عدنان شيرخان
الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اهدت الولايات المتحدة الى دول العالم تجربة ورسالة جديرة بالاحترام والاهتمام، عندما اوصلت الديمقراطية كآلية للحكم اليوم باراك اوباما الى سدرة الحكم، ضاربة بعرض الحائط لون بشرته واصله. الحكاية بسيطة ولكنها مستحيلة الحدوث في دول العالم الثالث، لاسباب معروفة تتعلق بالتقاليد الاجتماعية والسياسية البالية، والتي تنم عن نظرة دونية للبعض من مكونات المجتمع، ووضع خطوط حمراء مستحيلة امام وصولهم الى مراكز مرموقة في الدولة، فلا تزال دول عديدة وتصر وتطالب بنقاوة العنصر والعرق الى الجد السابع، وقوبل تسنم السيد جلال طالباني رئاسة الدولة في العراق بتهكم كان وراءه نظرة عنصرية بغيضة.
فوزساحق مبهر لمواطن من اصول افريقية (كينية)، ابوه اسمه حسين، ثمة شكوك في اعتناقه الاسلام ، يقود حملة شجاعة تحت عنوان ( التغيير) الذي تحتاجه اميركا.
اثبت الشعب الاميركي انه لا يعترف باي خطوط حمراء فيما يتعلق بمن يصل الى البيت الابيض، وان اميركا كما وصفها اوباما بلاد الفرص والديمقراطية في خطاب النصر البليغ والرائع، ولم يكن خطاب منافسه مكين بأقل منه عمقا وبلاغة، هنأ خصمه، واعترف بالهزيمة بروح رياضية عالية، وركز على ان المهم خدمة البلاد، وان فوز خصمه كان تاريخيا.
نحن عطشى وفي شوق قاتل الى مثل هذه الروح العالية والممارسات ( الخيالية) البعيدة عنا بعد السماء عن الارض، واين السياسة والسياسيون عندنا من هذا الاداء الرائع المذهل، تعلموا منهم ياسادة ياكرام، المهم هو وضع العراق ومصلحته فوق الجميع، وكما فعل مكين واوباما.
تحية كبيرة الى بلاد الفرص والديمقراطية، الى الشعب الاميركي الذي ضرب مثلا رائعا، واعطى درسا بليغا لبقية الشعوب ...
#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟