أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض النعماني - علينا أن نعلن الصمت














المزيد.....

علينا أن نعلن الصمت


رياض النعماني

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل ليلة أجلس مع الظلام نجادل ونتبادل- بكلام أسود- نخب الصمت العالي ثم ننهض بقامة دامية لعناق الفراغ واللاشيء، والجراح والخسارات التي لا يحصيها عدد.
أيهما الإله الحقيقي.. الرب أم هذا الوجع المستديم؟
لم يعد هنالك ما يغري بشيء حتى بالشتيمة، فالحياة صارت نوعاً من الروث.. آه.. أيتها البلاد – التي نحبها أكثر من الحب – اغفري عجزنا عن إنقاذك من براثن الخزي والبلاهة والأكاذيب واللصوص..

أعرف جيداً كم هي مريرة خيبتك المرة.. نحن مثلك بلا رجاء ولا أمنيات فالعدالة أضحت خيالاً ذهب مع زمن النبوءات والشعراء الذين يقتلون عند كل زهرة أو ساقية أو أغنية أو حلم – كم من البشاعة والقتل يحتاج القاتل كي يقتل امرأة بريئة – لحظتها سيصرخ الجمال ما أقبح هؤلاء.
إذا كانت المشيئة هي في محاربة النشوة.. فإنني أرفع صوتي عالياً:
لم أعد أؤمن بشيء، لأن الحياة احتفال بالجمال والفرح والنشوة فإنني أنحاز إلى سماوات الخمر.
الشعر والموسيقى والخمر والحب فرح وخلاص،.. بل هم الخلاص.
هم الطريق التي تترنح من الفرح وهي تستقبل خطوات القادمين إلى حلمهم وبهجتهم أكذوبة.. الله لم يقل بالعذاب، ولا بتقديس الدمع والدم والسواد، إنه الزمن الفاسد وإن توضئ عشرين مرة في اليوم.. أتساءل لم كل هذه الكراهية للحياة؟
وبعد هذه الردة الشاملة التي أعادت حياتنا إلى مستوى غرائزها الأولى.. كم نحتاج من القرون كي نتقدم خطوة واحدة نحو المستقبل ونحو الحضارة.
لم كل هذا القتل وهذه الأكاذيب؟
وبرغم كل هذه السنوات الطويلة التي يقال أنها عمري، فإنني أقف مذهولاً كطفل صغير أمام قدرة وسرعة هؤلاء الفائقة على السرقة والكذب والاحتيال.. سحقاً للمجاز والمخيلة الخلاقة ولمكتبة آشور بانيبال وللفكر الحي الذي أبدع مسلة حمورابي وملحمة الطوفان وكل العظمة التي في الخزف واللون.. سحقاً للرؤى الكبرى وللمعجزة والأسطورة والخلق العظيم.. فإن التاريخ يحكمه الجهلة والمشعوذون والنهابون والبلهاء والحواة.
دلََََََََََََني على لحظة واحدة شريفة قادت التاريخ والبشر إلى بياض الحقيقة.
المضحكات هي دائماً تعود وتعود لتستولي على المسرح وتملؤه بالجرائم والمهازل
أحسدك يا مظهر عبد عباس على رحيلك الوحيد والحزين والغريب
أحسدك يا هادي العلوي لأنك لم تشهد المأساة والمهزلة.. فماء الرافدين الذي تقدسه يدنسه الخنزير الأمريكي والذين يكذبون على الله
وطنكم يراد له أن يفنى أو يجلس شحاذاً على أرصفة العالم والغربات إنهم يا أصدقائي– علناً ودون حياء– يثيرون من أجله الشفقة.. صار النكرات يا أصدقائي يطلعون علينا في الشاشات الملوثة ويرددون (أخي العربي تبرع بجنيه واحد من أجل العراق)
(تبرع كي لا تتحول المرأة العراقية إلى عاهر)
يا للبشاعة والدناءة والسفالة!!
ليس تصوفاً يبلغ فيه الكلام مشارف الصمت و كتابة المحو وزهرة لوز الفراغ، بل هو الصمت اليومي.. الباهت.. البائس.. الذي يشبه بلادة حياتنا اليوم والذي علينا أن نرفعه بوجه هؤلاء الحمقى والكذابين والقتلة.
الشرف والضمير والكرامة ليست بضاعة تشتريها أو تستوردها الحكومات الفاسدة، لذا ودفاعاً عن زهرة الكرامة التي تدوسها أحذية الكلام البذيء الذي يرى في القاتل الذي يحتل الشارع والبيت ورائحة العرس وذاكرة التفاح والصباحات الغارقة في ضباب شواطئ الأنهار وساحة التحرير وشارع الرشيد.
الذي يسرق التاريخ الزاهر في تاريخ هذه البلاد– البلاد النعمى
الكلام البذيء الذي يجاهر ويقول– وبعقلية الديوث– إن القاتل الغريب الذي يحتل أرضنا شهيد عراقي بامتياز.. إننا ولكي نكون أعلى قليلاً من الحيوانات علينا أن نعلن الصمت والبراءة من هذا الكلام ومن الزمن العاهر الذي ينتجه كل يوم.
وأنت يا كامل شياع.. هل رأيت نقطة الحراسة القريبة من دمك وهي تفسح الطريق أمام قاتليك كي يسرعوا لأداء الصلاة.
يا كامل الجادرجي نحن بلا حرية ولا أحلام
نحن بلا فتوحات تروم السماء يا طه باقر
ولا تاريخ نحن يا حمورابي
وبلا ثقافة يا فيصل السامر ومحمد مهدي الجواهري وإبراهيم السامرائي
يا جواد السليم نحن بلا ذائقة
وبلا شجاعة يا سلام عادل
الأميون والمشعوذون واللصوص الجدد الذين يطلقون الرصاص على الجمال والموج والشموع والفطرة وفرح الإنسان ولا يخطئون
آه... متى تعلم هؤلاء واكتسبوا كل خبرة القتل والقبح هذه.



#رياض_النعماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم الركابي ... الكائن الشاسع
- الفريد سمعان هذه القامة التي لم تهُن
- الحب كله ايها الشاعر الجميل
- قضية يوسف المحمداوي
- غيبة جوري
- نقيق الضفادع


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض النعماني - علينا أن نعلن الصمت