أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بدرالدين حسن قربي - جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )















المزيد.....

جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 04:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من جديد تعود إلى واجهة الأخبار حكاية جماعة فتح الإسـلام مع ماعرضه التلفزيون السوري الرسمي من فيلمٍ سمّاه اعترافات عناصر من هذه المجموعة عن سيارة تفجّرت أمام أحد أكبر المراكز الأمنية (فرع فلسطين) في دمشق. جاء الفيلم أو العرض على غير عادة الأجهزة الأمنية والرسمية في إصرارها على عدم تسريب أية معلومة للناس تتعلق بهكذا قضايا حتى لو كان ضحاياها مدنيين برآء، وشاهدُنا أقلّه هذه الحادثة تحديداً وماجاء بعدها في جريمة المشيرفة وجريمة الغارة الأمريكية على مزرعة البوكمال، مما يعني أن للفيلم المعروض غرضاً رغم فبركة واضحة في الرواية وخللٍ فاضح في الحكاية، وفيه رسـالة صادقة أو كاذبة يراد لها أن تصل إلى عناوين معينة تعني من فبرك وصوّر ودبلج ومنتَج وعرض وحلّل ونظّر لأنهم الأعلم بما يفعلون، ولاتعني بالتأكيد عموم الناس الذين لم يصدقوا المسرحية من البداية حتى النهاية. ولفهم القصة والحكاية نرجع إلى البداية.
أشار الكثير من اللبنانيين وفي مقدمتهم قوى 14 آذار وتيار المستقبل ضمناً من العام 2007 ومعركتهم جيشاً وشعباً مشتعلة في مخيم نهر البارد إلى أن مجموعة فتح الإسلام صناعة سورية بامتياز. ودفع النظام السوري في حينها لرد هذه الفرية أن جماعة فتح الإسلام صناعة فلسطينية فتحاوية انتفاضية أي من صنع فتح الانتفاضة ونَبْت منها وأن لاعلاقة له بذلك. وتأكيداً على براءة ذمته المعروفة أَدخلَ السيد/ أبوخالد العملة ظلمات السجون السورية في حينها جزاءً وفاقاً على أفعالٍ وترتيبات أمضاها مسؤول فتح الانتفاضة دون علم الأجهزة الأمنية حسب زعمهم، والتي أنشئت أول ماأنشئت من منظمة فتح التي نُفِضت أو انتفضت بفضل الأشقاء السوريين وجهدهم، وأصبحت فتوحاتٍ بسعيهم. وللتذكير أيضاً فإن المعارضة اللبنانية الشيعية على لسان السيد حسن نصر الله اعتبرت في حينها أن مواجهة هذه الجماعة ودخول المخيم خط أحمر، هدّدت وتوعدت وحذّرت من تجاوزه، ولكن تصريح حليفها الجنرال عون بأن هذه الجماعة إرهابية وعلى الجيش استئصالها صبّ ببارد مائه على تصريح السيد حسن نصر الله، وكبح جماح كلامه في هذا الأمر وأصبح في خبر كان.
وللتوضيح نذكّر أن شـاكر العبسي المؤسس لجماعة فتح الإسلام محكوم بالإعدام غيابياً لدى محكمة أمن الدولة الأردنية لإدانته في الاشتراك في اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان في خريف العام 2002 ، وهي نفس القضية التي حكم فيها بالإعدام على أبومصعب الزرقاوي القاعدي أيضاً. هرب إلى سورية وقُبض عليه فيها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، لتستضيفه المخابرات السورية في زنازينها وسجونها بتهمة الانتماء لجماعة إسلامية محظورة، نفاها هو نفسه فيما بعد مدعياً أن تهمته كانت محاولة تنفيذ عملية في الجولان، وحُكِم فيها بتهمة حيازة السلاح ونقله الى فلسطين، ولكنه أُخرج من قيعان السجن في حزيران/ يونيو 2005 بقدرة قادر على غير عادة المخابرات السورية مع ضيوفهم أي بعد سنتين ونصف من سجنه وبعد شهرين من خروج القوات السورية من لبنان رغم كبير فعلته عند الجهات الأمنية التي تصغر أمامها كثيراً كثيراً كلمات قالها ميشيل كيلو ومن قبله عارف دليلة وأنور البني وغيرهم كثير من المعارضين أدخلتهم السجون السورية. سُفّر العبسي إلى لبنان عقب خروجه، وليظهر مجدداً هناك كأحد المسؤولين القياديين في فتح الانتفاضة في العديد من مواقعها. ثم وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006 أعلن العبسي مع قرابة مئتين من عناصره خروجه على فتح الانتفاضة ومن ثم سيطرته على مواقعها ولكن باسم فتح الإسلام التي انتقلت انتهاءً إلى مخيم نهر البارد، وظهرت المجموعة المنشقة وكأنها خروج عن فتح الانتفاضة أو نَبْت إسلامي منها يؤكد رفضاً ومواجهةً لعصر (الأمركة) وسياسته، وأسلمة لها وليست ناراً للفتنه أوقدتها شياطين وأبالسة لتخريب لبنان وتدميره على رؤوس أهله. ولم تمض عشرة أيام (8 كانول الأول/ ديسمبر) حتى أعلنت السلطات السورية عن اعتقالها لأبي خالد العملة لأسباب ذكرناها سابقاً. وفي 13 شباط/ فبراير 2007 أي بعد شهرين تقريباً من إشهار فتح الإسلام تمّ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عين علق. وفي 12 آذار/مارس 2007 أعلنت السلطات اللبنانية عن اتهام فتح الإسلام ووقوفها خلف التفجير وأن الاستخبارات السورية هي من يرعى هذا التنظيم. أعقب ذلك قيام بعض عناصر التنظيم باعتداءات على قوى الأمن اللبناني واحتجازهم ومصادرة أسلحتهم، وقيامهم بعمليات سطو مسلح مما دفع بالسلطات الأمنية اللبنانية إلى إجراء مداهمات لأماكن مشتبهة لوجود عناصر هذا التنظيم، والذي ردّ بدوره ضد الجيش اللبناني باعتداءات وحشية أوقعت الكثير من الضحايا، مما أشعل المواجهة بعد قرابة مئة يوم من تفجيرات عين علق في محيط مخيم نهر البارد ابتداءً وداخله انتهاءً، وكانت معارك طاحنة خاضها الجيش مع منظمة لم يمض على إعلان تأسيسها وتشكيلها ستة أشهر بعد، أظهرت فيها بأساً شديداً وامتلاكاً لكميات هائلةٍ مخيفةٍ ومريعة من أسلحة وذخائر وصواريخ لم يُسمع عن مصدرها ولاطريق وصولها، مكّنتها بقيادة شاكر بني عبس من مواجهة جيش بحاله وإن كان ضعيفاً قرابة مئة يوم أو يزيد، قاتلوا فيها بشراسة، وسجلوا خلالها صموداً مشهوداً ومقاومة عنيدة وضعوا فيها لبنان على صفيح ساخن، وشغلوا قلوب أحبائه في وقتٍ أثلجوا فيه قلوب قوم آخرين ممن رسموا وخططوا وموّلوا وموّنوا وهدّدوا وسلّحوا وعلّقوا عليهم آمالاً في تخريب وتدمير لبنان على أهله وناسه، وأوصلوا أنفسهم عالمَ الأموات بعد أقل من مئة وثمانين يوماً على تاريخ التأسيس، وبعد أقل من عامين على إخراج المحارب العبْسي من سجنه السوري.
صحيح أن إقامة جماعة الفتح وناسها الفاتحين في المخيم المنكوب كانت فتحاً لأبواب القتل بالمئات من الضحايا، والدمار لآلاف البيوت والعمارات، ومثلهم تشريداً لعشرات الآلاف من سكان المخيم، ولكنها فيما انتهت إليه بما هو معروف للناس من هزيمة للفاتحين وفرح لعموم اللبنانين أو هكذا خيّل إلينا، فطويت صفحتها، وانطلقت أعراس وأفراح جوّالة ابتهاجاً بانتصار الدولة على مستضعِفيها، وانتصار الجيش على الخارجين عن نفوذه وسلطانه.
ولكن هل احتفل اللبنانييون بنهاية معركة لم تنته حقيقة، واحتفوا مبكراً بنصرٍ لن يتركهم الآخرون يهنون فيه، وهم وراهم وراهم ولو طال عليهم الزمان..!!؟
من الممكن القول أن اللبنانيين استطاعوا بانتهاء معارك نهر البارد مع شاكر بني عبس وجماعته إطفاء نيرانٍ كثيرة أوقدها الآخرون على أرضهم إلا أن هنالك نيراناً أشد وفتناً مظلمة أكثر تنتظرهم جاهزة وحاضرة من دون انتهاء عند من يعملون لإيقادها من الذين أكدوا مراراً وتكراراً أن المساس بهم يعني الدمار والفوضى وشيوع الإرهاب والأرض المحروقة، وإشعال المنطقة من بحر قزوين حتى المتوسط. ومن ثم لئن استطاعت الدولة اللبنانية في معركتها مع جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد طي تلك الصفحة، فإن هناك من المتربصين من أعدّ وحضّر لفتح صفحات تاليات إحداها الفيلم الجديد الذي عرضه التلفزيون السوري منذ أيام عن عودة المارد المختفي وإظهاره وجماعته من جديد إيذاناً ببدء الجزء التالي من مسلسلٍ رديء اسمه جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 2 / 2 )
- الغارة الأمريكية والموقف السوري: ثعالب لاتهرول عبثاً
- كَفْرُ قَاسِم..! مجزرة تذكّرنا بمجازرنا
- آآه ياغوّار ... في وضح النهار يضيّعون الحق الهدّار
- في بلاد غوّار لايضيع الحق الهدّار
- ماذا عن السيارة المتفجرة أمام فرع فلسطين الأمني في دمشق
- تساؤلات في عملٍ مرفوض ومدان
- جنازة في مسلسل باب الحارة
- خبر سوري من مصدره الإعلام السوري
- حبيب صالح والمدعي العام السوري والارجنتيني
- تظاهرة اللبنانين وجواب المعلم المهضوم
- أسرى العرب في سجون العرب
- خمسة – أربعة = ألف ومئتان
- دعوة لإنقاذ اسم سيدتنا البتول
- سائق وجرافة وطريق حل
- اتفاق الدوحة وما بعده والنظرة المؤامراتية
- اعتصام في مخيم الهول السوري
- غُراب الصحيفة السورية
- النظام السوري بين اللواء السليب والجولان المحتل
- هل لنا أن نترحم على الباشا السفاح..!!؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بدرالدين حسن قربي - جماعة فتح الإسلام في ضيافة تلفزيون الشام ( 1 / 2 )