أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - بوش يتوعَّد العراق ب -القاعدة-!














المزيد.....

بوش يتوعَّد العراق ب -القاعدة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 09:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إنَّها لحظة الحقيقة، لحظة حسم الخيار، واتِّخاذ القرار، فالحكومة العراقية، التي بين مطرقة الداخل العراقي وسندان الخارج الأمريكي، أرسلت، قبل بضعة أيام من بدء الانتخابات الأمريكية، التعديلات التي تريد إدخالها على مسودة الاتفاقية الأمنية حتى يصبح تمريرها ممكناً في مجلس النواب العراقي على وجه الخصوص؛ أمَّا إدارة الرئيس بوش الراحلة عمَّا قريب فلن تردَّ إلاَّ بعد انتهاء تلك الانتخابات، التي في ضوء نتائجها يتحدَّد الرد، محتوى وشكلا.

حلفاء تلك الإدارة من العراقيين الحاكمين هم الآن منقسمون على أنفسهم؛ وبعض هذا الانقسام تريده وتستوجبه مصلحة إدارة الرئيس بوش في فرض "الاتفاقية" التي تريد على العراق، فها هو رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني يلبس لبوس ورقة ضغط أمريكية على حكومة المالكي وتعديلاتها المقترحة، فإذا لم توقَّع "الاتفاقية" بالصيغة التي تريدها تلك الإدارة فإنَّ البرزاني، الذي بدا الآن رئيساً لدولة منفصلة، على استعداد لقبول قواعد عسكرية أمريكية في الإقليم. وها هو يرحِّب باسم "برلمان وحكومة وشعب" إقليم كردستان العراق بإقامة تلك القواعد، وكأنَّ إدارة الرئيس بوش تقول عبره لحكومة المالكي، التي تريد التحالف مع أمريكا والعراق في آن، إذا لم توقِّعوا فإنَّ البرزاني، الصديق الصدوق للثنائي بوش وتشيني، سيستضيفنا، بوصفنا قواعد عسكرية، في أراضي إقليمه.

أمَّا إذا صحَّت تلك "المعلومات الصحافية"، وإنَّها صحيحة على ما أعتقد، فإنَّ إدارة الرئيس بوش قد اضطُّرت، "آسفةً"، إلى أن تقوِّض بنفسها حجَّة من أهم حججها لغزو العراق والاحتفاظ بوجود عسكري قتالي فيه، فإذا كان اجتذاب "الإرهابيين" من كل حدب وصوب إلى "المصيدة العراقية" لقتلهم واحداً واحداً، درءاً لخطر وصولهم إلى السواحل الأمريكية، ومقاتلتهم، بالتالي، هناك، هو من الحُجج الكبرى للغزو والاحتلال والقتال، فإنَّ تلك الإدارة، التي ما عادت تقيم وزناً حتى لمنطقها هي، لن تتردَّد في معاقبة حليفها المالكي لتخاذله عن "التوقيع"، بأنْ تترك العراق (وحكومته) نهباً لـ "الإرهاب" و"الإرهابيين"، وإلاَّ ما معنى قولها، بحسب تلك المعلومات، إنَّ عدم التوقيع يعني توقُّف الجيش الأمريكي عن المساعدة في "دحر أعداء العراق (المثل الأعلى في الحرية والديمقراطية)"، وعن مكافحة "الإرهاب"، و"القاعدة"، و"الجماعات الخاصة"، و"المتمردين الخارجين على القانون"، و"عناصر النظام السابق"؛ وتوقُّفه أيضاً عن تأمين الغطاء الجوي اليومي للعراق، والحماية البحرية للمياه العراقية على وجه العموم، ولميناء أم قصر، ولمرفأين لشحن النفط، على وجه الخصوص؟!

وهل أرادت إدارة الرئيس بوش من خلال غارتها الجوية المفاجئة على منطقة البوكمال السورية الحدودية أن تدفع سورية إلى خفض رقابتها الأمنية لحدودها مع العراق حتى يتدفق عبرها "الإرهابيون"، فتشعر حكومة المالكي، عندئذٍ، أنَّها قد غدت بين نارين، نار "الإرهاب" التي اتَّسعت إذ توقَّف جيش الاحتلال الأمريكي عن مكافحتها، ونار "التدخُّل السوري السلبي" ضدَّ "أمن واستقرار" العراق؟!

إنَّ إدارة الرئيس بوش لن توقِّع هي تلك الاتفاقية إذا ما أصرَّت حكومة المالكي على تضمين مسودتها تعديلات من شأنها أن تُلْزِم الولايات المتحدة الانسحاب العسكري التام من العراق بحلول نهاية عام 2011، وتقلِّل الحصانة التي يتمتَّع بها جنودها، وتَحُول بينها وبين اتِّخاذ العراق قاعدة لشن هجمات عسكرية على دولٍ مجاورة.

وبعد كل هذا التهديد الأمريكي لمعرقلي "التوقيع" من العراقيين "الأحرار، الديمقراطيين، الأسياد، الحلفاء"، يراد لنا أن نصدِّق أنَّ إدارة الرئيس بوش تريد اتفاقية تسمح للولايات المتحدة بإخراج جنودها، عمَّا قريب، من المدن والمراكز السكانية، وتسمح لها، بعد ثلاث سنوات لا أكثر، بالانسحاب العسكري التام من العراق، وبتقوية القوى الأمنية والعسكرية بما يسمح لها بالاستغناء التام عن خدمات الحامي الأمريكي!

أنْ تضطَّر إدارة الرئيس بوش إلى إطلاق كل هذا التهديد فهذا إنَّما يعني أنَّها تريد اتفاقية تخلع شرعية عراقية على هيمنة أمريكية (عسكرية وسياسية واقتصادية ونفطية) على العراق طويلة الأجل.

إذا تعذَّر على المالكي الاستخذاء لشروط ومطالب "حليفه" الأمريكي، وإذا ما فاز أوباما، فعندئذٍ لا شيء يمنع بوش قبل مغادرته البيت الأبيض من أن يًصْدِر أمراً لجنوده في العراق بأن يغادروا "الملعب"، ويتحوَّلوا إلى "متفرجين"، أو "مشاهدين للمباراة الجديدة" بين حكومة المالكي وأعدائها في الداخل، وبأن يتوجَّه بعضهم إلى الإقامة في قواعد عسكرية في "تشيكيا (أو بولندا) العراقية"، أي في إقليم كردستان العراق.

ولطمأنة تركيا، ونيل رضاها، قد يتعاون الأطراف الثلاثة (القواعد الأمريكية، و"دولة البرزاني"، وأنقرة) في تطهير المنطقة من حزب العمال الكردستاني التركي.

بوش، الذي يقول الآن في نفسه "فليأتِ الطوفان من بعدي"، قد يهدم "السدود" على نهري دجلة والفرات، مُطْلِقاً "الطوفان"، ومهيئاً، في الوقت نفسه، ما يشبه "سفينة نوح".

إنَّ أمريكا لا تملك من حُسْن المصالح والأهداف ما يَحْمِلها على البحث عن أصدقاء وحلفاء، فصديقها وحليفها (اللا إسرائيلي) إنَّما هو الذي لا يأكل، ولا ينام، ولا..، قبل أن يطلب منها الإذن بذلك، وقبل أن تأذن له!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرية الاقتصادية الإسلامية في حقيقتها الموضوعية!
- حملة غربية للسطو على السيولة العربية!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. تجربة شخصية!
- ما وراء أكمة البوكمال!
- عندما نعى بولسون -الإمبراطورية الخضراء-!
- -الرأسمالية المُطْلَقة-.. بعد الموت وقبل الدفن!
- -الاقتصاد الافتراضي- Virtual Economy
- العرب.. -يوم أسود- بلا -قرش أبيض-!
- قاطرة الاقتصاد العالمي تجرُّها الآن قاطرة التاريخ!
- .. وإليكم الآن هذا الدليل -المُفْحِم- على عبقرية الدكتور زغل ...
- رجل البورصة ماكين!
- ماركس!
- نهاية -نهاية التاريخ-!
- انفجار -السوبر نوفا- في -وول ستريت-!
- قريع ينطق ب -آخر الكلام في اللعبة-!
- -حقوق الإنسان-.. حديث إفْكٍ!
- الفاتيكان يجنح للصلح مع داروين!
- متى نجرؤ على اغتنام -فرص الأعاصير-؟!
- إنَّها دولة وحكومة -وول ستريت- فحسب!
- مِنْ آفات الكتابة السياسية اليومية!


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - بوش يتوعَّد العراق ب -القاعدة-!