|
لقد وُلِدَ الشاعر قبل خلق الكون بمائة عام بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل رسول حمزاتوف 3 تشرين الثاني
إبراهيم إستنبولي
الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:41
المحور:
الادب والفن
أرجوكم ، أيها الناس ، كرمى لله ، لا تستحوا من طيبتكم . لم يعد ثمة أصدقاء كثر في الدنيا ، فاحذروا أن تفقدوا أصدقاءكم . ###
أيها المسافر ، إذا لم تعرج على منزلي فليسقط البردُ و الرعد على رأسك ، البَرد و الرعد . أيها الضيف ، إذا لم يرحب بك منزلي فليسقط البرد و الرعد على رأسي ، البرد و الرعد . ###
عندما سأغادركم في طريق طويلة إلى ذلك المكان ، حيث لا عودة منه ، فإن الغرانيق و هي تطير حزينة ، سوف تذكركم بي . ### سئل أحد الطلاب الآفاريين عند الامتحان في المعهد الأدبي : ما الفرق بين الواقعية و الرومنطيقية ؟ و بما أنه لم يكن قد قرأ شيئاً عن هذا الموضوع ، فقد فكر قليلاً ثم أجاب : الواقعية هي حين ندعو النسر نسراً ، و الرومنطيقية هي أن ندعو الديك نسراً . انفجر الأستاذ ضاحكاً و وضع له علامة النجاح . ###
كان أبي يقول : لا تمزح مع النار ! كانت أمي تقول : لا ترمِ الحجارة في الماء ! ### أياً كان الذي تقابله في الطريق ، عدواً كان أو صديقاً ، فهو إنسان مثلك تماماً ، فلا تنس ذلك و أنت تحمل خنجرك . " حفر على خنجر " ###
الفتى غير العاشق لا تحق له كتابة الأشعار . ###
تحزنني الشجرة التي لا تغرد عليها العصافير .
من قصائده : 1- الغرانيق
يبدو لي أحياناً ، أن الجنود ، الذين لم يعودوا من المعارك الدامية ، لم يدفنوا في ترابنا يوماً قط ، بل تحولوا إلى غرانيق بيض .
و هم منذ تلك الأيام البعيدة و حتى الآن ما زالوا يطيرون و يبعثون إلينا النداء . أليس لهذا غالباً ما نصمت بحزن و نحن نتطلع إلى السماء ؟ و اليوم ، في وقت المغيب ، أرى عبر الضباب ، كيف إن الغرانيق تطير في انتظامها المعهود ، كما كان الجنود في الأرض يمشون .
تطير و تختتم طريقها الطويل و هي تستدعي بعض الأسماء . أليس لهذا و منذ الأزل تشبه اللغة الآفارية نداء الغرانيق ؟
يطير و يطير في السماء سرب تعِبٌ – يا أصدقائي السابقين و أحبائي . و ثمة في رتله فراغ صغير – ربما ، هذا المكان يعود لي !
سيحين يوم ، و سوف أطير مع سرب الغرانيق في مثل هذه الظلمة الزرقاء ، منادياً بصوت الطيور من تحت السماوات جميع أولئك الذين تركتهم على الأرض .
2 – إذا كان ألف رجل في العالم إذا كان ألف رجل في العالم مستعدين لأن يتقدموا لخطبتك ، فاعلمي ، أنه بين هؤلاء الألف رجل أكون أنا – رسول حمزاتوف .
و إذا ما أغُرِم بك منذ زمن بعيد مائة رجل دماؤهم تجري كالهدير ، فليس بالغريب أن تكتشفي بينهم جبلياً اسمه رسول . و إذا ما أُغرم بك عشرة رجال حقيقيين ، دون أن يخفوا نيران حبِّهم ، فمن بينهم ، و أنا أهلل جزعاً ، سأكون أنا أيضاً – رسول حمزاتوف . و إذا جُنَّ بك واحد فقط ، يا مَن لا تهوى الوعود ، فاعلمي ، أنه جبليٌّ من قمم الضباب باسم رسول . و إذا لم يغرم بك أحد و حزنتِ أكثر مع أمسيات الغروب ، فاعلمي أنه في السفح البازلتي للجبال قد دُفِن رسول حمزاتوف .
4- ورود شيراز إلى ميرزو طورسون – زاده
تكلل كَرْمةُ الأشعار صدرَ كلِّ قَرن . أنت تذكر ، يا ميرزو ، كيف إن ورود شيراز ودّعتنا و إياك عند الرحيل .
قد يكون ، لا تُحسَد قسمة غيرها ، حيث قبة الصبح مليئة بالزهور . و مهما انقضى من وقت عليها ، فإن حافظ لن يدعها تذبل .
ها قد تصاعدت فوق المدينة أولى العواصف الرعدية و راحت تحلّق أوائل الخطاطيف . إنك تذكر ، يا ميرزو ، كيف إن الورود بدَت كما لو لبست الخُمر و هي تودّعنا .
راحت تهمس لنا : " من الإثم العجلة ، لتؤجّلوا سفركم و لو ليوم واحد . و ستنكشف وجوهنا أمام ناظركم ، كما لو أنها أجمل عرائس شيراز .
صدٌقني ، يا ميرزو ، كنتُ قادراً لأن أمتِّع ناظري بجمالها منذ الفجر و حتى المغيب . آه ، يا ورود شيراز ! و قد تغنّى بها حافظ يوماً ، فإنه لن يسمح لها أن تذوي !
5- مِن أين أنتِ ، أيتها الفتوة ؟
مِن أين أنت ، أيتها الفتوة ؟ " " أنا من كل صوب ! " " مَن ستكونين للعالَم ؟ " " سوف أكون يوم الغد " .
" وأين تبنين أعشاشك ؟ " " على جروف الأمل " . " و من هم الغرباء عنك ؟ " " الأغبياء و الجُّهال " .
و مَن هم ، أيتها الفتوة ، أبطالك في الحياة ؟ " " أحرار جميع البلدان من أيام طروادة ! "
" بماذا تشتهر دروبك في الدنيا ؟ " " ليست شديدة الانحدار , و ليست مطروقة جداً " .
" و أين تبدأ دروبك تلك ؟ " " هناك ، حيث ترك الآباء آثار أقدامهم "
" بماذا يُقارَنُ الحب لديك في وقتنا الحاضر ؟ " " إنه يشبه النار الخالدة " .
" و الكراهية إذن بماذا تقارن – مع اليوم الذي مضى ؟ " " لا ، هي أيضاً تشبه النار الخالدة " .
" لأية قبيلة ، تنتمين أيتها الفتوة ؟ " " أنا ابنة أصيلة لشعبي الأصيل " !
" و أية لغة تتكلمين ، أيتها الفتوة ؟ " " أتكلم اللغة ، التي لا وجود فيها للنميمة
تلك اللغة ، التي لا يوجد فيها تملّق " . " و بماذا تشتهر لغتك ؟ " " بأصول الشرف ! "
" و ما هي الأنشودة ، التي لا تفارقك ؟ " " حيث تتناغم الرقة مع الرجولة ! "
" و ما حاجتك لذلك ؟ " " ليكون الغناء من القلب ! " " و هل ستظلين فتية لفترة طويلة ؟ " " إلى الأبد ! "
6 - أحبك ، يا شعبي الصغير
تُحسنُ لقاء الحزن بصرامة ، من دون دموع ، بلا حيرة ، و تجيد أنتَ السعادة من دون أن تتباهى . أليست أغانيك هي التي تشبه طيران النسر البطيء ، و الرقصات – مع الفارس ، الذي يطير حصانه ، و قد نسي اللجام . لم يبهت طبعك الأبي ، و العبرة في كلامك تعيش . أوه ، كم أحبك بقلب جبلي أنتَ ، يا شعبي الصغير ! في زحمة الجبال ، حيث من الضباب مجدول قيد غليظ . قلبك دائماً مفتوح ، و واسع دوماً كما السهل . القطارات ترعد عند قدميك ، و من على كتفك تُـقلع طائرة . أحبك ، كابن دولة جبارة ، أنتَ ، يا شعبي الصغير !
#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغرنوق العاشق - بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل رسول حمزاتوف
-
موسكو و الحَمَام .. و الحب ( بمناسبة مرور خمسين سنةعلى مهرجا
...
-
موسكو – المدينة من طابقين
-
الصراعات السياسية في القرن العشرين - روسيا نموذجاً
-
كيمياء المشاعر - قطط حمراء و فئران زرقاء
-
إسحاق بابل I. Babel - دي ساد الثورة الروسية
-
يفغيني الكساندروفيتش يفتوشينكو Yevgeni Yevtushenko- ... أكثر
...
-
لا حياة لمن تنادي .. أو عبثية الكلام
-
كل شيء يغرق في الرياء - قصائد للشاعر الروسي بوريس باسترناك
-
قصائد للشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين - بمناسبة ذكرى رحي
...
-
آخر فرسان العصر- بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل رسول حمزاتوف
-
كتاب لكل العصور
-
ليلة القدر في الشعر الروسي ؟ - تنزّل الملائكة و الروح فيها .
...
-
تعليقات سريعة حول قضايا راهنة
-
ما بين التزوير و التضليل ... توضيح
-
طرطوس و المقاومة ... و عماد فوزي الشعيبي
-
أحلام = شيطانية = صغيرة
-
ديموقراطية .. غير شعبية - نص شبه أدبي
-
المواطن السوري ما بين الهم و القبح
-
تفاصيل صغيرة في قضايا كبيرة - من دفتر يوميات
المزيد.....
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|