محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2465 - 2008 / 11 / 14 - 08:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عرضت قناة الديمقراطية في برنامج السيد نبيل الجنابي,والحضور يكون دائما ممن يسيرون في نفس النهج الذي تخطته القناة.فاستضافت د.سعد الدليمي وإبراهيم الحبيب العجيلي.ألأول بعثي ويعدد منجزات "نظامنا" والثاني الحزب الشيوعي العراقي_اتحاد الشعب.والغريب أن الثاني يدافع عن حزب البعث وعدم انشقاقه أكثر من الدليمي...
أقول من حق أي مواطن عراقي,أي إنسان أن يعرض رأيه حسب ما يشاء لكن عليه أن لا يتصور أن الجرائم تنسى بحجة المقاومة ,والاحتلال ووو الخ من هذه الدعايات الإعلامية,
لان ببساطة شديدة ليس من المعقول أن يكون الجميع متفقين.
أود أن أعرض جزأ من الحلقة التي كان ضيفها الثالث من الدنمرك سرمد عبدا لكريم الذي بين انتمائه دون التباس لحزب لطالما ظل يدافع عن "منجزاته"عبر القناة التي تستضيفه
دوما.
السيد الدليمي.مرة يصر على الانشطار والانقسام في هرم القيادة ومرة يخفف من هذه اللهجة لان في النهاية هو حزب واحد ,وقبل تنفيذ الحكم برئيس نظامهم كان يريد توزيع الأدوار,لكن بعدما نفذ الحكم فيه أستفرد جناح ألأحمد وعقد مؤتمرا قطريا وحدث ما حدث ولم تنفع نصائح الهارب الأول من أرض المعركة قبل الوقوع في قبضة الأمريكان عندما كان عثروا عليه في إحدى الحفر"المتطورة" وفي حال مخجل.الدليمي من جناح الدوري,ويريد أن يعتذر الأمريكان منهم على الاحتلال وتقديم التعويضات,لكنه لم يذكر لمن؟ولا باس بالمفاوضات مع المحتل واستمرار المقاومة في نفس الوقت, وأستشهد بالمثال الفيتنامي حيث المباحثات في باريس والقتال على الجبهة على أشده,لكنه تناسى أن الشعب الفيتنامي لم يهرب من المعارك,بينما النظام بكل مؤسساته هرب ولم يلاقي الأمريكان أية معركة في بغداد ما عدى معركة المطار.وفي هذا الخصوص قال الدليمي من مآثر المعركة هذه أن فدائي صدام كانوا في الباصات وفي أيدهم رؤوس الجنود الأمريكان متدلية من شبابيك الباصات هذه.لكنه لم يشرح للمشاهد هل كانوا فدائي صدام في نزهة صيد مع أولاد الرئيس أم في معركة طاحنة قررت مصير بغداد والنظام بأكمله؟
"الرفاق البعثيين فقط" هم من قاوم الاحتلال,ولم يذكر للمشاهد أين قاوم هو شخصيا قبل هروبه.كم تمنيت أن يقول أية مقاومة أبداها رفاقه في بغداد والمحافظات الأخرى؟كان أحد الإعلاميين من فضائية دبي قد قال:كنا نتكلم بحماسة ونثير العواطف في الإنسان العراقي على أمل أن يقاوم المحتل القادم لكن مثل هكذا مقاومة لم أراها بعد ساعة واحدة من وصول دبابتين على جسر الجمهورية" وأضاف اعتذر للشعب العراقي لأني ساهمت في هذا التطبيل.الأسلحة رميت في الشوارع والأزقة بكافة أنواعها,وأختفى "الرفاق"بلمح البصر من كل الشوارع.يقول الدليمي قاوم الرفاق 40 يوما,ويعدد المدن التي قاوم فيها الجنود.الدليمي وحزبه يعلم علم اليقين أن الجنود قاوموا في البصرة ليس دفاعا عن نظامه وإنما عن الوطن الذي أستبيح نتيجة جنون "القائد الضرورة" الذي لم يستمع إلى كبار الضباط الذين يذودون عن الوطن ويضعون الخطط, لكن الصبي قصي كان يغير الخطة تلو الأخرى دون معرفة كما أعترف بذلك أحد قواد الفيالق ومن قناة البغدادية,وفي آخر تسجيل لهم قبل هربوهم الجماعي قال قصي لأبيه:سيدي كل شيء جاهز والخطة محكمة وهو في بدلة مدنية أنيقة وكأنه في حفل زفاف,أما باقي الحثالة فكانوا في ملابس الخاكي,ربما لم تستبدل لفترة طويلة.
الحزب بنى العراق!لم تتبدل هذه اللهجة الفارغة, حيث كان يكرر سيده انه هو من ألبس الناس الحذاء,معترفا ضمنيا بعقده حيث كان يذهب إلى مدرسته حافيا,ويأتي اليوم الدليمي ويقول إن نظامهم هو الذي بنى العراق.وبعدد الفضائل,الخدمات,الماء والكهرباء,الرواتب...
وباقي الانتصارات...!في منتصف السبعينيات كان الكهرباء ينقطع وباستمرار ويوميا لا سيما عصرا,الرواتب أثناء الحصار الذي كان سببه الأول رعونة النظام وغرور رئيسه فقد كانت الرواتب أكثر من مضحكة,الطبيب والمهندس والأستاذ وووو يتقاضون 3 دولار شهريا مما أضطر معظم الموظفين إلى العمل ليلا ونهارا لسد رمق الحياة فقط,بينما الرئيس كان مستمرا في بناء القصور الرئاسية التي وصل عددها إلى 37 قصرا والعراقي يموت جوعا,وعدي يطعم نموره الدجاج المشوي ويتصيد الفتيات من المناطق التي يروم إليها.وأخوة الرئيس يمارسون أبشع التجاوزات الأخلاقية يوميا عدى علاقات السيد"وطبان" مع الغجريات اللواتي لهن المقام الأول في وزارته.العراق مهدد بالاحتلال والعائلة الحاكمة التهت بعمليات تجميل الأنف,من بنت رغد إلى صديقة وطبان إلى بنت برزان ,كما ذكر ذلك د. علاء بشير في كتابه:طبيب صدام.ولم يذكر سعد الدليمي كيف حصل صدام على ال5% من النفط العراقي وأودعها في البنوك العالمية لتلعب بها بقايا العائلة وأولهم على حسين كامل ابن رغد وليس أخرهم بنت خالته والأفلام التي تنشر على يو توب في أحدى القصور التي يسكنوها في الأردن.ويقول أن العراقي كان محترما وباستطاعته أن يسافر إلى أي مكان,عدا الدول الأوربية.أولا كان السفر ممنوعا منذ 1982 وعندما أجبر رأس النظام على السماح للسفر بسبب الظروف القاهرة أثناء الحصار كانت المراة العراقية قد امتهنت كرامتها من قبل بدو الأردن,فواحدة من مكارم صدام هو أن يحتقر العراقي في كل مكان ,وجلست المراة العراقية في الأرصفة لتبيع السيكائر لتعيل عدد من الأطفال الذين ربما لم يأكلوا طيلة يوم وفي نفس الوقت القائد الهمام يتهيأ له الأكل في كل قصوره ويوميا ويتلف إن لم يمر هنا أو هناك,هذا في زمن الحصار الذي جلبه القائد الذي لم يخدم يوما واحدا في الجيش.ويقول الدليمي أن صدام كان ضد المخططات الأمريكية ولذلك حدث الاحتلال,كل من يرى العراق بعين وطنية حقيقية يرى غير ذلك وليس هناك أفضل دليل على كذبه وادعاءه هو الرجوع إلى كتاب السيد حسن العلوي :أسوار الطين في فصل الضم على الطريقة الأمريكية وهناك الأدلة الهائلة على قوة علاقة صدام بأمريكا.وهو شاهد من أهلها.
أما سرمد عبدا لكريم فشروطه في شروط البعث وهي إعلان أمريكا اعترافها بالغزو, والاعتذار,وخروج المحتل وتشكيل حكومة مؤقتة,انتخابات حرة وديمقراطية,البعد العربي والقومي للحكومة,الحكومة تتشكل من البعثيين,هيئة علماء المسلمين :الضاري ومجموعته,وباقي القوى الأخرى..
أما السيد الشيوعي/اتحاد الشعب فكان محاميا عنيدا عن عدم وجود أي انشقاق عند"الرفاق البعثين"وهو في جبهة معهم.وكان ينفي الاتهامات عن البعث بأن هناك خلاف مع الرفيق عزت الدوري.ويقول:كل الوطنيين العراقيين وفي مقدمتهم البعثيين يقاومون الاحتلال,كنت أتمنى على السيد العجيلي أن يدافع عن صدام في المحكمة بدل خليل الدليمي الذي كان حلقة الوصل بين صدام وتنظيمات البعث في الخارج من خلال زياراته الرسمية المسموحة له داخل المعتقل باعتباره محامي دفاع لصدام .
وبالمناسبة ,هل يمكن الركون لمثل هكذا" شيوعي" ويطالب البعض الاتحاد معهم في اتحاد اليسار العراقي ؟هل نسى العجيلي دماء العراقيين الشرفاء وفي مقدمتهم الشيوعيون التي أباحها رفاق دربه الجديد قبل 5 سنوات وعلى طول فترة 40 عاما؟هل أعتذر البعثيون للشعب العراقي على ما اقترفوه بحقه؟هل أدانوا أمينهم العام المشنوق على هروبه من المعركة؟هل سالوا عائلته وحاسبوها على أموالهم التي هي أموال الدولة؟
لم يجيب العجيلي على سؤال نبيل الجنابي عن وضع حزبه الجديد وحاول متعمدا عدم الإجابة,وترك ذلك لتختلط على المشاهد أي حزب شيوعي يمثل هذا.أنا لا ألوم الدليمي أو عبدا لكريم وإنما العجيلي الذي نسى دماء د. صفاء الدرة و صفاء الحافظ,وعائدة ياسين,وسعاد الموسوي وشقيقتها,وآلا لاف من خيرة أبناء العراق ومن كافة المستويات من أطباء وأساتذة أجلاء ومهندسين ناهيك عن تشريد وقتل مئات الألوف بسبب عقائدهم السياسية والدينية.والبعث مازال يعتبر نفسه المنقذ والقائد وصاحب فضل على كل الناس,وقد يكون ذلك ,فضله, الذي لم يتعدى غير تسليم البلاد إلى المحتل وتدمير ما بنته الأجيال عبر آلاف السنين بكل ما تعنيه الكلمة من تاريخ وحضارة.
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟