مؤسسات

عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 05:55
المحور: المجتمع المدني
    

اتيحت لي منتصف الاسبوع الماضي فرصة طيبة للقاء مجموعة من الناشطين في منظمات المجتمع المدني، تعرفت على معظمهم مع بدايات عمل هذه المنظمات في العراق اوائل العام 2004. وفي مثل هذه المناسبات يكون السؤال الاول : كيف تسير امورالمنظمات؟ ولماذا لم تعاود نشاطها بعد تحسن الوضع الامني ؟ واين نحن من ذروة نشاطها عامي 2004 و2005؟ ارجع العديد منهم تراجع الاداء والتواجد الى مجموعة من الاسباب المختلفة المتناقضة، والغريب ان السبب الواحد قد يحمّل مسؤولية توسع النشاط وتقلصه في آن واحد، كالتمويل المادي الذي كان سببا في مغادرة العديد من المنظمات الساحة، وهذا امر طبيعي، والعجيب ان دفقات من منح دسمة كانت السبب في انشقاقات وتصدعات في منظمات اخرى. الوضع الامني الذي تردى بحدة عامي 2006 و2007 اجبر البعض من المنظمات على تقليص نشاطاتها، بينما غادرت اخرى الى غير عودة، وفي الوقت التي تشير تقارير رصينة الى ان الاوضاع الامنية الان تعود لتماثل تلك التي سادت العام 2004، لم يسترد العمل المدني عافيته.
بودي كثيرا ان اختصر واركز على نقطتين مهمتين، الاولى هي الطابع العائلي الاسري الذي بات يميز البعض من المنظمات بشدة ووضوح، فثمة اسر تمتلك منظمات، الاب والام والاخوال والاعمام والاولاد وسيأتي الدور على الاحفاد بدون شك، وهذه معيبة لا تليق بمنظمات تعتمد الشفافية في عملها.
الامر الثاني المهم ان العديد من المنظمات تعتمد في عملها وكيانها على افكار وجهود عضو او عضوين فيها، يديرون جميع الامور، ولا يتيحون لاسباب معروفة او غير معروفة الفرصة للمشاركة في التخطيط او اتخاذ القرار، واذا غاب هؤلاء لاي سبب كان، ستضيع المنظمة ولن يستطيع احد اكمال ما بدؤوه، اذا افترضنا حسن النية، فأن عمل المنظمات ينبغي ان يكون مؤسساتيا، بمعنى معروف وواضح، ان يكون بعيدا عن الشخصنة، وان تكون المنظمة واسمها اكبر من اسم مؤسسها او من يديرها، وان تتوزع الادوار، ويعمد دائما الى تهيئة البدلاء الاكفاء خاصة من الشباب، ليأخذوا فرصهم، وتسير اعمال ونشاطات المنظمة في غياب الاعضاء المؤقت او الدائمي.
وهذا امر لا يهم منظمات المجتمع المدني لوحدها، وانما الدولة العراقية من قمتها الى ابسط مفصل فيها، ان يعتمد مبدأ عمل المؤسسات، بعيدا عن تركيز جميع المهام بيد شخص واحد، محاكاة لانظمة الطغاة الفردي، اذا غاب الرأس اصيبت المؤسسة بالشلل التام، بل يجب ان تسير المؤسسة على نهج مفتوح يوزع الادوار والمهام والمسؤوليات بما يؤمن ديمومة واستمرار العمل بأعلى واحسن صيغه، حتى وان غاب نصف العاملين فيها لاي سبب، ابسطها هذه الايام الزحام المروري القاتل ....

#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات