|
الصمت الخانق للمثقفين المرتبطين بالقوى المحافظة في العراق ايضا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 09:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من الظواهر المكشوفة في الصراع العام السياسي الاجتماعي في الساحة العراقية هو عدم ابداء اي موقف او راي واضح و ضروري من قبل المثقفين المرتبطين بالاحزاب و الكتل و التيارات السياسية المحافظة حول اية قضية هامة بشكل قاطع و مسموع ، بل بدورهم فسحوا المجال و تركوا هذا الواجب المفروض تنفيذها من قبلهم الى الفقهاء و الائمة و السياسيين ، و كانهم دخلوا في السبات و ينتظرون ما يؤول اليه الوضع ، و ما يعتقد انهم ولو بشكل غير مباشر او من مستلزمات الظروف الذاتية بهم اوصوا المتخصصين الدينيين للتعبير عن ارائهم و مواقفهم التي هي في لب فكرهم و ثبات كيانهم و في مقدمة المباديء العامة لهم. و عند التدقيق و التحري ترى ان اراء الناطقين لا تعبر عن مواقف و اعتقادات و افكار و نوايا المثقفين المرتبطين بهم للظروف المعلومة للجميع، بل المواقف و الاراء المعلنة تعبر عن النظرات الايديولوجية و السياسية لاحزابهم او بالاحرى لمموليهم. و الامرٌ في الامر فيما يلاحظ الجميع ان المسؤولين و القادة السياسيين المسيطرين على زمام الامور في الحزب والسلطة لا يملكون الجراة الادبية اللازمة و الشجاعة الفكرية و الممارساتية و الخطابية للتعبير عن مضمون مواقفهم بشكل صريح ، و لذلك عند التحري والبحث والاستكشاف في وسائل الاعلام و المنشورات لم نر مقالا او رايا ثقافيا سياسيا علميا موضوعيا يعبر عن موقف جهة حول المواضيع الثقافية الاجتماعية السياسية الساخنة او ما تمس الركائز العامة لبناء الدولة و المجتمع و المستقبل بشكل يوفي الموضوع حقه. لو قيًمنا ما موجود من القادة السياسيين البارزين من اعضاء المكاتب السياسية و اللجان المركزية و ماشابهها من العناوين لم نشاهد ولو نسبة بسيطة جدا من نتاجاتهم الثقافية السياسية لبيان رايهم العلمي الجلي و الواضح،و جلً ما نتلمسه هو تصريحاتهم السياسية اليومية التكتيكية في صراعاتهم ، بل لو بحثنا بجدية لكشف الحاملين للعقلية الثقافية و من له الاصدارات القيمة المعتبرة فلم يعبر عدد اصابع اليد ، و هذا ما يصعب كافة الامور و ما هو منشود لمستقبل العراق. ما يخصنا هنا في تحديد المثقفين المرتبطين بالاحزاب المحافظة التي تسيطر على الوضع في هذه المرحلة ، هم ممن يحملون العقلية التقليدية الطقوسوية، و كل ما يفكرون به هو الصراع و محاربة الاصلاحيين المنفتحين امام الحداثة و الانسانية و العالمية . و لهم قوة الخطابات الشخصية الايديولوجية مما يثبٍط عمل و موقف و فكر الشخصية الاصلاحية التجديدية التقدمية التي تزامله في كيانه السياسي او الثقافي المرتبط باتجاهه و تياره. و امام تلك الخطابات النارية التقليدية التي لا منازع لها لم ينبس المثقف و ان كان في نفس الموقع ببنت شفة ، و عليه لم تُسمع الاراء و المواقف الموضوعية و العلمية حتى و ان كانت صادرة عن الافكار التقليدية المنغلقة او الاصلاحية المنفتحة. و من الاساليب الاخرى المتبعة مع الاصلاحيين في القوى الاخرى او في نفس الكيان و الجهة هو عدم الحوار و التجادل و السجال مع الاصلاحيين و الحداثويين و جل عملهم هو اعتمادهم على القاعدة الجماهيرية التي ترتبط حجمها و مساحتها بالتاريخ و الواقع الاجتماعي المحافظ لهذه المنطقة ، و اهتمام شعوب المنطقة بالروحانيات و ارتباطهم بالعادات و التقاليد المحافظة و البالية، و لم يرق الى التوافق والتفاهم مع التيارات الاصلاحية و الحداثوية التقدمية التجديدية في المجتمع . و من هذا المنطلق و الواقع المفروض ، نرى ما تسير عليه القوى المحافظة التقليدية هو مسح دور المثقفين الاصلاحيين و حتى من المحافطين انفسهم ايضا و ترك الساحة للفقهاء و ائمة المساجد و المرشدين الروحانيين ، و هو ما يصرون عليه لكتم الافواه و الغاء الاخر و تسقيطه ، و في المقابل ترى العلمانيين و المنفتحين يتجهون نحو الحوار و كشف المستور و الاعلان و الشفافية و الحوار العلمي الموضوعي الدقيق في الصراعات و في جميع القضايا العامة و الخاصة، و هذا عكس ما يعمل به المحاقظون ، وهذا التوجه للقوى التقليدية يجعل المثقف المرتبط بها او خارجها يعيش في الصمت الخانق ، و هو ما يفرضه هذه الظروف الذاتية للمثقف و الظروف الموضوعية ذات العلاقة للقوى و للمجتمع بشكل عام.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضمان حرية الفرد نتاج النظام السياسي و الثقافي المترسخ في الب
...
-
نبحث عن اي نظام سياسي في العراق؟
-
قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق
-
ضعف القوى اليسارية في الشرق الاوسط
-
ما بين الثقافة و السياسة في العراق
-
تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
-
كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
-
عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!
-
اية ديموقراطية تحل الازمات في العراق؟
-
لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
-
لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
-
حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
-
تفشي حالات الشذوذ في العراق
-
اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام .....
...
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام......
...
-
انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
-
السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
المزيد.....
-
مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه
...
-
-أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟
...
-
يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات
...
-
سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
-
سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
-
أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
-
البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
-
قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو
...
-
ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
-
رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ
...
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|