أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - فلسطينيو -توتسي- وفلسطينيو -هوتو-!














المزيد.....

فلسطينيو -توتسي- وفلسطينيو -هوتو-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 10:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


الآن، وإلى أن تقع أحداث وتطورات غير عادية، وفي خارج نطاق كل توقُّع واقعي متوقَّع في الوقت الحاضر، نستطيع القول، إذا ما تحلَّيْنا، ولو قليلاً بفضيلة اجتناب الأوهام، إنَّ القضية الفلسطينية، كما نعرفها ونعترف بها، ما عاد لها من وجود فعلي حقيقي، ليس في الاهتمام السياسي والاستراتيجي الدولي والإقليمي والعربي فحسب، وإنَّما في الاهتمام ذاته فلسطينياً، فالنزاع الداخلي الفلسطيني، والذي تُسيَّر رياحه بما يُغْرِق "السفينة الفلسطينية"، ويدفع كثيراً من "السفن غير الفلسطينية" في الاتِّجاهات التي تريد، هو الآن، وعملياً وواقعياً، "كل القضية الفلسطينية"!

دولياً، ثَبُت وتأكَّد، ولو تعارض الإقرار بذلك مع مصالح فئوية وشخصية لفلسطينيين يستعبدهم خيار "لا حلَّ إلاَّ بالتفاوض ولو تأبَّد السير فيه"، أن ليس للعالم، وللولايات المتحدة على وجه الخصوص، من دافع حقيقي لجعل جهود ومساعي السلام التي بُذِلَت، وعلى كثرتها، تنتهي إلى نتيجة غير "الصفر"؛ وعربياً، ما عاد من دولة عربية تشعر أنَّ لديها حاجة ضاغطة لفعل شيء حقيقي ويعتد به من أجل إشعار إسرائيل بأنَّها تحتاج إلى السلام مع الفلسطينيين، وبأنَّ لها مصلحة حقيقية وكبيرة في التوصُّل إليه، فكل ما قامت به الدول العربية، فرادى ومجتمعةً، لم يَفِدْ إلاَّ في جعل "المفاوِض ـ المحاصِر الإسرائيلي" يزداد اقتناعاً بجدوى وأهمية وضرورة المضي قُدُماً في نهجه. والفلسطينيون، أكانون من قبيلة "توتسي" أم من قبيلة "هوتو"، لا يملكون من سبب وجيه لانتقاد ولوم الدول العربية، التي عملاً بـ "سياسة الاستذراع" التي تجيدها تستطيع أن تدافع عن مواقفها قائلةً إنَّ استمرار النزاع بين الفلسطينيين أنفسهم هو الذي منع الجهود والمساعي العربية من أن تؤتي ثمارها.

أمَّا الفلسطينيون أنفسهم، والمتصارعون على سلطة كرجلين أصلعين يتصارعان على مشط، فليس من سياسة دينامية يملكون سوى السياسة التي تلبِّي لديهم كل حاجة ولَّدها ونمَّاها نزاعهم الداخلي، وكأنَّ الخيار الاستراتيجي الوحيد الذي أجمعوا عليه، من غير أن يعلنوا ذلك، هو بيع المستقبل بثمن بخس هو تلبية حاجاتهم الحاضرة التي أنتجها هذا التفاعل الشيطاني بين الحصار المضروب على قطاع غزة، والصراع المدمِّر (لهم) على سلطة مدمَّرة، وإفلاس النهجين معاً: نهج التفاوض المتَّبع حتى الآن، ونهج المقاومة المسلَّحة المجرَّب حتى قيام التهدئة.

أنابوليس تمخَّض فولد هذا الفأر الذي رأيناه في شرم الشيخ على هيئة بيان صادر عن اجتماعٍ للجنة الرباعية الدولية، فالمجتمعون، وبعدما أطلعتهم "المتفائلة" رايس على ما أُنْجِز، وعلى ما لم يُنْجَز، في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، باركوا وأيدوا إصرار الطرفين على المضي قُدُما في مفاوضات ليست بالمفاوضات، توصُّلاً إلى سلام ليس بالسلام، معربين عن عدم معارضتهم للمبدأ التفاوضي "لا اتفاق (يُعْلَن ويوقَّع) قبل الاتفاق على حل كل القضايا الأساسية"، فـ "كل شيء، أو لا شيء".

لقد طلبنا مزيداً من الوهم، فأعطانا أنابوليس ما طلبنا؛ أمَّا العاقبة العملية فكانت السعي في إدارة النزاع الفلسطيني الداخلي بما يساهم في تذليل عقبات عدة من طريق نجاح مفاوضات أنابوليس.

و"الحصاد" الآن هو "فأر أنابوليس"، على ما رأيناه في شرم الشيخ، وشحن النزاع الفلسطيني الداخلي بمزيد من أسباب البقاء والنماء.

هذا الوهم أمات ولم يمتْ، فها هو يلبس قناعاً جديداً، ليُقْنِع، هذه المرَّة، قيادة "حماس" بتبنيه، سياسةً وموقفاً.

الناصحون نفثوا في روعها الآن، أي قبيل بدء الحوار في القاهرة، أنَّ رياحاً دولية وإقليمية جديدة وقوية ستهبُّ عمَّا قريب، وستجري، لا محالة، بما تشتهي "سفينة حماس"؛ والله مع الصابرين إذا صبروا!

الآن، بحسب الناصحين المتضلعين من اللعبة الدولية والإقليمية، التي سيبدأ لعبها ما أن ينام أوباما على سرير بوش في البيت الأبيض، إنَّما هي ظرف زمان ضد "الحوار"، فـ "الحوار في القاهرة" يمكن أن يرجِّح كفَّة المحاوِر عباس على كفة المحاوِر مشعل، فلِمَ العجلة.. والعجلة من الشيطان؟!

لقد نُصِحَت قيادة "حماس" بأن تنتظر وتتريث، فعمَّا قريب سيشرع نجاد يحلب بقرة أوباما الأفغانية، فالرئيس الديمقراطي يريد للحرب أن تعود إلى مسارها القويم، أي أن تعود إلى حربٍ نبيلة ضد "الإرهاب الدولي" الذي يضرب جذوره عميقاً في أفغانستان (وليس في العراق).

ويكفي أن يبدي أوباما حرصاً كبيراً على كسب الحرب ضد "الإرهاب الدولي" في أفغانستان حتى يقتنع نجاد بأنَّ ساعة حلب بقرة أوباما الأفغانية قد أزفت، وبأنَّ بعضاً من هذا الحليب ستسقي به إيران نفوذها في العراق ولبنان وفلسطين؛ وقد تنتفع سورية من هذا الحَلْب الإيراني في سعيها إلى إقناع إدارة أوباما بأن تقف موقفاً جديداً وجيداً من المفاوضات بينها وبين إسرائيل.

وعلى قيادة "حماس" أن تصبر، منتظرةً هذا المدد وذاك، فالحلفاء الإقليميون لن ينسوها في مساوماتهم المقبلة مع سيدِّ البيت الأبيض الجديد، فإذا أتاها (ولا بدَّ من أن يأتيها على ما يؤكِّد الناصحون) فإنَّها، عندئذٍ، تغدو، أي يمكن ويجب أن تغدو، الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الذي يملك في يده اليمنى خيار "الحل عبر المقاومة"، وفي اليسرى خيار "الحل عبر التفاوض"!

لقد فقد الفلسطينيون (وأفقدوا أنفسهم بأنفسهم) أوراقهم التفاوضية، و"ورقة المقاومة المسلَّحة"، بوصفها ورقة ضغط مهمة، فتحوَّلوا مع قضيتهم، ونزاعهم الداخلي، إلى ورقة، أو أوراق، في أيدي لاعبين إقليميين شرعوا يعدُّون العدة لمساومات جديدة، وجيدة على ما يتوقَّعون، مع الإدارة الديمقراطية المقبلة.

وإنِّي لأرى ياسر عرفات يبكي في قبره على ما حلَّ بـ "الرقم الصعب" من بعده، فشجرة فلسطين عُرِّيت من كل أوراقها؛ وها هم يهمُّون باستئصالها، ولجعلها حطباً، يتَّخذون منه وقوداً لسفنهم المبحرة بعيداً عن فلسطين!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الولايات المتحدة مع النفط المستورَد!
- -الرئيس- الذي يصنعونه الآن من أوباما المنتخَب!
- سرُّ أوباما!
- فاز أوباما.. وظهر المهدي!
- نظام الرواتب يحتاج إلى إصلاح!
- بوش يتوعَّد العراق ب -القاعدة-!
- النظرية الاقتصادية الإسلامية في حقيقتها الموضوعية!
- حملة غربية للسطو على السيولة العربية!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. تجربة شخصية!
- ما وراء أكمة البوكمال!
- عندما نعى بولسون -الإمبراطورية الخضراء-!
- -الرأسمالية المُطْلَقة-.. بعد الموت وقبل الدفن!
- -الاقتصاد الافتراضي- Virtual Economy
- العرب.. -يوم أسود- بلا -قرش أبيض-!
- قاطرة الاقتصاد العالمي تجرُّها الآن قاطرة التاريخ!
- .. وإليكم الآن هذا الدليل -المُفْحِم- على عبقرية الدكتور زغل ...
- رجل البورصة ماكين!
- ماركس!
- نهاية -نهاية التاريخ-!
- انفجار -السوبر نوفا- في -وول ستريت-!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - فلسطينيو -توتسي- وفلسطينيو -هوتو-!