أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - هوشنك بروكا - الأردوغانية: كذبة -تركيا العدالة- الكبرى














المزيد.....

الأردوغانية: كذبة -تركيا العدالة- الكبرى


هوشنك بروكا

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:01
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ إعترافه قُبيل الإنتخابات التركية الأخيرة، ب"وجود" مشكلة إسمها "المشكلة الكردية" في تركيا، تحوّل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان 180 درجة، هارباً إلى نظرية "تركيا واحدة لتركي واحد أحد، بعلم واحد، وأرض واحدة موحدة"؛ النظرية الأتاتوركية المعروفة، والتي تمشي عليها تركيا منذ تأسيس الجمهورية الأولى فيها سنة 1923، على يد التركي "الأعلى" مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، والأب الروحي لأتراكها.

بعد انفلات حزبه من الحظر والمنع والغلق على يد "تركيا الجنرالية"، أصبح أردوغان المعوّل عليه وعلى "علمانيته الإسلامية"، أتاتوركياً أكثر من أتاتورك، وجنرالياً أكثر من رئيس الأركان التركي الجنرال ألكر باشبوغ.
ففي جولاته المكوكية التي قام بها رئيس حزب العدالة(العدالة على الطريقة الأتاتوركية)، إلى "تركيا الكردية"، كشف أردوغان القناع عن "أتاتوركيته" الحقيقية، التي لا يمكن ل"إسلام حزب العدالة" أو "إسلامات أخرى" لاحقة، محوها ب"السهولة المفترضة"، من الذهنية التركية التي تربت وتتلمذت عليها، منذ أكثر من حوالي 85 سنة مضت.
في محطته الأخيرة من جولته بين "أكراده المفترضين"، خطب أردوغان في جمهوره الكردي ب"جولَميرك" جنوب شرقي مقاطعة هكاري، قائلاً: "من لا يريد لتركيا أن تكون دولةً واحدة، تحت علم واحد، لشعب واحد، وأرض واحدة، فليخرج منها".
يعني هذا الكلام الأتاتوركي حتى العظم، أن على 18 مليون كردي، إضافةً إلى الأقليات الأخرى اللاتركية، كالأرمن واللاز والبلغار والعرب واليونانيين، ممن لا يريد لتركيا أن تكون لأتراكها فقط، بلسان تركي فقط، وأتاتورك واحد فقط، عليه الخروج منها بلا عودة..
المفهوم من تهديد أتاتورك حزب العدالة هذا، هو "من لا يريد هكذا تركيا لتركيّها الذي يساوي العالم، عليه أن ينقلع منها، فبابها يفوّت جمل، على حد قول المثل".

ومن هذا الباب التركي الذي "يفوّت جملاً كثيراً"، هدد أردوغان الأكراد الذين وصلوا عبر انتخابات تركية، إلى إدراة البلديات في بعضٍ من مدنهم(52 بلدية)، قائلاً: "يجب علينا فتح الإدارات المحلية وبلدياتها في المناطق الكردية".
أردوغان لم يستخدم مفردة "الفتح" خارج سياقها التاريخي المعروف بالطبع(أسلم تسلم)، فهو قصد بها، على مستوى "إسلامه التركي"، "فتح" الكردي المختلف، وإجباره على الدخول في "التركية"، إن شاء أم أبى.

وكي يثبت أردوغان للعالم بأن كلامه الخطير، عن نيته في مطاردة الأكراد في تركيا(هم)، هو ليس مجرد مزحة، أو "زلة لسان"، فإنه أثبت جنراليته، في تصريحاته الأخيرة بعيد الإحتجاجات الكردية الأخيرة في مدينة استانبول، والتي جوبهت بقمع البوليس التركي بمشاركة مدنيين أتراك مسلحين، بقوله: "للصبر حدود..الناس سيدافعون عن أنفسهم". وأردوغان يقصد ب"ناس"(ه) ههنا، أولئك المدنيين الأتراك الذين صوّبوا ببنادقهم مع بوليسه، إلى الأكراد المتظاهرين في استانبول قبل أيام.

في الضفة الأخرى من تركيا، أثارت تصريحات أردوغان العنصرية هذه بحق أكراد "تركيا الكردية"، ردود أفعال كردية كثيرة. النائب أحمد تورك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي، ردّ على أردوغان، مخاطباً أكراده في آمد/ دياربكر الكردية، بلهجةٍ كان فيها أكثر من تحدٍّ قائلاً: "تصريحات أردوغان التي وقف فيها إلى جانب مسلحين أتراك مدنيين، قاموا بقمع المظاهرة الكردية، هي بمثابة فتوى تبيح قتل الكردي على يد التركي"، وأضاف "أوليست تركياً وطناً مشتركاً لنا جميعاً؟؟ ثم مَن يطرد مَن من بلاد من؟"
أحمد تورك واضح في تصريحه المضاد هذا، الذي صاغه على شكل أسئلة كبيرة موجهة إلى أردوغان وفتاويه. ففي الوقت الذي يريد فيه أردوغان أن يطرد الأكراد من تركيا(ه)، يصّر تورك على أن الأكراد هم على أرضهم التاريخية، وفي وطنهم التاريخي، وليس هناك "مَن"(لا تركي ولا غير تركي)، يستطيع أن يطردهم من أرضٍ، هم فيها ومنها وإليها.

إذن قالها أردوغان، على العلن، نيابةً عن أتاتوركه الحي الحاضر القيوم فيه، وفي تركيا(ه) "المسلمة"، أبداً: "لا تركيا خارج أتراكها..كما ليس ل"مَن" خارج تركي داخل تركيا".
في تصريحاته الأتاتوركية هذه، "كذّب" أردوغان كل "البلابل الليبرالية" التي عوِّلت كثيراً على "الإسلام التركي" الممثّل بالأردوغانية وحزبها(العدالة والتنمية)، على أنه مفتاح الحل السحري لكل تركيا ومشاكلها، لا سيما مشكلة أكرادها المسلمين.

تُرى ماذا على الأكراد أن يفعلوا بإسلامهم، و"إسلام أردوغان" يطردهم من تركيا(ه)، التي بابها "يفوّت ألف جمل"؟
ماذا على الأكراد أن يفعلوا بتركيا(هم)/ و"تركيا أردوغان" "تفتحهم"، ب"سيف العدالة"، فتحاً مبيناً؟
ماذا على الأكراد أن يفعلوا بكردستانهم، و"تركيا التركية" تمزّقها إرباً إرباً وتعدمها على خارطةٍ من ورق، وستُطاردها حتى إن طارت إلى القمر؟



#هوشنك_بروكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد الحمر
- أمريكا المعتدية وسوريا المتعدّية
- تركيا أتاتورك و-أتاكُرد- كردستان
- عراق الأكثريات الديكتاتورية
- سجن الدنيا في الدين..لماذا؟
- سلام الأسد، الناقص والضعيف
- طرد العراق من العراق
- كذبة كردستان العلمانية!
- قف لنبكِ
- جمهورية المعتقلات -الطيبة-
- كركوك -الصحيحة-: عراقٌ للكل من العراق إلى العراق
- نبوءة مدريد الأخيرة: باي باي هنتنغتون!!!
- الطريق إلى كردستان لا تعبر بخطف المدنيين
- جميلات نيجيرفان بارزاني
- إسرائيل، شماعة العرب الأبدية
- الإيزيدية: دين برسم التشرد(1)
- حلبجة تموت واقفةً
- كوبونات مستنسخة كردياً
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(الأخيرة)
- كردستان الحاضرة الغائبة، إيزيدياً(9)


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - هوشنك بروكا - الأردوغانية: كذبة -تركيا العدالة- الكبرى