أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سهر العامري - المنهج الدراسي في العراق : تاريخنا وتاريخهم !















المزيد.....

المنهج الدراسي في العراق : تاريخنا وتاريخهم !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 10:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يصعّد الصفويون في العراق هذه الأيام ، وخاصة في مدينة النجف التي أصبحت تحت السيطرة الإيرانية ، من حملتهم على وزارة التربية في العراق من أجل تغيير المنهج الدراسي في المدارس العراقية ، وفي عملية واضحة لتبادل الأدوار بينهم ، وبين وزير التربية ، الملا خضير ، وبدلا من أن يطالب هؤلاء برفع المستوى التعليمي للعملية التربوية التي تنهار يوما عن يوم في العراق ، وبدلا من تحديث بناء المدارس ، وتخليص الطلاب من زرائب القصب والطين التي يدرسون فيها ، راح هذا النفر الإيراني المسعور يطالب تلك الوزارة بالتعجيل في تغيير المنهج الدراسي ، وتحت مفاهيم وتصورات غاية في الخطورة ، وليس لأهداف نبيلة يرجى منها رفع القابلية التعليمية عند الطلاب من خلال مناهج تقدم لهم النافع من العلم والمعرفة ، وليس من خلال العمل على سلخ الهوية القومية العربية للألوف من الطلاب العرب .
ولكي يكون القارئ على بينة من مستوى التردي الذي وصلت له المدرسة العراقية في زمن الملا خضير عليه أن يقرأ معي هذه الخبر الذي جاء من مدينة الناصرية الجنوبية ، والذي نقلته أنا عن موقع سومريون نت ، يقول الخبر ( تظاهر العشرات من اولياء امور طلبة المدارس في الناصرية امام مجلس محافظة ذي قار في فعالية احتجاجية على تدني المستوى التربوي والتعليمي في مدارس المحافظة. وجاء في بيان احتجاجي وزعه المتظاهرون على وسائل الاعلام وتلقت المدى نسخه منه: نحن ابناء مدينة الناصرية من اولياء امور الطلبة نشعر ونلاحظ تدني المستوى التربوي والعملية الدراسية في المدارس وبروز عدة مشاكل من دون اهتمام ومعالجة من مديرية التربية .
واشار بيان المتظاهرين الذين التقى ممثليهم باعضاء اللجنة التربوية في مجلس محافظة ذي قار الى اكتضاض المدارس وافتقارها الى الماء الصالح للشرب ودورات المياه النظيفة ورداءة الابنية المدرسية وعدم نظافتها وسوء توزيع المعلمين والمدرسين .
وطالب المتظاهرون بتوفير القرطاسية للطلبة وتأمين المقاعد الدراسية المناسبة لابنائهم مشيرين الى تكسر المقاعد الدراسية والسبورات وعدم صلاحيتها كما شكوا من غياب التنسيق بين ادارات المدارس واولياء الامور موضحين في بيانهم انه حتى مدير التربية يرفض مقابلة اولياء امور الطلبة حين يلجئون له لحل مشاكل ابنائهم في المدارس.
وكان عدد من اولياء امور طلبة المدارس في ذي قار قد شكوا لـ" المدى " من انتشار ظاهرة ضرب الطلبة من بعض المعلمين والمدرسين حيث اشار احد اولياء الامور الى ان احد المعلمين قد استخدم الضرب المبرح في معاقبة ولده ما ادى ذلك الى تعرضه لاصابات بليغة اضطرته للرقود في المستشفى لعدة ايام . ويقدر عدد مدارس محافظة ذي قار باكثر من 1400 مدرسة اكثر من 170 مدرسة منها مازالت مبنية بمادتي القصب والطين في حين تعاني معظم المدارس من التقادم ورداءة الابنية. )
هذه الحالة المفجعة للمدرسة العراقية ، وللطلاب العراقيين الذين ينحدر أغلبهم من عوائل فقيرة ، لا تهز ضمائر هؤلاء الذين حكموا العراق في غفلة من الزمن ، وفي مؤامرة نسجت خيوطها بين إيران وأمريكا سرا ، وإنما مسعى هؤلاء الآن ينصب على مسخ الهوية العربية للمدرسة العراقية ، وجعلها تدور تاريخيا في فلك الثقافة والمنهج الصفوي ، بدليل أن هؤلاء راحوا ينادون علنا بأن الشعب العراق صار يملك تاريخين متمايزين : التاريخ الأول هو التاريخ العربي السني ، والتاريخ الثاني هو التاريخ الفارسي الصفوي وتحت غطاء شيعة آل البيت ، فها كم اسمعوا ما يقوله هؤلاء (من حق الانسان الاطلاع على تراثه ودراسة عقيدته ودينه، لكن فترة النظام السابق كانت فترة حصار فكري وعلمي وثقافي وبالاخص للمذهب الشيعي ولا نريد ان نتحدث بالطائفية.. ولكن من حقنا دراسة تاريخنا ومن حق الاخرين فعل ذلك ) واقرؤوا معي ما يقوله آخر ( لدينا مدرسة اهل البيت لماذا تلغى أفكارها ومن حقنا ان ندرس أفكارها وهذه ليست طائفية ومن حق كل طائفة ان تدرس افكار طائفتها في العراق )
من خلال حديث هؤلاء النفر يدرك القاريء النبيه أن الصفويين لا ينسون أن يزينوا أفكارهم بكلمتي : أهل البيت ، مثلما لا ينسون أن يدسوا كلمتي النظام السابق ، وذلك من أجل تمرير مخططاتهم الجهنمية التي ترسم لهم في طهران ، فالعراقيون على مختلف مللهم ونحلهم عاشوا على رقعة جغرافية واحدة ، ومرت عليهم أحداث تاريخية حلوة مرة ، شكلت في نهاية المطاف تاريخا مشتركا لهم ، ولا يمكن لصفوي حاقد أن يأتي بعد هذا سنوات الطويلة من العيش المشترك أن يجعل لكل ملة ونحلة من العراقيين تاريخا خاصا بها ، ففي عصور متقدمة تقاسم العراقيون كلهم تاريخ الدولة السومرية والبابلية والآشورية على سبيل المثال ، كما تقاسموا هذا التاريخ في العصر العربي الإسلامي فيما بعد ، وعليه يكون العرب الشيعة مثل العرب السنة والمسيحيين والأكراد قد نزل بهم حيف وظلم المغول بقيادة هولاكو الذي استباح عاصمتهم بغداد بمعية نصير الدين الطوسي الذي اصطفاه هولاكو وزيرا له .
ومثلك ذلك شهد أرض العراق ، وأرض الكوفة على وجه الخصوص ، أكبر فاجعة عربية إسلامية ، تمثلت بقتل الأمام الحسين عليه السلام ، والكثير من أهل بيته وصحبه ، وقد اشترك بصنع هذه الفاجعة العرب الشيعة من أهل الكوفة ، مثلما اشترك فيها الموالي من الفرس الإيرانيين ، أما العرب السنة فلم يكن لهم وجود ساعتها ، فقد جاءوا بعد أن ظهرت المذاهب على يد رجال دين كان أغلبهم من الفرس حتى المذهب الوهابي الذي يتشكى منه الشيعة اليوم هو من بنات أفكار رجال الدين يردون في محتدهم الى القومية الفارسية ، ويبدو أن هدف هؤلاء كان إثبات وجود أمة هزمتها الجيوش العربية الإسلامية إبان خلافة عمر بن الخطاب ( رض )
هذا التاريخ وغيره دارت رحى أيامه على أرض العراق ، مثلما دارت أمام أنظار العراقيين على مختلف قومياتهم ومذاهبهم ، فكيف يأتينا اليوم نفر مدفوع بعصيبة الفرس ليكتب لأبناء العراق تاريخا مزيفا يهدف من ورائه عزل الشيعة العرب في وسط وجنوب العراق عن بقية العرب ، مثلما يهدف الى سلب هويتهم العربية كي تسهل عملية تحويلهم الى إيرانيين ناطقين بالعربية مثلما تطلق أبواق أعلام الملالي ذلك على العرب في الأحواز العربية .
لقد حدثني مشرف تربوي من بغداد قائلا: أتدري ماذا يقصدون بتغيير المنهج الدراسي ؟ قلت ماذا ؟ قال : كنا نناقش فقرة في كتاب الأدب للصف الخامس الإعدادي تقول : إن المتنبي كان معتزا بعروبته . قلت وماذا في ذلك ، فقد كان المتنبي معتزا بالقومية العربية والى حد كان متعصبا لها ، فهو الذي خاطب ابن خالويه وأمام سيف الدولة الحمداني ، حينما حاول ابن خالويه تخطئة المتنبي ، فما كان من المتنبي إلا أن قال له : أنت أعجمي وأصلك خوزي فمالك وللعربية ! هذا بالإضافة الى غمر قناة الحكام العجم في زمنه بقوله :
وإنما الناس بالملوك وما تفلح عرب ملوكها عجمُ
لا أدب عندهم ولا حسب ولا عهود لهم ولا ذممُ

قال محدثي من بغداد بعد ذلك : لقد بدلوا تلك الفقرة بقولهم : إن الشاعر العربي أبا الطيب المتنبي كان يعتز بفروسيته ، وليس بعروبته !
هدف الصفويين هؤلاء هو سلخ الأجيال العربية القادمة في العراق عن انتمائها القومي العربي ، وذلك من خلال منهج دراسي مشوه يخفي أصحابه الفرس مخططهم الجهنمي تحت كلمة : أهل البيت ، وهي كلمة حق أريد بها باطل ، وذلك لأن مكانة أهل البيت محفوظة في نفوس العرب ، الشيعة منهم والسنة اليوم وغدا ، ولكي أبرهن على ذلك أقول : نزلت العاصمة الجزائرية ، ورأيت وأنا أسير في شوارعها مكتبة تبيع الكتاب العربي ، دخلتها ثم سلمت على صاحبها الذي سألني عن البلد الذي اتيت منه ؟ قلت له : من العراق . قال : لعنكم الله أنتم الذين قتلتم جدي الحسين ! قلت له لكنني أنا من شيعة العراق . قال : شيعة الكوفه هم من قتله ، ثم نزلت بعد ذلك اليمن وزرت مكتبة الثانوية التي أدرّس فيها ، وحال دخولي لها رحب بي الموظف المسؤول عنها : سألته عن كتاب : ثورة زيد بن علي ، قال لي ومن دون أن أسأله : أنا من السادة أهل البيت ، والجوامع هنا تخط على قبابها أسماء الخلفاء الأربعة بالإضافة الى الحسن والحسين وفاطمة الزهراء ، ثم نزلت ليبيا فوجدت شوارعهم تحمل أسماء الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة الجعفرية ، واقول هنا وأنا على ثقة من أن علم ليبيا بلونه الأخضر هو أثر من تاريخ الدولة الفاطمية في شمال أفريقيا ، كما أنني سمعت أن قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها معمر القذافي ترد في نسبها الى الإمام موسى الكاظم .
أخيرا نزلت القاهرة ، وقد وجدت المصريين يعلون من مقام أهل البيت كثيرا ويشهد على ذلك عنايتهم الفائقة بمسجد الإمام الحسين ومسجد السيدة زينب ، هذا بالإضافة الى مقام السيدة نفيسة الذي دلني عليه الرحالة السني ، أبن بطوطة ، وذلك حين زار قبرها قبلي بمئات السنين ، وهي زيارة من دون لطم صدور أو خمش خدود ، فابن بطوطة يرفض الخرافة في الدين ، فقد حرص هو على الصلاة في مسجد الأمام علي في البصرة حين نزل فيها في رحلته الشهيرة ، وحين ارتقى مع إمام المسجد ذاك الى سطحه ، قبض الإمام على خشبة تقع تحت منارة المسجد ثم قام بهزها قائلا : اهتزي بقوة الإمام علي ! فاهتزت المنارة ، فعمد ابن بطوطة الى الخشبة نفسها ثم هزها قائلا : اهتزي بقوة الخليفة عمر بن الخطاب فاهتزت المنارة كذلك ثم يضيف ابن بطوطة قوله : لقد أخذهم العجب مما فعلت .
وعلى أساس من ذلك ، وعن سابق تجربة أقول أن مكانة أهل البيت العرب محفوظة عند العرب وعند غيرهم ، وتاريخ أهل البيت هو من تاريخ العرب ومن تاريخ المسلمين وكذلك من تاريخ الأقوام التي استوطنت العراق قبلهم ، أما الدعوة التي يطلقها صفويو هذا الزمان بوجوب تقسيم تاريخ العراق هي دعوة تهدف الى عزل الشيعة العرب فيه وتحويلهم الى إيرانيين ناطقين بالعربية ، وهذا لن يتحقق أبدا ، مهما حاولت إيران وعملاؤها في العراق ذلك.



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات آشي !*
- السود سيسودون في العالم !
- ورطة يا صولاغ !
- جنون شاعرة*
- الدولة في خدمة الطبقة الرأسمالية
- بعد حرب الطوائف حرب العشائر !
- مقهى البوهة وحلزونية أزمات الرأسمالية !
- وحي الكلمات*
- يحرمون الغزو الثقافي ولا يحرمون الغزو العسكري !
- حين باع ملا صباح بقرته !
- متى يفهم العربي ما يقوله الأعجمي ! ؟
- النخيب ما بين عرب العراق وموالي أمريكا !
- ما يجمع أوسيتيا الجنوبية بكركوك الشمالية
- الأحزاب الكردية ترفع شعار البعث: من ليس معنا فهو ضدنا !
- الوزير ملا خضير يطلق النار على الطلاب
- مشاريع ذي قار
- احتجاج الموتى* !
- علموا أولادكم الخط والنط والشط !
- سطور عن أصوات نساء العراق العالية
- واقع التعليم في العراق والوزير ملا خضير


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سهر العامري - المنهج الدراسي في العراق : تاريخنا وتاريخهم !