أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نعيم عبد مهلهل - دموع التماسيح ودموع المطر ...














المزيد.....

دموع التماسيح ودموع المطر ...


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 06:29
المحور: حقوق الانسان
    


واحد من الأصدقاء كتب مرة يقول : كلما بكيت ..مطرت روحي . فيما كنت قد كتبت مرة : كلما مطرت ، فقراء المدن الكبيرة أنعشهم حزنهم . وأجمل ماقيل في المطر بيت شعر لشاعر داغستنان رسول حمزاتوف : ليس هناك موسيقى أجمل من المطر...
يقترن المطر بالدمعة قبل أقترانه بموجةِ النهر ، وهو أقرب للمعطف من البرد ، ففي المطر ندثر تأملنا بمعاطف الذكريات ونحسبها لحظة لحظة ، والذي يقول ، المطر هو فم الوردة يعرف جيداً إن هذا الغيث مثل رسائل العشق خطوطه لاميل فيها وأفكاره واضحة ودموعه تحمل المعنى الحقيقي لمشاعرنا التي تهزها زلازل العمر وأعصايره وهي لاتشبه دمعة التماسيح ، إنها لاتمتلك المعنى ولا تريد أن تقول شيئاً بالرغم من أنها تسيل بصفاء يشبه نقطة ضوء على جنح فراشة..
تذكرني دموع التماسيح بالحاكم الظالم عندما يبكي ، بالمخادع ، بجلاد المقصلة ، بالمرأة التي تمتلك عُشاقاً كثر ، بذي الوجهين الذي يشبه ذي القرنين الذي حين وصلت منيته بابل بكى .فقالوا لماذا تبكي وانت تملك العلم كله ..؟
قال : لأنني أشعر بحقيقة ما ينهمر مني . قالوا : وما ينهمر ...؟
قال : دمعة الموت.
تذكرني عبارة ( دمعة الموت )، بمواقف لا تنسى ، لحظة أيام كنا نرى الشظايا وهي تغور في أجساد أصدقائنا ،وكيف كانت دموع الورد تهطل عليهم بغزارة ومعها الف رجاء بأن لا تترك جثثهم على ارض المعركة بل عليها أن تهبط الى الجنوب لتشم هواءه للمرة الأخيرة ولتغسل وجوهها بمطر دموع الأمهات الثكالى والجزعات من مشاوير وبيانات الحرب التي لانعرف متى يقطع التلفاز برامجه ليذيعها.
دمعة الموت هي اللحظة التي يستعيد فيها البشر كلما جرى في حياتهم ، لتحمل الكثير من هواجس الأمنيات والندم والتمني ، ليعود ظلال وطيف ما شاخ وكبر ، وكأن الدمعة هي من كتبت هذا البيت الشعري الخالد : إلا ليت الشباب يعود يوماً..فأخبرهُ بما فعل المشيب ..
إذن دمعة الموت هي خلاصة للسيرة الذاتية التي تغلفنا بأزمنتها منذ سرير الولادة وحتى سرير النعش ، وفي هذا الزمن أشياء بحجم الأبرة واخرى بثقل الجبل وجميعها تسكن رؤوسنا.
دمعة الموت هي تقديري أختاً بالرضاعة لدمعة الموت ..ولو أن دموع المطر هي بشارة خير لسقي ظمأ وردة الحديقة او سنبلة الحقل ، وربما أيضا تكون دمعة الموت بشارة خير لفردوس سماوي يتخلص فيه الإنسان من تعب اليوم الأرضي ومشاكله الهائلة ، وحتى في التضاد ،فقد تبعث هذه الدمعة صاحبها المشاكس الى جحيم الندم ، وقطرة المطر قد تتحول الى سيل أو اعصار يغرق كل شيء .
هذا يعني إن دمعة الموت ودمعة المطر سلاح ذو حدين ، لكن دمعة التماسيح تبقى تمتلك هاجساً وفعلا واحداً، إنها دمعة لايطلقها القلب كما عند البشر بل تطلقها العيون. وهنا نأتي للحديث عن دمعة القلب ، هي تصفها امي بأنها الدمعة المصنوعة من خفقان القلب ولوعته ، وأعتقد إن هذه الدمعة هي من صنعت ملاحم العشق وطقس القبلة وأحمر الشفاه...
وعليه خلاصة هذا الكلام ندرك إن دمعة التمساح هي دمعة السفاح ..ودمعة المطر هي دمعة الصباح ..وشتان ما بينهما.....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام عن أنوثة المحظور..في وطن محتل
- مسيحيو سهل نينوى ...
- مارتن لوثر .. وعشائر بني ركاب ..
- الدجاج وبطون اهل النيجر والمشخاب ..!
- ساهر الناي وشارب الشاي وغولدا مائير ..
- صيف مدينة العمارة
- الموت في العراق هو ثمن الشجاعة
- نعوم جوميسكي ..والمستكي ...
- أفارقة البصرة ..وأغنيات الهله هولو ..
- اليوم العالمي لغسل اليدين بالماء والصابون ..
- أسد وعلى خده شامه ...
- تفاحة الخد .. وشفاه البنت والولد..!
- القناة الفضائية للحزب الشيوعي العراقي..
- بعض غنوص يحيى المندائي ...
- 11 سبتمبر كما تخيلهُ جَدُنا جلجامش
- سيكولوجية رموش العيون
- الرؤيةُ فيما يَرى الرَغيف...
- قصائد ، للناس ، وخبز العباس . وخضر الياس
- عاشوراء.. القضية بين الرؤية وسرفة الدبابة
- رؤى عن الجمال وعطر البياض


المزيد.....




- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نعيم عبد مهلهل - دموع التماسيح ودموع المطر ...