أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


خرجت الباخرة من ميناء (port apapa )متجهة نحو أوربا حيث علينا أن نشحن سلعا مختلفة (cargo general ) من موانيء فرنسا وبلجيكا وألمانيا ثم سنبحر
ثم سنبحر نحو وسط أمريكا لنوزع هذه السلع المختلفة على موائيء كوسطا الريكا وكواطيمالا وبانما وآيتي والأندوراس وأخيرا سندخل ولاية
طيكساس من أجل ( reparacion ) . لم يكن بقاءنا بالموانيء الأروبية طويلا فخلال يومين نكون قد أنهينا مهمة الشحن.
خلال رحلتنا من نيجيريا نحو فرنسا وبعد إبحارنا بيومين فوجئنا بزنجيين من نيجريا كانا مختبئين داخل الباخرة ولم نكتشفهما إلا عندما غلبهما
الجوع فكشفا أمرهما مضطرين . كانا ينحنيان لنا كالعبيد ويطلبان منا ( chop chop ) على حد تعبيرهما . حضر القبطان فصار يعتدي عليهما
بالضرب صفعا وركلا فأثار غضبي بسلوكه الحيواني فتدخلت دفاعا عن الزنجيين وقلت له ( لا حق لك في الإعتداء على هذين الشخصيبن لأنهما
ليسا مجرمين إنهما يبحثان عن لقمة العيش التي عزت في وطنهما القذر . عليك أن تسلمهما لرجال الأمن في أقرب ميناء وقبل ذلك يجب تقديم
المساعدة لهما وإطعامهما . هذا ما يجب عليك أن تفعله ) إنتفض القبطان مزمجرا وغرمني خمسة لبرات لكنني حذرته من أن يفعل لأن ذلك سيكون
له ردة فعلي . سأل عن النادل ( فارس ) وأمره بإطعام الزنجيين خارج المقصف كالكلاب حسب تعبيره . لكنني أسرت لرفيقي ( فارس ) أن يقوم
بإطعامهما داخل المقصف كسائر البحارة وأنا أتحمل مسؤولية ردة فعل القبطان. فقام( فارس) بإطعامهما كما أمرته . فعلم القبطان بذلك عن طريق
أحدهم وحضر من جديد مزبدا مرغدا موجها إلي سؤاله ( من هو القبطان ؟ أأنت ؟ ) قلت له بأن هناك قانون يحكم الجميع بما في ذلك كلينا . هذين
الزنجيين رغم بشرتهما السوداء فهما مثلنا بشر وعليك أن تتصرف وفق القوانين والأعراف الإنسانية . حينئذ قال ( أنت مفصول من العمل في أول
ميناء ترسو فيه الباخرة ) . ثم انصرف وبينما هو ذاهب إلى مكتبه افهمته بأن عليه أن يدفع حسابي ويسدد تذكرة السفر إلى وطني وكذلك الشأن
بالنسبة لرفيقي . لكن ما هدد به لم ينفذ تماما . الزنجيان بقيا بالباخرة يشتغلان كالحمير وأجرتهما تدخل جيب القبطان. وكانا راضيان بذلك . أما نحن
لم يستطع فصلنا من العمل لأنه بفرنسا لن يجد من يعوض منصبينا ولا ببلجيكا ولا بألمانيا لأن موانيء هذه الدول تكون مملوءة عن آخرها بأحسن
البواخر والبحارة مطلوبين حتما . فالتزم القبطان الصمت كمالو أن شيئا لم يكن . كما أن التهديد باقتطاع الغرامة أيضا لم ينفذ . وبالمقابل صرت بعد
الحدث أتمتع باحترام إضافي وخاص من لدن جميع البحارة باستثناء بحار عجوز يوناني كنت قد شتمته سابقا لأنه أخطأ في حقي بدون مبرر.
كان البحارة يحبونني والمهندس الأول كذلك حتى أنه لم يكن يتفقد الساعات الإضافية التي كنت أقدمها له ولم يكن يطلع عليها حتى. وكنت أتوصل
بمستحقاتها دون أن أؤدي خدمات بهذا الخصوص إلا نادرا .
صارت الأمور على المنوال الذي يروقني وازداد نفوذي بالباخرة ( أقصد النفوذ المعنوي ) وفي ميناء بلجيكا نزل شخص يوناني لأسباب لم
أعرفها وبقي مكانه شاغرا ( فايرمان ) فعوضت - فارس - به بعد أن لقنته دروسا في الحرفة وكنت أظل بجانبه إلى أن تمكن من أمره .
وفي مدينة ( هامبورك الألمانية ) تم شحن أخر حمولة بالعنبر الأخير وخرجنا في اتجاه المحيط الأطلسي وكان ذلك بالنسبة إلي المرة الثانية
التي أقطع فيها هذا المحيط العملاق . ولما كانت الباخرة جيدة وكبيرة الحجم ولما كان الفصل صيفا فقد كانت الرحلة رائعة بلا مشاكل تذكر.
- يتبع



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا -6-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا / 7 /
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 3-
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- ا لله
- غرام الذباب
- أنا الأرض أنا التراب
- أوراق من الواقع
- حمائم الحنين
- ثرثرة داخل كلوب المغرب التطواني
- الرائحة
- مأساة العراق
- الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا
- العراء
- هرا ء
- إعتقال للمدينة
- بكاء الروح
- الآن


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا- 8-