أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس النوري - أمريكا تغيرت أم (أوباما) سوف يغيرها














المزيد.....

أمريكا تغيرت أم (أوباما) سوف يغيرها


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الكلمة التي تكررت وأدت لكسب أصوات الشباب الأمريكي (التغيير) والجملة السحرية التي قالها الرئيس الجديد أن قوة أمريكا لا تكمن في السلاح.

العالم العربي بدأ يستبشر للرئيس الجديد لكونه من لون بشرة مغايرة لجميع رؤساء أمريكا، وكأن للون أثر في تغيير الرأي الرسمي الأمريكي اتجاه القضايا العربية. ولعل الفلسطينيون سوف يرون سياسة أمريكية منحازة لهم وليس لإسرائيل. حتى إيران الإسلامية تتصور أن شبح الهجوم العسكري الأمريكي عليها يتحول لحوار سياسي هادئ. والحكومة العراقية والعديد من القادة السياسيين ينتظرون نتائج شهر العسل الأمريكي العراقي.

هناك حقيقتان فيما يخص الانتخابات الأمريكية حقيقة داخلية وحقيقة لسياسة خارجية. وطبقاً لهذا المنهج يختار المرشح جوهر حملته الانتخابية على أساس إحدى هاتين الحقيقتين ويبني سياسة العملية الانتخابية، وأن هذه المرة كان الفائز المرشح الذي صمم على أن السياسة الداخلية وأهميتها بحيث جعل هدف السياسة الخارجية من أجل انتعاش ورفاهية المواطن الأمريكي.

هذا ظاهر الحال، لكن هناك أمر مهم بخصوص أمريكا وهو أنها بلد المؤسسات ومن غير المنطقي أن يكون لرئيس منتخب جديد كل هذا القدر من التأثير والقوة بأن يغير سياسة واضحة المعالم ولقرون. أن تاريخ أمريكا حافل بقضايا وأزمات اقتصادية أم اجتماعية لكن مجمل الحلول اعتمدت على تحويل المشاكل ليتحمل العالم منه الجزء الأكبر أو بطريقة أخرى قبل أن تؤثر أي مشكلة على المجتمع الأمريكي تجد السياسة الأمريكية حلول من خلال نقل ساحة المعركة خارج الولايات المتحدة الأمريكية. وأن لجميع الحروب الداخلية والخارجية في العالم لأمريكا تدخل مباشر أو غير مباشر…ومن الخمسينات القرن الماضي كان الدور المهيمن للسياسة الخارجية الأمريكية بيد المخابرات والتغيرات كانت تحدث من خلال الانقلابات. كان هناك تغير لتحويل المسؤولية بيد البنتاغون والخارجية الأمريكية …حتى أنهم اتخذوا من الإعلام والتثقيف وغسل الأدمغة وسائل أخرى لتغيير الرأي العام العالمي لصورة أكثر إيجابية نحو السياسة الأمريكية.

الذي يهمنا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه العراق، وهو صلب الموضوع مع ظهور رئيس أمريكي جديد يؤمن بالتغيير ورفع شعار الحوار عوض السلاح خصوصا في المسائل الاستراتيجية نحو شرق أوسط جديد. وجزء من هذا المشروع هو العراق أو بالأحرى أعتبر العراق جسر العبور لتحقيق مشروع شرق أوسطي جديد. العائق الذي وقف أمام إنجاز المشروع في زمن جورج بوش الابن بعد أن بدأ خطواتها الأولى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب…هي دول إيران وسوريا وحزب الله في لبنان. العراقيون أطراف ترى أنه يجب عليهم أن يكنوا كل الاحترام والتقدير للرئيس جورج بوش الابن لأنه حقق أمراً كان يراه البعض من المستحيلات وهو إنهاء فترة حكم البعث ودكتاتورية صدام. وقسم آخر يرى أن أمريكا حققت هدفاً كان يحلم بها هتلر…وأن سيطرة القطب الأوحد على العالم لا يتم إلا بإخضاع شبه الجزيرة العربية ومجمل دول الشرق الأوسط للحكم الأمريكي المباشر وشبه المباشر.

أنا لا أتفق مع الذين يرون الخير كله في الرئيس المنتخب الجديد…لأن أمريكا بلد المؤسسات ومن غير الممكن لا لهذا الرئيس ولا لغيره أن يتخطى جميع سياسات المؤسسات الأمريكية وضرب جميع الخطط الإستراتيجية بخصوص المنطقة وإنهاء الحلم الأمريكي الأكبر وهو تحقيق سيطرة القطب الأوحد على العالم فعلاً وعلى أرض الواقع وليس شعاراً أو من خلال الضغوط الاقتصادية والسياسية فقط. التغيير الذي يتحدث عنه أوباما هو تغيير الفكر الأمريكي وتغيير الفكر العربي المعادي لنظرة متفائلة وتعامل إيجابي لأنه أقل خسارة وله مردود أكبر…قد يحقق بعض الشيء، ولكن سرعان ما يحاط بمسؤولين ومستشارين وتتكاثر المشاكل الداخلية وتزداد التهديدات الخارجية على المصالح الأمريكية فيأخذ المسار المتعارف عليه وقد يستعمل القوة بشكل أكثر إفراطاً وأكثر بطشاً من أي رئيس سابق، وأتصور السبب أنه من جلده أخرى وهذه فرصة تاريخية لأفارقة الأمريكيين وحلم كان يحلم بها قادة سود منذ قرن أو أكثر.

هل أمريكا سوف تسحب قواتها من العراق في ضل الرئيس الجديد…كلا.

أن أهم ما يمكن قوله بخصوص العراق أن الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد موقعة من توقيع السيد رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكي جورج بوش بما يسمى (المبادئ العامة) لكل الوضع الداخلي العراقي وطبائع المجتمعات العراقية غير مهيأ لقبول حدث ضخم من هذا الوزن…لأن في عقلية العراقيين أمريكا عدوة الشعوب…وأمريكا لم تفعل أي شيء في هذا الجانب. أوباما سوف يبدأ بالتغيير من خلال استخدام عاملين العلم والمعرفة للتحول العالمي الجديد. أوباما يحلم بحضارة عالمية جديدة متطورة…وهذا سوف يؤثر تأثير إيجابي على الوضع العراقي، ولكن بحاجة قادة سياسيين بمستوى العلم والمعرفة. وسوف نرى تغيير كبير في الأشهر الأولى، وسيكون انسحاب عسكري شكلي لكن سيشغل محل كل جندي جنديان بلباس مدني. حتى ولو أنهم يعتمدون على جيش آلي وتكنولوجيا حديثة تعوض الجيش وهذا التوجه الجديد.

وكل ما حدث وسوف يحدث سياسة أمريكا لا يمكن لرئيس أبيض أو ملون يشكله وإن كان له أثر ولكن من غير المنطقي أن يكون له تأثير كامل. أمريكا لم يبنيها شخص أو عدد من الرؤساء أمريكا في طفرتها العلمية والحضارية والاقتصادية وغزوها للفضاء والمحيطات وأعماق الأرض بنتها إدارة ونظام في تطور دائم ومستمر وفق دراسات مستقبلية تتطلع للأفضل لشعوبها.



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الدولة العراقية - الحديثة (مرجعية الدستور- تكلمة)
- نظرية الدولة العراقية - الحديثة (الأسس الدستورية)
- الدولة العراقية- الحديثة (الدولة الاتحادية)
- نظرية الدولة العراقية - الحديثة بين الواقع والتطبيق
- نظرية الدولة العراقية - الحديثة
- تجديد الحضارة أم محاولة لإبداع حضارة جديدة، وهل مسموح التجدي ...
- لما يراوح العرب....وتقدم الغرب؟
- منظمات حقوق الإنسان تقدم الحكومة للمحاكم
- منظمة الشفافية - جوائز للأوائل
- الانقلاب العسكري والحديث الساخن
- من وراء انتشار الأوبئة - عملية إرهابية
- الإنسان العراقي مجبر على وضعه ...من يغير؟
- البطالة في العراق وقود الإرهاب
- التجسس الأمريكي على القيادات العراقية
- كرامة العراقيين فوق المعايير الدلوماسية
- حياتي أم حياتك...أيهما أفضل
- السياسة الخارجية العراقية ليست في مصلحة الإنسان العراقي
- نداء الإنسانية لأصحاب الضمائر
- الإعلام العراقي المنتمي ...مرضٌ مزمن!
- لكل من يسأل عن كركوك


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس النوري - أمريكا تغيرت أم (أوباما) سوف يغيرها