اقتصاد مهدور وماء يجف وكهرباء يعتم وزرع نسي ان جذرا كان له في هذا البلد..
اذا كنا قد حققنا كل هذه الامتيازات مجتمعة؛فلماذا لانستبق شعوب الأرض ونعلن عن تضحية نموذجية تّعلم الآخرين..من نكون،وذلك باعلان شامل يقضي باستقلالنا جميعاً من الحياة،من أجل مجموعة السادة الذين يمثلوننا في البرلمان والحكومة والسيادة المذبوحة،ويحملون عن جدارة قّل وصفها..مواقع الوجاهة وحصد الاموال؟
ولاعجب ولا غرابة من أصوات الناس وهم يعلنون ملء افواههم:
(ليسرقوا مايشاؤون،نحن نتوسلهم الفتات)!
لكن من جُبل على طبع مال اليه في ممارسته والدفاع عنه،لذلك لايمكن لنا تحقيق امانينا تلك..فمن يسرق لايبقى ولا يذر،ومهمته سرقة الجمل بما حمل..ولم يعد في هذا الزمان من يقبل بجمل يحمل ذهباً ويأكل خبزاً بدلاً من الاشواك..
الكل مرهون مقترن ومكفول لمن يفلح بالغنيمة وبالقافلة مجتمعة..وليس من أحد يبقي لأحد..وهذه شريعة من يريد ان يتميز عن الآخرين ويقف في أول الصف ويستبق سواه في الحصول على جائزة الممثل الأكثر فشلاً والاقبح صورة والاردأ سلوكاً..
واذا ما تقاعس البعض من أداء هذه المهام؛فان مصيره الموت على قارعة الطريق،لايغسله مطر نقي،بل أوحال مما تركه السادة الذين يجلسون على مقاعد هي من الوفرة بحيث يضيعون فيها..فلا نلقاهم الا في إيفاد سعيد خارج الوطن..!




#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماريو فارغاس يوسا:(الحرية الموغلة)


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسب الله يحيى - العراق..من يغلب من؟