أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات محسن الفراتي - انفراج في أزمة مسيحي الموصل















المزيد.....

انفراج في أزمة مسيحي الموصل


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


www.alyasery.com
احتلت قضية العنف و التهجير القسري ضد (مسيحي الموصل) في الأسابيع الماضية صدارة صفحات الصحف و عناوين الإخبار العالمية .. فالقضية فضلاً عن بعدها الإنساني تحمل ابعداداً خطيرة أخرى ، تتعدى الخارطة العراقية لتلقي ظلالها على الشرق الأوسط عموماً .. الأزمة التي سارعت الحكومة
العراقية لاحتوائها خلفت الكثير من التداعيات ، وفتحت بعض الملفات المستترة حول واقع الديانات في العراق .. و التميز الغير مباشر الذي يعانوه على الرغم من كفالة الدساتير العراقية كافة لحقوقهم كمواطنين كاملي المواطنة.
استهداف منظم

استهداف المسيحيون في العراق .. لم يكن وليد (قضية الموصل) بل ابتدأ .. مع انطلاق الأعمال الإرهابية في البلاد في النصف الثاني من العام 2003 .. فقد تعرض المسيح في مناطق بغداد الساخنة للقتل و التهجير و جرى إحراق وتدمير عبر السيارات المفخخة لعدة كنائس في بغداد .. وقد كان تنظيم القاعدة الإرهابي قد أعلن مراراً وعلى لسان زعيمه المقتول (الزرقاوي) على وجوب قتل الشيعة و الأكراد و المسيح و الايزيديون في العراق !

مسيح العراق المتواجدون في مختلف مدن العراق ، عندما داهمهم خطر الإرهاب واستهدافاته المباشرة التجئوا إلى معقلهم في قرى الموصل شمال العراق ، فهذه المنطقة تمثل معقلاً تاريخياً للمسيحية في العراق .. فأصول المسيحية هناك ترجع إلى بداية الميلاد والمسيح العراقيون يمثلون واحداً من أقدم مكونات الخارطة السكانية في العراق .. إلا إن عراقتهم العراقية لم تشفع لهم عندما استهدفهم الإرهاب .

الإرهاب هذه المرة هاجم المسيح في معاقلهم .. وضربهم بشدة ، وعمل على تهجيرهم قسرياً وبشكل منظم ومكثف ففي اقل من أسبوع واحد ترك الموصل ما يقارب الألف عائلة مسيحية متجهين لقرى بعيدة أكثر امناً .

وزير الدفاع العراقي ولدى وصوله للموصل ، وتسلمه لملف القضية مباشرتاً صرح إن استهداف المسيح كان منظم ومدروس و مباشر .

الاستهداف الذي ابتدأ بأعمال عنف قتل فيها احد عشر مدني مسيحي مع إضرار عمدي بالممتلكات .. سبب حالة من الهلع للعوائل المسيحية الأخرى فبادرت بنزوح جماعي سريع حذراً من الموت



روايات عديدة

على الرغم من بعد مسيحي العراق عن المحفل السياسي و الحكومي في البلاد لدرجة تشعر من شدتها بأنهم ضحايا تمييز حقيقي .. إلا إنهم كانوا و لازالوا ملفاً يتلاعب به الكثير من اللاعبين على الأرض العراقية ، و بالتأكيد فهم لا يجنون من المتاجرة بهم سوى الخسران دوماً .

مؤامرة كبيرة وخيوطها تتشعب في أكثر من قطر عربي مجاور حيكت ضد مسيحي العراق في العام الثاني من التغيير أي العام 2004 ، عندما قامت بعض الدول الأوربية و الأمريكية الشمالية التي تربطها علاقات اقتصادية ببعض الدول الخليجية بفتح التسهيلات و توفير حقوق التجنس لمسيحي العراق حصراً .. بالتزامن مع الهجمة الإرهابية البربرية الشرسة ضدهم .. هل هي أهداف إنسانية أم مخطط لإفراغ العراق من سكانه المسيحيين ؟

الحكومة العراقية على الرغم من تعاطيها الايجابي مع كل قضايا المسيح في العراق إلا انه و في العام الماضي اثار كتاب رسمي موقع من الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي ضجة كبيرة ، عندما استخدم عبارة (الجالية المسيحية) .. ولكن العراقيون في تلك الحادثة برهنوا على تآخيهم العميق عندما نددوا بهذا الكتاب معلقين إن المسيح مواطنون اصلاء في العراق و ليسوا جالية فيه ، مؤكدين عمق الأواصر على المستوى الشعبي .

الضغط على مسيح العراق استمر بين مؤامرات التهجير المنظم وضربات الإرهاب المجرمة .. إلا إن رواية أخرى اثيرت حول ما حصل اخيراً لمسيح العراق وعلى لسان احد أعضاء القائمة العراقية الوطنية في مجلس النواب العراقي المرشح عن مدينة الموصل (اسامة النجيفي) الذي اتهم الأكراد علناً بالعمل على تهجير مسيح الموصل رغبة في السيطرة على أراضيهم لضم سهل الموصل إلى حدود إقليم كردستان .. وهذا بطبيعة الحال ما نفاه الأكراد بشكل قطعي معبرين إن المسيح أخوان لهم .

كما إن الأزمة التي أثيرت قبل أسبوعين حول تمثيل الأقليات في مجالس المحافظات و التي كان المسيح من المتضررين قانونياً منها .. جعلت البعض من المراقبين يربطون بين الحدثين معبرين برواية أخرى إن ما جرى لمسيح الموصل ليس إلا عامل انتخابي أو لاسميه بعبارة أوضح قد تكون جديدة على القاموس السياسي (إرهاب انتخابي) .

ردود و إجراءات

لعل احد أسوء المظاهر التي رافقت الأزمة التي مر فيها مسيح العراق .. ردود الفعل الخجولة من قبل الجهات الدولية و الإقليمية و حتى بعض المحلية .. فلم نجد سوى الاستنكارات و الإدانات وما شابه من الشعارات ..إلا إن موقف الحكومة العراقية كان الأكثر ايجابية من خلال التحرك السريع لاحتواء الأزمة و على خطين امني و إنساني .. وسط غياب أي دعم إنساني دولي أو إقليمي للعوائل النازحة .

الحكومة العراقية سارع بإرسال قوات مسلحة عراقية مكثفة للموصل وخاصة للمناطق التي شهدت أعمال عنف .. ثم سرعان ما توجه وزير الدفاع العراقي (عبد القادر محمد جاسم) مع كبار قادة الجيش للموصل .. وخلال أسبوع جرى اعتقال الكثير ممن عملوا على التهجير المنظم للمسيح ، وقد أعلنت الحكومة العراقية على لسان وزير الدفاع أول أمس إنها اعتقلت العقول المدبرة للتهجير و هم أربعة إرهابيين احدهم سوري الجنسية.

وزير الدفاع العراقي زار المناطق التي نزح لها المسيحيون و التقى بالعوائل و الزعامات الدينية وقدم وعداً بالعودة السريعة لمنازلهم و حمايتهم الدائمة .. كما عبر مستشار الأمن القومي العراقي (موفق الربيعي) إن الإجراءات اكتملت لإعادة المسيح إلى مناطقهم التي نزحوا منها .. وموفرة الأمن اللازم للسكان و للمشاركة في الانتخابات القادمة .

الزعماء الكنسيون في الموصل عبروا لدى استقبالهم لكبار موظفي الحكومة العراقية الذين زاروهم مؤخراً للاطمئنان على واقع العوائل المسيحية المهجرة ، بأن مسيح الموصل يعانون في موضوع منفصل من أزمة اقتصادية .. وخاصة و إن اغلبهم لا يجدون وظائف بمؤسسات الدولة الحكومية .. وطالب أباء الكنيسة الحكومة العراقية بالسعي لتوفير الوظائف للمواطنين المسيحيون في أجهزة الدولة .

إنسانيا .. سارعت وزارة حقوق الإنسان العراقية بتقديم معونات مالية و عينية كبيرة للعائلات النازحة ، لصعوبة الواقع الإنساني الذي تعانيه بعد ا ن تركت كل ما تملك خلفها هاربة من شبح الإرهاب .

سكان مدينة الموصل عموماً عبروا عن رفضهم لما ارتكب ضد أخوانهم المسيحيون .. ووعدوا بحمايتهم و الاستمرار بحرب العصابات الإرهابية .. كما خرجت عدة مظاهرات في الموصل و كركوك ومدن شمالية تندد بما حصل لمسيح الموصل .

هذا ويشير بعض المراقبين إن الأزمة التي حلت بمسيح الموصل ، وما سبقها من أزمة تمثيل الأقليات فتحت ملفات التمييز المستتر الذي تتعرض له الأقليات الدينية في العراق .. مطالبة الحكومة بالسير على أساس الدستور الذي بني على المواطنة الكاملة لكل العراقيين...



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصبت يا مصطفى العمار .. فالعراق بحاجة الى فن اخر
- الالوسي في إسرائيل مجدداً
- انتهى عصر الوئد وعصر الجواري و دخلنا عصر تفجير النساء
- التقارب الاقتصادي العراقي - الياباني
- الشوفينية بين الدلالة السياسية والمصطلح
- الإعلام الغربي .. لا يعكس حقيقة ما يجري في العراق
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الرابعة)
- نحو مصالحة سياسية عراقية (الحلقة الثالثة)
- الحضارة الإنسانية بين التحطيم والضياع (الحلقة الثانية)
- نحو مصالحة سياسية عراقية الحلقة الثانية
- الحضارة الانسانية بين التحطيم والضياع
- نحو مصالحة سياسية عراقية
- كي يستفد العراق من تجربة لبنان
- المصالحة الوطنية اللبنانية في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف
- إلى لجنة الرياضة و الشباب .. ليست حقوق الرياضي فقط بل أنها ح ...
- دعوة إلى ساسة العراق ... لنضع الشماعات جانباً
- المصالحة اللبنانية .. وتدارس الاخفاقات
- عامان جديدان
- دعوات المصالحة بين الرواج و الطموح
- الأعمار ... عصا العراق السحرية


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فرات محسن الفراتي - انفراج في أزمة مسيحي الموصل