أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - التشكيلي الأفغاني شكور خسروي














المزيد.....

التشكيلي الأفغاني شكور خسروي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 759 - 2004 / 2 / 29 - 11:17
المحور: الادب والفن
    


• ترجمة وإعداد: عدنان حسين أحمد
•    لا أعرف ماذا ينبغي عليّ أن أفعل، وإلى أين أمضي!

لا يميل الفنان التشكيلي الأفغاني شكّور خسروي إلى تصوير الواقع الموضوعي أو نقله نقلاً حرفياً، ولكنه يبذل قصارى جهده من أجل تجسيد انطباعاته البصرية والذهنية وتقديمها إلى المتلقي الأفغاني الذي يجد في أعماله  الانطباعية شيئاً كثيراً من ذاكرة الوطن الصريحة من دون رتوش. ففي مقالته المنشورة في مجلة ( ليمار أفتاب )، وهي من أشهر المجلات الثقافية المنوعة في أفغانستان يصوّر خسروي معاناته الشخصية التي هي امتداد لمعاناة كل الأدباء والفنانين الأفغان، إن لم أقل معاناة الشعب الأفغاني برمته. يقول خسروي: ( كان لدي ولع دائم بالرسم منذ طفولتي وحتى الآن. وسوف أستمتع بهذا الفن وأعتز به. ) وهذا هو دأب المبدع الحقيقي الذي يتعلق بفنه حد التوحد والاندماج بحيث يغدو هاجساً لا فكاك منه. ثم يمضي إلى القول: (  وبعد تخرجي من مدرسة الفنون أردت أن أعمل في فضاء له علاقة بالفن لكي أحقق أهدافي وأحلامي، ولكن لسوء الحظ لم يحدث شيئاً من هذا القبيل. ) إن الوضع الاقتصادي سيئ بشكل عام لعموم الأفغانيين، وهذا ما انعكس على مختلف مفاصل الحياة اليومية، فلم ينجُ كاتب أو فنان أو تشكيلي من السقوط في فخ الفقر المدقع وشظف العيش الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على المنجز الإبداعي. فخسروي، على سبيل المثال، يقول: ( لم أستطع أن أنجز لوحاتي لأن متطلبات الرسم كانت غالية جداً ونادرة في الوقت ذاته. ولهذا السبب فقد أنجزت العديد من أعمالي الفنية على ورق رخيص أو على ( كانفاس ) لم يكن مخصصاً لأغراض الرسم. ) لقد عانت أفغانستان من حروب خارجية وداخلية أفرزت الكثير من المحن والمعضلات والملابسات التي فاقت حدود التصور البشري. يقول خسروي: ( كانت الحرب ضد الاجتياح السوفيتي تشتّد. وكانت المجاعة، وندرة المواد الغذائية، والمجازر من الملامح البارزة في كل زاوية وزقاق. وكنت مثل مئات الآلاف من الأفغانيين مذهولاً وضائعاً، لا أعرف ماذا ينبغي عليّ أن أفعل، وإلى أين أمضي. ) لا شك أن الحرب تولّد الإحساس بالعبث واللاجدوى، وقد تقود الكثير من المبدعين إلى الانطواء والعزلة، هذا إذا لم تفضِ بهم إلى المصحات النفسية أو الإنكسارات الروحية التي لا تُرمم إلا بعد سنوات طوال.لنتابع حياة خسروي التي تلاعبت بها المقادير المجهولة، فيقول في هذا الصدد: ( كان الموقف السياسي والاقتصادي في كابول، وفي كل أنحاء أفغانستان يزداد سوءاً كل يوم. وكان الخطر يتفاقم في كل لحظة. كانت جثث الموتى متروكة على الشوارع والأرصفة، بينما كان الرعب يملأ أرجاء المكان. لذلك قررت أنا وأفراد عائلتي أن نغادر وطننا الحبيب ونذهب إلى الباكستان ونعيش هناك كلاجئين. ونحن الآن نعاني من مشاكل ثقافية ومادية وصعوبات في الاتصال. أنا لا أستطع أن أستأجر مرسماً يحتوي على منضدة لكي أرسم عليها. ولذلك فأنا أفترش الأرض، وهذا ما يسبب لي مصاعب في الرسم. ) لا أظن أن هناك مشهداً أكثر وطأة على الفنان المرهف الحس من منظر الجثث المتناثرة بشكل عشوائي عند عتبات المنازل أو فوق أرصفة الطرقات. وهذا ما يحدث في أفغانستان يومياً من دون إرادة الناس البسطاء.فلا غرابة أن تشتد الهجرات الجماعية إلى دول الجوار طمعاً بالحفاظ على هاجس الحياة على الرغم من مراراتها التي لا تُطاق في بلدان الغربة واللجوء. دعونا نتواصل مع خسروي في وصف معاناته اللامحدودة: ( الموقف السياسي الحالي بين الأفغان والباكستانيين ليس مستقراً. وأنا أتضرّع إلى الله وآمل أن ينتهي هذا الكابوس، فأنا لا أستطع أن أعبّر عن أفكاري بحرية في أعمالي الفنية. أتمنى أن أحقق حريتي لكي أكون قادراً على خلق أعمال فنية من دون أن أتعرّض للاضطهاد. إن واجب الفنان ورسالته تقتضي أن يقول الحقيقة،وأن يعكس آلام ومعاناة البشرية، وأن يصوّر الحقائق من خلال عمله الفني. ) وفي نهاية المطاف اختتم الفنان خسروي حديثه بالقول: ( ينبغي على الفنان أن يكرّس حياته، ويضحّي بها من أجل فنه. )يستخدم الفنان خسروي تقنية الألوان المائية في تصوير ( الطبيعة الصامتة ) التي يشحنها بمشاعره وأحاسيسه الجياشة، ويضفي عليها مسحة من الشجن العميق والجمال الغامض الأخاذ. أما الألوان الزيتية فغالباً ما يستجير بها لتصوير الموضوعات الشعبية كالأسواق والمساجد والمقاهي والأمكنة الأثرية والأزقة القديمة، فضلاً عن تصوير بعض الشخصيات الفنية التي يمحضها حُباً من نوع خاص مثل الفنان الأستاذ مير حسين سرهنك، على سبيل المثال، وغيره من الشخصيات التي تركت بصماتها على الأجيال اللاحقة. كما تتميز تجربة خسروي برصدها لمختلف جوانب الحياة المدينية والريفية والبدوية. فإلى جانب العازف الموسيقى يشاهد المتلقي لوحة لامرأة بدوية تقود جملاً في أرض موحشة قفراء، كما يشاهد لوحة ثالثة لمقاتلين أشداء يمتطون خيولهم في قلب العواصف الثلجية وكأنهم يرومون الغياب خلف برازخ المجهول. إن الفنان شكور خسروي الذي يعيش الآن تجربة المنفى المريرة سوف يفيد حتماً من هذا الظرف الاستثنائي الذي بدأ يفجر في داخله موضوعات شديدة الحساسية نستطيع أن نلمس قوة تعبيريتها من الحزن الذي يطفح من قسمات الوجوه، ومن الأعين التي تتطلع صوب مراتع الطفولة والصبا والشباب، وصوب المدن الأفغانية المنكسرة التي تمزقها الصواريخ الغربية المسعورة. 



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان حكمت الداغستاني. . من تخوم الانطباعية إلى مشارف التجر ...
- حوار مع الفنانة الكردية فرميسك مصطفى
- حوار مع القاصة والشاعرة الفلسطينية عائدة نصر الله
- حوار مع الشاعر والكاتب المسرحي آراس عبد الكريم
- حوار مع الفنان والمخرج رسول الصغير
- الشاعرة الأفغانية فوزية رهكزر - منْ يجرؤ ن يكتب غزلاً بعد حا ...
- قصائد من الشعر الأفغاني المعاصر
- في مسرحية - المدينة - المخرج البلجيكي كارلوس تيوس. . . يُلقي ...
- حلقة دراسية عن المسرح العراقي في المنفى الأوربي
- حوار مع الفنان آشتي كرمياني
- الروائي والشاعر العراقي إبراهيم سلمان لـ- الحوار المتمدن
- شعراء شباب يقدحون شرارة الحوار بين الشعريتين العربية والهولن ...
- نصر حامد ابو زيد يتساءل: هل هناك نظرية في التأويل القرآني؟- ...
- نصر حامد ابو زيد يتساءل: هل هناك نظرية في التأويل القرآني؟ - ...
- نصر حامد أبو زيد يتساءل: هل هناك نظرية في التأويل القرآني؟ - ...
- د. نصر حامد أبو زيد يتساءل: هل هناك نظرية للتأويل القرآني؟ - ...
- حوار مع الروائي والشاعر السوري سليم بركات
- حوار مع الشاعر البحريني قاسم حداد
- ندوة إحتفائية بالإطلالة الثانية لمجلة ( أحداق ) الثقافية
- حوار مع الشاعر السوري فرج البيرقدار


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - التشكيلي الأفغاني شكور خسروي