أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - قراءة في مدونة يوميات إنسان














المزيد.....

قراءة في مدونة يوميات إنسان


إبتهال بليبل

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:51
المحور: الادب والفن
    


إنسانة عراقية مهمومة بالوجع العراقي ، تعبر في مدونتها عن صبرها وتوقها لإطلالة يوم جديد ، تتخذ من الليل مخلوق وتحاكيه بشفافية عالية لتقول له ( وأنت أيها الليل !!..محراب العابدين ..وصومعة المبتلين ..وسمير العاشقين ..وأنيس المسافرين ) ... لتحاول أخبارنا من خلال مدونتها ، عن طيرانها بوصف الهم اليومي ، الواقع الرتيب ، تجعل كل من يقرأ مدونتها يحلق في أجواء المكان والزمان الذي تصفهُ ، بالطيران ، على أيامنا المتكررة ، لأن الإنسان لم يجد فقط ليسير على الأرض ، ويقف ينتظر قطار الأيام يمر عليه فقط ، بل أنه يستطيع الطيران أيضاً ، وكل ما في هذا الكون يحاول دائماً أن يمنعنا من الطيران والتمتع بالتحليق ، وان كل الأنظمة الاجتماعية والمعوقات اليومية ما هي إلا كحزام آمان ، تلجمنا باستمرار بواقع لا نستطيع فيه الطيران ، لكننا نجد في مدونتها إنسان يقرر الطيران ، نحو إطلالة فجر يوم جديد لتقول ( أخذني الخاطر الذي كاد أن يغفو عند إطلالة فجر يوم جديد ..بعيداً إلى كل من حُرم من هذا الجو المنعش - على الرغم من قسوة أن تفقده بعد انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ..فتعود لتعاني الحر مرة أخرى والأقسى من حرمانه بالمرة أن تعقد تلك المقارنة التلقائية في نفسك قسراً بين قبل وبعد !!..والإزعاج الحاصل من الانتقال بين وضعين مختلفين تماماً ,أضف إلى هذا كله تلك الإمراض التي تأتيك من تغير درجات الحرارة المفاجئ والمتكرر يومياً من رشح وزكام وغيره ، عندها ستدرك إننا في النعم ليس متساوون ..نعم هناك الكثير من الناس من يفقد ما أنت فيه من نعم وقد تتحدث عن شيء بتأفف بينما الأخر ينصت إليك بحيرة فيها الشيء من الحسرة ..على ما أنت فيه من حال ..وقد تراه يتمم في سره " شوف البطران اشلون يحجي ؟! ..عباله كل الناس مثله في خير ونعمه..!!"هنا نجدها ، يركض الدم في جسدها وتحس بملايين الانفعالات لتثبت للجميع بأنها رغم المعانات فأنها حية فعلاً ، لتؤكد أن الكثيرون يولدون ويموتون دون أن يعيشوا خلال مكوثهم الطويل يننا حتى ولو كانت لثواني ...
في مدونة ( يوميات إنسان ) تجسد الكاتبة حقيقة الموت من خلال عجائز أيام زمان ، وكيف أن الإنسان الحالي يجوع إلى التحليق عن أرض المكرسات التقليدية والواقع الموروثة ، لتذكرنا بعشاء الأموات وتقول (من الأشياء التي علقت في بالي ومازلت اذكرها بوضوح ..إخراج ما يسمى بعشاء الأموات ،هي سفرة صغيرة متواضعة لا يغلب عليها التنوع في أطعمتها تخرجها عجائزنا من طعامها وخاصة فترة العشاء ..تعطى للمحتاج من فقير أو مسكين أو يتيم أو ابن سبيل ، الحاجة بهية حرصت طوال عمرها أن تعطي عشاء الأموات وكل يوم لمستحقيها. اذكر في أحد المرات أرسلتني بصينيتها الصغيرة التي احتوت بعض من طعام عشائها لجيرانها من الأخوة العمال العرب المغتربين ..إذ أُخبرت أنهم مقطوعون عن بلدهم ..لم تكن ترسل هذا الطعام ثواب على روح ابنها الذي مات شاباً بل على روحها هي !!! إذ كانت تعتقد أنها أولى بان تخرج من رزقها الذي كانت تكدح لكسبه في عملها المتواضع في بيع حاجات نسائية بسيطة ..أي نعم كان تقول " اطلع عشاء الأموات على روحي ...جائز بعد ما أموت ما يذكروني بناتي وأولادي .."
ربما من أسطر هذه الإنسانة العراقية نتعرف على حكمة رائعة وهي أن الحب وحده هو تذكرة سفر إلى عوالم أخرى وأقصد بها هنا عوالم تتحدث عن تاريخنا الشعبي وتقاليدنا ، وكما قيل يوماً ، أن جسد الحبيب قاربه وذراعاه مجدافه ، وككل الرحلات قد يتحطم الشراع وتتعطل البوصلة ويلتهب الكوكب ويستيقظ بطلها ، وقد هوى من شاهق محطماً عائداً إلى مستنقع الحياة اليومية ، لكنها رحلة تستحق المغامرة ، وقد يحيا خلالها ، هو لا ، أسمه ، في سجلات التاريخ ، أكثر بكثير مما نتوقع ...
ليظل الإنسان يحلق في يومياتهُ بطريقة عتيقة ، و هي طريقة ( الحب ) والتي هي أثمن تجربة إنسانية يمكن للإنسان أن يمر بها ، لكن ، هل يا ترى يُحسن المرور من خلالها ويمتعض منها ؟؟؟ أم يخرج منها كمن لم يدخل إليها بتاتاً .



#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الرأسمالية
- النظر الى الخلف قليلاً
- أمهاتنا.. جداتنا
- هواجس الأم العراقية من وباء الكوليرا
- سلسلة هموم آمراة / آدم وحواء
- تحقيق / إنسانية المرآة العراقية بوجود الرجل أو فقدانهُ
- تحقيق / أبني يكره المدرسة والواجبات المدرسية
- التخلف الفكري الحلقة (3)الحنين للماضي أصبح سمة رئيسية من سما ...
- ملعونة .
- الجرح
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الرابع )جذور العنف ضد النساء والأ ...
- التخلف الفكري الحلقة ( 2) -لو كنت لا تملك لي ، الذي لا أملكه ...
- فن التصوير الفوتوغرافي ودوامة الحياة
- التخلف الفكري الحلقة (1) لا سلطان على العقل إلا العقل ذاتهُ
- سلسلة هموم امرأة / لا أمارس الحرب للحرب
- سلسلة هموم أمراة / اسطورة الرجال
- خلود برزخي
- ما الذي ينتظرنا من باراك حسين أوبا ما ؟؟؟
- ذلك كل ما تبقى في حناجرنا ..
- ثقافة العنف وجذوره ( الجزء الثالث ) التحررية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبتهال بليبل - قراءة في مدونة يوميات إنسان