أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - اوباما ، كان لا بد منه














المزيد.....

اوباما ، كان لا بد منه


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا، و أخيرا، أصبح باراك اوباما ، الرجل الأسود ، سيد البيت الأبيض الأمريكي. إنه التغيير الحقيقي بل الايجابي ومكسب مهم للمستضعفين، ولو شكليا، الذين كانوا يتعرضون للتمييز والتفرقة العنصرية بكل أنواعها ، في أمريكا . لأول مرة ينرشح رجل أسود لانتخابات الرئاسة ويفوز بها، و لأول مرة أيضا امرأة تترشح للرئاسة في الولايات المتحدة ، وهي هيلاري كلينتون.
لقد كان الناخبون، كما ألفنا دوما، محصورين بين خياري السيئ والأسوأ ، فأرباب الثروة و النفوذ من أصحاب الشركات و الاحتكارات العالمية ، و تحت الضغط من الأسفل ، أي الضغط الجماهيري ، وحقائق الأزمات الداخلية ، والسياسة الخارجية ، رشحوا شخصين لن يخرجا عن دائرتهم ، ولن يتجاوزا خطوطهم الحمراء، ليصوت عليهما المواطنون .
فالطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية لها وسائل أعلامها ، وتكتيكها الخبيث، وشعاراتها البراقة ، لتضليل الجماهير وإلهائها عن مشاكلها الحقيقية ، ومصالحها ، فتصبح أمام خيار وحيد وهو " أن عليهم أن يقبلوا في هذه الأوضاع الحساسة الخيار بين السيئ والأسوأ" . كما تستمر الميديا البرجوازية تنهال على رؤوس المواطنين دافعي الضرائب ،بمطرقة " لو يقاطع الناس اليوم هذه الانتخابات ، فيخسرون غدهم أيضا حيث تسوء الأوضاع أكثر ، لذا فلابد لهم من القيان بعمل ما اليوم وليس غدا". لهذا لم يكن غريبا ان يصوت رموز وشخصيات اليسار التقليدي والقومي مثل الفنان الشهير بوب ديلان لاوباما. و لم يكن عجيبا أن يصرح رئيس حزب اليسار السويدي بعد الاعلان عن فوز اوباما بأن 8 سنوات من المآسي قد انتهت.
و الإعلام الامبريالي لا ينفك يجلد المواطن العادي الذي يكد في سبيل تأمين خبز العيش ليومه ، وليس لغده، دافعا إياه إلى نفق الخيار الوحيد ، وفق كذبة " حق المواطن في تقرير سياسة حكومته و تأمين مستقبله , مستقبل أولاده. وإن غاب عن الانتخابات ، سوف ينتهز العدو الفرصة للفوز" ويتم أيضا تصوير العدو ، على شكل ابن لادن ، و الإسلام والشيوعية . و إن ما يساعد الإعلام البرجوازي تلك الغريزة المتوارثة من العصور السحيقة، والتي كانت سر ّ بقاء البشر طوال آلاف السنين، وأشعرتهم بالأمن والأمان.
إن السلوك البشري الجمعي يشبه في أحيان كثيرة غريزة القطيع الحيواني، إذ تبدر من الجماعة البشرية ردود فعل غريزية موروثة من الحياة البدائية. غزالة في القطيع المتجمع عند نبع، أو ساقية، تقفز، أو يستفزها صوت غريب، فتطلق بقية الغزلان و المعزى البرية سيقانها للريح مرعوبة بدون أن تتأكد من حقيقة الخطر المتخيل.
مثل تلك المشاهد نألفها عند الجماعات البشرية أيضا، وخصوصا حين يفتقدون إلى وعي، وتنظيم علمي حديث، ويكونون على وعي طبقي مشوه. فسلوكهم في هذه الحالات غريزيا، فهم يحدقون في بعضهم البعض مذهولين، ينتظرون علية القوم، أي الطبقة الحاكمة، كيف يلعبون بمصيرهم ، ويرسمون مستقبلهم.
ليست ثمة طرق أو أساليب لقياس درجات العنصرية، إذ أن عوامل " لون البشرة" والعنصرية الخفية والمكشوفة في لحظات الاقتراع حقائق لا يمكن إنكارها في المجتمع الأمريكي. فهذه العوامل أصبحت على المحك مرة أخرى في الانتخابات الأمريكية. وإن الديمقراطية الأمريكية ديمقراطية تمثيلية مرفوعة إلى قوة اثنين، بسبب أن المواطنين لا يملكون قرارهم وعليهم الانتظار أربع سنوات بانتظار التغييرات في الوجوه ، وأنهم في كل أربع سنوات يتغير ممثلوهم الذين يصدرون قرارات باسمهم ، ويحددون مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة أيضا. وإن الديمقراطية الأمريكية ليست مبنية على رأي الأكثرية الناخبة . فعدد نواب كل ولاية أمريكية يحسم نتيجة الانتخابات الديمقراطية.
فالفائز بأكثرية الأصوات في كل ولاية يفوز بكل الأصوات فيها . والفائز ليس بالضرورة هو الحاصل على النسبة الأعلى من أصوات الناخبين من مجموع الأصوات في كل البلاد.
وإن ما يحسم نتيجة الانتخابات هو أكثرية أصوات مندوبي الولايات المختلفة في الولايات المتحدة . أي أن الفوز يعني 270 صوتا من مندوبي الولايات ، لا أكثرية أصوات المقترعين في صناديق الاقتراع. إن حقوق العمال و السود والنساء في التصويت والترشح هي مكاسب تحققت اثر نضال حركات المجتمع المدني و الاشتراكية و تم فرضها على الديمقراطية الأمريكية فرضا.
إن اوباما أو أي مترشح آخر لانتخابات الرئاسة في أمريكا، بغض النظر عن اختلافهم في لون البشرة و الاتنية والدين ، لا بد أن يمثل مصالح الطبقة الحاكمة في مواجهة الطبقة العاملة وجماهير الكادحين. فالفروق ليست جوهرية ، ولا شك أنها تعتبر نزعات متنوعة في طبقة واحدة. لقد تعب المواطنون الأمريكيون من سياسة إدارة بوش والمحافظين الجدد في كل الميادين. لذا تولد التفكير في التغيير .
أما حديث التغييرات في السياسة الأمريكية فحقيقة واقعة، سواء داخليا أو خارجيا. فالمستنقع العراقي يمثل ركنا أساسيا من تلك الحقيقة. وفشل سياسة المحافظين الجدد " النيو كون" الاقتصادية والمالية المتمثل في الأزمة المالية والاقتصادية فرضت تغيرات على سياسة الدولة واتخاذ إجراءات لحماية البنوك والشركات الرأسمالية من الانهيارات الكلية. وتراجع أمريكا عن مركزها كقوة عظمى وحدة ، وزعيمة القطب الامبريالي . فالطبقة الحاكمة تضع أملها ورجاءها في اوباما لاسترجاع مواقعها السابقة. لكن الحقيقة أن أمريكا ، وأية قوة امبريالية لم تعد وحدها تتحكم بمصير العالم، فأن أوضاع المجتمع الأمريكي ، و مركز أمريكا هي نتاج الصراعات المختلفة في الكون ، وأن الحركات المناهضة للحروب ، و اليسار والحركات الاشتراكية أصبحت عاملا للضغط والتأثير على السياسة الدولية والعلاقات بين الدول.
2008-11-05



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني
- نهاية التاريخ ، أم نهاية الريغانية والتاتشرية؟
- أغنية - بطل الطبقة العاملة- لجون لينون
- عشرة أيام هزت العالم
- تأملات في ثورة أكتوبرالاشتراكية العظمى
- The end of the American dream
- حديث التغيير في الانتخابات الأمريكية
- أين اليسار الاشتراكي في كُردستان العراق؟
- قصيدتان للشاعر السويدي أيريك آكسل كارلفيلدت
- عطش في خانقين وتناطح على الثروة والنفوذ
- الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز
- سولجنستن.. رأي آخر فيه
- أهالي كركوك ضحايا القوى المتصارعة على النفوذ في العراق
- برعم الحزن وقصائد أخرى لفروغ فرخزاد
- الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة
- ثلاث قصائد للشاعرة الفنلندية أديت سودرغران ( 1892_ 1923)
- حين تنسف مدفعية الأخوان المسلمين أوثان القوميين
- أمريكا الصغيرة / قصيدة لبابلو نيرودا
- صهيل الأفق الأحمر فوق نهر - مالمو -
- من قصائد قرّة العين(1815_1852)


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - اوباما ، كان لا بد منه