أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - عن الخوف الذي كتب دستور شعب مستباح















المزيد.....

عن الخوف الذي كتب دستور شعب مستباح


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
قالوا في اعراضه لعنه الله ... سرعة دقات القلب ، شعور بالتوتر ، جفاف الفم والحلق ، زيادة تعرّق راحة اليد ، فقدان الشهية ، شعور بالتعب والدوار وووو ...!
ولم نلحظ كل هذه الأعراض أو بعضها على الأقل لدى زعماءنا الكرام من قادة الطوائف والنحل التي أعيد إكتشافها من جديد على يد الراحل العزيز بوش .
لم نلحظ تلك الأعراض أو بعضها ، بل زادت شهيتهم للأكل وصار الواحد عقب التحرير المزعوم اوسع بطنا مما كان حين كان في طهران أو دمشق أو منافي الشمال الإسكندنافي أو اللندني ...!
ولم نرَ حبة عرق على الجبين أو اليدين بينما هم يخطّون الدستور في سرداب نجفي ، وقد غيبوا شطرا كبيرا من شعبهم وأكتفوا بحضور الأشقاء الإيرانيين الكرام ( من اتباع آل البيت عليهم السلام ) ..!
ولم يلمح عراقيٌ قطرة عرق على وجه زعماء العراق الجديد العليل الخائف من ذاته ومن ماضيه ومستقبله ، لم يلمحوا... بينما طائرات الحليفين الأمريكي والإنجليزي تدك مدنا وقصبات بائسة في مدينة الثورة والمجر والكحلاء و الرمادي والدور وحديثة ، لتقتل اطفالا لم يسمعوا بأمريكا ولم يعرفوا الحكيم والأديب والشهرستاني ، وما كان لصدام وحزبه فضلا أو مكرمة عليهم .
ولم يقولوا أن من اعراضه أن تهدم بيتك بيديك .. لم يقولوا أنه يدفعك لأن تبيع ارضك وعرضك ، وقد نصح الدين ( الذي تدعّون .. بالقتال دفاعا عن المال والأرض والعرض ) ..!
اللعنة اي نوع من الخوف هذا الذي سيطر على زعماء الأغلبيتين العرقية والطائفية واللذيْن كتبا الدستور على عجل وشرعا بثقب رؤوس وعيون الرجال على عجل ، وأغتصبوا النسوة في السجون على عجل وهرولوا صوب الأمريكان متبرعين بقواعد على اراضيهم ، وشكلوا الميليشيات الطائفية والعرقية على عجل ونهبوا الثروات على عجل ، وأخفوا حقائق وأسرار المعاهدة على عجل ، ونهبوا وباعوا في اسواق العالم تاريخ وذاكرة العراقيين على عجل ، وهرّبوا البترول والثروة الحيوانية على عجل ، وأقتتلوا بينهم ( أو يوشكون ) على عجل ... ثم ادركوا الخطيئة .. الجريمة اخيرا .. وكذلك بلا مقدمات وعلى ..عجل ...!

-2-

يأتي هذا المقال كقراءة متواضعة لخطاب السيد المالكي الأخير في ذوي الكفاءات ...!
( أو من تبقى من ذوي الكفاءات ، أو إنهم من جماعة شهادات سوق مريدي ... من يدري ، فالشهادات الجامعية العليا تباع اليوم برخص التراب ولا حاجة للدرس والتحصيل ، تماما كما هو كل حراك اعزاءنا لصوص العراق الجديد .. كل شيء على عجل .. على عجل ) ..!
قال بالنص ( لقد تعجلنا في كتابة الدستور .. كنا خائفين .. خائفين من عودة الماضي .... ) ..!
إعتراف رائع لا اشك في أنه جريء وأن مليون عراقي يصفق له الآن ويطرب لإستعادة مفرداته ..!
إعتراف رائع .. رائع .. رائع .. في هذا الزمن العراقي الأغبر الذي ما عاد فيه شيء يطرب النفس أو يستدر دمعة إشفاق أو بسمة مواساة ...!
لكن .. يحق لنا أن نتساءل ... ماذا كان يخيف ممثلو الأغلبيتين الطائفية والعرقية ؟
ماذا كان يخيفهم ومعهم امريكا وإيران وهما القوتان الأكبر في العالم وفي المنطقة ... امريكا وإيران .. فمم كانوا يخافون ؟
من الشعب العراقي ؟
طيب هم يدعّون أنهم ممثلوه فلم الخوف ؟
من الجيران .. اقوى الجيران معهم ... إيران ..!
اهو شك بالقضية ؟
خوف من عدم عدالة القضية .. قضيتهم التي تشبثوا بالأمريكان لانجازها نيابة عنهم ؟
لكنهم يدعون أنهم ضحايا .. اصحاب مظلوميات جبارة بلغت ما يفوق النصف مليون من سكان المقابر الجماعية حسب إدعاءات الرفاق في كردستان المباركة ويقارب ذات العدد من ضحايا آل البيت ( عليهم السلام ) ...!
وقد نجحوا بإقناع الأمريكان بتلك الأرقام ، وقناعة الأمريكان الأقوياء كافية ولو أنكر الناس جميعا ..!
وقدموا لهم الوثائق القوية النافذة عن اسلحة صدام الجرثومية والكيمائية ( وتلك لا نظن أنها زوُرت في سوق مريدي ايضا ) ، فلم الخوف إذن وما سرّه ؟

-3-

هو خوف الحرامي من أن تفتضح سرقته ..!
خوف من تنتصب على ظهره حدبة ، يخشى أن يراها الناس الذين جاء لنيل ودّهم ويد إبنتهم ..!
خوف من لا يملك قضية حقيقية .. من يشك بقضيته .. وأخطر انواع الشك وأكثرها إيلاما أن تشك بقناعاتك ..!
فكيف وتلك القضية قضية طائفية والطائفية لم يعرف عنها أنها قضية جدية حقيقية تستحق أن تنال باسمها عرش سلطة بلد عريق عتيق مثل العراق ..!
منذ وُجدت .. منذ وُجدت .. هي قضية كراهية لا حب .. خرافة .. لا واقع .. تعطيل وعجز وخنوع وحزن وخوف .. لا إعمار اوطان .. ولا تعزيز بنيان ولا شفاء عليل حيران ..!
هي .. قضية ماضٍ لا حاضر .. غيب لا واقع ، كراهية لا حب .. تخلف لا تقدم ..!
قضية لا يمكن أن تكون كافية لأن تجعل السياسي يحب قومه ( من اتباع الطائفة ) .. لا يمكن .. لأنه هو وهم لا يملكون مشتركا واقعيا يجعلهم يحبون بعض ويحترمون بعض ويثقون ببعض ويدعمون بعض ..!
ليس من شيء عياني مادي واقعي ملموس محسوس يملكونه ليكون حبل وصل بينهم ..!
وحيث هي كذلك .. وحيث هم كذلك ، كانوا ( ولا زالوا يخافون الناس ولا يثقون بهم ، وقد بادلهم الناس ذات الشك وعدم الثقة والكراهية ) ...!
وحيث هم كذلك كانوا خائفين من انفسهم ومن قضيتهم ومن ناسهم حتى وبحضور الأمريكان والإيرانيين والإنجليز وووو ..!
وحيث هم كذلك كتبوا الدستور في غياب شريحة كبيرة من عراقيي الداخل والخارج ..!
وإذ بذات الدستور قنبلة موقوتة تنفجر بين اصابعهم ...!
بالأمس قاتلوا السنّة ورجعوا فقاتلوا الشيعة ، وقاتلوا العلمانيين رغم قلتهم ، واليوم ينفجر الصراع بين اقرب الحلفاء في داخل حلف ( آل البيت ) ، وبذات الآن تشب النار في خيمة الحليفين الكبيرين العظيمين المالكين لمفاتيح برلمان الطوائف ..!
تشب النار بين آل البيت مجتمعين وآل بارزان وطالبان المتحدين ( مؤقتا ) ..!
تشب النار ويتهم المالكي بإشعال اوارها ..!
ويعلم الله وحده إلى اين مسار الحلفاء الخائفين ... من الماضي ..!

-4-

قال حاتم الأصم (رحمه الله ) : العجلة من الشيطان الإ في خمس مواضع فإنها من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم : إطعام الضيف اذا نزل ، وتجهيز الميت اذا مات ، وتزويج البنت اذا بلغت ، وقضاء الدين اذا وجد ، والتوبه من الذنب اذا أفرط .
وجماعتنا .. اتباع رسول الله ( المنسي ) وآله المُقدمين عليه ايما تقديم ..!
جماعتنا ما تعجلوا في إطعام ضيف ، والعراقيين كما نظن ضيوفهم إن لم نقل مواطنيهم ، وكل العالم شاهد بأمّ العين ( واباها ) كيف يفتشون في المزابل بحثا عن بقايا رغيف ..!
وجماعتنا .. ( رضوان الله عليهم وعلى اجدادهم الكرام من آل البيت ) ما جهزوا ميتا ليدفن بكرامة .. بل العكس إجتهدوا في قتل الناس على عجل وتركوهم في خلف (السدّة) يتعفنون ، ناهيك عن إنهم تعجلوا بإستيراد ما يقتل الناس من اغذية فاسدة وكلور فاسد و.. فكر فاسد ..!
واحبتنا ( قُدّست اسرارهم ) ما انشغلوا بتزويج بنت من بنات العراق لتذهب بشرف وكرامة إلى بيت زوج كريم شبعان المعدة والعقل والضمير ، بل العكس يسرّوا رحيل العراقيات إلى المنافي ليردحن في ملاهي دمشق من اجل رغيف خبز ، ولو إنهم اعطوا العراقيات والعراقيين عشر معشار ما ينهبون من اموال البترول ، لعاش الناس بكرامة ولما فرّوا إلى بلدان الجيران ..!
اما عن الديون فهم لم يسددوا دينا ، بل تراهم يجولون العالم متوسلين إسقاط الديون مقابل تنازلات في الأرض والسيادة والكرامة .
ويبقى .. التوبة من الذنب إذا افرط ... !
فهل سيتعجلون بالتوبة ويعودوا إلى ضمائرهم ( هذا إن وجدت ) فذلك ما نتمناه اليوم قبل الغد ..!
ونظن أن صرخة المالكي بادرة على طريق التوبة .. نظنها كذلك ونتمنى أن يتبعه الآخرون .
وحسبنا الرب الحقّ فيما يدعون ..!





#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهود السيستاني الأريب في نشر المذهب الحبيب
- وللإتفاقية المذلّة من يدعمها بحماس وحبور
- عن الحسين والنواح الحسيني الأزلي .. نتحدث
- تقاليد قهر النسوة في فكر سيد الخليقة
- ثقافة التخريف والتضليل في عراقنا البائس العليل
- لا بد من إكمال ما لم يكتمل... حروب كربلاء وصفين والجمل
- بشراكم ايها العراقيين ..مناهج التعليم بين يدي السيستاني الكر ...
- بذرة الخراب في دين المنصور بالرعب
- او يمكن للمشغولين بالموت والموتى والثأر من الماضي أن يبنوا د ...
- مطلوب دعم أممي عاجل لحكومة الرئيس السنيورة
- الأمريكان... صانعوا الحدث ونقيضه
- الخاسر الأكبر في حرب الطوائف إخوة الحكيم السنة
- فاجأنا الغزو ونحن نيام
- السعودية تهدد ... امريكا وإيران تنفذان
- اسماء الله الحسنى – ماذا لو نسبناها لأنفسنا ؟
- بين آلهة الأرض وآلهة السماء – شذرات فكرية
- وهم الحاكمية لخالق يسكن السماء – شذرات فكرية
- اليقين الكردي ... اليقين اليهودي أين يفترقان وأين يلتقيان
- حصان طروادة الأمريكي
- عن المسواك والفطائس الإسلامية العفنة


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل السعدون - عن الخوف الذي كتب دستور شعب مستباح