أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جبار عودة الخطاط - النزاهة في العراق وحكمة المرحومة حجية نزيهه















المزيد.....

النزاهة في العراق وحكمة المرحومة حجية نزيهه


جبار عودة الخطاط

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 07:29
المحور: حقوق الانسان
    


إلتقى صاحب سلطان بفيلسوف محدودب الظهر يلتقط العشب من حديقة بيته المتهالك ويأكله برضا وقناعة فقال صاحب السلطان مخاطبا الفيلسوف :
- لو خدمت السلطان لما إحتجت لاكل الحشيش 0
فأجابه الفيلسوف مبتسما :
- وأنت لو أكلت الحشيش لما احتجت لخدمة السلطان !!
تذكرت هذه الحكاية عندما بادرني احد ( الاخوان ) بالسؤال الاستنكاري عن سبب بقائي فيما انا عليه من مستوى معاشي وعدم ( سعيي لتطوير نفسي ) على حد تعبيره حاثا اياي على الحذو حذوه بالانخراط في العمل لدى احد المسؤولين الكبار لكي أحظى بمثل ما حظي به من سيارة فارهة وبيت أنيق ووو 00
طبعا صاحبي هذا هو واحد من القططيين الذين ( إستفادوا ) من متناقضات العهد الجديد وهم بألتأكيد جزء من بلاء البلد الذي صارت البلاوي تنزل على أم رأسه من كل حدب وصوب !!
0000000000000000000000
صنف العراق من قبل المنظمات الدولية المعنية بشؤون النزاهة على انه ثالث اسوء دولة في العالم من حيث تفشي ظاهرة الفساد في مفاصله الادارية والرسمية
والحق ان هذا التقرير تعوزه الدقة العلمية والموضوعية فلا اعتقد ان ثمة حرمنة منظمة في كل من الشقيقة ماينمار او الصومال الذين عدهما التقرير بانهما يحتلان المرتبتين الاولى والثانية في منصة الفساد والحال أنني اعتقد جازماً بان العراق اليوم وبفضل حكمة وشطارة فرسان لفطه ونفطه استطاع ان ينتزع وبجدارة المرتبة الاولى في هذا المجال بحيث صار يتربع على قمة حضيض الفساد الاداري في العالم !
والا فهل رأيتم في كل بقاع أمة لا اله الا الله بلدا مثل العراق يتهم فيه المسؤول الاول عن اكبر منظمة وطنية عليا لمكافحة الفساد واقصد رئيس مفوضية النزاهة العامة بسرقات خرافية من المال العام وفجأة يسافر بحقائبه الى خارج البلاد وبعدها بعدة ايام فقط ينصّب رئيس جديد لمفوضية النزاهة ليصار الى عزله بصورة مريبة بعد اسبوع فقط من تسنمه مهمته في رئاسة هذه المفوضية العجيبة بعد ان يقوم باتهام الحكومة بأنها تضع العصي والبواري في دواليب اجراءاته الرقابية القاضية بملاحقة المفسدين وانها تحمي الحرامية على حد تعبيره وتحول دون محاسبتهم وتقديمهم الى اروقة القضاء العراقي للنظر فيما ارتكبــوه.. وأنها 00وأنها ! ويخيل الي بأن الموضوع فيه إن وأخواتها وغفر الله للنحاة الذين جعلوا إن وأخواتها أداة نصب فصارت تدس أنفها في كل شاردة وواردة في زمن النصب العراقي الرهيب !
وقد لاحظ الجميع كيف ان الشيخ الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب قد بح صوته منذ عامين وهو يطالب باستجواب وزير التجارة السيد فلاح السوداني (القيادي في حزب الدعوة ) متهما اياه باختلاس خمسة مليارات دولار ! وبأرتكاب بلاوي اخرى فلا السيد الوزير استجاب لهذا المطلب وجاء الى قبة البرلمان للدفاع عن نفسه فيما ينسبه اليه رئيس لجنة النزاهة في البرلمان ولا حكومتنا الرشيدة سددها الله فعلت شيئاً ازاء ذلك و كل الذي فعلته هو انها دفنت رأسها في رمال السكوت الرهيب أي انها بالعراقي الفصيح غلّست وابوك الله يرحمه !
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد في كوميديا الفساد السوداء التي تجري احداثها على مسرح العراق التجاري00 إذ وقع اكثر من مئة عضو من اعضاء مجلس النواب على وثيقة تطالب بحجب الثقة عن سيادة الاستاذ وزير التجارة 00و الذي أصبحت حصتنا التموينية في عهده الزاهر لاتوزع الا بالقطارة رغم ان مفرداتها معدودة مثل خلالات العبد وبقيت هذه الحصة تتعثر في ساقين خشبيتين في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الامربن من جراء الغلاء الفاحش في الاسعار , وحددت جلسة للبت في هذا الامر فما كان من السادة الكرام اعضاء قائمة الائتلاف التي ينظوي تحت لوائها الوزير السوداني سوى مقاطعة الجلسة بحيث غابوا عنها عن بكرة ابيهم ! ولينتفي بذلك النصاب وتجهض محاولة عزل السيد الوزير او حتى النظر في محاسبته.. في الوقت الذي ينهمك فيه السيد رئيس الوزراء بتنظيم الموتمرات الضخمة للعشائر فقد نظم المؤتمرالعام لعشائر بني سويري والمؤنمر العام لعشائر البزون والمؤتمر العام لعشائر الشويلات وغيرها الكثير من المؤتمرات التي يريد من خلالها السيد رئيس الوزراء استقطاب المزيد من الاصوات عبر خطب ود شبوخ العشائر لمآرب انتخابية واضحة وليتقاطع بذلك مع اقرب حلفائه في دولة ندعي بأننا نسعى الى تكريس القبم العصرية المدنية الحديثة في مفاصلها !! لكن الانكى من ذلك ان نغذ الخطى بأتجاه تشكيل مجالس اسناد تسيس وتجيّر لحزب بعينه وتنفق على ذلك ملايين الدولارات من خزينة الدولة رغم ان هذه المجالس كما اسلفنا جيرت لحزب معروف0!!
وعود على بدء ثمة امور وأمور اخرى تجعل الولدان شيبا في عراقنا الجديد فمن الرواتب الوهمية الخرافية في اغلب وزارات ومؤسسات الدولة كما كشفت عن ذلك وسائل الاعلام الى الشهادات الدراسية المزيفة والتي صارت تنظم لقاء رشا ضخمة الى التعيينات التي صارت لا تتم الا بدفع حزمة دسمة من الاوراق الخضراء الى الكثير الكثير من سوالف سدنة السحت المنمق في بلاد الف ليلة وليلة حيث العجائب والمصائب صارت تتناسل بشكل رهيب ومريب اذ تكالبت الحالات القططية ودست أنفها في الكثير من مرافق وأجهزة الدولة بشكل يدعو للحسرة والالم وبالمقابل فان ثمة الكثير من حالات الالق التي تمنح الحياة نكهتها الحقيقية في مواجهة كفة المتكاليين القططيين المهووسين بزخرف السحت الحرام فبالتاكيد ثمة نماذج خيرة من اولئك العراقيين المترفعين على سفاسف الدنيا ورخص سحتها وهذه النماذج هي التي تجسد (مقاربة عفطة العنز) التي اشار اليها امام العدالة الاجتماعية علي ابن ابي طالب (عليه السلام) هذا الامام الرائع في ترابيته وعفة يده وسمو سريرته والذي يقول في واحدة من روائع حكمه النفيسة ( والله لو اعطيت الاقاليم السبع بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعير ما فعلت ) والمصيبة ان الكثير من عتاوي الفساد والافساد تدعي اليوم الانتماء الى مدرسته البهية الناصعة البياض وهذه لعمري مصيبة وأي مصيبة.!!
ولكن مهلا..تشبثوا اولا بخواصركم جيدا خشية الموت من الضحك فهل سمعتم يا سادتي الكرام بموظف حرامي في امة الثقلين يعاقب على فساد ذمته فيتم معاقبته وينقل الى مفوضية النزاهة جزاءاً وفاقاً على فساد سيرته وسريرته !!
لقد بدا هذا الامر أقرب الى النكتة والفنطازيا مما حدى بجاري ابو سعد للتعليق قائلا وهو ينفث دخان لفافته بحرقة :
- عمي الجماعة سووهه إبليه ملح 0
فعقب الحاج ابو امجد قائلا وهو يحّرك حبات مسبحته :
- يجب ان لا تترك الحكومة الحبل على الغارب هكذا فتنهب ثروات العراق بهذه الشاكلة فلا حسيب ولا رقيب..على الحكومة ان تقوم بصولة فرسان ضد الفساد والمفسدين وتخلصنا من شرورهم 0
وهنا تحدث ابو جاسم قائلا :
- ايه 00 وينج حجية نزيهه 00 رحمة الله على روحهه جانت عمتنه الحجية نزيهة تكول الما يفيده مرضعه سوك العصي ما ينفعه..يمعود هو الحرامي حرامي وكلشي ما إيفيد وياه 0
عندها تنحنحت واعتدلت في جلستي وتحدثت قائلا :
- ياجماعة الخير ان ثمة سرقات مهولة اخرى ولكنها سرقات مقننة وهذه السرقات تتمثل في المرتبات الخرافية لاقطاب السلطة وما يصرف عليهم وعلى عوائلهم الكريمة تحت عنوان المنافع الاجتماعية وهي كما تم الاعلان عنها في مشروع الموازنة تساوي مليارات الدينارات ! فلا يلتفت اليها احد ولا هم يحزنون 00 بل ان الانظار تتجه فقط نحو الموظف الصغير الذي صار يتملكه احساس هائل بالحنق بسبب حجم الفارق الشاسع بين مرتبه الذي يعاني من فقر دم مدقع وبين مرتب كناس المنطقة الخضراء الخرافي ! فيمد هذا الموظف يده في مسارب الفساد اللعين ولسان حاله يردد (هيّه ظلت علية ) !
وكما يقول جبران خليل جبران :
فسـارق الزهر مذموم بفعلتــه وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر
واذكر انني رأيت في عاشوراء الماضي جوقة بهية من شباب مدينة الصدر قد مرّوا في الشارع العام في موكب لطيف وهم يرفعون الاعلام الخضراء والسوداء وكانوا يرددون اهزوجة حسينية لافتة في مغزاها توحي بوعي يثلج الصدور في زمن التسافل والضحك على الشوارب والذقون ..
كانت كلمات الاهزوجة تقول :
نفطنه والكمارك والمواني
تمرنه والضرايب ربح ثاني
هاي إفلـــوســهه وين تخـــلي بالـكــلــب ون
خبزك ياعراق أكلوه إنهيبّية
آه يـــبن الزجـــّية 0
لم يبق لي سوى التوجه الى الله سبحانه وتعالى ليتغمد روح المرحومة الحجية نزيهة برحمته الواسعة فقد كانت إنسانة خيـّره ( وصاحبة بخت يعثر ) وهي التي غادرت عراقنا المظلوم الى العالم الاخر قبل أكثر من خمس سنوات فاسأل الله ان يلهم ذويها الصبر والسلوان 00ولو اختلط الحابل بالنابل فصار الكثير اليوم يدّعون نسبا بحجية نزيهه فقد خرج علينا مئات الالاف ممن يقولون انهم اولادها واخوانها و اعمامها وأخوالها واولاد اعمامها وعماتها وخالاتها وبنات خالاتها وقسم يقول بأنه ابن عمة النجار ( الفصّل كنتور الحجية الفورميكه ابو البابين ) عندما اقترنت منذ زمن بعيد بالرجل الطيّب حجي صابر00وكل يدعي الوصل بحجية نزيهه 00ولاعزاء للصابرين 0!!
________________
مشكلتنـه
مو حرامينه النهب
سلة رطبنـــه
مشكلتنه الوادم الصلّت
ركعتين الشكر
لو حرامي صاح يالله
وإ تســرفن وطبنه !




#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الى الكبير مظفر النواب وغيره من الشعراء
- ثلاث قصائد
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ نوري المالكي


المزيد.....




- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جبار عودة الخطاط - النزاهة في العراق وحكمة المرحومة حجية نزيهه