أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - وديع العبيدي - الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلدَغ العراقيّ من جحر مرتين!)














المزيد.....

الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلدَغ العراقيّ من جحر مرتين!)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 09:03
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


من عناصر التمييز بين المجتمعات المتحضرة وغيرها المتخلفة، ان تحتل الفكرة مكانة التقديس والتأليه والجمود إلى درجة تجعل منها عائقا للنظر إلى الواقع والتعامل الجادّ معه بما يخدم مصلحة الانسان ويلبي احتياجاته الأساسية ويؤمن له الحدّ المقبول من عناصر المجتمع المدني اللائق في القرن الحادي والعشرين، وهي مختزلة وبعيدة عن العراق والفرد العراقي بُعد الثرى عن الثريا.
لقد وقع العراقيون ضحية كابوس خانق طيلة ما يقرب من أربعة عقود كان ختامه العودة إلى ما قبل المرحلة المدنية، وهذا أبعد مما قصده الرئيس الأميركي بوش الأب (vor-industrial age).
لقد كان من نتائج حربي الخليج الأولى والثانية (حربي ايران والكويت) تعطيل مقومات البُنى الارتكازية التحتية للمجتمع العراقي ممثلة في خطوط الماء والكهربة وخدمات الصحة والتعليم والتلفزة، وهي التي أهمل النظام السابق تصليحها لأسباب كثيرة تحت ذريعة سياسة العقوبات الاقتصادية الدولية وعدم تيسر قطع الغيار والامكانيات اللازمة لإعادتها إلى طاقتها الانتاجية الاصلية. ناهيك عن تغير اتجاه الدولة من التخطيط المركزي إلى الخصخصة وترك مقاليد كثير من الأمور والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية للفوضى والاستغلال.
ان معدل الخراب (كما ونوعا) الموروث من النظام والحكومة السابقة، مع انتشار الاهمال وعدم المسؤولية، حصل على زخم مضاعف مع واقع الغزو الأمريكي الدولي للعراق (مارس 2003) وقرار الأمريكان بتفكيك مؤسسات الدولة والجيش وتعطيل آليات النظام والقانون، مما برّر حملة السلب والنهب المحلي والدولي لمقدرات البلاد وامكانياته، ناهيك عن برامج تجاوزات شملت كافة قطاعات المجتمع العراقي ومقدراته قادتها جهات دولية واقليمية ومحلية ذات مرجعيات مختلفة، زاد من معدل الانحطاط والفساد والخراب الشامل في العراق.

بيد أن مبلغ العجز في الخدمات العامة والأساسية ، قفز قفزات مضاعفة مع مستوى نمو السكان في العراق، وبما يعني أن ملايين السكان الجدد بقوا بدون غطاء خدمات وحاجات أساسية، مما يشير إلى تداعيات أزمات متتالية تبدأ بالسكن والصحة والتعليم ولا تنتهي بالعمل.
رسميا وحسب التقارير الدولية يعيش الشعب العراقي دون معدلات الحياة الطبيعية وتحت مستوى الحدّ الأدنى لما يتمتع به الفرد في أكثر دول العالم تراجعا وفقرا. بالمقابل، وإزاء اليأس التام من الدولة والمؤسسات الاجتماعية عمل بعض الأفراد، فرادى أو مجتمعين في جماعات صغيرة (زقاق/ محلة، عائلة كبيرة أو عشيرة) على توفير ما يمكن الحصول عليه لتلبية حاجاتهم الفردية، أن مقدرة الانسان على (ترقيع) بعض احتياجاته الذاتية وحسب المبدأ البدائي (الحاجة أم الاختراع)، جعل بعض السياسيين ينظرون إلى الاستناء والطارئ على أنه قاعدة ثابتة، سمحت لهم باسقاط جانب من احتياجات السكان، من أولويات السياسة والمسؤوليات العامة، متناسين أن ما يتاح لفرد أو جماعة معينة بطريقة ما، لا يعني أنه متاح للجميع. كما أن معدل الاستفادة من حالة الفوضى والظروف غير الطبيعية السائدة ليس قاعدة عامة، والعكس هو الصحيح.
بعد هذا المدخل السريع والموجز، يأتي دور السؤال عن الأولويات وعن أولوية الأوليات؟..
*
لماذا صوّر البعض أن المشكلة الأولى في العراق هي سياسية والحاجة ماسة لعلاج سياسي؟..
لماذا وضع الأمريكان صورة الدكتاتورية في صدارة الاعلام لتبرير قرصنتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية التي لا علاج لها بغير (الدمقراطية) ؟..
هل هناك أرضية اجتماعية وسياسية مهيأة لتطبيق مبدأ (الدمقراطية والانتخاب)؟..
ألا يقتضي أن الفرد الذي يذهب للانتخاب أو الترشيح يتمتع بمفهوم (المواطَنة) جوهرا وإطارا؟..
أليس مهما أن يتمتع بحالة من الأمن والطمأنينة إلى جوانب حياته وحياة عائلته وأطفاله وعمله ومستقبله؟.. ألا يقتضي أن يكون في حال من الحرية والأمان في التفكير والتعبير الخاص بدون تهديد أو تلقين أو فتوى أو خوف وقلق، أو عصابات مأجورة على طول الطرقات تشير على الناس من ينتخبون وماذا يفعلون؟..
ان السؤال المبدأي الأول والأهم، هل يؤمن المرشحون والمنتخبون (الفاعل والمفعول به) بمبادئ الدمقراطية وحقوق الانسان والفرد والحريات، أم أنهم يتفننون في تسخير ذلك لأغراض الوصول إلى السلطة وتدجين المجتمع؟..
لقد كشفت ظاهرة الانتخابات والدمقراطية المزعومتين، عن المزيد من المساوئ والانخذالات واللا مسؤولية التي لم تكن ذاكرة العراق المعاصر بحاجة لها، ولغرض توفير المزيد من السوء والقباحة..
لذا أعلن رأيي في عدم حاجة العراق إلى (نكتة- مسرحية) جديدة للانتخابات والدمقراطية، والعراقيُّ الأصيل لا يُلدَغ من جحر مرتين يا عراقيُّ!!؟؟؟..
.....
العراق وأبناء العراق بحاجة إلى إدارة تكنوقراطية تأخذ على عاتقها أعباء اصلاح البنى التحتية وقواعد الصحة والتعليم والاقتصاد والأمن، وتوفير هواء نقي خالي من عفونة الشعارات ووسخ السمسرة والعبودية ونتانة الاحتلال والغزو والنهب الرخيص..
عندها فقط يمكن لابن البلد أن يشعر أن لديه بلد حقا، وانه يفخر بكونه مواطنا في هكذا وطن نظيف وعصري،
بعدها فقط يمكن التحدث عن عملية سياسية وبرامج انتخابية وماراثون أحزاب جديرة بنفسها وانتمائها العراقي..



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منفيون(14)
- مقامة نَسِيَها الواسطي
- منفيون(12)
- منفيون من جنة الشيطان
- منفيون(11)
- منفيون(10)
- منفيون(9)
- منفيون(8)
- منفيون..(6)
- منفيون.. (5)
- منفيون (4)
- (4)منفيون
- منفيون..(3)
- منفيون..(2)
- منفيّون..(1)
- الشاعر والعالم/ راهنية الشعر العراقي
- هادي العلوي و عصرنة (المشاعية)-
- الشخص الثالث في الملحمة
- رسالة إلى اليوم التاسع والعشرين من يونيو
- رسالة إلى أبي


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - وديع العبيدي - الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلدَغ العراقيّ من جحر مرتين!)