أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - ظاهرة ضرب الزوجات ...مسؤولية الرجل والمجتمع















المزيد.....

ظاهرة ضرب الزوجات ...مسؤولية الرجل والمجتمع


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ربما هذه هي الحياة نتفاءل كلما نسمع عن التحرر والتطور ونتصور بان هناك غداً سيزيح عن أحلامنا غبار التخلف والجهل، ويضيء لنا الأيام القادمة التي نستبشر بها خيراً، وها هو الرجل يمسك مفاتيح الأبواب التي تفتح ألأمل للمرأة، فهل يعلم ذلك؟ الرجل الشرقي يعيش التناقض بين ما يقوله وما يقوم به، فلا يزال بعض الرجال يمارسون أشياء عفا عليها الزمن، ومن هذه الظواهر ما نسمع عنه كل يوم من ضرب الأزواج لزوجاتهم، وهي ظاهرة ليست قاصرة على فئة معينة من المجتمع، كما أنها ليس لها علاقة بالمستوى التعليمي أو المادي ..
أنه العنف المنزلي، وهنا في مجتمعنا له وضع خاص، حيث تظل مثل هذه الممارسات طي الكتمان بفعل العادات والتقاليد ... فمن المسؤول عن هذا، وما الحل؟ ربما نجد جواباً وربما لا!!! لنحاول اليوم أن نسلط الأضواء على هذه القضية.
المواطنة سعاد محمد الشمري ربة بيت متزوجة وتبلغ من العمر اثنتان وأربعين عاما تعلق على الموضوع بقولها:
- نحن في مجتمع شرقي يتساهل بشكل كبير مع الرجل الذي يستخدم العنف مع زوجته بل ويعتبر الأمر كأنه حق من حقوقه، فأغلبية النساء في مجتمعنا يتعرضن للعنف الذي يتراوح بين العنف الجسدي والمعنوي والمتمثل في قمع شخصيتها وإلغائها كإنسانة..
ويعتقد محمد العبيدي / أستاذ في كلية التربية الأساسية:
- أن بعض الرجال يسلكون هذا الأمر ليظهر بأنه شجاع وليس جبانا، ويكشف عن طبيعتهُ الجسدية والروحية بأنه يسلك هذا الأمر لابتعادهُ عن الحقائق السامية التي فضل الله سبحانهُ وتعالى إنسانيته، والرجال مختلفون وأعتقد ان هذه القضية محددة بارتباط الأزمة وربما هي عائلية حيث يترتب عليه العامل النفسي، وأضاف قائلاً الهموم اليومية تنهك رتابة الموقف، أو تأثيرات المحيط الاجتماعي فتجعل من الرجل يفقد حتى الإحساس بهذه الحقائق التي يتمتع بها ويصل إلى كينونتهُ، الرجل يضع نفسهُ بهذا الموضوع في مواجهة حاجز مهم هو حاجز المشاعر والعواطف والوجدان والحب، يعتقد أنه أمام إزالة الحاجز فضلا عن ذلك يجد نفسهُ يختزل تلك المشاعر ويتجه نحو العنف والإثارة ويضع نفسه في قلق، يجعلهُ فاقدا للكثير من الأمور منها ذاتهُ وإدراكه للواقع لتتحول حياتهُ عبارة عن مشهد يتجرد من الإنسانية وينجذب نحو العدائية …
وعن معاناة المرأة المعرضة للعنف أبدت الباحثة الاجتماعية أمل عبد العزيز/ أستاذة جامعية، رأيها بالقول:
- انطلاقا من الحالات التي نشاهدها ونسمع عنها، تبين لنا أن النساء اللائي يعانين من هذه القضية تجدهن في حالة من الضياع واليأس وبالتالي فقدان الثقة بالنفس وبالمجتمع بصورة عامة، وقد يصل الأمر إلى بعضهن إن يصبن بالانهيار العصبي وانفصام الشخصية، مما يدل على خطورة هذه القضية وضرورة مكافحتها، وناشدت أمل وسائل الإعلام أن تسلط الضوء على العنف داخل الأسرة وبالذات ظاهرة ضرب الزوجات، وعن أسباب هذه الظاهرة أشارت الى أن، هناك عدة عوامل اجتماعية ونفسية تدفع الرجل (الزوج) إلى ممارسة العنف تجاه زوجتهُ أبرزها العقد النفسية التي أصيب بها من جراء حوادث ومواقف مر بها والمتمثلة في خلق ازدواجية في الشخصية، إضافة إلى الغيرة الشديدة تجاه زوجتهُ فتتحول هذه الغيرة إلى شكوك وظنون، الأمر الذي يعكس ما بداخله على الأخرين وإلقاء اللوم عليهم وميلهُ إلى تبرئة ذاتهُ وتنزيهها وهذا يتمثل بإلقاء اللوم على زوجتهُ التي تعتبر الضحية في هذه الظاهرة، كما أنه يعمد دائما إلى عدم تقبلهُ إلى أي اختلاف في الرأي أو تقبل أي نصيحة من غيرهُ، وتكثر هذه الحالة بين الذين يتعاطون الكحول والمسكرات بإدمان، وقد أثبتت الدراسات إن الطفل عندما يعيش في بيئة يتخللها العنف وفقدان أي من مقومات الأسرة القويمة تكون نتاجها رجال وأزواج يحملون صفة العنف ضد زوجاتهم، كوسيلة لفرض احترامه على الآخرين ..
رأي القانون
وبشأن رأي القانون في هذه الظاهرة، يعلق القاضي ناصر عمران الموسوي بالقول " الرأي القانوني جاء متناقضاً، ففي الوقت الذي أعتبر قانون الأحوال الشخصية وهو قانون مدني في ضرب الزوجة واستخدام العنف سبباً للتفريق القضائي، جاء قانون العقوبات، القانون الجزائي ليشير الى ضرب الزوج لزوجتهُ تحت باب التأديب في المادة (41) ليضعها مع القاصرين وصغار المهن، ويخول الزوج مثلما يخول صاحب المهنة والمعلمين حق تأديب عامليهم الصغار والتلاميذ، ورغم أن وزارة التربية تنبهت لخطأ أجرائها ألا أن القانون ظلت أحكامهُ نافذة، مع أن قانون العقوبات عام 1969 حمل في طياته منحى خطيرا جداً، حيث تضمن في المادة (41) وفي باب استعمال الحق ما نصه (لا جريمة إذا وقع الفعل استعمال الحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر استعمالا للحق) .
تأديب الزوج لزوجته وتأديب الاباء والمعلمين ومن في حكمهم الأولاد القصر في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا أو عرفا . إن هذه المادة تستدعي وقفة متأنية إزاءها وبموضوعية فهي تؤمن ومن خلال سياق النص إن هناك فعلا ما يكون جريمة لكن الفعل اكتسى لباس الحق فصار مرتكبه في منأى عن طائلة العقاب، والحق هو المصلحة التي يعترف بها القانون ويسبغ عليها حمايته، وحين ُيستعمل الحق تكون الإباحة، واعتبر القانون تأديب الزوج لزوجته استعمالا لحق مقرر قانوناً، ومفردة (التأديب) بحد ذاتها قاسية جداً على كيان إنساني يرتبط مع الآخر بعقد مقدس اعترف الآخر به على انه شريك في حياة مشتركة وهو أهلا ليكون وعاء لامتداده البشري، ثم إن القانون ومن باب التأكيد لفكرته اعتبر المرأة قاصر مثلها مثل الأطفال القصر والتلاميذ الذين يتلقون التربية في دور الأطفال والابتدائيات، إن المرأة لا يمكن أن تكون هكذا في عقل المشرعن للحقوق والواجبات إن منطق هذه المادة هو منطق الرؤية العشائرية والقبلية المتخلفة ونظرة الديني الراكد في حدود نصوصه التي يقبلها من دون أن ينظر إلى رحاب أفق النص الديني، ورغم مرور فترة طويلة لم يتم التطرق لإلغاء هذه المادة التي فطنت إليها مدارس رياض الأطفال والتربية واعتبرت الضرب والتعنيف التربوي غير جائز ويعرض مرتكبه إلى العقوبة الإدارية، وقانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 تعريفه لعقد الزواج في المادة الثالثة التي اعتبر (الزواج عقداً بين رجل وامرأة تحل له شرعا ً غايته إنشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل) ...
قانون الأحوال الشخصية
أن مفردة التأديب المقترنة والمشرعة له بحاجة إلى أعادة النظر، فالمرأة كائن صانع للحياة وهي محور الجمال أن لم يكن قمتهُ، أن الحوار مقترن بإنسانية الإنسان وهو مقياس لدرجة تحضرهُ وتمدنهُ، كما أن النص الديني الذي شرعن الضرب هو نص فتوائي لا بد للأصلاح الديني من أعادة قراءتهُ بشكل يعطي المرأة استحقاقها الإنساني والاعتباري، والنص القانوني عفا عليه الزمن وصار هو في وادٍ وحركة المجتمع في وادٍ آخر والقوانين الوضيعة قوانين تقترن بحركة وديناميكية الحياة، والغريب جداً أن الدعوات تثرى وتتزايد لإلغاء قانون الأحوال الشخصية في حين لم يطالب احد بالغاء شرعية ضرب المرأة باسم التأديب، هناك دعوات متزايدة بعد شيوع ثقافة حقوق الإنسان، وثقافة الحريات الشخصية على التعامل مع المرآة ككائن أنساني وشريك حيوي في الحياة وليس تابعاُ أو مواطن من الدرجة الأخرى، أن القوانين الدولية التي صادق عليها العراق في الكثير منها تحتوي على نبذ استخدام العنف ضد المرأة ووجود قوانين تشرعن هذا العنف، وما هو ألا انتهاك لمضمون الاتفاقيات الدولية …
وفي ختام حديثه وجه عمران صرخة أستغاثة الى اصحاب الشأن قال فيها " آن الأوان لخروجنا من عقد الأزمنة السابقة التي لا تؤمن ألا بالعنف كمنهج وحياة إلى أزمنة تتطلع إلى بناء الإنسان، ليست الرابطة الزوجية (حجة طابو) وليست مؤبدة، هي حياة أساسها المودة والرحمة، فأما حياة الانسجام وأما تفريق بإحسان، ويجب ان يعلم الجميع بأن الحوار والتفاهم هما النهاية الطبيعية للرابطة الزوجية.




#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصات مياه الصرف الصحي على أنشودة المطر
- قراءة في مدونة يوميات إنسان
- العولمة الرأسمالية
- النظر الى الخلف قليلاً
- أمهاتنا.. جداتنا
- هواجس الأم العراقية من وباء الكوليرا
- سلسلة هموم آمراة / آدم وحواء
- تحقيق / إنسانية المرآة العراقية بوجود الرجل أو فقدانهُ
- تحقيق / أبني يكره المدرسة والواجبات المدرسية
- التخلف الفكري الحلقة (3)الحنين للماضي أصبح سمة رئيسية من سما ...
- ملعونة .
- الجرح
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الرابع )جذور العنف ضد النساء والأ ...
- التخلف الفكري الحلقة ( 2) -لو كنت لا تملك لي ، الذي لا أملكه ...
- فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة
- التخلف الفكري الحلقة (1) لا سلطان على العقل إلا العقل ذاتهُ
- سلسلة هموم امرأة / لا أمارس الحرب للحرب
- سلسلة هموم أمراة / اسطورة الرجال
- خلود برزخي
- ما الذي ينتظرنا من باراك حسين أوبا ما ؟؟؟


المزيد.....




- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إبتهال بليبل - ظاهرة ضرب الزوجات ...مسؤولية الرجل والمجتمع