أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناظم ختاري - إذن .. فعلها مجلس النواب ..!!















المزيد.....

إذن .. فعلها مجلس النواب ..!!


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:48
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عبرت في عدة مقالات نشرت لي ، حول إلغاء المادة رقم 50 من قانون انتخابات مجلس المحافظات ، والاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت اثر ذلك والحملات التضامنية التي وقفت إلى جانب حقوق الأقليات الانتخابية ، وثم المقترحات التي تقدم بها السيد دي مستورا والذي حاول جهده من أجل إعادة حقوق الأقليات إلى نصابها ، بعدما ضاعت بضياع المادة رقم 50 التي لم تكن منصفة هي الأخرى لحقوق الأقليات الانتخابية ، عبرت فيها عن قناعتي بأن الحقوق لا تعطى وإنما تؤخذ ، وأكدت فيها أكثر من مرة وبأكثر من صيغة ، إن العديد من الكتل البرلمانية ستخصص الكثير من جهودها كي لا تحصل الأقليات على حقوق متوازنة في انتخابات مجالس المحافظات ، وطبعا من منطلقات تعصب قومي وطائفي ، وبدافع العداء الأعمى لكل حق من حقوق هذه الأقليات الموغلة في أعماق تاريخ هذه البلاد ، أو اقتلاعها من أرض هذه البلاد نهائيا ، وأعتقد إن الهجرة الواسعة التي بدأها أبناء الأقليات في عهد الدكتاتورية البائدة والتي تضاعفت في ظل الظرف الحالية ، التي تهيمن فيها القوى الطائفية المتعصبة والقومية الشوفينية على زمام الأمور في العراق ، تسير بهذا الاتجاه ، وقد يكون من المفيد أن نذكر بأن مصيرها هو قريب إلى مصير يهود العراق الذين تم تهجيرهم قسرا في العقود الماضية عن بكرة أبيهم و بنفس هذه الأساليب القذرة ، مع اختلافات بسيطة .
إذ صوت مجلس النواب ، بأغلبية أصوات الحاضرين على تقزيم مقترح السيد دي مستورا ، والإبقاء على حقوق تمثيل رمزية للأقليات ضمن قانون انتخابات مجالس المحافظات ، وعلى مستوى عدد من المحافظات العراقية وهي البصرة وبغداد والموصل , فقد حدد التصويت الذي جرى أمس في مجلس النواب على مقعد واحد للمسيحيين في البصرة ومثله في محافظة بغداد وإلى جانبه مقعد وحيد للصابئة المندائية ، ومقعدا واحدا لهم في الموصل مع واحد للإيزيدية وآخر للشبك ، وهذا يعني في حقيقة الأمر تحجيم قانوني لتمثيلها في المؤسسات الدستورية للدولة العراقية وتهميش دور أبناء هذه الأقليات في صناعة القرار المتعلق بمصيرهم على مختلف الأصعدة ، في الوقت الذي كانوا يعانون من إقصاء حاد ، خلال الفترات الماضية على مختلف الصعد .
شخصيا لست مستغربا منما فعله مجلس النواب في هذه المرة ، ولا استغربت في السابق من غرائب أخرى ليس بينها وبين الجريمة ولو شعرة واحدة سوى التسمية ( القانون – الجريمة ) ارتكبها نفس هذا المجلس ، أو الأحزاب التي تتشكل منها كتله المتنفذة ، سواء خلال هذه الدورة البرلمانية الاعتيادية أي منذ الانتخابات العامة الأخيرة ، أو قبلها أثناء ولاية الجمعية الوطنية المؤقتة أو المجلس الانتقالي والأمثلة عليها كثيرة ولكن ليس هناك مجال لذكرها الآن ، لست مستغربا من مساعيها كونها وببساطة شديدة أحزاب طائفية وقومية تعبر عن نفسها بوضوح ، فمن الطبيعي أن تكون ولاءاتها إلى انتماءاتها وليس إلى الوطن الذي يتشكل من قوس قزح جميل وألوان عراقية زاهية من أقوام وأديان وطوائف مختلفة ، وليس هناك ما يشير إلى أنها تستطيع تبني مشروعا وطنيا قادرا على الحفاظ على هذا التنوع وحماية العراقيين جميعا بما فيهم أبناء الأقليات القومية والدينية ، ليس هذا فقط ، بل إنها مستعدة لأن تقذف بأي واحد من أبناء الأقليات في البحر لحساب هذا الولاء الطائفي أو القومي المتعصب والمتخلف .
على أية حال نحن أمام حقيقة واقعة ، تتكرر فصول السطوة على حقوق الغير على الدوام وبشكل يومي في كافة أنحاء العراق وعلى كافة مستويات مؤسسات الدولة العراقية ، التنفيذية منها أو التشريعية ، فالإجراءات والجرائم التي كانت ترتكب في السابق بحق أبناء الأقليات ، كانت عادة من غير غطاء قانوني ، كون القانون كان في الغالب مغيبا وغير ذي أهمية حتى بالنسبة إلى أخطر القرارات التي كانت تتخذها مختلف الحكومات التي تعاقبت على دفة الحكم في بلادنا المغضوب عليها ، كانت كلها تحصل بفعل المتنفذين فيها والذين كانوا يحاولون عادة إضفاء الطابع الاجتماعي عليها ، والذي لم ينجح كثيرا إلا في ظل الأوضاع الحالية الحرجة ، والتي تسعى فيها قوى أشرت لها ، إلى إضفاء الطابع القانوني عليها ما دامت هناك أرضية اجتماعية تحققت أو تتحقق لها ، وأعني بذلك العلاقة التي كانت تربط العراقي بالعراقي الآخر من قومية أخرى أو دين آخر أو طائفة أخرى ، لم تعد قائمة على أساس الانتماء إلى الوطن أو على أساس مبادئ التسامح والمحبة للأسف الشديد ، بينما تتسع يوما بعد آخر الفجوة بينهم ، والقوى الطائفية المتعصبة والقومية الشوفينية أصبحت تدفع بشكل أقوى في هذا الاتجاه .
إلا أنه وأمام هذا الوضع الذي يعتبر مأزقا متأزما لكل العراقيين ، وليس فقط لأبناء الأقليات ، ومحاصرة لدور القوى الوطنية والديمقراطية الحقيقية وتحجيما له ، ينبغي أن لا ندع ونترك المجال كي تمرر هذه القوى ، مخططاتها الرامية لإقامة دولة الميليشيات والعنف الطائفي والديني والتعصب القومي ، وهذه المسألة بقدر ما هي ضرورية للحفاظ على بقاء أبناء الأقليات في أرض الوطن وإيقاف مخططات تهجيرهم إلى خارجه ، فإنها تعد ضرورية أيضا للتصدي بهمة عالية لقيام دولة القانون والمواطنة ، البديل الحقيقي عن الهجرة الجماعية وترك البلاد للضواري ، كون عواقب هذه الهجرة ستكون وخيمة على أبناء الأقليات ومستقبلهم ، إذ يبلغ تعدادهم أو من تبقى منهم في الوطن أكثر من مليون ونصف مليون نسمة ، ليس من السهولة بمكان ، أن يحزموا أمرهم وهاجروا خلال شهر أو شهرين وإلى الأبد وينتهي الأمر، إذ أن هجرة هذه الأعداد تحتاج إلى سنين طويلة تفقد في سياقها حتى تماسك علاقاتها العائلية ، وتشكل عبئا ثقيلا وعميقا على تكوين أفرادها في الجانب النفسي ، علاوة على إمكانيات مادية هائلة مفروضة على أبناءها ، التي تستنزف كل طاقاتهم منذ أن بدأت الهجرة هذه تشتد بوتائر عالية .
ومثل هذا الأمر يفرض على القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية أن تدعو إلى رص الصفوف ، وترجمة الوقوف إلى جانب محنة الشعب العراقي التي تشكل محنة الأقليات جزءا معقدا منها ، إلى خطوات عمل حقيقية ، إذ ليس هناك من قوى بين مجموع القوى العراقية قادرة على تبني مشروع عراق القانون وعراق المواطنة وعراق الأمن والاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية ، غير هذه القوى الأنفة الذكر التي تفرض عليها وطنيتها ومحنة الشعب العراقي ، أن تتبنى مشروعا من أجل تضافر جهودها المشتركة مع جهود ممثلي هذه الأقليات وبقية القوى ذات المصلحة الحقيقية ، في المراحل الانتخابية القادمة ، لانتزاع الأغلبية البرلمانية من أيدي القوى الحالية ، وبهذا المشروع لوحده ، يمكن للشعب العراقي إيقاف المزيد من الانزلاق ، وتحرير العراق من الطائفية العمياء والتعصب القومي البغيض ، وانتزاع حقوقه كاملة .



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مام جلال .. تريد أرنب خذ أرنب .. تريد غزال خذ أرنب ...!
- لماذا أيتها الأقليات ، الإستحواذ دائما على حقوق المكونات -ال ...
- قانون انتخابات مجالس المحافظات وتوزيع الأقليات على مراتب
- النضالات الجماهيرية المطلبية كفيلة بعودة الحقوق دائما
- لا ديمقراطية دون صيانة حقوق الأقليات
- محطات من انفال به هدينان - المحطة العشرون
- محطات من أنفال به هدينان – المحطة التاسعة عشرة
- التخلف يتوسع ويتحدى ..والأفكار التقدمية تنكمش..!!
- وماذا بعد نكبة شنكال ..؟؟؟
- محطات من أنفال به هدينان – المحطة الثامنة عشرة
- مقتل دعاء الهزة الأعنف .. وقتل الأبرياء يعد الحلقة الثانية ف ...
- محطات من انفال به هدينان – المحطة السابعة عشرة
- المجتمع الأيزيدي يتعرض إلى مخطط خطير: ماهي مسؤولية الحكومة ا ...
- ما بعد أحداث شيخان ...لايجوز الإبقاء على ما قبلها ...حلول .. ...
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة السادسة عشرة
- محطات من انفال به هدينان - المحطة الخامسة عشرة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة الرابعة عشرة
- محطات من أنفال به هدينان - المحطة الثالثة عشرة
- محطات من أنفال به دينان - المحطة الثانية عشرة
- ماذا عن الميليشيات ..! أليست إرهابية ..؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناظم ختاري - إذن .. فعلها مجلس النواب ..!!