أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعدون محسن ضمد - أنت الخصم














المزيد.....

أنت الخصم


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:27
المحور: المجتمع المدني
    


((اعترف رئيس هيئة النزاهة بأن الهيئة لا تزال غير محصنة سياسياً، وتتعرض لسلسلة من الضغوط من قبل أحزاب وقوى وتنظيمات سياسية توفر لمرتكبي جرائم الفساد الغطاء المطلوب الأمر الذي يعرقل عملها في مكافحة الفساد)).. هذا التصريح نقلته وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن القاضي رحيم العكيلي في 30-10-2008. وعندما قرأت الخبر أول وهلة اعتبرت الوكالة مخطئة وهي تبدأه بكلمة (اعترف). فلو ترك لي تحرير الخبر لبدأته بكلمة اشتكى. باعتبار أن رئيس هيئة النزاهة لم يرتكب جرماً ليعترف به، بل هو يشتكي من ضغطٍ يتعرض له. الهيئة مشلولة بسبب تأثير الأحزاب عليها، وهو يشتكي من هذا التأثير.
أنا شخصياً كنت أنتظر مثل هذا التصريح من سيادة القاضي. بل كنت انتظر منه أن يسمي الأحزاب التي تحمي الفاسدين. كنت أنتظر منه أن يكشف للناس الجذر الحقيقي للأزمة، الذي هو تعامل الأحزاب الماسكة بالسلطة مع الفساد باعتباره استثماراً ناجحاً. الحقيقة ببساطة أن الفساد الذي تشتكي منه جميع القوى السياسية هو دجاجتها التي تبيض ذهباً. وهل هناك أحمق يمتلك مثل هذه الدجاجة ويكون مستعداً لذبحها، أو بيعها أو مجرد التخلي عنها دون أن يكون مكرهاً على ذلك؟ بالتأكيد لا. فما هو الحل؟ هل نشتكي من الفاسد أم نلقي به وراء القضبان؟ خاصَّة أن قضية الشكوى تطرح مفارقة مثيرة للسخرية هي: إلى من يفترض بنا أن نشتكي من الفساد؟ ليس أمامنا طبعاً إلا المؤسسات الأهم في الدولة، سلطاتها الثلاث، (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، لكنها مؤسسات مسيطر عليها من قبل نفس الأحزاب المتهمة بالفساد.. وهنا مكمن السخرية.. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم.
عند هذه النقطة من تحليل الموضوع يبدو أننا مطالبون بإعادة النظر بحكمنا الذي أصدرناه على الوكالة التي نقلت الخبر.. فقد تكون قاصدة باستخدامها لكلمة (اعترف). بمعنى أنها التفتت للمفارقة التي ينطوي عليها موقف النزاهة وهي تشتكي من حماية الأحزاب السياسية للفاسدين، كأن وكالة الأنباء تقول: ما الجديد بالموضوع يا هيئة النزاهة؟ وهل يمكن أن يمسك الفساد بخناق بلد دون أن يكون مدعوماً من قبل المسؤولين؟ بالتالي أليس هذا هو التحدي الذي يفترض بالجهات المسؤولة عن مكافحة الفساد أنها قبلت بالتصدي له؟ حسناً، فهي إذن تعترف من خلال هذا التصريح بفشلها بإتمام المهمة. التصريح إذن اعتراف بالهزيمة لا بجريمة.
لكن هل يمكن لهيئة وليدة مثل هيئة النزاهة أن تواجه جبهة مكونة من أغلب مؤسسات الدولة؟ هل يمكن لها أن تواجه المال والسلاح والتشريع والتنفيذ؟ وبالتالي هل نكون منصفين ونحن نطالب قاضيا ً واحدا ً أن ينتصر على جميع مفاصل الدولة؟ الجواب نعم سنكون منصفين إذا تذكرنا موضوع التحدي. لأننا إن قبلنا باعتذار هيئة النزاهة فسنقبل بعدها بأعذار جميع مسؤولي الدولة (الفاشلين). فليس هناك مهمة في العراق اليوم لا تواجه تحدياً صعباً. لكن في الحقيقة كل أعذارهم غير مقبولة، لأن المسؤول الذي يقبل بالمهمة مردد بين أمرين، الأول أنه لا يعي خطورة المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهذا لا يستحق المنصب، والثاني يعي جيداً ثقل المسؤولية ويدعي القدرة على حلها ثم يعجز. بالتأكيد ليس من السهل عليَّ أن أكتب عن هيئة النزاهة، فرئيسها رجل يحظى باحترام وثقة الكثير من الأوساط، وبالأخص الوسط القانوني الذي انطلق منه، وهو جدير بالاحترام والثقة. لكن القضية تتعلق بالأدوار، فبالنهاية أنا إعلامي وهو رئيس الهيئة المسؤولة عن مكافحة الفساد. وعلى كل منّا أن يواجه التحدي الذي قبل به.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى هتلر
- ريثما يموت الببَّغاء
- الإنسان الناقص
- نبوئة لن تتحقق
- اغتيال مدينة
- كنت ثوريا
- التثوير الديني
- يقين الأحمق
- كلام المفجوع لا يعول عليه يا صائب
- البقاء للأقوى يا كامل
- اقليم الجنوب
- القرد العاري
- محمد حسين فضل الله
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعدون محسن ضمد - أنت الخصم