أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر وسم - الجنوبيون ضحية مَنْ ؟!















المزيد.....

الجنوبيون ضحية مَنْ ؟!


حيدر وسم

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


بـعـد خـروج الـعـراق مـن حـرب الـخـلـيـج الـثـانـيـة حـاول الـنـظـام الـسـابـق أن يـحـط قـدر مـن إسـتـغـل الـفـراغ الأمـنـي والـذي أسـمـاهـم بـ ( الـغـوغـائـيـيـن ) وبـعـد مـلء الـمـســرح بــالـغـجـر والأقـزام والـطـارئـيـن والـمـتــثـاقــفــيــن والـمـتـمـسـرحــيــن والـمـنـدســيــن مـن الـمـخـابـرات جــعــل مـن الـجـنـوبـي ( الــشــروكَـي ) شـخـصـيـة تـتـسـم بــخـصـال ضـعـيـفـة .

هـذه الـحـمـلـة الـتـي أسـاءت لـلـعـراقـيـيـن جـمـيـعـهـم فـهـم كــالـجــسـد الـواحـد إذا إشـتـكـى مـنـه عـضـو تــداعـت لـه سـائـر الأعـضـاء بـالـسـهـر والـحـمـى , فـفـي مـسـرحـيـة بـيـت الـطـيـن وجـزئـهـا الـثـانـي جـذور الـطـيـب وتـحـويـلـهـا إلـى الـتـلـفـزيـون بـجـزئـيـن يـعـقـبـهـمـا ثـالـث فـي طـور الإنـتـاج كـان الـجـنـوبـي مـوضـع الـسـخـريـة , وهـو عـبـارة عـن شـخـص يـعـتـمـر الـيـشـمـاغ والـعـقـال , غـيـر مـثـقـف , يـبـحـث عـلـى مـن يـفـكـر نـيـابـة عـنـه , فـهـو جـاهـل إذن , والـمـوسـومـون بـإتـبـاع ديـن سـلاطـيـنـهـم ويـصـر الإبـقـاء عـلـى وبـاء الأعـراف والـتـقـالـيـد الـبـالـيـة مـع عـدمـيـة نـفـعـهـا , مـسـلـسـل بـيـت الـطـيـن والـذي حـبـس الأنـفـاس وسـرق الألـبـاب وجـعـل الـشـارع الـعـراقـي يـمـر بـفـتـرة تـشـبـه حـضـر الـتـجـول ولـكـن كـل هـذا جـمـاهـيـريـاً فـقـط أمـا فـنـيـاً لـم يـرتـقـي لـلإحـتـراف الـبـسـيـط فـنـشـاهـد الـمـسـرحـيـة بـجـزيـئـهـا إلا إنـهـا لا عـلـى الـمـسـرح بــل عـلـى الـطـبـيـعـة ولـولا نـجــومـيـة وشـهـرة شـخـصـيـاتـهـا ( الـعـريـف شـلـتـاغ , عـلـيـوي , شـلـش , الـشـيـخـة نـوعـه ) لم تـُـتـابـع قـط , والـطـامـة الـكـبـرى أصـبـح هـذا الـمـسـلـسـل مـكـرر الـخـطـوات الإنـتـاجـيـة فـي بـاقـي الـفـضـائـيـات وبـنـفـس الأشـخـاص إلا إن هـنـاك تـغـيـيـر فـي الأسـمـاء فـقـط وقـد سـبـق بـيـت الـطـيـن الـمـقـاطـع الـتـمـثـيـلـيـة ( مـاضـي يا مـاضـي ) والـذي إسـتـمـر لـثـلاث سـنـيـن عـجـاف ( درامـيـاً ) فـتـكـررت ومـن ثـم تـولـدت فـكـرة ( الـتـسـافـل والإنـحـطـاط الـذي اُلـصـقـت ظــلـمـاً بــالـجـنـوبـي ) .

الـمـلاحـظ فـي هـكـذا أعـمـال الـتـي تـدعـي إنـهـا درامـا تـرفـيـهـيـة تـنـفـس عـن الـشـعـب قـد أسـاءت بـإتـخـاذهـا لـمـوضـوعـات غـايـة الـبـسـاطـة وسـاذجـة فـي ذات الـوقـت حـتـى تـلـك الـمـوضـوعـات الـتـوجـيـهـيـة والـتـعـبـويـة الـتـي تـطـرح بـصـورة مـبـاشـرة فــيـنـفـرهـا الـمـشـاهـد بـشـكـل تـلـقـائـي وأكـثـر مـوضـوعـاتـهـا بـلا مـعـنـى , لـسـنـا ضـد الأعـمـال الـكـومـيـديـة الـهـادفـة والـتـي تـسـمـى بـ ( كـومـيـديـا الـمـواقـف ) بـل بـمـا يـسـمـى كـومـيـديـة ( الـضـحـك عـلـى الـذقــون ) وهـي مـنـهـا بـراء فـأصـبـحـت عـبـارة عــن تـــلاعــب بــالألـــفــاظ لــتــضــحــك الــمـشــاهــد وهــو مــا يــسـمـى بــالـلـهـجـة الـعـامـيـة الــعــراقـيـة ( تـحـشـيـش ) وعـذراً لـلـمـصـطـلـح فـلـم أجـد مـرادفـاً بـلـغـة الـعـرب لـهــذا الـمـعـنـى لأنـه تـجـاوز حـتـى الـمـتـشـابـه الـلـفـظـي والـتـوريـة والـمـتـشـابـه الـمـادي وقـد إنـتـشـر فـــايـروسـيـاً بـيـن أوســاط الـمـجـتـمـع حـتـى بـيـن أوســاط الـمـثـقـفـيـن ولـلأسـف , عـدا ضـحـك الـشـخـص الـمـثـقـف عـلـى الـجـنوبـيـيـن فـي حـال جـهـلـهـم لـلـشـئ وعـدم إرشـاده بـل يـوغـل بــالـتـهـكـم والـتـعـالـي عـلـيـه .

وهـنـاك مـن يـمـتـدح الـعـمـل بـأن صـار كـثـيـر مـن الـنـاس يـنـادون الـمـمـثـلـيـن بـأسـمـاء الـشـخـصـيـات الـتـي تـقـمـصـوهـا لا بـأسـمـائـهـم الـفـنـيـة وعـدوه هـؤلاء الـمـمـثـلـيـن ظـاهـرة جـديـدة فـي الـفـن , أذكـر حـيـنـمـا درسـنـا الـفـن الـسـابـع وبـالـتـحـديـد مـادة تـأريـخ الـسـيـنـمـا كـانـت هـذه الـظـاهـرة مـنـتـشـرة فـي عـشـريـنـيـات الـقـرن الـمـنـصـرم فـهـي مـن أزلـيـات الـسـيـنـمـا , فـالـرسـام حـيـن يـرسـم لـوحـة والـنـحـات حـيـن يـنـحـت تـمـثـالً بـارزاً أو مـجـسـمـاً والـمـؤلـف حـيـن يـكـتـب نـصـاً وكـل إبـداعـاتـهـم نـاجـحـة وأخـذت تـسـمـو لـلـعـالـمـيـة لـم يـتـوقـفـوا عـنـد هـذه الـنـقـطـة أو يـسـتـقـيـلـوا مـهـنـتـهـم لـيـسـتـقـر كـل مـنـهـم فـي مـزرعـتـه الـخـاصـة بـل كـان الـطـمـوح لـعـمـل أفـضـل مـن هـذا الإنـجـاز هـذا إذا كـان الـمـنـجـز الـفـنـي يـسـتـحـق أن يـسـمـو عـربـيـاً عـلـى الأقـل لا أن يـكـون غـيـر مـرضـي عـلـى الـمـسـتـوى الـمـحـلـي .

إن الـذيـن قـامـوا بـتـأديـة أدوارهـم ( وهـم بـالـحـقـيـقـة لا يـؤدون بـل يـكـونـون عـلـى سـجـيـتـهـم ) فـالـذي يـتـكـلـم بـصـورة مـشـوهـه وكـذلـك ضـحـكـتـه فـهـو يـعـكـس تـشـوه ألـفـاظـه ومـخـارج الـحـروف كـمـا ضـحـكـتـه والـتـي أضـحـى كـثـيـرون يـقـلـدونـهـا بـل إن أحـد الـمـمـثـلـيـن الـشـبـاب يـصـرح بـأنـه مـتـأثـراً بـه الـعـجـب كـل الـعـجـب , وهـنـاك مـن هـو يـأتـي بـحـركات شـاذة يـبـتـدعـهـا ويـنـسـبـهـا لـلـجـنـوبـي هـذا عـدا جـهـلـه بـالـلـهـجـة الـجـنـوبـيـة فـهـو يـخـلـط بـيـن الـلـهـجـة الـعـمـارتـلـيـة والـلـهـجـة الـفـراتـيـة والـلـهـجـة الـبـصـريـة والأدهـى يـسـتـعـيـنـون حـتـى بـالـلـهـجـة الـبـدويـة والـعـجـب مـن كـل هـذا إنـه يـدخـل بـعـض الـمـصـطـلـحـات الـبـغـداديـة وبــلـكـنــات مـتـعـددة وتـلـك الـتـي تـمـلأ مـجـرى الـصـوت بــالـعـويـل والــتـجـشـؤ ( الـمـادي والـفـكـري عـلـى حـد سـواء ) وتـنـسـبـهـا لـلـجـنـوبـيـات عـدا الـشـتـم والـسـبــاب الـذي يـتـفـوه بـه أغـلـب الـمـمـثـلـيـن فـي هـكـذا أعـمـال هـل أن هـذه الـمـسـتـوى الـذي يـرفـع ثـقـافـة الـمـتـلـقـي وتـرفـهـه , الـســؤال الـذي يـطـرح نـفـسـه لـمـاذا يـسـقـطـون هـؤلاء تـشـوهـاتـهـم سـواء الـنـطـقـيـة أو الـجـسـمـانـيـة أو الـفـكـريـة عـلـى الـشـخـص الـجـنـوبـي .

وشـخـصـيـة الـجـنـوبـي مـن مـزايـاهـا عـدا الـتـي ذكـرت هـوسـه بـالـنـسـاء والـرقـص الـشـرقـي والـطـرب وحـبـه لـلـغـجـر ويـتـمـوج مـع الـغـوانـي والـمـكـتـنـزات وقـيـاسـاتـه الـمـغـلـوطـة لـلـمـرأة مـن حـيـث مـواصـفـات الـجـمـال حـتـى إنـه لا يـُـعـطـى لـه دور نــبــيــل فـي الأعـمـال الـدرامـيـة فـأمـا هـو حـارس عـمـارة أو بـيـت أو صـانـع شـاي فـي دائـرة رسـمـيـة أو شـركـة أو حـمـال فـي الـسـوق أو عـامـل مـصـعـد فـي مـسـتـشـفـى حـكـومـي أو سـاعـي بـريـد فـي مـؤسـسـة دولـة مـتـواضـعـة أمـا الـمـرأة الـجـنـوبـيـة فـهـي أغـلـب الأحـيـان عـامـلـة خـدمـة أو مـا تـسـمـى بـالـلـهـجـة الـعـراقـيـة ( فـراشـة ) فـي مـدرسـة أو مـسـتـشـفـى أو دائـرة حـكـومـيـة وعـائـلـتـهـم تـعـانـي الـفـقـر الـمـدقـع فـيـنـتـشـر الـفـسـاد فـي الأوسـاط الـفـقــيـرة فـولـده إمـا سـارق أو قـاتـل يـتـنـاول الـمـسـكـرات و الـمـخـدرات وبـنـتـه تـعـانـي مـن حــقــد طـبـقـي فــهـي شــريــرة تـعـمـل عـلـى تـشـتــيــت زمـلائـهـا وزمـيـلاتـهـا وإسـقــاطـات ذاتـيـة تـعـكـسـهـا بـيـئـتـهـا الـمـتـعـفـنـة دائـمـاً كـذلـك الـتـظــاهـر بـالـثـراء الـفـاحـش تـقـع بـعـدهـا فـي الـرذيـلـة وعـلـى الـعـكـس مـن ذلـك لـمـاذا الـمـصـريـيـن حـيـنـمـا يـتـنـاولـون الـصـعـيـدي ورغـم بـعـض الإسـتـهـزاء بـه لـكـن يـظـهـر الـصـفـات الإيـجـابـيـة لـهـم ( الـنـخـوة , الـكـرامـة , الإبـاء , الـكـرم , الـشـجـاعـة , الـصـمـود , الـتـحـدي , صـادق الـوعـد ) .

حـتـى فـي الإعـلانـات يـهـزئـون مـن الـجـنـوبـيـيـن لان بـطـبـيـعـة الـحـال تـأخـذ طـابـع إرشـادي يـجـعـل مـن شـخـصـيـة ( الـجـاهـل ) جـنـوبـي و( الـعـارف ) أفـنـدي , وحـيـن تـكـون الإرشـادات فـهـي مـن الأفــنـدي لـلـجـنـوبـي وهـي نـظـريـة أرد الـبـعـث تـرسـيـخـهـا وحـقـق نـجـاحـاً كـبـيـراً لأنـه لـلآن وهـذه الـطـريـقـة يــُعـمـل بـهـا .

ألـيـس أغـلـب الـمـبـدعيـن مـن جـنـوب الـعـراق ؟ ألـيـسـت الـحـضـارة نـبـعـت مـن جـنـوب الـعـراق ؟ ألـيـس أغـلـب أضـرحة الأنـبـيـاء فـي جـنـوب الـعـراق ؟ , إذاً لـمـاذا يـسـتـهـدف الـجـنـوبـيـيـن فـقـط مـن دون شـرائـح الـمـجـتـمـع العـراقـي سـؤال لـطـالـمـا شـغـلـوا ذوي الألـبـاب أنـفـسـهـم بـه والـعـلـة واضـحـة جـلـيـة .



#حيدر_وسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما الشرقية : رسالة فنية أم رسالة سياسية ؟!
- الخطوة الحقيقية نحو دراما ناضجة
- صندوق بريد الرسالة الفنية
- النار إلتهمت العجاف بسنواتها
- الباشا : إحداث التأويل أم تأويل الأحداث ؟!
- مقال في واقع الدراما التلفزيونية العراقية
- أحلام : مشاهد الواقعية العراقية الجديدة
- واقع الدراما التلفزيونية العراقية
- السينما العراقية : سبات أم ممات ؟!


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر وسم - الجنوبيون ضحية مَنْ ؟!