أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طالب الوحيلي - أي رسالة وراء فاجعة اغتيال الشهيد كامل شياع ؟!















المزيد.....

أي رسالة وراء فاجعة اغتيال الشهيد كامل شياع ؟!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كل شيء في الكون له نقيضه، فالكراهية ضد الحب والحرب ضد السلام والقبح ضد الجمال والخداع ضد الصدق والظلام ضد النور ،وهكذا تستمر قائمة السلب كضد أزلي للإيجاب ، الا الثقافة فهي تحمل في ذاتها أضدادها ،فالمجتمع الواحد تتصارع فيه الثقافات بين ان تكون منتمية للشعب بأغلبيته ،وبين ان تختلق لغرض صيرورة النظام الاستبدادي الحاكم وتكون منهاجه الفكري والايديلوجي ،لتستمر مع بقاء ذلك النظام مستثمرة كافة الإمكانات المالية والماكينات الإعلامية التي تتعدى بكثير أي منافس لها وهو يقبع في دهاليز وحارات سرية خوفا من بطش المؤسسات الأمنية التي تضع نصب عينها مسؤولية رقابية لكل ما يُكتب او يُقال او يُصوّر تصل حد التصفيات الجسدية الرخيصة للكتاب والمثقفين الذين يتبنون ثقافة الضد الموضوعي والذاتي لثقافة الاستبداد ،ونتيجة ليقين الأنظمة الاستبدادية بانها تعيش في واد غير وادي الشعب ،فان عليها ان تعيش اكبر أكاذيبها وتسوقها من خلال جميع وسائلها ،فيحق ان يطلق عليها المثل (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس )وقد تنطلي هذه الأكاذيب على الأجيال الناشئة تحت تأثير غسيل الدماغ الإعلامي امام محدودية الإعلام الواعي واعتقاله في زنازين ومعتقلات ذلك النظام ،او إرهاب بعض عناصره ليقعوا تحت سطوة القوة المفرطة التي تسييس بها البلاد ،فيما يختار بعضهم منفاه فيعلن احتجاجه وتمرده على ذلك النظام ويقول ما يحلو وما يشفي الصدور او يروي الغليل ،ولو ان ذلك لا يصل الى قلب ميدان الصراع الا النزر ،او يقبع في حلقات النخب الثقافية المرعوبة او التي وصلت حد التداعي ما دامت قد فقدت الأمل بالخلاص من عهود الظلم والطغيان . فمازالت ذكريات الماضي لم تبارح أذهاننا ،وكيف أسس النظام البعثي الفاشستي ثقافته الفاسدة من قمامة الثقافات الإنسانية ،واصطنع له جيش من الإعلاميين وأشباه المثقفين من إمعات المجتمع العراقي ، ليكونوا فيما بعد أبواقه المخلصة والوفية له والمبررة لجرائمه والمنزهة لتسافله والمقدسة لصنميته ،وليقبع خيرة مبدعي العراق في مقابرهم أحياء او مقتولين او يقضون أجمل مراحل عمرهم في متاهات الكدح اليومي والحزن المستديم ،حتى حانت ساعة الخلاص اثر سقوط الصنم لتتحرر الأصوات والأقلام ،وتتزاحم القنوات الإعلامية بكافة أنواعها ،وتنفتح امام جمهورها الواسع في صراع جديد بين ثقافتين هما ثقافة العهد البائد بكل صلفها وحرفية صناعها الذين لم يستحيوا من إصرارهم على التبجح بانتمائهم القديم تلميحا او تصريحا،وقد استمدوا خبراتهم وتقاليدهم المهنية من مؤسسات ذلك النظام ،لذا نجد بعض الأسماء البعثية قد اقترنت بعدد من مواقع الانترنت او القنوات الفضائية العراقية او العربية وبعض الصحف وغيرها ،وان بعضهم اشد قسوة من الزمر الإرهابية التي فتكت بالأبرياء ،لاسيما وان هؤلاء هم قاعدة التحريض والتشويه وتسويغ أحداث القتل والخراب وترويج الفساد الإداري والمالي والإساءة للقوى السياسية المخلصة للتجربة العراقية الجديدة ،فيما تبرز مقابل تلك الثقافة قافة العهد العراقي الجديد بكل رموزها الراقية التي تمثل التراث الخالد لنضال الشعب العراقي ،وقد نفض الكثير من المثقفين العراقيين غبار الماضي عن أقلامهم وطاقاتهم ،باحثين عن الفضاء الرحب الذي ينبغي ان يتسع ليصل السواد الأعظم من المواطنين العراقيين سواء كانوا في داخل او خارج البلاد ،لكن التفاؤل المفرط لا يمكن ان يجعلنا نستعجل النجاح ،فمازال الخطاب الإعلامي للتجربة العراقية الجديدة يترنح تحت اخطر مفصل فيها ،وهو السعي نحو بناء ثقافة سلطة وليست ثقافة دولة ،وذلك قرين للخطابات السياسية للكتل والتيارات التي انفتحت في البلاد وهي مازالت متنافرة فيما بينها ،لأنها تقع تحت تأثير النظرة الضيقة لأهدافها الفئوية او الحزبية او الطائفية او العرقية ،وهنا ينبغي ان نفسر واقع وزارة الثقافة التي لم تصل الى مستوى الطموح ،كونها لم ترتقي الى مستوى التحدي ،بل وقعت تحت مشكلة المحاصصة الطائفية ،لكي تركل الى الخلف بعيدا عن الوزارات التي وقعت في سوق المزايدات السيادية او غيرها ،والصواب ينبغي ان تكون هذه الوزارة في المواقع الاولى للهرم التنفيذي كونها تقع في تماس مباشرا مع البناء الايديلوجي والعقائدي للمجتمع الجديد .
ثمة تجارب مرة مرت على الواقع الثقافي الجديد حين وقعت وزارة الثقافة أسيرة لقوى الإرهاب ولأيتام النظام الصدامي حيث استوزرها احد قادة الإرهاب وقد حكم عليه غيابيا بالإعدام ،فيما وقف بعض رموز الثقافة العراقية بلا حول او قوة امام الخلل الإداري والمالي وضعف الأداء لتنزف بكل سخاء دماء المفكر والكاتب والأديب كامل شياع ،ذلك الكيان الصلب الذي لم يطق البعد عن موطن نضاله السياسي والإبداعي فأعلن إنهاء عصر منفاه والعودة الى العراق بكل شجاعة ،أملا في ترصين جبهة التصدي لثقافة الضد والتأسيس لثقافة الوطن الجديد) عدت إلى العراق قبل عامين، تاركاً ورائي قرابة خمسة وعشرين عاماً من الهجرة القسرية. تلك العودة إلى ما حسبته ملاذي الآخر أو الأخير، عللتها لنفسي بأن فصلاً من حياتي صار ماضياً ينبغي طيـّه فطويته، وأن فصلاً آخر قد فتح إحتمالاته، على مصراعيها، أمامي فاستجبت إليه. لم أقصد أن أكون مغامراً حين مضيت في رحلة العودة التي لم أتخيلها منذ البداية نزهة في عالم الأحلام، ولم يأخذني إليها حماس رومانتيكي. لقد شعرت فقط أنني مدعو لرحلة نحو المجهول، وفي ذلك يكمن سر أنجذابي لها ( ـ من مقاله المنشور على موقع الحوار المتمدن يوم 1/9/2008 ـ لم يعبأ بالخطر المحدق به وهو يسير مواجها الإرهاب بكل ألوانه ،كما لم يعبأ بتوجس محبيه الذين وجدوا في تسنمه منصبه في وزارة الثقافة ،هو إعلان للشهادة الموقوفة لحين ان يتحرك سم الأفاعي في رؤوسها فتجده هدفا سهلا للنيل من شمعة أمل كانت تنير العراق فتعشي عيون الظلاميين . يقول في مقاله المذكور (وضعتني هذه الرحلة وجهاً لوجه أمام موت جارف ، وشيك وعبثي. لا اعني هنا بالطبع أفكاراً أو أخيلة أو هواجس تستبق حدث الموت الرهيب، بل حقائق ملموسة يمتزج فيها الموت بالحياة ويتلازمان في كل لحظة. الموت في مدينة كبغداد يسعى إلى الناس مع كل خطوة يخطونها، فيما تتواصل الحياة مذعورة منه أحياناً، ولا مبالية إزاءه في أغلب الأحيان. ما أكثر لافتات الموت السوداء في المدينة؟ كم من الناس واسيت بفقدان أب أو إبن أو أخ أو قريب؟ كم مرة قصدت مجالس التأبين معزياً؟ كم مرة وجدت نفسي عاجزاً عن إظهار تعاطفي مع ذوي الضحايا البريئة المجهولة لي؟ كم بكيت في سري حزناً على مشاهد الدماء المسفوكة في كل مكان؟) .
حرفية الحقد السلطوي تعرف كيف تنتقم لطغاتها ،وقد عدت الشهيد الخالد كامل شياع أفضل قربان ،لأنه ينتمي الى العراق بكل أعراقه وتاريخه ،ولأنه كنز من كنوز وادي الرافدين التي مازالت مخبأة بانتظار زمان ينتمي الى الشعب المظلوم .
اني أجد في فجيعة اغتيال هذا الرجل اختصار لفجيعة العراق ولرموزه العظيمة ،وهي رسالة الى القوى الوطنية بان أعدائها قادرون على الوصول الى مبتغاهم ما لم تراجع خطاباتها المحدودة الأهداف بحدود البحث عن السلطة دون البحث عن أسس بناء دولة المؤسسات ..



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتساب مدة الخدمة للمفصولين السياسيين بين النص والاجتهاد
- ماذا يحدث لو انقطعت الكهرباء؟!
- من حقيبة لبقايا جندي على مشارف المدن المؤنفلة
- الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ..مخاوف مشروعة ومفارقات ...
- خلية لإنضاج القوانين قبل الاختلاف او التصويت عليها
- الجرائم الأخيرة وعوامل تجدد موجة الارهاب
- استحقاقات الشعب بين السلب والإيجاب
- مكابدات المواطن العراقي وعوامل نجاح وتحديات العملية السياسية
- اضواء على وقائع جلسة نيابية
- الخبراء والمشاورين القانونيين متى يحين دورهم ؟!!
- التقارير الدولية مرايا متكسرة للصورة العراقية الصافية
- المبادئ الوطنية لاتفاق القوى السياسية واليات العمل
- قمة قيادات الكتل السياسية والرهان الواقعي على نجاح التجربة ا ...
- جبهة التوافق وغيرها ..اتفاقات غير موفقة لإفشال العملية السيا ...
- الشعب العراقي بين التحرر واجندة الاحتلال
- عندما يغادر ارهابيو القاعدة الخطوط الامامية ليتحصنوا خلف ظهو ...
- ضحايا النظام البائد و القوانين التي لم تر النور
- الإعلام الأمريكي ودوره في تمييع الحقيقة وصناعة القرار المشوّ ...
- صار اللعب على المكشوف ..وإلا فلات وقت جواب!!
- سحق رأس أفعى الإرهاب والخراب ولكن ألا تولد أفاع جديدة ؟!


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طالب الوحيلي - أي رسالة وراء فاجعة اغتيال الشهيد كامل شياع ؟!