أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عواطف عبداللطيف - جماعة دعوني أعيش















المزيد.....

جماعة دعوني أعيش


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 01:18
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


المواطنة حب الوطن والعمل لاجله ولمصلحته نحو الافضل لا العكس.
إن فلسفة المواطنة واحدة في كل أرجاء الأرض، لأن أساس فكرة المواطنة هي إنسانية ومصدر هذه الفلسفة هي حرية الإنسان التي هي محور هذه الفلسفة التي يعتنقها الجميع .
إن الوطنية حب وتعاطف وليست تطرفاً وكراهية.
. حب للأرض والإنسان والعشيرة والقيم والخير والجمال والتاريخ والتراث.

يؤكد (د. فهد الحبيب) أن صفة الوطنية أكثر عمقاً من صفة المواطنة أو أنها أعلى درجات المواطنة، فالفرد يكتسب صفة المواطنة بمجرد انتسابه إلى جماعة أو لدولة معينة، ولكنه لا يكتسب صفة الوطنية إلا بالعمل والفعل لصالح هذه الجماعة أو الدولة وتصبح المصلحة العامة لديه أهم من مصلحته الخاصة.

تعرف الموسوعة العربية العالمية الوطنية بأنها (تعبير قويم يعني حب الفرد وإخلاصه لوطنه الذي يشمل الانتماء إلى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن). ويوحي هذا المصطلح بالتوحد مع الأمة

وقالوا الوطنية

هي إطاراً للقيم الإنسانية وليس خندقا او منفى
هي معبراً للالتقاء بالإنسانية كلها
هي لحماية القيم الإنسانية والأخلاقية والتحصين ضد الضياع
هي ألتزام والالتزام قيم
هي انتماء والانتماء مسؤولية وايمان راسخ, وقناعة أكيدة,وتجليات حياة,
هي اعتزاز والاعتزاز أصالة
هي ارتباط بالجذور والارتباط ملاذ ومصير.

إن التحلل من الارتباط بالأرض أو الجذور هو بداية انفراط عقد الانتماء لسلسلة من الارتباطات بالمكان والزمان، وبالمبادئ والإنسان، بالتعاطف والتكافل، وهو طريق له بداية ولا تبدو له نهاية إلا الغربة والوحشة والإحساس بالضياع.

ذكرت كل ما جاء اعلاه لأذكر لكم حوارا دار في جلسة عند احد الاصدقاء جذبنا اطراف الحديث عن الوطن وكل واحد منا بدأ يسطر ألالام الغربة والحنين والخوف على الاهل مما يحدث والدموع في العيون والغصة في النفس
انتبهنا عليه وهو ساكت وعلى حين غفلة قاطعنا جميعا ليقول :
هل فعلا انكم تتذكرون الوطن
ومن هو الوطن الذي تتحدثون عنه أنا هنا وهذا وطني وعلي ان احافظ عليه البلد الذي احتضنني واحترمني
هل تفكرون بالعودة
هل فعلا انكم تتألمون ولماذا
اما انا فأعيش هنا وانتمائي هنا والذي مضى تركته خلفي يوم رحلت او كتبوا علي الرحيل
هنا انا انسان محترم احس بقيمة نفسي وكياتي
لا احد يسألني هل انت شيعي ام سني ام مسيحي وعلى اساسها يتم اغتيالي او أهجر
لا احد يوقفني بالشارع ليرى هويتي وقد لا أعود بعدها للبيت ان كان حظي أعثر
عندما أسافر أمر في دوائر الجوازات كأنسان أسير مع الاخرين رافعا رأسي ولا ينظر الي كمجرم أقف ساعات في طوابير الأنتظار لتدقيق اسمي وجوازي وقد يسمح لي بالدخول او أرحل في احدى سيارات الشحن
تستطيع زوجتي ان تسير بالشارع تلبس ما تريد ليس لما يخالف العادات ولا يفرض عليها ان كانت مسيحية أو صابئية ان ترتدي الحجاب والا ستقتل .
تستطيع زوجتي ان تدافع عن حقوقها وحقوق المرأة وتعيش كأنسانة لا مسلوبة الحقوق.
اخاف على زوجتي عندما تغادر الدار من ان تصبح صفتها (, أنتحارية , مغتصبة , مختطفة , مقتولة).
أخاف على بنتي ولو الأعمار بيد الله ان تصبح يتيمة او ان تكون حبيسة الجدران فتتعقد.
يستطيع ابنائي ان يلعبون بالشارع ولا تأتيهم طلقة طائشة وان يلعبون كأطفال البشر لا بالمسدس والرشاشة بمختلف الألعاب الالكترونية والذهنية من يعيد البسمة الى البراءة بعد ان رحلت عن وجوههم
استطيع ان استحم واولادي وقتما نريد ولا ننتظر الماء ليأتي لتجميعه وقد يصلنا الدور لنستحم ام لا
استطيع ان استمتع بالتكييف صيفا والمدافئ شتاءا ولا افكر كيف ومتى يأتي الكهرباء واربط وايرات الجنريتات
واركض خلف البانزين والكاز والنفط واحضر الجليكانات وادفع الالاف من المبالغ لقاء ذلك
لا يوجد داعي لان ادفع رشوة أو أزور عندما اريد استخراج هوية احوال مدنية او شهادة جنسية او جوازسفر ما علي سوى ان ارسل المعاملة مع الرسوم بالبريد وتعود لي وانا في بيتي
لا يوجد سبب عندما اقدم اوراقي للتعيين ان اقول انا من اي طائفة او دين او حزب المهم انا مواطن لي حقوق ولي
شهادة افتخر بها وهي دليلي حيثما اريد في الوقت الذي اريد .
عندما اذهب الى الانتخابات لا يُفرض علي اسم ولا اشعر بخوف وانا ادلي بصوتي بكل ثقة ولا اخاف من الطريق.
اعيش من اجل نفسي والمجتمع والوطن لا من اجل طائفة وحزب أمثل من يملوه ويسنده علي وأُصفق وانا لا افهم وغيري يستفيد ويلهف الملايين ولا يكتفي بها وانا اتفرج.
في عطلة نهاية الاسيوع او العطل السنوية استطيع ان اعمل رحلة مع ابنائي لا اخاف من قتل ولا من رفض.
عندما اسير في الشارع لا اضع يدي على قلبي خوفا من تقجير و عبوة ناسفة وعندما استقل الباص لا اخاف ان يكون مفخخاً .
الأنظمة والقوانين والتشريعات تطبق علي الجميع بشكل متساوي ولا يوجد على رأس أحد ريشة تحول دون ذلك.
لا ابقى انتظر ساعات للوصول لى البيت نتيجة الحواجز الامنية او لمرور موكب لشخص معين.
يستطيع ابنائي الذهاب الى المدرسة والدراسة بدون ان ادقع رشوة لاحد من ادارات المدارس او للتدريس الخصوصي .
ولا اخاف عندما بذهب ابنائي الى الجامعة من أن ينال منهم التفجيراو الخطف .
لا اخاف وانا استاذ جامعي ان يأتيني طالباً ليشهر السلاح بوجهي وان رفضت اصبح في عداد الشهداء.
عندما اموت يستطيع اهلي ان يدفنوني ويقيمون لي مجالس عزاء ولا تبقى جثتي في الطب العدلي لا يخرجونها الا برشوة او يجدوا أهلي جثتي في المزابل .
لا اقف في طوابير الحصة التموينية لأستلم الطحين المخلوط بالبرادة او الرز المتعفن او الدهن السئ والصابون النتن.
لا أضطر انا وابنائي أن نأكل شئ خارج الصلاحية او فاسدا او تالفاُ لأن هناك من يراقب ويحاسب فصحة الفرد فوق كل شئ .
استطيع ان احصل على التأمين الصحي لتتم معالجتي وافراد العائلة واحصل على الدواء ليس من السوق السوداء او المعروض على ارصفة الطرقات المنتهي الصلاحية ولا اموت وانا ابحث عن طبيب بالمستشفى لعلاجي او اضطر لاستلام دم فاسد يوقف حياتي بلحظة عندما احتاج لذلك.
هنا لا احد بحتل بيتي ولن بستطبع ولن يجرؤ للقيام بذلك وسرقة ومصادرة محتوياته بالقوة والأكراه.
الصدق هو طريق التعامل فمن غير الممكن ان اتعيين بشهادة مزورة من داخل او خارج العراق واغبن حق صاحب الشهادة الاصلي في الحصول على الدرجة الوظيفية او المنصب واكون آمرا وناهيا عليه بأسم الحزب او الطائفة او القومية وانا جاهلاً لا أفقه ولا أفهم.
لا اقف بالطوابير من اجل انجاز معاملة او علي دفع المقسوم لأصبح بالمقدمة .
القانون يسود في المحافظة على ثقافة وسلوك وقيم حقوق الإنسان في المجتمع ولا توجد انتهاكات لحقوق الانسان الأولية ويتعرض للحساب كل من يخالف القوانين ولا يضرب رأسي بفوهة رشاش جندي ولا تعصب عيني ولا أركل بالاقدام امام عيون أولادي .
التشريعات والقوانين التي تصدر لمصلحة المواطن وليس تنفيذا لمتطلبات فئة او حزب او دولة خارجية مسيطرة
فهي لكل المواطنين تطبق لهم وعليهم بالتساوي الكل متساوين بالحقوق والواجبات .
لا اتهرب من الضريبة بالرشاوي لأنها احدى مصادر التمويل وهي لخدمات تقدم لي ولمن يحتاج من دعم مادي وعندما لا اجد عملا او يمنعني المرض او العمر على الدولة ان توفر لي المعيشة المناسبة.
يستطيع المسلم ان يذهب الى الجامع ليصلي والمسيحي الى الكنسية وان يقوموا بتأدية شعائرهم الخاصة لا احد يمنعهم او يفخههم او يفجرهم ويهددهم أحد .
مرتكبي الجرائم يحاسبون وفق القانون فالقانون هو القانون لا رشوة فيه ولا بيع ضمير والعدل هو العدل لن يتغيير .
أستطيع ان اعبر جسراً وانا مطمئن لن يكون مصيري الغرق.
لا توجد سجون سرية ومعتقلات مجهولة ولا يجوز الاعتداء على المسجونين تحت اي طائلة أو سبب ولا يعتبر متهماً حتى تثبت ادانته وليس كما نرى اليوم في بلداننا من اعتداءات جسدية وجنسية او تشويه او غيرها.
الوطن للجميع وللبيت حرمة لا يستطيع احد ان يخرج احدا من داره ويهجره
يتم اصدار التشريعات الاقتصادية من اجل بناء انساني حسب قدرة وقابلية المواطن ومن اجل رفاهيته ومعيشته
لا بذهب الاطفال الى المزابل من اجل ان يجمعوا الغذاء من القمامة الدولة تكفل لهم العيش وتقدم لهم المعونة وتحمي طفولتهم وبرائتهم وتجعلهم يعيشون حياتهم وايامهم بخير.
لا ينام طفلي وهو يرتجف في حضن امه من صوت انفجار او كسر الابواب لدخول الشرطة أو قوات الاحتلال تحت وابل السلاح للتفتيش.
وان كنت صحفيا او اديبا اكتب بكل حرية ولا تتم ملاحقتي او تجريمي او قتلي.
أستطيع أن اعبر عن رأي بدون خوف من أحد لا صفعة تأتيني ولا رشاشة تضرب رأسي.

والكثير الكثير وتركنا وغادر وهو يقول.

بالله عليكم دعوني أعيش
لن اتلفت الى الخلف فقد ذهب الماضي وعلي بالمستقبل حيث اكون ارتباطي هنا وولائي هنا.

اجبته ولكن هل تستطيع ان تمسح من جوازك او وثائقك كلمة العراق من محل الولادة وهل تستطيع ان تقتلع جذورك.

وانا اتابع كلماته والسكين تنغرز في فؤادي تبادر لذهني كم شخصا من الذين ذهبوا بعيداً عن الوطن وتطبعواً بطابع تلك الدول وتعايشوا مع عاداتهم وسلوكهم وحتى أصبح حبهم لتلك البلدان ينافس حبهم لأرضهم ووطنيتهم داخل نفوسهم ليكونوا من جماعة دعوني أعيش مثل صاحبنا هم الأن في سدة الحكم

ولمن سيكون ولائه وما هي أولوياته؟
وكيف سيخدم الوطن؟
وبأي أسلوب يعمل وهو لا يفقهه شئ؟

وهل من الأكفاء واصحاب الشهادات والاختصاصين من هم في الداخل وعاشوا كل معاناته من يستطيع ان يحل محله في خدمة الوطن ؟
وأين هم أبناء الوطن ممن يفتدونه بأرواحهم ليكونوا في المقدمة ومن الذي يبعدهم ولماذا؟
وأين هم من يتميزون بولائهم ويتمسكون بجذورهم واصلهم وارضهم وتاريخهم؟
أسئلة تحتاج الى اجابة

خصوصا ونحن على عتبة الأنتخابات واللوائح الانتخابية ستسطر والشعارات سوف تكتب والهتافات سوف تحدد بما يسيل لها اللعاب وليس علينا سوى ان ننقعها ونشرب مائها والمغريات والرشاوي سوف تقدم لشرلء الأصوات من الناخبين والذمم من المشرفين والمراقبين وان نتعض من خدمة اربعة سنوات انحدر بها الوطن عشرات السنين الى الخلف في كل اشكال وانواع التخلف وطوابير الجياع والأرامل واليتامى وملايين المهاجرين والمهجرين من الكفاءات والادباء والمثقفين والذين اجبروا على ذلك والوطن بأمس الحاجة اليهم وعلينا أن نميز عندما نقف امام صناديق الاقتراع من هو الذي قلبه وعينه على العراق ولا نهتم بالشعارات المستوردة من الخارج بالحرية والديمقراطية المتمثلة بالكذب والزيف .
علينا ان نعرف من هو المخلص ومن هو العميل.
وأن ننميز بين الوطني الشريف وبين جماعة دعوني أعيش الذي فقد الأنتماء الى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن وان يعي كل انواع المعاناة التي جعلت العديد يغادر.
فهل سنعتبر مما حصل عندما نضع الورقة بالصندوق هذه المرة ويكون أسم وطننا امام عيوننا لنعيد البناء.
متى نعي وندرك أننا بشر ولنا حقوق ونحن جياع في بلد يطفو على ابار النفط والفساد ينخر المفاصل.
النتائج هي الفاصل للقادم من الأيام وحتى يحين ذلك كان الله في عون الجميع


15-11-2008








#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياط الغربة
- فساد*فساد*فساد
- الى قناة البغدادية الطيور المهاجرة
- أشجاني
- حديث الروح
- يارب السماء
- لن يرضيني يوما ان تمثليني
- المرأة العراقية عبر التاريخ
- السيد رئيس الوزراء نوري المالكي المحترم -- نداء
- لم يكن خياري
- إستراحة قلم
- دروب
- جراح
- صرخة طفل
- بين حانة ومانة ضاعت لحانا
- ماذا سنسميهم
- السيد وزير الخارجية_ السيد وزير المالية_ لحظة من فضلكم
- حسرة
- من المسؤول
- أليك ايتها الحبيبة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عواطف عبداللطيف - جماعة دعوني أعيش