أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصرعمران الموسوي - أغاني الغجر ..ايقاعات من جمر ورقصات من ألم...!















المزيد.....

أغاني الغجر ..ايقاعات من جمر ورقصات من ألم...!


ناصرعمران الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 06:10
المحور: الادب والفن
    


(أنظري يااماه الى تلك الفتاة،
التي ترقص بالفستان الاحمر،
انظري بنفسك يا اماه،
واطلبي لي يدها
أشعر بشهية الى القَرَعْ
واريد أن ارقص في (كولو)
وأشرب النبيذ الاحمر.
انظري بنفسك للفتاة يا اماه !
حجرتي باردة بلا جسدها.
كتفاي عاريان بدون يديها
لي رغبة في القرَعْ
واريد أن ارقص في (كولو)
نستطيع ان نعانق بعضنا
وننام حتى الصباح )(1)
(لم يتوقف الجّوال الكستنائي الاسمر عن ترحاله الكبير.على ظهر حصانه الما ئج جاء يطوف حول العالم.
لم يأخذ من العادات الغريبة شيئاً،لم يفضل الجمال الاجنبي على شَعْرِه الاسود. لم يجد الهاً . انيسته اللاخيمة؛
انها اكثر ضماناً وامناً،والقدر يحملهُ دائماًالى الطرقات المفتوحه ،كما لوانه مثقل باللعنه .يُحدثه هاجس ما أعلى من الحياة. وعندما يلتقي الحضر يتجنبهم بمهارة ليمضي بعئذ بطريقه .سلاحه هروبه وخلق الشعر الذي لايعلم هوذاته عنه شيئاً)(2)

دعونا نراه كما هو دون البحث عن سفره المليءبالاستلاب والشتات ،مطربا ،سارقا،معذبا،محبوبا، جائعاً ومليء بالامنيات ،دعونا نطرق ابواب الغجري ندخل الى ذاته عبراناشيده المليئة بالتوترالذي يتعالى بين جنباتها ضجيج عاطفي،حتى كأنه يتدفق عن دماء حارة.في قصائد واغاني واناشيد الغجري تختفي رقة الحب لمصلحة الخشونه ،
وهذا منطقي بحسب حالة التشرد والضياع التي تسكنه ،دعونا نراه وهو يحاور محبوبته في صباح ما يقول:
صباح الخير،ايتها الجميلة
من أجل نظرة منكِ
الف دينار قليلة
من اجل صدرك
اسيرعشرسنوات على الاقدام.
من اجل شفتيك
سانسى اللغه.
من اجل ساقيك
اكون عبداً.
امتطي الحصان الابيض
وانطلقي كالرمح،
سانتظرك في الغابة.
في خيمة لم يلد فيها اطفال بعد.
مع بلبل ووردة
مع سرير من جسدي
وبوسادة من كتفي
صباح الخير ايتها الجميلة.
إن لم تجيئي،
سأستل السكين من قطعة الخبز،
امسح منها الفتا ت
ثم اصيبك في منتصف القلب .
خشونه واضحه نتفق معا،لكنها مليئة بالدلالات ، انها مغموسة في تفاصيل أناته الغير متوقفه وهذا حال الضجر
والقلق الذي يتملكه دائما، حتى في مناجاته ثمة عدوا يتربص به بل يدخله رغم انه يطلب الحياة لنستمع اليه وهو يطالب حبيبته:
ادخلي يَدَكِ في ثنايا صدري
ستخرجين منه افعى باردة.
افعى الحب.
افعى الحب الخضراء.
انظري الى عيني.
افعى الحب الخضراء لاتنام.
افعى الحب الخضراء تستطيع القتل.
كان حبي ذهبا مصهورا وقمراً اصفر فوق الخيمة
وكتفيك.
والحوافر التي ترن علىالطريق الثلجي.
نعم ....هناك حبي.حيث سرى الى راحتيك
وشعرك وشفتيك .
أدخلي يدك في ثنايا صدري
افعى الحب الخضراء لاتنام .
افعى الحب الخضراء تستطيع قَتَلكِ
ذهبُ حبي،
قَمرُ حبي،
ليالي العناق الاولى
تحولت الى الم ٍ،
الى افعى باردة العينيين،
الى باب مفتوح للحقد.
اما هي فتعيش ذات الاحساس بثنائية مركبة باعتبارها غجرية يجري عليها ماعلى الغجر من جهه وباعتبارها حبيبة تتسع لتكون وعاءاً يسكب فيه اشيائه الكثيرة ،ضجره ،قلقه ،خوفه ،جوعه بل في بعض النصوص يطالب
حبيبته كانثى ان تتوسل بالسادة الكبار علهم يعفون عنه ،حتى لوكان جسدها هو الثمن وهذا النص:
أذهبي ،وتوسلي بالسادة الكبار
فنجيا،ايتها السمراء.
توسلي بعينييك الجميلتيين
وإن أمكن بساقيك.
توسلي أذن !
وإن لم تتوسلي من اجلي
فليتيبس الحليب في صدرك.
السادة الكبار عيونهم مفتوحه
لجمالك.
ان( فنجيا )الحبيبة قارته ارضه البكر الذي يعتقد بانها ستكون متصحرة بدونه ،وهي ايضا لاتختلف عنه لنسمعها وهي تتمنى في فضاء خيمتها.!
لوجاء الى الخيمة فجأة
لاستحال النهار ليلا!
ليس لي من فرح،
فقد سرقه طائر اللقلق،
...ايها اللقلق ،
أعِد لي فرحي.
أي فرح سُرق منها !الفرح مقترن بوجود هذا الجوال الكستنائي الاسمر،اكتمالها به ،اناتها ،امانيها في عالم يطاردهم ،وهو هناك بين الوديان يتربص بحصان يسرقه بخفه ،ربما ينجح وربما لاينجح ويكون الموت هو من يات اليه..
لااحد يستطيع مساعدتي
إن الموت آت ،
من ذا الذي سيحزن على الغجري؟
ساحة بلا سياج
بيت دون سقف وشبابيك.
الغجري يموت
ولايتألم الابيض فوق الجبل
ولاشوارع العالم البيضاء.
من سيبكيني اذن؟
ساحة بلاعيون و دموع
لادار تفهم البكاء.
وهذا حاله حياة ترفضه تنبذه بشر ليسو طيبون وامراة تنتظره هناك ........!
لنراه في حالات اخرى وهو يتمنى...
آه لوكنت طيراً
أطيرأنىّ شئت
لسقطتُ على قدرِ
قدر كبير.
لالتهمتُ اللحم حتى اشبع
لالتقطت لي قطعه
وانطلقت بها الى الاعشاب
لئلا يشاهدني احد
ولاستطيع ان اشبع جيدا.
وبعد أن يشبع ما ذا سيتمنى انه سيتحول الى خفاش لماذا...!
آه لوكنت خفاشاً
واسقط من الاعلى على صدر امراة !
آهٍ، لوكنت خفاشاً
المراة بيضاء ،وانا اسمر.
هل هناك امنية ان يكون الانسان خفاشاً ،نعم هي امنية هذا الغجري كي يسقط من الاعلى
فهو لايرى في النور وحده جسدها اللدن الابيض الذي يحلم به من يسقط عليه ،من يراه في عقله الباطن في لاشعوره سيرى هذا الجسد الذي كثيرا ما تمايلت له انغام ربابته ........لكنهم يبحثون عنه...!
انهم يبحثون عني ،يبحثون
لكني منذ زمن بعيد
ضائعا في الظلام
مثل فحمة صارت رماداً.
أهرب من النهار
كي لا اعتمه
اتلبس الظلام
كأدفأ لباس.
أي خفاش هو أي هروب يبغي ،وعلى أي ايقاع على أي لحن يمرر جمر قدميه لتكتوي وهو يدور...يدور
...يدور الى ان يسقط!
وحدها الان تتذكره ،تتذكر كيف كان لقائهم الاول،نعم هي الفتاة والوردة.....!
تحت الشباك
تنمولي وردة
عليها ان تنمو.
وعندما تنمو
سينمو نهداي
تحت الثوب.
عليهما ان ينموا
وعندما ينموان
سوف اقطف الوردة
وأضعها بين نهدي
عليه ان يطلبها
وعندما يطلبها سيفتح ازرار الثوب.
مجهول كلما ولج اشيائه ،ليس هناك فضاء غير اناته وقلقه وحيرته ،واصوات انغام يكتوي بها ،نعم سقط!
لكنه يتذكراباءه..!
مرحى اماه ،أنا فتى غجري
ستة خيول اسوقها امامي1
ورغم كل ذلك وصوت الاباء يعود الى انكساره وبذات اللحن والنشيد
مرحى،اماه،انالست فتى غجريا
فخلفي تسير فأرة ،حزينه منكسه الراس.
هو قدره بل قدر شعبه دائما ،ان شجونه وارتسامات حزنه واتغامه وجسدها الذي يدوركل ذلك
يصرخ .....آه لو اراد الله ان يسمع كلماتي
لأصبح اطفالي
اكثر اطفال العالم سعادة.
اغاني الغجر هي صرخت الشتات والكبت والاحساس العالي بالانسانية،صرخات الاستلاب
استلاب الوطن والهوية والانتماء ،....انسانية على مفترقات طرق .وليس من حولها
سوى النبذ والجوع والتشرد.لذلك هي تكتوي بنا رأناتها على جمرمن ايقاعات مختلفة.

.............................................................................................................................

(1)_ أغاني الغجر.....هانزيكون فويكت وبترجمة نامق كامل اصدارات دار الشؤون العراقية _1986
(2)_من مقدمة اغانب الغجر كتابة رأة ألك وبرانكو راديسفج



#ناصرعمران_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكونه باللازورد....!
- ماذا قدمت لنا الانتخابات الرئاسية الامريكية...؟
- من يأتزرْ بأوراق التوت في الاتفاقية الامريكية العراقية.....!
- قبلَ أن يُدركهُ الصباح ..............!
- قبل أن يدركهُ الصباح.....!
- الأله الذي يلبس عبائته الاخرون ......؟
- تعالوا....نعيدُ تأهيل انفسنا .......؟
- ثقافة الاختلاف...رؤية هلال العيد إنموذجاً......!
- الرمزية الجهادية في مسلسل( سنوات النار) أ وأرخنة الجريمة الم ...
- الثقافة القضائية .....الرؤيه ومثيلها في راهن العراق الجديد . ...
- عربة الموتى
- قراءة في احكام المادة (10) فقرة (5) من قانون الاحوال الشخصية ...
- الحرية الشخصية
- نواجذ ألأزمنة ...!
- ما ذا لوقتلت المرأة زوجها غسلاً للعار....؟
- حين أقيل لحظتي ...!
- ماذا لو نجحت السيدة (كلنتون) في الوصول الى البيت الابيض ..؟
- ..على وشك أن أمنحك ألجنون ..!
- هيبة القضاة الضمانة الاكثر أنتاجية في استقلال القضاء وسيادة ...
- بعد خمس سنوات من سقوط النظام هل تم اعادة تاهيل الانسان العرا ...


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصرعمران الموسوي - أغاني الغجر ..ايقاعات من جمر ورقصات من ألم...!