|
مجالس إسناد كركوك .. جحوش موديل 2008 !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 08:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مؤتمر الكفاءات والخبرات العراقية ، المنعقد في بغداد برعاية رئيس الوزراء نوري المالكي ، أكّد مرةً اُخرى ، نزوع المالكي الى حكومةٍ مركزيةٍ قوية ، وصلاحيات واسعة للسيطرة على الاقاليم او بالأحرى اقليم كردستان والمحافظات الاخرى ، بقبضةِ حديدية ، وربما حنينهِ الى هيبة وسُلطة صدام وهيمنتهِ الكبيرة على كل صغيرةٍ وكبيرة ، من اقصى العراق الى اقصاهُ . وتوجهه هذا يلقى هوىً عند البعثيين والشوفينيين العرب ، بإمتداداتهما من جبهة التوافق وجبهة الحوار وعشائر مجالس الإسناد ، التي كانت حتى الامس القريب متعاونة ومساندة لعصابات القاعدة ، والمجاميع البعثية المنضوية تحت لواء الاحزاب والتيارات الشيعية المنتشرة على الساحة السياسية . وتواردتْ أنباء عن نية المالكي في " تبديل " بعض قادة الحرس الوطني في محافظة نينوى ، وذلك للمساهمة في " تحسن الوضع الامني " ، وكأنه تلميحٌ بأن ضباط الجيش العراقي هؤلاء ، هم السبب في عدم إستتباب الامن في هذه المحافظة ! وبعيداً عن اللف والدوران ، فأن الضباط المُزمع تبديلهم ، كلهم من الكرد . وسبقت هذه الخطوة ، إعادة مئات الضباط من أهالي الموصل الى الخدمة ، بغض النظر عن إرتباطهم السابق الوثيق ، مع حزب البعث المُنحل وحتى دون التأكد من عدم مشاركتهم في عمليات ضد الشعب العراقي . ان إستماع نوري المالكي ومستشاريهِ الى " نصائح " بعض الحاقدين حقداً مرضياً ، على الكرد ، أمثال " اسامة النجيفي " وغيره ، وإخبار المالكي للنجيفي شفهياً ، بأن التحقيقات أثبتت صحة توقعات النجيفي بأن الاحزاب الكردية والبيشمركة هم المسؤولين عن تهجير المسيحيين من الموصل ! ( حسب تصريحات النجيفي المُتَلفزة ) ، مؤشر على الإتجاه الخطر الذي يتوجه نحوه حثيثاً ، رئيس الوزراء نوري المالكي ! على الرغم من نفي الناطق بأسم الحكومة ، إبلاغ المالكي ، للنجيفي ، بأي شيء حول التحقيقات في الموصل ، فأنه ليس هنالك دخانٌ من غير نار ، فأما ان يكذب الناطق باسم الحكومة ، واما ان يكذب اسامة النجيفي ! وفي كلتا الحالتين فأن الحدث ينبغي ان لا يمر مرور الكرام ، إذ ان تهجير المسيحيين من الموصل ، له تداعيات داخلية وخارجية خطيرة . فإذا اثبتت " التحقيقات " الجهة او الجهات المسؤولة عن التهجير ، سواء اكانوا كرداً او غيرهم ، فلماذا لا تُعلن على الملأ ؟ ولماذا لا تُتخذ الإجراءات القانونية ضدهم ؟ وإذا كانت أقاويل النجيفي مجرد إفتراءات ، فلماذا لا تُرفع الحصانة عنهُ ويُقدم الى المحاكمة ، بتهمة تأجيج الصراعات القومية والدينية في الموصل ، وإشعال فتيل الفتنة بين ابناء المدينة الواحدة ؟! كمثال على ( كلمة حق يُراد بها باطل ) ، كلمة نوري المالكي في مؤتمر الكفاءات ، في بغداد ، مؤخراً ، حيث قال : انه يخاف ان تتحول الاقاليم الى " دكتاتوريات " جديدة ! وان الدستور العراقي قد كُتِبَ بإستعجال وفي ظروف غير طبيعية أمْلَتها شروط المحاصصة ! بالتأكيد لا أحد يريد ان " تتحول الاقاليم الى دكتاتوريات " ، والكُل يعلم علم اليقين ان الدستور قد كُتب في زمنٍ إستثنائي وتحت الإحتلال وتحت ضغط موعدٍ مُحّدد . ولكن " لجنة " كتابة الدستور كانت برئاسة احد قياديي الإئتلاف العراقي الموحد الذي ينضوي تحته المالكي نفسه ، وان هذه اللجنة مُشّكلة من مختلف مكونات الطيف العراقي ( بإسلوب المحاصصة / التوافقية ، التي ينتقدها المالكي الان ) ، وقد حُظِيَ الدستور بموافقة الشعب من خلال إستفتاءٍ شعبي ، باركهً القاصي والداني . والدليل على صحة الدستور وموضوعيته ، هو " إعتراض " كافة الكتل السياسية على بعض من فقراتهِ ، كُلٌ حسب توجهاتهِ وقناعاتهِ ، وهذا يعني بأن الدستور بصورةٍ عامة لا يُلبي رغبات ومطالب فئةٍ معينة فقط وبالضد من الفئات الاخرى ، بل انه في النهاية دستورٌ ( توافقي ) ، يُنْصف الجميع في حدهِ الادنى . وهذا هو المطلوب من دستورٍ سُّنَ في هذه الظروف الصعبة ، ووافق عليهِ " الشعب " في اغلبيتهِ ! فماذا يريد المالكي ؟ هل يريدُ دولةً دينية يسيطر عليها الملالي ؟ هل ( مجالس الإسناد ) التي شّكلها ويدعمها هي حقاً لإستتباب الامن وفرض القانون ؟ هل بعض المحافظات الجنوبية المستقرة ، بحاجة الى تسليح العشائر ومجالس الاسناد ، بمصاريفها المالية الكبيرة ؟ هل يبغي ( إلغاء ) المادة 140 وعدم التحدث عن المناطق المتنازع عليها ؟ هل يرمي الى الإلتفاف على قانون الاقاليم والمحافظات والحكم المحلي ؟ وبصراحةٍ أكثر هل يتمنى ان تعود عقارب الساعة الى الوراء ، الى قبل 1991 ، ويجيش الجيوش لبسط نفوذه على " شمال العراق " ، ويرسل " شرطة الامن " ليحصوا على الناس أنفاسهم ؟ هل يرفض ببساطة مُطالبة أهالي سنجار او كركوك للإنظمام الى اقليم كردستان ؟ ان " تشجيع " نوري المالكي ، لتشكيل " مجالس إسناد " عشائرية في كركوك ، لَهُوَ لعبٌ خطر بالنار . فلا كركوك " الآمنة والمُستقرة " بشهادة العراقيين والامريكان على حد سواء ، بحاجة الى هذه المجالس المشبوهة ، ولا العشائر العربية والتركمانية والكردية المتآخية في المدينة ، تُريد ما يُفّرق بينها الى حد التناحر . وأولى بالمالكي ومَنْ وراءهُ ، ان لا يتصرف بأموال الشعب العراقي في بَعْثرتها على تسليح بعض افراد العشائر وتوظيفهم في سبيل خلق بؤر توتر جديدة ، الكُل في غنى عنها . ان " مجالس الإسناد " في كركوك ، تُذّكر الشعب الكردي ، ب " افواج الدفاع الوطني " سيئة الصيت ، التي شكلها النظام المقبور ، من اجل خلق فتنةٍ بين ابناء الشعب الواحد ، هذه الافواج التي سُمِيتْ حينها ، شعبياً ب ( الجحوش ) ، والحق يُقال ، هي تسميةٌ صحيحةٌ ولائقة ! وكما يبدو فأن مجالس إسناد كركوك ستكون جحوش موديل 2008 ! " مع الإعتذار ل [ حمار ] شعار الحزب الديمقراطي الامريكي " ! . ان " تراكم " المواقف المشبوهة وحتى العدائية ، للشعب الكردي ، التي يمارسها نوري المالكي ، خلال السنتين الاخيرتين ، تحت يافطات " وطنية " وشعارات " فرض القانون " ، تُزيدُ من شكوك الكرد ، وتؤكد هواجسهم الواقعية ومخاوفهم من عودة الماضي الاسْوَد بلبوس جديد .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد فوز - الحمار - على - الفيل - ..دروس وعِبَر
-
مليارات العراق الفائضة .. وقروض صندوق النقد الدولي
-
غارة البو كمال ..توقيتٌ سيء لخطوةٍ متأخرة جداً
-
الإتفاقية الامنية ..بين الواقع والطموح
-
- مفاجأت - علي بابا جان !
-
إنتخابات مجالس المحافظات ..حزب الفضيلة الإسلامي
-
إنتخابات مجالس المحافظات .. مؤشرات
-
البعثقاعدة يُهجرون المسيحيين من الموصل
-
الشَبَكْ : ما دامَ لدينا - قدو - ، فلسنا بحاجة الى - عدو - !
-
القادة العراقيون .. قبلَ وبعد التحرِلال !
-
إنتخابات مجالس المحافظات : إنْتَخبوا العلمانيين !
-
الأحزاب الحاكمة والتَحّكُم بأرزاق الناس
-
يومٌ عراقي عادي جداً !
-
-عوديشو - ومُكبرات الصوت في الجامع !
-
صراع الإرادات بين المركز والاقليم
-
كفى دفع تعويضات وديون حروب صدام !
-
شهرُ زَحْمة أم شهرُ رَحْمة ؟!
-
كفى تَزّلُفاً للإسلاميين !
-
الى سعدي يوسف : مقالك عن شياع يشبه الشتيمة !
-
الانفال ..إعفوا عن علي الكيمياوي وإعتذروا لسلطان هاشم !
المزيد.....
-
بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
-
جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود
...
-
مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب
...
-
دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
-
الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع
...
-
الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة
...
-
جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو
...
-
بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق
...
-
إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|