أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟















المزيد.....

هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 07:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وتتوالى مؤتمرات الأديان للخروج باتفاق سلمي توافقي واحترام متبادل بينهم لصالح هذا الإنسان الذي سمي عبداً قولاً وفعلاً لله ولورثته من الحكام في الأرض ( أولياء الأمر ) والذي يثير التساؤل والحيرة ان دعاة كل دين ان دينه دين التسامح والمحبة .. ولكن ذلك يبقى في حيز الزعم ومجرد الكلام والواقع يقول انه دين الحقد والعداوة على الآخر واستعباد وإذلال لغير المسلمين .. ففي الإسلام تكرس آيات التسامح حرية الفرد في أن يؤمن أو لا يؤمن ، لأن الخالق لو شاء لآمن الخلق جميعاً وفي كل الأحوال المسبب هو الشيطان الذي خلقه الله أيضاً ويعمل بمشيئته ...؟ ولكن كيف سيتم التوافق بين آيات الرحمة والتسامح وآيات النقمة والكراهية .. وأيهما واجب العمل فيه .. وكيف سنواجه العالم برحمتنا وتسامحنا ونحن نحمل بيدنا دستور الكراهية والقتل واستباحة نفس ومال غير المسلمين
من آيات التسامح والمغفرة والتعامل الإنساني ::
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله لغني حميد ( إبراهيم 28)
ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ( آل عمران – 97)
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( الكهف 29)
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (يونس 99)
إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم (محمد 25
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة 256]
من آيات عدم الاعتراف بالآخر وقتالهم وقتلهم
{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب } (التوبة:29) وقوله سبحانه: { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة } (التوبة:123) ونحو ذلك من الآيات الحاثة على الجهاد
البخاري قال: قال رسول الله: "من بدّل دينه فاقتلوه".
وفي مواجهة هذا التناقض لقد اطلعت على ردٍ فيه بعض المرونة والعصرنة للوصول إلى اجتهاد عصري يعطي الدين وجهه الحضاري في التسامح والاعتراف بالآخرين وذلك عبر بعض ما جاءمن مقال (إسلام ويب) تاريخ 27-3-2006
..أما عن أقوال المتأخرين، فإننا نكتفي بالوقوف عند قولين منها:

القول الأول: قول سيد قطب " في ظلال القرآن " إذ رأى - رحمه الله - أن الإكراه على العقيدة والدين أمر ينافي حقيقة دعوة الإسلام، فينبغي أن يترك الناس - كأفراد - وما يختارونه من دين ومعتقد، لكن ينبغي أن تزال من طريقهم تلك العوائق التي تمنعهم من إبصار حقيقة هذا الدين، وتصدهم عن دين الإسلام؛ ونص عبارته: إن ( الإسلام بوصفه دين الحق، الوحيد القائم في الأرض، لا بد أن ينطلق لإزالة العوائق المادية من جهة؛ ولتحرير الإنسان من الدينونة بغير دين الحق، على أن يدع لكل فرد حرية الاختيار، بلا إكراه منه، ولا من تلك العوائق المادية كذلك ) ويوضح هذه الحقيقة بقوله: ( { لا إكراه في الدين } أي: لا إكراه على اعتناق العقيدة، بعد الخروج من سلطان العبيد، والإقرار بمبدأ أن السلطان كله لله؛ أو أن { الدين كله لله } بهذا الاعتبار ) .

فآية: { لا إكراه } وما شاكلها - حسب رأي سيد - موضوعها الأفراد؛ وآية: { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة } وما وافقها، فموضوعها تلك العوائق المادية والمعنوية، التي تصد الناس عن معرفة دين الحق، وتمنعهم من الانضواء تحت لوائه .

وظاهر من كلام سيد - رحمه الله - أنه وفَّق بين الآيات توفيقًا متَّجهًا، تؤيده الأدلة ولا تأباه، وأعمل كل دليل وَفْق ظرفه، وحسب حاله، وهذا أمر معهود، وطريق مقبول عند العلماء، للتوفيق بين الأدلة .

أما القول الثاني، فهو قول الشيخ ابن عاشور وقد ذكره في تفسيره " التحرير والتنوير " وحاصل ما قال بهذا الصدد: إن آية { لا إكراه في الدين } ناسخة لآيات القتال، وأن هذه الآية - وأيضًا حسب رأي ابن عاشور - نزلت بعد فتح مكة، واستخلاص بلاد العرب، فنسخت حكم القتال على قبول الإسلام، ودلت على الاقتناع منهم بالدخول تحت سلطان الإسلام، وهو المعبَّر عنه بالذمة، ووضَّح هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، بعد فتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) رواه البيهقي .

وكلام ابن عاشور صريح، أو على الأقل ما يُفهم منه، أن آية: { لا إكراه في الدين } ناسخة لآيات القتال، وحاكمة عليها؛ ولنا على ما ذهب إليه الشيخ ابن عاشور بضع ملاحظات:

- أن القول بالنسخ لا يصار إليه - كما هو مقرر أصوليًا - إلا عند عدم إمكانية الجمع بين الأدلة، والجمع هنا ممكن، وبالتالي فلا مجال للقول بالنسخ هنا .

- أن ما ذهب إليه ابن عاشور مخالف لما عليه أكثر أهل العلم، في توجيه هذه الآية، وقد عرفنا مذهب الجمهور آنفًا، وأن آية { لا إكراه } خاصة بأهل الكتاب .

- ثم إنا نقول: إن المتتبع لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام وهديه، يجد أن سيرته على خلاف ما قرره ابن عاشور ، بخصوص تشريع آيات الجهاد؛ وذلك أن مجاهدة الكافرين كانت ثابتة في سيرته صلى الله عليه وسلم، إلى حين وفاته عليه الصلاة والسلام، يرشد لهذا أمره بتجهيز جيش أسامة لقتال الروم قبل وفاته بمدة قصيرة .

- على أن من المعلوم من تاريخ نزول الآيات، أن سورة براءة - وفيها آيات الجهاد - هي من أواخر ما نزل من القرآن، فإذا كان لا بد من القول بالنسخ، فالأصوب أن يقال: إن آيات الجهاد - الواردة في سورة براءة - هي الناسخة لآية البقرة وليس العكس، وهذا مذهب بعض أهل العلم .

إذا تبين هذا، فالذي يقتضيه النظر بين الأدلة، وما تقتضيه قواعد الأصول، أن نقول: إن إمكانية الجمع هنا ممكنة، وبالتالي فلا وجه للقول بالنسخ هنا، والأصوب أن يقال: يُعمل بهاتين الآيتين، كل في موضعه، وكل بحسب ظرفه؛ فآية البقرة: { لا إكراه في الدين } يُعمل بها على مستوى الأفراد، فلا يُكره أحدٌ على اعتناق الإسلام والدخول فيه .(انتهى)
وبالنتيجة كيف سنواجه المتحاورين في مؤتمرات دولية ونحن أمام اتجاهين إما أن نعترف بالآخرين واحترام حرياتهم وآرائهم وعدم تكفيرهم ومعايشتهم بسلام .. وماجدوى هذه المؤتمرات ان كنا لانحمل آيات السلام والمحبة .. والمطلوب إذاً تنقية الأوامر والنواهي التي تمنع الاقتراب بين الشعوب وفي سبيل مصلحة الإسلام والمسلمين الذين يشكلون خمس سكان العالم تقريباً وفي السلم الأدنى من ثورة العلوم التكنلوجية والتي تسير العالم وتميزه إلى شعوب متقدمة وشعوب متخلفة ..
إذا المطلوب ثورة تشريعية في مجال النصوص المعاملاتية والتي كان قد بدأها عمر بن الخطاب في إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم مخالفاً للنص القرآني وأوقف حد السرقة على المحتاج ، ثم عطّله في عام المجاعة ، وعطل التعزير بالجلد على حد شرب الخمر في الحروب ، خالف السنة في تقسيم الغنائم فلم يوزع الأرض الخصبة على الفاتحين ، وقتل الجماعة بالواحد .. مستخدماً عقله في التحليل والتعليل ’ ولم يقف عند ظاهرة النص مطبقاً روح الإسلام وجوهره من أن العدل غاية النص وان مخالفة النص من أجل العدل ، أصح في ميزان الاسلام الصحيح في مجافاة العدل بالتزام النص ... والقواعد الفقهية الكلية تقول لاضرر ولا ضرار في الإسلام والضرورات تبيح المحظورات .. وتبدل الأحكام في تبدل الأزمان .. وعندها نستطيع مواجهة العالم ومحاورته بالروح الإنسانية المفعمة بالتسامح والمحبة والانسان أخ للإنسان في كل زمان ومكان ...



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكل بوش .. لكنها ديمقراطية رائعة أمريكا ..‍؟
- فتوى لعق الأصابع .. ليزيد في الطنبور نغماً ..!؟
- الحجاب عادة وليس عبادة .. وأقحم في السياسة ...؟
- شعوب تراوح في مكانها ... وإلى الأبد ...!؟
- كوميديا ساخرة من طرابلس الغرب إلى العاصمة الجزائر ....؟
- دولة قومية ديمقراطية علمانية...كيف ...؟
- هل هو غزو ثقافي أم جائحة فكرية حضارية ... ...؟
- لعبة الشجرة المحرّمة .. أية لعبة هذه ...؟!
- تسونامي الانهيار المالي يعبر أمريكا إلى العوالم ..من الفاعل. ...
- ميكي ماوس يقيم دعوى على الشيخ منجد بجرم التحريض على القتل .. ...
- كل الأديان تلتقي في بحيرة الأخلاق...
- انهم يخترعون ويبتكرون ويبدعون ونحن عباقرة الإفتاء
- العلمانية تصون الأديان والقوميات خارج السياسة ...؟
- دراما باب الحارة وأخواتها تتراجع أمام الدراما التركية نور وا ...
- عبودية الإنسان من صنع السلطان وليس الإله ...؟
- أردوغان يفوز بذهبية الأولمبياد في السياسة وبجدارة ...؟
- الحجاب كان مفروضاً على الرجل والمرأة قبل الإسلام ...!؟
- جملة مباركات اقتصادية في صحيفة النور السورية ..؟
- ان تعددت المصاحف فالإيمان واحد ...؟
- الدراما التركية نور وسنوات الضياع تنصف المرأة مع اقبال جماهي ...


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟