أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا















المزيد.....

الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:45
المحور: الادب والفن
    


اللوحة تحاول ان تحتوي الحرب
الغرائبية هنا تستعيد روحها من جديد ..
ملامح من مابعد الأنطباعية ، .. والواقعية الجديدة .. والفن المفاهيمي ..
وهي اتجاهات تنوير ومحاور خلاف ..
وكأننا نعود الى تأمل اعمال المكسيكييّن ، دييغو ريفيرا وخوسيه اوروزكو وديفيد الفارو سكويروس .. او كأننا نتأمل اعمال الرسامين العمال خلال الثلاثينيات من القرن الماضي وهم يرسمون الألم .. والمعاناة ، والأنسحاق الطبقي ، بل كاننا امام نمط من عصر النهضة المكسيكي في بنية التشكيل هذه ، ولكن هذه المرة بأزاء قدر وفجيعة .. وحرب حديثة تحاول اللوحة ان تحتويها .. في دأب مصرّ على تشغيل الرسم مجددا في وظائف ومهمات تسبق فيها الفكرة اية خواص . انه التاريخ البشري القاسي اذن ..
*
آلهة عراقيون مستلون من التاريخ يقفون مشدوهين على سطح اللوحة ..وتختفي بينهم وجوه قلقة مرعوبة من الخراب ، اليد وهي تصد اطلاقة عن جسد الطفلة المدماّة ، وشاب يحمل جثة اخيه الطفل القتيل وهو يقول : انه ليس ثقيلا انه أخي .. وكأنه بأعادة جسده الى المنزل يعيد نبضه من جديد .. أمرأة تقف بذهول فيما كفّان خشنتان تفتشان جسدها .. عائلة وهي تلتم حول جسد ابنها الفقيد .. هكذا هي محاولة أعادة تخليق الفرصة لحياة مستحيلة ، يتوهم الرسم دوره فيها في اعتراف مذهل بألأسى والعجز ايضا .
ان الرسامة الأمريكية هولي وونغ – تخرجت 1995 في معهد سان فرانسيسكو للفنون – تعلن ان حلمها بصيغة الوعي .. يؤرق هذا المعنى الكابوسي لرسومها ، اذ لاتستطيع ان تغادر فضاء التبصّر الواقعي الصعب ، وهي تتابع كل يوم اخبار الموت العراقي .. انها تتأمل وجوه ضحاياه من الأطفال والنساء - يؤرقني موتهم الفاجع – تكتب اليّ في رسالتها يوم 1تشرين ثان 2008 - .. انها تنظر من كوّتها هناك في سان فرانسيسكو ، على ان الفن ( وسيلتي للأتصال بالآخر والتعبير عن معاناة الناس تحت وطأة الحروب والموت والعنف ) وهي اذ توظف فنها منذ عقد تماما في مجموعات ومعارض فنية وثقافية تهتم بالمعاناة الأنسانية للعمال والمهاجرين ، والنساء والأطفال ، تجد ان حقيقة الموت في العراق مفزعة الى درجة ( انني لااطيق هذا الترف النقدي للفن التشكيلي ، حيث تدفعه جمهرة النقاد والدارسين الى عتمة العزلات فيما يهدم الواقع كل يوم مقومات حياتنا من خلال العنف والحروب ) . نمط من المفاهيمية والواقعية الجديدة حيث يتمثل اتجاه الفن الأمريكي دلالات جديدية مقابل كل ذلك التجديد في الأوب آرت والتجريد و مابعد حداثة تثير اسئلة الجدوى في العمارة والتشكيل .. ي الثقافة الأمريكية اليوم .
هولي وونغ لاتغفل عناصر اللوحة – في اعمال خاصة بالعراق - هنا لتأشير كيمياء الأكليريك .. على واجهة مكتظة .. التخطيطات وهي تزدحم .. وعناصر الزيت في اعمال اخرى حيث تطوي موضوعات ايامها على مادة الرسم ، الكانفاز ، الورق ، وعناصر شتى . وهي المعنية بكل تفصيل التحول في التقنيات ،الأساليب ، والأتجهات ، لكنها تضيق بوحشة الرؤى يوم تزدحم ايامها بالفوتوغراف والأخبار ( لااستطيع ان اهرب الى سحر آخر غير هذه النزعة اليومية لملاحقة الألم الأنساني هناك ) .. ترى في الذي اصنعته آلة الحرب بموقع بابل الأثري مجزرة لحضارة يقظة طوال عصور ، ولذلك تصحب كل آلهة العراقيين ، الذين تصورهم تلك اللقى والمنحوتات القديمة ،كما تمثلتها في تصفحها اليومي ، لمراجع حية تضعها الى الجوار. كل الجولات والمعارض التي اسهمت فيها – معارض فردية وثنائية 2000 – 2008 معظم الولايات الأمريكية وجامعاتها وقاعات العرض التشكيلي -: كنت كمن يحمل قبره معه .. احساس بالفراغ والوهم .. ومن الصعب استعادة الوعي امام صخب فضيع لمحاولات يائسة لكي نقول ان ثمة اطفال ونساء .. وثمة رجال ابرياء يفقدون حياتهم كل يوم .. ان الفن لعاجز احيانا حتى اكاد اصرخ..
*
تفتيش .. ذهول .. رجل وجسد طفلة .. وجوه الموت .. صحفي قتيل : عناوين هولي وونغ وهي تفصح عن اختيار فني صعب في وقت تتنازع فيه الأتجاهات الفنية لكسر كل نمط . ان كل تصنيف للفن ، ووظائفة ، يشكل اليوم قوة كاسرة للذات .. وخصوصياتها . اي ترتيب مدرسي هو تحد لمنجز الأستقلالية والحرية والخروج على القواعد و صرامة الستيريو تايب السياسي ، لذلك تبدو هولي وونغ ، ومجموعة كبيرة من الرسامين معها اليوم ، وكانهم يجربون ترويض الحرية مرة اخرى مرة بالواقعية الجديدة ومرة بالمفاهيمية مجددا . تقول وونغ : الحياة اثمن بكثير من اية لحظة اخرى لذلك لابد من اختيار الأنحياز اليها .. انا غير مهتمة بالنخب ، هؤلاء لهم مزاداتهم الفنية ، لديهم فائض بكل شيء .. انا اختار طريق الكثرة التي تحتاج الى ابسط عناصر الحياة هنا في مجتمع الوفرة الصعب .. وهناك في مجتمعات الجوع والموت.
*
امضت هولي وونغ العقد الأخير في توظيف التشكيل كمرآة – على حد وصفها – وتحويله الى شهادة عارمة ضد كل انواع العدل المهدور .. وضحايا العنف والحروب .. – والنموذج العراقي اعطاني قوة للكشف والمصارحة .. وكأنني اكتب تاريخا - وفي رسالة تالية يوم 2 تشرين الثاني 2008 تقول : افرحني انك تابعت اعمالي ولذلك ستكون حرا في الرجوع اليها كما تشاء ..
ان بيئتي الفنية تقوم على التخاطب دون حدود حيث يشتغل التشكيل على اقامة معارف متبادلة
.. انا لاتفارقني وجوه شخصيات لوحاتي .. وجوه عراقية وسط النار والدخان .. والفجيعة ..
------------

• هولي وونغ – رسامة امريكية وناشطة في مجال حقوق المرأة .
• ماجستير تشكيل : تخرجت عام 1995 في معهد سان فرانسيسكو للفن .
• اسهمت في مؤسسة النساء الأمريكيات- التي تأسست عام 1961.كمنظمة يسارية .
• اسهمت للفترة 2000- 2008 في العديد من المعارض التشكيلية في الولايات المتحدة.
• تقيم في سان فرانسيسكو كناشطة في جمعية ثقافية وفنية غير ربحية .



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس اوباما ليلة واحدة فقط
- ادونيس 68
- المهمة لم تنجز..تجربة رئيس اخرق
- تجوال ..
- الفرصة التي تضيع الى الأبد
- عود وغابة وليل ابيض
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة
- مراجل الوطنية الجديدة
- ويأتيك كل غد بما فيه
- ومثقفون يتاجرون بالعراق
- مثقفون عراقيون في طهران
- خازوق يرسم شكل المرحلة - شاشه 3
- الحرّة .. يأكلها الدود - شاشة 2
- أمة ضاحكة..شاشة 1
- الذي في يديك .. في الكلمات
- كل شيء معتم ..كل شيء بائر
- الشرق البعيد يمضي ..الشرق يغيب
- طائر الحصى
- طائر اسود وسط بياض الحديقة


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا